الفصل 147
الفصل 147: إنقاذ غير موثوق
فعّال
حين رأى ألبرت أن تعويذة الرقص أحدثت أثرًا عجيبًا في العنكبوت العملاق ثمانيّ العيون تنفّس الصعداء وأكمل إلقاء تعويذة الرقص على العنكبوت الذي أمامه
ومع أن فقدان السيطرة على ساقين يؤثر في حركة العنكبوت العملاق فإنّه اندفع نحو ألبرت محاولًا تمزيق الفريسة التي أمامه إلى أشلاء
كان ألبرت مستعدًا، فعندما اندفع العنكبوت العملاق نحوه أطلق بسرعة «الحماية الشاملة» لينشئ حاجزًا واقيًا، فاصطدم العنكبوت التعيس بالحاجز غير المرئي وارتد مباشرة بعيدًا
هذه المرة سقط العنكبوت سقوطًا موجعًا، ولأن عدةً من أرجله مُسَّت بتعويذة الرقص فقد ظلت تهتز بجنون ولم يستطع أن ينهض من على الأرض فورًا
رفع ألبرت الحاجز في الحال وواصل إلقاء تعويذة الرقص على العنكبوت العملاق ما دام لا يزال يتخبط
وبعد أن أصابته عدة تعاويذ رقص وجد العنكبوت العملاق الذي نهض للتو أن أرجله الثماني خرجت عن السيطرة تمامًا، كأن أحدهم يلبس زلاجات جليد، وظلت أرجله تهتز حتى سقط على الأرض، وكان المشهد مضحكًا لبعض الوقت
تمتم ألبرت العناكب قطعًا لا تصلح لرقص النقر ثم تراجع بضع خطوات وبدأ يصب كل تعاويذ الهجوم التي يعرفها على العنكبوت العملاق ليخلّص هذا العنكبوت المضحك تمامًا ويتجنب إحراجه أمام رفاقه الآخرين
في الواقع لم يكن تعامل ألبرت مع الأكرومانتيولا سهلًا كما تخيّل، فالأكرومانتيولا يُعتقد أنها مخلوقات سحرية ربّاها سحرة قدماء، وهي شديدة المقاومة للسحر، ولا تؤثر فيها التعاويذ العادية إلا قليلًا
وفوق ذلك كانت تُستخدم بعد خلقها لحراسة منازل السحرة أو كنوزهم، لذا فهي بارعة جدًا في مطاردة اللصوص بهدوء
والتصدي لمثل هذا الوحش وجهًا لوجه يحتاج إلى بعض الشجاعة، وحتى السحرة البالغون ليسوا بأفضل حالًا من ألبرت عندما يواجهون هذه العناكب الكبيرة
فليس كل السحرة يستطيعون استخدام الحاجز الدفاعي بسلاسة كما يفعل ألبرت
للتعاويذ مستويات صعوبة مختلفة أيضًا
فتعويذة الضوء الشائعة واحدة من الأسهل إتقانًا، ورفعها إلى المستوى 2 أسهل بكثير من غيرها من السحر
هذه التعويذة كثيرة الاستعمال وسهلة الإحكام
أما تعويذة الدروع الحديدية المفيدة جدًا فصعوبتها متوسطة، ونسختها المتفرعة «الحماية الشاملة»
ومستوى تعلمها أصعب بوضوح من الأولى
إحدى فوائد زيادة النقاط عبر النظام أنها تُمكّن ألبرت من إتقان تلك الأسحار الصعبة بسهولة واستخدامها بمهارة، وكلما علا مستوى المهارة ازدادت قوة السحر واتسعت حِيَله
وهذا يُسقط الحاجة إلى الاستكشاف والتجريب الطويلين للسحر
تمتم ألبرت بأسف وهو يتفحّص الوحش أمامه يا للخسارة، يا لإهدار الفرصة إذ يعرف أنه يمكن استخلاص سمّ الأكرومانتيولا منه، وهو سائل ثمين جدًا قد يساوي 100 غالون للرُبع لتر، وأكثر في السوق السوداء
لكن ألبرت كان يعلم أنه لا يملك الجرأة ولا القدرة على التعامل مع العنكبوت العملاق ثمانيّ العيون هذا أمامه
لا بأس
شعر ألبرت بالأسف لضياع مبلغ كبير من الغالونات، ففتح لوحة المهام واختار إتمام «الهجوم الغاضب»، ثم رفع «تعويذة طرد العناكب» مباشرة إلى المستوى 2 في لوحة المهارات
إن شعور إضافة النقاط مدهش حقًا، فالمعرفة تظهر من العدم
