الفصل 145
الفصل 145: البحث عن ويزلي
في تلك اللحظة، خيّم الصمت على عنبر النوم
أدرك لي جوردان أن الوضع ليس بخير، ففريد وجورج على الأرجح مفقودان، وإلا لَعَادا إلى العنبر للنوم ليلًا
قال فورًا وهو ينهض ليتحرك: سأذهب إلى الغرفة العامة وأسأل إن كان أحد قد رآهما
طاف ألبرت بنظره في العنبر، وكبح النعاس بين حاجبيه، وحشر قطعة كبيرة من الشوكولاتة في فمه، ثم مضى إلى الحمّام ليغسل وجهه، وربّت على وجنتيه أمام المرآة ليصحو تمامًا
عاد لي جوردان وملامحه لا تُبشّر، وبدت أن شيئًا ما ليس على ما يرام، وما إن رأى عودة ألبرت حتى بادره قائلًا: ليسا في الغرفة العامة
قال ألبرت بعد أن صفا ذهنه بغسل الوجه: لن يكونا قد دخلا الغابة المحرّمة بحثًا عن الكنز المزعوم، هل اكتشفتما أسرارًا جديدة على خريطة الكنز
تردد لي جوردان قليلًا
تجمّد تعبير ألبرت وقال: إن دخلا الغابة فستسوء الأمور قليلًا، ثم لمح أن على لوحة مهامه حركة جديدة
اختفاء غامض
صديقَاك لم يعودا إلى العنبر قبل حظر التجوال، ويُشتبه باختفائهما، وبصفتك رفيق العنبر والصديق، ينبغي أن تبذل ما بوسعك للعثور عليهما
المكافأة: 1,000 نقطة خبرة
قال ألبرت وهو يلتقط قبعة ساحر كان جورج قد استخدمها ويتجه بخطى واسعة نحو الغرفة العامة: تعال معي، نتحدث ونحن نمشي
قال لي جوردان وقد أدرك بدوره أن الوضع ليس جيدًا: تقصد أنهما دخلا الغابة، إن دخلا الغابة ولم يرجعا بعد فالوضع سيكون سيئًا جدًا، فالغابة المحرّمة خطرة ليلًا
لم يكن في الغرفة العامة كثير من الطلاب، زوجان يتهامسان غير مكترثين بما حولهما، وطلاب يؤدّون واجبات العطلة يثبتون أنظارهم على الرقوق ولم يلحظوا خروج ألبرت ولي جوردان من الغرفة العامة أصلًا
قال ألبرت وهو ينظر إلى لي جوردان: لست متأكدًا أنهما دخلا الغابة، أخبرني فقط: هل وجدت شيئًا على خريطة الكنز
قال لي جوردان بعد تردد: نعم، لقد لاحظا بعض التغييرات على الخريطة، ولمّا أدركا أنك لا تبدو مطّلعًا عليها، طلبا مني أن أكتم الأمر وألا أخبرك مؤقتًا
قال ألبرت: أكمل
تابع لي: فريد وجورج ظنّا أن الخريطة حقيقية، وأنت تعرف أنهما دخلا الغابة من قبل
توقّف ألبرت وحدّق في لي جوردان بضيق: لا علم لي حقًا، لِمَ لم يخبِراني
تنهد لي مفسرًا: قال فريد إنه لو علمتَ فستمنعهما من المخاطرة في الغابة
قال ألبرت وهو يرفع عصاه ويلقي على نفسه وعلى لي جوردان تعويذة الإخفاء: وهذا لا بدّ منه، فأطراف الغابة ليست خطرة، لكن هذا لا يعني أن التوغّل آمن
قال لي مذهولًا وقد خمّن نية ألبرت: سندخل الغابة، أرى أن الأفضل أن نذهب إلى الأستاذة مكدوناجال
رفض ألبرت بلا تردد: لا، سنذهب إلى هاجريد، نحن بحاجة إلى مساعدته
ذكّر لي: لكننا لا نستطيع الخروج، باب القلعة مغلق ولا يمكننا فتحه
قال ألبرت: أعرف ممرًا سريًا للخروج من القلعة، وقد أخبرني به فريد عندما خرجنا لنتنزه ليلًا آخر مرة
هزّ لي رأسه بعدم اقتناع: لكن لِمَ لا نذهب إلى الأستاذة مكدوناجال
