الفصل 21
الفصل 21: رفقاء الغرفة
«حسنًا، قبل أن نخلد إلى النوم، هيا نغني نشيد المدرسة معًا» رفع دَمبلدور عصاه ونقر بها بخفة، فطفا أمام الجميع نص مكوّن من أشرطة ذهبية ملتوية
ظهر أيضًا أعضاء جوقة هوغوورتس، ومن بينهم العريف الواقف إلى جوار ألبرت، وكان عدة من أفراد الجوقة في الصف الأمامي يحملون ضفادع كبيرة في أيديهم
ومع تلويح دَمبلدور بعصاه، بدأ جميع المعلمين والطلاب يغنون النشيد كلٌّ على إيقاعه الخاص
انضم ألبرت، يفتح فمه ويغلقه كأنه يغني هو أيضًا
لا حيلة لي في الأمر، فالأغنية طفولية جدًا، والمحزن أيضًا أن الأساتذة في مقاعد التدريس كانت وجوههم جامدة بوضوح، كأنهم يغنون على مضض
لا بأس إن كان الأمر للأطفال فقط، لكن من المعيب حقًا أن ترى مجموعة من البالغين يغنون نشيدًا كهذا
«هوغوورتس، هوغوورتس…» بجوار ألبرت، كان الشقيقان ويزلي الظريفان يغنيان على لحن «المارش الجنائزي»، لكن إيقاعهما خرج تمامًا عن بقية المجموعة، فجعلا عدة مستجدين حولهما ينظرون إليهما شزرًا
«…سندرس بجد حتى نصير ترابًا» وبعد انتهاء الأغنية، ظل الاثنان يكملانها ببطء، فداهم ألبرت خاطر بأن يغطي وجهه متظاهرًا أنه لا يعرفهما
بعد أن انتهى المقطع الأخير، طلب دَمبلدور من الجميع العودة للراحة
انتهى حفل الاستقبال أخيرًا، واندفع الجميع إلى الخارج فتكوّنت زحمة مرور في لحظة
والآن فهم ألبرت بعض الشيء لماذا وُضع القادمون الجدد في المقدمة
إن تبعتَ طلاب الصفوف الأخرى، قد تهيم في طريق خاطئ، تخيل طالب جريفندور يتبع مجموعة الخطأ فيصل إلى غرفة هافلباف المشتركة، ثم يكتشف أنه في المكان غير الصحيح، يا له من مشهد لا يُحتمل
«أيها الجدد، اتبعوني» كان من يقود مستجدي جريفندور هو العريف، نفسه الذي أدى على المنصة للتو
قادهم عبر الزحام الصاخب، وخرج بهم من قاعة الطعام، وصعد بهم الدرج الرخامي، متفارقًا عن مستجدي الكليات الأخرى
سارت مجموعة المستجدين خلال الممرات وداروا في أرجاء القلعة، من غير أن يسلكوا السلالم المتحركة الأسطورية
تُعلَّق في الردهة صور كثيرة، وكان أصحابها يتهامسون حين يمر بهم المستجدون، وبعض الصور يحيّيهم
يقود العُرَفاء المستجدين عبر القلعة، ولن تتوقع أين يكون المدخل
ثمة باب خشبي مغلق أمامهم، لكنهم عبروا الباب الحجري المقابل، وبعض الأبواب لا تُفتح إلا إذا لمست الموضع الصحيح، وبعضها مخفي خلف ستائر أو لوحات، لكن الأسوأ ليس هذا، إذ توجد درجة فخّ، تبدو كالسلم العادي تمامًا، لكن عند درجة بعينها عليك أن تخطو فوقها، وإلا ستغوص قدمك فيها
إنه كابوس للقادمين الجدد
«هل أنت بخير» مدّ ألبرت يده وجذب لي جوردان إلى الخارج
قال لي جوردان بضيق: «لا، لقد فزعت فحسب. لا أفهم لماذا في المدرسة كل هذه الأشياء العجيبة»
قال أحد التوأمين: «أظنها مضحكة، أليس كذلك يا جورج»
قال الآخر: «وأنا كذلك»
شرح ألبرت: «هذه تجهيزات دفاعية متبقية من الماضي، وصارت الآن سمة بارزة لهوغوورتس، هيا بنا، لا أريد أن أضل الطريق»
بعد أن ساروا زمنًا لا يُعرف كم طال، حتى بدأت ساقا ألبرت تؤلمانه، بلغوا أخيرًا الطابق الثامن، وعبروا رواقًا طويلًا حتى نهايته، حيث تعلّق هناك رسم لسيدة ثرية جدًا، ولا شك أنها السيدة البدينة الأسطورية، حارسة برج جريفندور
سألتهم: «كلمة السر»
قال العريف: «هراء» فانفرجت اللوحة كالباب، كاشفةً ثقبًا دائريًا من خلفها
لم يندفع إلى الداخل، بل التفت إلى القادمين الجدد وقال: «عليكم حفظ كلمة السر، لا يمكنكم دخول الردهة إلا بعد أن تقولوا للسيدة البدينة كلمة السر