أغمض ألبرت عينيه واستعاد بعناية المعلومات عن تعويذة طرد العناكب التي ظهرت في ذهنه، ثم رفع عصاه ولوّح بها برفق نحو الأكرومانتيولا الممددة قائلًا
أرانيا إكسوماي أرانيا أيتِمي
أصاب ضوء سحري مبهر العنكبوت العملاق ثمانيّ العيون فطار في الحال بعيدًا وخلفت التعويذة جروحًا خطيرة في جسده
قال ألبرت هذه التعويذة أضرارها في أقصاها بحق إنها بحق تعويذة مصممة خصيصًا للعناكب
وبعد أن أتقن تعويذة طرد العناكب شعر ألبرت بقدر أكبر من الثقة، فعلى الأقل لن يشعر بالتقييد وهو يواجه العنكبوت العملاق
تمتم انتظروا قليلًا، سأقلب الموازين عليكم جميعًا
كان ألبرت على وشك التحرك ثم توقف مرة أخرى لأنه وجد مهمة جديدة ظهرت على لوحته
صياد العناكب
لم تكن طيب القلب قط، ولن تغفر للضخام السود الشعِرة الذين يريدون أكلك، اهزمهم أو اقتلهم، ودَعْهم يعرفون مَن الذي لا ينبغي لهم العبث معه
التقدم الحالي 0/20
المكافأة 10,000 نقطة خبرة، غرض زجاجة واحدة من سمّ الأكرومانتيولا، لقب صياد العناكب، سمعة العالم السحري +200
بعد أن أنهى ألبرت قراءة المهمة ارتعشت عضلات وجهه قليلًا، فهذا النظام حقود حقًا
نعم هذا صحيح
فهو رجل صالح، فلماذا يحمل الضغائن
قال ألبرت يايا علينا أن نغادر ثم قرفص ومسح بيده على رأس يايا قائلًا بهدوء عليك أن تساعديني في ترصّد ما حولنا وألا تدعي تلك العناكب الكبيرة تفاجئني
وهذا ما كان ألبرت يقلق بشأنه في تلك اللحظة
ولحسن الحظ، مع أن الكلبة يايا جبانة، فإنها يقِظة جدًا، وتُطلق إنذارها في اللحظة الأولى دائمًا
مشى ألبرت وفانغ أبعد قليلًا حتى صادفا ساحة مكشوفة، فتردد لحظة ثم رفع عصاه وأطلق شرارات خضراء إلى السماء
في تلك اللحظة أضاءت شرارات الليل في الغابة الممنوعة
وما إن اشتعل اللهيب الأخضر حتى رفعت كائنات كثيرة في الغابة الممنوعة رؤوسها نحو الجهة التي ارتفعت منها الشرارات
كانت مغامرة ألبرت مجدية، فقد أضاءت شرارات حمراء فوق الغابة
وكان فريد وجورج قد أدركا أيضًا أن أحدًا قادم لإنقاذهما، فأطلقا شرارات حمراء ليَدُلّا الأساتذة المنقذين على موضعهما
ولسوء الحظ فقد أخطأ التوأمان، فمَن جاء لإنقاذهما لم يكن أساتذة المدرسة، بل زميلهما وصديقهما الحميم ألبرت أندرسون
في تلك اللحظة واجه ألبرت بعض المتاعب هو الآخر، فكلما توغل في الغابة ازداد عدد العناكب العملاقة ثمانيّة العيون التي يصادفها
أرانيا أيتِمي
مع انطلاق تعويذة طرد العناكب أضاء ضوء أبيض آخر الغابة المظلمة، فاندفع عنكبوت آخر مطروحًا بتأثير التعويذة، وسقط أرضًا ولم يَعُد ينهض
تمتم ألبرت هل أنا على وشك اقتحام وكر العناكب وهو يتلفّت إلى عدة عناكب عملاقة ثمانيّة العيون مطروحة حوله لا يُعلم ما إن كانت حية أم لا
وعلى الطريق لم يدرِ ألبرت كم عنكبوتًا عملاقًا هزم، وقد كسل عن مواصلة العد
كانت الحال غير مطمئنة، فكثيرًا ما كانت العناكب الكبيرة تظهر من حوله بلا سابق إنذار وتهاجمه، ولولا إنذارات يايا لكان ألبرت لقمة سائغة للعنكبوت العملاق منذ زمن
فالأكرومانتيولا مفترس شرس يكمُن لفريسته بصمت شبه تام
وبعد أن تأكد ألبرت مرة بعد مرة ألا خطر حوله أطلق شرارات خضراء في السماء مجددًا، وشعر أنه ينبغي ألا يبعد كثيرًا عن الشقيقين ويزلي