قال ألبرت وهو يقود لي عبر اختصار: هاجريد أعرف بالغابة المحرّمة من أي أحد، وبمساعدته نستطيع الدخول والخروج بأمان، ولا تُثر ضجة، وإلا وقع فريد وجورج في ورطة كبيرة، ثم إننا لا نستطيع الجزم بأنهما دخلا الغابة
تمتم لي: بالفعل لا نستطيع الجزم، وربما هما ما يزالان في المدرسة
قال ألبرت وهو يضع إصبعه على شفتيه: تأكيد ذلك سهل، هسّ، لقد سمع وقعَ أقدام يقترب، فأطفأ فورًا نور عصاه وجذب لي إلى مخبأ جانبي
قال فيلتش وهو يقترب حاملًا مصباح زيت وينظر في عمق الرواق: غريب، لقد سمعت أحدًا يتكلم، ولما لم يجد أحدًا استدار وغادر
ولم يخرجا من الزاوية إلا حين خفت وقع الأقدام، حتى وصلا إلى مزهرية عند منعطف الطابق الثالث
قال ألبرت: هنا الممر السري المؤدي إلى خارج القلعة
ثم تمتم: إلى اليسار، إلى اليمين
وتقدم يطرق المزهرية مرتين بعصاه
وصار للمزهرية صوت احتكاك خافت
ذهل لي حين رأى نقطة سوداء في لوحة منظر طبيعي معلّقة إلى جواره، تكبر تدريجيًا حتى صارت بابًا
قال ألبرت: ادخل، ثم أمسك المقبض ودفع بلطف، فانفتح إطار اللوحة كاشفًا المدخل المستتر خلفه
تمتم لي: ما أكثر خفاءه
قال ألبرت: لا تُخبر أحدًا
أجاب لي: حاضر
بعد دقائق خرجا من الممر السري، وتفاجأ لي أنهما على الطريق الجبلي المؤدي إلى الرصيف
وأشار ألبرت إلى حجر بارز قائلًا: اطرق هذا الحجر البارز ثلاث مرات، وأمر فتح المدخل هو: افتح بسرعة
تمتم لي ساخطًا: اللعنة، لا بد أن ذينك الاثنين يعرفان كثيرًا من الممرات السرية ولم يخبراني بها
قال ألبرت: اتبعني، ثم مضى نحو كوخ هاجريد
سأل لي: كيف تنوي التأكد مما إذا كان فريد وجورج في الغابة المحرّمة
قال ألبرت: باستخدام البوم، للبوم قدرة تتبع، ويمكننا بها تحديد إن كان فريد وجورج في الغابة
لقد كان ألبرت يفتقر إلى سحر التتبع، غير أن البومة تملك تلك القدرة، ومن خلالها يستطيع تحديد وجودهما في الغابة
قال لي وقد صدمته الفكرة الغريبة: يمكن فعل ذلك فعلًا، ويبدو أنها فكرة جيدة، فأسرع يلحق بألبرت
وصلا أخيرًا إلى كوخ هاجريد، ولم يكن داخله ضوء، ربما كان نائمًا، لكن اقترابهما أيقظ كلب الصيد فانغ
طرق ألبرت باب الخشب بقوة وهو يهتف: هاجريد، هاجريد، نحتاج مساعدتك
دوّت سلسلة من الطَرقات في الليل، ولم يُسمع من الكوخ سوى نباح الكلب، ولم ينهض هاجريد ليفتح
هناك أمر غير طبيعي
أراد لي أن يسأل: هل يكون… نائمًا، ثم انتبه أن الأمر غير صحيح، فلو كان نائمًا حقًا لما غفل ألبرت عن كل هذا الضجيج
وجّه ألبرت عصاه نحو القفل وهمس: ألوهومورا
انفتح القفل، ودفع الباب، فانداح ضوء طرف العصا في الكوخ، وكما توقّع، لم يكن أحد بالداخل، ويبدو أنه خرج لِشأنٍ ما
قال لي وهو يدخل قلقًا: أليس اقتحامنا غير لائق
لم يكن فانغ يراهما، وأخذ يدور حولهما ويشمّ الهواء
رفع ألبرت تعويذة الإخفاء عن نفسه وجثا ليداري فانغ ويمنعه من الحماس الزائد
وقبل أن يُتم لي كلامه، سمعا خفقان أجنحة خارج البيت، فالتفت بسرعة نحو الصوت، وإذا بشيلا — بومة ألبرت — تدخل وتستقر على الطاولة الخشبية
تظهر بومة ألبرت دائمًا حين يحتاج صاحبها إلى إرسال رسالة
