الفصل 142
الفصل 142: الدليل الكامل للسحر
كتاب الدليل الكامل للسحر كتاب غريب جدًا تتناول صفحاته الأولى أصل السحر فتتحدث عن سحر خدم البيوت وسحر العفاريت وسحر السحرة غير أن أنساق السحر لدى هذه الفئات الثلاث مختلفة تمامًا ولا يمكن استعمالها بالتبادل
يرى مؤلف الدليل الكامل للسحر أن قوة الساحر السحرية تأتي من إرث الدم
لكن في نظر ألبيرت كان مؤلف هذا الكتاب المجهول العقل مرتبكًا فعلًا لأنه لم يُوضّح شيئًا في هذا الركام من النصوص الغامضة المملة
ربما أراد مؤلف الكتاب أن يُلمّح إلى أمر ما بطريقة رقيقة لكن مثل هذا التدوين صار بلا معنى الآن وحتى لو فكك أحدهم ما يسمّى بالحقيقة عرضًا
ثم ماذا
هل تصدّق
هل يمكنك أن تصدّق
على الأقل ألبيرت نفسه لم يصدق
سحر السحر لا ينبع من التعويذات بل من الاتكال على الإرادة أي المثالية
سواء استُخدمت التعويذات أو العصي أو الإيماءات فهي في الحقيقة لا تزيد إلا من تعزيز عملية إطلاق السحر وتمكين السحرة من ضبطه بدقة أكبر ورفع قوته
وبحسب ما يعرفه ألبيرت فإن توم المعروف أيضًا بفولدمورت استطاع فعل ذلك قبل دخوله المدرسة إذ كان يستعمل إرادته وحدها لليّ الواقع وتحقيق الأثر السحري وكان ذلك خشنًا متوحشًا بلا أي حس جمالي تمامًا مثل معظم السحرة القدماء
ومع أنهم كانوا يدركون أن استعمال التعويذات والإيماءات والعصي يزيد القوة فإن تصوّرات أولئك السحرة ظلت عالقة عند مجالات القوة التدميرية الهائلة والآثار الأوضح أو أمور أخرى مرعبة
أساليب خشنة مباشرة لكن لا يمكن إنكار أن تلك الأسحار كانت شديدة القوة وعسيرة الاستعمال حتى في ظروف قاسية وأحيانًا يسهل أن تنفلت من السيطرة
أوضح مثال على ذلك فيندفاير فهذه السحر العتيق المظلم ما يزال تعويذة مفضلة لدى كثير من السحرة المظلمين مع أنهم نادرًا ما يستعملونها
استعملها بحذر كي لا تكون الساحر الذي تلتهمه ناره الشيطانية قال ذلك ساحر مظلم مات ميتة مروعة
وسُمّيت فيندفاير بالنار الشيطانية لسبب وجيه فهذا السحر يسهل أن يخرج عن السيطرة وغالبًا ما يكون المُطلِق أول ضحاياه
وبالمقارنة مع العصور القديمة أخذت تلك الأسحار الخطرة في الاندثار لتحل محلها أسحار أكثر تهذيبًا ويظهر ذلك من تطوّر تعويذة الفتح من فكّ الأقفال وخلع الأبواب إلى فتحها فحسب
صار السحر أرقى تهذيبًا
وأضعف أثرًا بكثير
اختُرعت تعويذة الإضاءة على يد ليفينا مونكستانلي في القرن الثامن عشر وقبلها كان السحرة على الأرجح يستعملون نارًا أبدية هي نار غوليفر
وكما هو معروف فإن نار غوبلي الجنية سحر متقدم جدًا إذ لا يقدر عليه إلا قلة من السحرة
وفي الحقيقة وجد ألبيرت بين السجلات المحدودة للسحر القديم تعويذة نار غوبلي الجنية وليس بلا سبب أنها تُعد سحرًا متقدمًا جدًا