وكانت حالة يايا ليست جيدة هي الأخرى، فهي لا تحتمل الاختفاء والظهور وكانت تتمايل قليلًا وهي تمشي
وبعد استخدام الاختفاء والظهور مرات متتالية شعر ألبرت بسوء وأفرغ ما أكل من الشوكولاتة قبل قليل
ولا يزال يحافظ على صفاء ذهنه الآن بفضل قوة إرادته
وبالطبع لهذا علاقة بالمستوى 2 من الاختفاء والظهور
تمتم ألبرت هل هما محاصران وهو ينظر إلى الشرارات الحمراء في السماء الليلية
لم تقصر المسافة بينهما كثيرًا، فلو كان الشقيقان ويزلي يتحركان في هذا الاتجاه أيضًا لالتقيا منذ زمن
ظل ألبرت يتجه نحو موضع الشرارات الحمراء، وبعد أن تجاوز شجرة ساقطة توقف فجأة
فغير بعيد انطلقت أصوات نقر وخشخشة كثيرة
وكان ألبرت قد ميّز ما هو هذا الصوت أصلًا إنه صوت حركة أكرومانتيولا عملاقة، لكن كم يلزم من العناكب ليصدر صوت واضح كثيف كهذا
أمسك ألبرت بيايا فورًا ليمنعها من النباح كي لا تجذب العنكبوت العملاق أمامه، وبصراحة لم يكن ألبرت يدري كيف ترصد هذه العناكب الأصوات الخارجية
همس بهدوء يايا، هدوء لا تصدري صوتًا، فلو أحاطت بنا العناكب انتهى أمرنا ثم ربت عليها ربتات خفيفة وأعطاها تعليمات جادة، ثم تقدم صامتًا
وفي اللحظة التالية تجمّد تعبير وجه ألبرت
فقد رأى مشهدًا صدمه كثيرًا جيشًا من العناكب
جماعة من الأكرومانتيولا العملاقة تحاصر شجرة كبيرة، وكان الشقيقان ويزلي اللذان يبحث عنهما ألبرت معلقين على الشجرة يكافحان لمواجهة الأكرومانتيولا التي تحاول الاقتراب منهما
وكان ألبرت قد خمّن نوع الشجرة، فما من شجرة تُحدث أثرًا عجيبًا كهذا سوى شجرة الحارس، ويُشاع أن من يلمس جذع شجرة الحارس يَسلم من هجمات المخلوقات المظلمة
لكن لا شيء مطلقًا في هذا العالم
فعادة ما تبتعد الأكرومانتيولا عن شجرة الحارس، لكن الأمر الآن مختلف، فمع وجود لحم ودم طازجين وصلا بنفسيهما إلى الباب صار أثر شجرة الحارس أقل وضوحًا تحت إغراء الطعام
وشرعت عناكب عملاقة أكثر فأكثر في مهاجمة شجرة الحارس، تريد إسقاط البشر المتحصنين على الشجرة، فمتى ما غادر البشر شجرة الحارس استطاعت أن تصطاد أهدافها بلا قيد وتتلذذ بدمهم ولحمهم
قد يجعل الإغراء الناس أحيانًا لا يخافون، ويبدو أن هذا ينطبق على الأكرومانتيولا أيضًا
صرخ جورج اصبر، أحدهم قادم، أساتذة هوغوورتس هنا لإنقاذنا ورفع عصاه مطلقًا شرارات حمراء في السماء ليشير بها إلى جهة الأساتذة القادمين لإنقاذهما
صاح فريد لا تشتت انتباهك، تلك العناكب الكبيرة قادمة من جديد
قال جورج صدّوهم، لا تدعوهم يقتربون، وبينما يواجه هذه العناكب الهائلة التي تكاد تدفعه إلى الانهيار لم يكن أمامه إلا أن يشحذ عزيمته بتشجيع نفسه
وكان الوضع الراهن غير مطمئن، فالعناكب العملاقة تهاجم شجرة الحارس بوتيرة أعلى فأعلى، ولم يستطع الاثنان إلا استخدام تعويذة الحاجز معًا لصدّ العنكبوت العملاق
ولحسن الحظ لم تتجرأ كل الأكرومانتيولا على مهاجمة شجرة الحارس، وإلا لكان الشقيقان ويزلي وجبة شهية لهذه العناكب العملاقة
تمتم ألبرت بما أنقذكما به وهو ينظر إلى عصاه ثم إلى جهة الشقيقين ويزلي
لو لم تكن هناك أعداد كبيرة من الأكرومانتيولا لكان لدى ألبرت ثقة في شق طريقه بالقوة وإخراج الشقيقين، أما الوضع الحالي فليس حسنًا