قال ألبرت وهو يضع قلم هاجريد جانبًا ويسلّم منديله للبومة: أعطيه لجورج، وتذكّري أن تسلّميه لجورج نفسه
قبضت شيلا على المنديل وبسطت جناحيها متجهة نحو الغابة المحرّمة
وما إن رأيا اتجاه طيرانها حتى اسودّت وجهاهما، فلو كان فريد وجورج في القلعة لطارت نحو القلعة، أمّا وقد اتجهت إلى الغابة فمعناه أنهما دخلاها حقًا
سأل لي وقد أخذ نفسًا عميقًا: ماذا نفعل الآن، نعود إلى الأستاذة مكدوناجال
قال ألبرت: نعم، نعود إلى الأستاذة مكدوناجال
تنفّس لي الصعداء، فقد كان يخشى أن يقول ألبرت إنه سيدخل الغابة بحثًا عنهما، والحق أنه لم يكن يملك الجرأة على دخول الغابة في مثل هذه الساعة، فالغابة ليلًا موحشة مخيفة
سأل ألبرت: من أين دخلا الغابة من قبل
انتابه لي شعور سيّئ: ألا تكون…
قال ألبرت شارحًا وهو ينظر إليه: سأدخل الغابة، وأنت عُد إلى الأستاذة مكدوناجال، لا تقلق، أضمن سلامتي، لكن لا بد من عودتك لأن أحدًا يجب أن يُخبر الأستاذة مكدوناجال، وهذا مهم أيضًا
اعترض لي: لكن…
قال ألبرت وهو يربت كتفه: إن لم أعثر عليهما خلال ساعتين فسأعود بنفسي، لا تقلق، لدي طرق تضمن سلامتي، وأنت تعرف أنني لا أفعل شيئًا بلا ثقة، ثم هل تظن أنني أمزح بحياتي
سأل لي حائرًا: لكن كيف ستجدهما
أجاب: بالطبع بالاعتماد على فانغ
نظر لي إلى كلب الصيد ثم إلى قبعة الساحر التي أخذها ألبرت لتوه، فأدرك فجأة سبب أخذ القبعة
قال لي: تعال معي
قاد لي ألبرت إلى المدخل الذي دخله فريد وجورج إلى الغابة من دون علم هاجريد
ناول ألبرت قبعة فريد لفانغ وهمس: يا فانغ، ساعدني في العثور على فريد، وسأشتري لك شيئًا شهيًا يومًا ما
شمّ فانغ يمنة ويسرة، ثم سلك الدرب الضيق نحو الغابة المحرّمة
ذكّر ألبرت مجددًا: تذكّر، عُد أولًا إلى الأستاذة مكدوناجال، وإن أمكن فمن الأفضل أن تُحضر هاجريد أيضًا
تردد لي لحظة وقال: في الحقيقة لا ضرورة لأن تخاطر، الدخول في هذه الساعة خطِر جدًا
أخرج ألبرت ساعته الجيبية وتفقد الوقت وقال: الآن الساعة الثانية عشرة، إن لم أعثر على أحد فسأعود خلال ساعتين، وتعرف كيف ترجع إلى القلعة: اطرق ذلك الحجر البارز ثلاث مرات وقل «افتح بسرعة»، وإذا سألتك الأستاذة مكدوناجال فقل لها إن فريد وجورج لم يعودا إلى العنبر وقد يكونان دخلا الغابة
أومأ لي مضطرًا: فهمت، ومع ذلك لم يستوعب لِمَ سيدخل ألبرت الغابة
وكان لإصرار ألبرت سبب، فبعد أن أكّد بواسطة البومة أن فريد وجورج في الغابة، ظهرَت مهمة جديدة على لوحة مهامه
عملية إنقاذ
دخل توأم آل ويزلي الغابة المحرّمة لسببٍ ما ولم يعودا بعد، وبصفتك طالب جريفندور ورفيقهما وصديقهما، لا يمكنك تركهما، ادخل الغابة وابحث عنهما وأخرجهما سالمين من الغابة المحرّمة
المكافآت: 2,000 نقطة خبرة، 2 نقطة مهارة، مودة جورج ويزلي 10، مودة فريد ويزلي 10
قد تعني هذه المهمة أن العثور على التوأمين ليس صعبًا جدًا، لكن الصعب هو إخراجهما من الغابة المحرّمة
وكان لألبرت طرائقه بطبيعة الحال، فهو قادر على الاختفاء والظهور ويملك من الخبرة ما يكفي لرفع مهاراته، وإن اقتضى الأمر استطاع ضمان ظهوره إلى حافة الغابة في أي وقت