وكلمة السر الآن هي “هراء”»
ثم قاد الجميع عبر الفتحة في الجدار، فهناك غرفة جريفندور المشتركة
كانت قاعة قديمة كبيرة مستديرة، فيها كثير من الأرائك، وفي أحد الأركان كانت مدفأة تتوهج بنار هادرة، وبجوارها كومة كبيرة من الحطب، وجلست بضعة أشخاص على الأرائك يتسامرون، ولمّا دخل القادمون الجدد نظروا إليهم ولوّحوا لهم
قال العريف: «أنتم محظوظون، غدًا السبت، أي لا توجد حصص، وهذه فرصة نادرة، أقترح أن تستغلوا هذين اليومين للتعرف إلى القلعة، فبيئة القلعة أعقد مما تتصورون، وإن لم تريدوا الضياع فالأفضل أن تعرفوا بسرعة أين تقع الفصول»
ثم أشار إلى بابين وقال: «الفتيات من ذاك الاتجاه، الفتية معي»
وبعد أن حيّا عريفَة أخرى، قاد ألبرت ومجموعته إلى باب آخر، ونزل بهم الدرج الحلزوني الضيق، وصادفوا أبوابًا كثيرة في الطريق، وكان يعرّفهم بغرف المستجدين ودورات المياه والحمّامات
وبالطبع، المراحيض والحمّامات مشتركة، لكن لحسن الحظ أن في الحمّامات أكشاكًا منفصلة
أما غرفهم الخاصة، فعليهم أن يعثروا عليها بأنفسهم، وهناك علامات أسماء خاصة على الأبواب
اقتسم ألبرت والتوأمان ولي جوردان الغرفة نفسها، ولم يكونوا سوى أربعة
لم تكن الغرفة كبيرة، فيها أربعة أسِرّة ذات ستائر، وقد وُضع متاع كل واحد بجوار سريره
عثر ألبرت على حقيبته بسهولة، وكاتمًا تثاؤبًا أخرج منامته وبدّل ثيابه
قال ألبرت مبتسمًا وهو يحيّي الثلاثة: «أرجو تعاونكم في الأيام القادمة»
فأجابوه معًا: «ونحن كذلك» وتبادل الأربعة النظرات ثم انفجروا ضاحكين
قال ألبرت وهو يخرج آلة تصوير من حقيبته ويتراجع إلى الباب ليلتقط صورة للمهجع: «غدًا سأستكشف القلعة، أتودّون المجيء»
قال التوأمان معًا بعد أن تبادلا النظرات: «بالطبع، لا تنسَ أن توقظنا صباحًا»
وسأل الثلاثة لي جوردان بنبرة واحدة: «وأنت»
قال الفتى ذو البشرة السمراء بوضوح إنه لا يريد الوحدة: «بالطبع، سنذهب معًا»
«تصبحون على خير»
تمدّد في فراشه وكان واضحًا أنه نعسان جدًا، لكنه لم يستطع أن يغفو، فدائمًا ما يُصاب ألبرت بالأرق حين يبيت في مكان غريب
أما الآخرون فلم تكن لديهم المشكلة نفسها، فبعد أن أكلوا وشربوا استغرقوا في نوم عميق بعد برهة قصيرة من الاستلقاء
استدار ألبرت على جانبه وفتح لوحة مهامه، وكان تقدّم الاستكشاف قد بلغ 3%
تساءل كم مهارة سيحصل عليها إن جاب القلعة غدًا، فقلب قائمة مهاراته مرة أخرى، وكانت تمتد على عدة صفحات
معظم التعاويذ في المستوى 1، والقليل منها لم يُتقَن بعد
وعندما نظر إلى تلك المهارات التي ما زالت في المستوى 0، داهمته رغبة في إنفاق الخبرة لرفعها إلى المستوى 1
هذه عادات سيئة خلّفتها ألعاب الماضي، إذ أعتاد ترقية كل مهاراتي إلى الحد الأقصى
أخذ ألبرت نفسًا عميقًا وأغلق اللوحة لئلا يبدّد بلا قصد كل الخبرة التي جمعها بمشقة، فهذه الخبرات ستكون مرتبطة بحياته القادمة
غفا ألبرت على غير وعي وحَلِم، حلمَ أنه يقرأ كتابًا في حياته السابقة، وكان يذكر أنها كانت أول مرة يقرأ فيها «هاري بوتر»
«أكل هذا حلم»
كلا، ليس حلمًا، كان قد تأكّد مرارًا في اللحظة التي فتح فيها عينيه من جديد بعد موته
هذا ليس حلمًا
دائمًا ما أشعر كأني كاتب رواية معجبين، أبتكر رواية معجبين أخرى تخص «هاري بوتر»، لكن هذه المرة لا أستطيع أن أتصرف ككاتب بلا قيود وأصف محتوى روايتي
آه، التظاهر بالتميّز داء