شعر ألبرت أنه حتى لو أتقن تعويذة طرد العناكب فلن يستطيع مواجهة جيش بهذا الحجم في وقت واحد، ما لم يرفع التعويذة إلى مستوى عالٍ ليصير أثرها أوسع، وإلا فلن يقدر على قيادتهم إلى خارج جيش العناكب أبدًا
وكان ألبرت يعرف قدر نفسه جيدًا
وليس الأمر مستحيلًا تمامًا، فلو استخدم الاختفاء والظهور لقدر على الظهور هناك ثم الاختفاء معهما والنجاة بهما
وهذه الخطة الاحتياطية الأخيرة موثوقة فعلًا، لكن ألبرت لا يريد كشف نفسه إن أمكن، لأنه لن يستطيع تفسير كيف يقدر على الاختفاء والظهور
عبقري
حتى العبقري قد لا يقدر عليه
وكان استعماله للرموز السحرية القديمة مثيرًا للريبة بما يكفي، وإن أمكن تفسيره بعبقرية لغوية، فكيف يُفسَّر الاختفاء والظهور
هل لا حل إلا الانتظار
ألقى ألبرت نظرة على مخزون خبرته وفتح لوحة مهمة صياد العناكب التقدم الحالي 20/20
وبعد أن تسلّم خبرة صياد العناكب وقع نظره على مهمة جديدة أخرى
قاتل العناكب
لديك بعض الخبرة في التعامل مع العناكب العملاقة، فاهزم أكبر عدد ممكن من الأكرومانتيولا لتعرف مَن استثارت
التقدم الحالي 0
المكافأة 50 نقطة عن كل واحدة
كان ألبرت عديم الكلام وهو يرى هذه المهمة، فلم يخطر له قط أن تكون هناك مهمة لقتل الوحوش، غير أن هذا الوحش يبدو صعب القتل
لا، هناك وسيلة
فلو احتميت أنا والتوأم في شجرة الحارس، ألا أقدر عندها على اصطياد الوحوش على مهل
لكن ثمة مشكلة كبيرة أخرى
كيف أصل إلى هناك وحدي
فليس اختراق حصار جيش العناكب أمرًا سهلًا
ولكي تندفع لا بد من فتح ثغرة، ويمكن ذلك عبر تعويذة طرد العناكب، لكن كيف تندفع دون أن تُطوّق في الطريق ليس سهلًا، ولا تزال هناك مسافة من هنا إلى الشجرة، فإذا أردت المرور بأمان فعليك أن تصنع ممرًا واقيًا
ولا شك أن النار أنسب وسيلة، فإيجاد قناة نارية لا يطرد العناكب العملاقة المحيطة فحسب، بل يضيء الطريق أيضًا لتتفادى التعثر أثناء الركض
لكن تعويذة النار لديه ليست إلا في المستوى 1، ومن المستحيل أن تحقق ما يريده ألبرت
فقضَم ألبرت على أسنانه ورفع تعويذة النار إلى المستوى 2
قاتل بقوة، فمتى ما قتلت وحوشًا أكثر فلن تخسر شيئًا
همس ألبرت يايا تذكري أن تتبعيني عن قرب ولا تتخلفي ثم شد قبضته على العصا وأخذ نفسًا عميقًا وقفز فجأة خارج مخبئه مطلقًا تعاويذ طرد العناكب على الأكرومانتيولا حول شجرة الحارس لتتراجع
وفي تلك اللحظة، في مرأى فريد وجورج، انهمرت أضواء بيضاء مبهرِة فجأة على جماعة العناكب، وانشقّ الطريق في جيش العناكب الذي كان يطوّق شجرة الحارس
وحتى إن عدة عناكب كبيرة ظنّاها عسيرة التعامل قد طرحتها التعويذات أرضًا
فارتبك الاثنان قليلًا ولم يدريا ما الذي يحدث
وفي الثانية التالية اندلع لهيب كثير فجأة في الغابة وتحول اللهيب إلى جدارين مشتعلين يمتدان نحو شجرة الحارس، فعزلا العناكب الكبيرة خارج جدار النار
وقد جرى كل شيء بسرعة مفاجئة فأفاق التوأم من ذهولهما وأدركا أن أحدًا جاء لإنقاذهما
وكانا يهمّان بالنزول من شجرة الحارس حين أوقَفهما صوت
إذ صاح أحدهم من هناك لا تنزلا
تجمد فريد وجورج ونظرا أحدهما إلى الآخر، فلماذا بدا هذا الصوت مألوفًا جدًا
أتراه