والأهم «حماية الجميع» التي تعلّمها مؤخرًا من الأستاذ برود، فبهذا السحر الدفاعي مع الاختفاء يمكنه أن يكون في موقفٍ لا يُقهَر
ومع ذلك، إن أمكن، لم يكن ألبرت يريد كشف أنه يستطيع الاختفاء، فذلك خط دفاعه الأخير، ولهذا احتاج إلى من يُسعفه، ويمكن للأستاذة مكدوناجال أو غيرها من الأساتذة أن يكونوا خط الدفاع الأول
وبينما كان ألبرت يتبع فانغ إلى ظلمة الغابة المحرّمة، كان لي جوردان قد عاد إلى القلعة بأسرع ما يستطيع
أما بومة ألبرت، وهي تحمل منديله، فقد بسطت جناحيها وطارت إلى عمق الغابة
وللبوم، فالليل وقت نشاطها، وغالبًا ما تقتات بوم هوغوورتس في الغابة المحرّمة
وما إن أمر ألبرت شيلا بتسليم المنديل إلى جورج حتى حددت البومة موقعه فورًا وانطلقت بسرعة كبيرة لتجد الهدف
وكما توقّع ألبرت، لم تكن حال فريد وجورج على ما يُرام، فقد حاصرتهما مجموعة من العناكب العملاقة ذات الثماني عيون
لم تهبط شيلا، إذ شعرت بتهديد من الوضع في الأسفل، فألقت المنديل الذي كانت تقبضه بمنقارها فسقط على رأس جورج مباشرة
قال فريد وهو يمد يده: ما هذا، ثم أفلتته يده، ولحسن الحظ التقطه جورج بسرعة
كانت على المنديل كلمات، فقرأها جورج على ضوء عصاه: أطلق شرارات حمراء في السماء، وإن احتجت إلى مساعدة فيمكنك طلب العون من القنطورات، فهم سيخرجونك من الغابة
قال جورج وهو يرفع رأسه إلى شيلا بفرح: إنها بومة ألبرت، لقد نجونا
قال فريد وهو يرتجف وهو ينظر إلى الجموع الحاشدة من العناكب في الأسفل: وأين نجد القنطورات
كان حظهما عاثرًا جدًا؛ فقد بحثا عن كنز جريفندور السري وفق خريطة الكنز فضلّا الطريق كما هو متوقع
ثم صادفا عنكبوتًا عملاقًا ذا ثماني عيون وكادا يُؤكلان، ولحسن الحظ استخدم جورج تعويذة الحاجز في الوقت المناسب ونجوا
وبطريقة ما راحت العناكب تتزايد في مطاردتهما، وصادف فريد في الطريق شجرة حارس قديمة فتذكّرها
وكان سبب ذلك حسن إنصاته في الصف، وكذلك استخدام ألبرت لشجرة الحارس لصنع سوارٍ واقٍ
ركضا إلى شجرة الحارس ونجوا بحسن الطالع
لكن القصة لم تنتهِ هنا
إذ تكاثر عدد العناكب العملاقة حتى أحاطت بشجرة الحارس، وحاول بعضها حتى تجاوز الشجرة لمهاجمتهما
وفي النهاية لم يجدا بدًّا من تسلّق شجرة، فآذا ذلك الحدباء التي تعيش على شجرة الحارس، وخلف لهما خدوشًا كثيرة
صرخ جورج: أسرع، عنكبوت كبير آخر قادم
قالا معًا وهما يشيران بعصويهما نحو العنكبوت العملاق الذي حاول الاقتراب من شجرة الحارس: حاجز، حاجز، فأصابته التعويذتان ودفعتاه بعيدًا
تمتم جورج: شكرًا لتعلّمنا تعويذة الحاجز من ألبرت
رفع فريد عصاه ليطلق شرارات حمراء في السماء: أطلق الشرارات الحمراء
قال جورج وهو يوقفه بسرعة: لا تفعل ذلك
سأل فريد: لماذا
قال جورج ووجهه مملوء بالقلق وهو ينظر إلى جيش العناكب في الأسفل: ماذا لو جاء ألبرت وحده وصادف هذه العناكب العملاقة
قال فريد، مستندًا إلى معرفته بألبرت: أظن أن ألبرت سيطلب مساعدة أساتذة آخرين، وعلى طبعه فالمرجّح أنه لن يخاطر بدخول الغابة وحده