تعويذة نار غوبلي الجنية كتابية رونية وقبل إطلاقها يلزم صنع مقبض تُنقش عليه عادةً بعض الكلمات السحرية القديمة وهي بمثابة التعويذة
نعم كانت تعويذة نار غوبلي الجنية تُنقش على المقبض لتعزيز قوة السحر وضمان أن تظل النار مشتعلة إلى الأبد
وحين قرأ ذلك شعر ألبيرت أنه أمسَك بطرف خيط فألقى ببصره إلى سواره الخشبي ثم واصل تقليب الصفحات
لم يذكر الدليل الكامل للسحر الرموز الرونية وربما كان سحرة ذلك العصر يستعملون هذا النمط من الكتابة لذا لا غرابة في غياب ذكره
ومع ذلك فقد أوقع محتوى الكتاب ألبيرت في حيرة
إذ أنهى قراءة معظمه ولم يجد فيه إلا قليلًا مما يمكن فهمه ولم يكن ذلك لعلة في الترجمة بل لأنه أحس بمسافة بين الجانبين وربما كان وصفها بفجوة الأجيال أدق
استغرق إنهاء الكتاب وقتًا طويلًا من ألبيرت وحين قلب الصفحة الأخيرة كان الشهر قد صار أبريل
الجزء الثاني من مخطوطة ماكدوجال شارف على الاكتمال وهو الآن في مرحلة المراجعة النهائية وللأمانة فقد كان أسرع مما توقع ألبيرت
سأل ألبيرت ماكدوجال ذات مرة أسيشتري أحدهم كتابًا كهذا
فما دام حتى ألبيرت والبروفيسور برود لم يفهماه تمام الفهم فكم واحدًا يمكنه أن يفهمه حقًا وكان جواب الساحر الشهير دار أوبسكوروس وافقت على نشر هذا الكتاب
ثم أخبر البروفيسور برود ألبيرت على انفراد أن ماكدوجال تكفّل بجميع تكاليف الطباعة وهذا الساحر الشهير لم يعانِ المال يومًا وكان ثمن الكتاب مرتفعًا بوضوح ما يدل على أنه لم يتوقع بيعه للسحرة العاديين أصلًا
بعد سماع ذلك بقي ألبيرت بلا تعليق فماذا عساه يقول عن أفكار الأثرياء
ما رأيك في مخطوطة الجزء الثالث سأل البروفيسور برود وهو يطوي المخطوطة التي سلّمها له ألبيرت
إنها صعبة أصعب حتى من الجزأين الأول والثاني وأعسر على الفهم قال ألبيرت ساخرًا من نفسه فالجزء الثالث دخل فعلًا في توظيف الرموز الرونية داخل التعويذات ولسوء الحظ فقلما تجد في هوجوورتس طلابًا قادرين على قراءتها
حتى الطلاب الذين ينالون تقدير O في اختبار السحر القديم سيحتاج معظمهم إلى معجم سحري لترجمة كل جملة عند قراءة هذا الكتاب
نقطة الانطلاق مرتفعة جدًا
ومع هذا لمح ألبيرت معاني أخرى إذ أخرج ماكدوجال عدة تعويذات قديمة لتحليلها
ومن بينها تعويذة الحامي إحدى أشهر وأقوى تعويذات الدفاع المعروفة لدى السحرة
يمكن العثور على سجلات لتعويذة الحامي في نقوش خشبية أو لفائف قديمة وقد استعملها السحرة منذ زمن بعيد لكن لا شك أنها تعويذة معقدة جدًا وعسيرة الإطلاق
ويُقال إن السحرة القادرين على استدعاء حُمَاةٍ مجسّدة غالبًا ما يُنتخبون أعضاءً في مجلس السحرة
وحتى الآن تغيّرت صيغة تعويذة الحامي قليلًا فقد تُرجمت إلى كلمات أوفق لسحرة العصر ويُقال إن قوتها نقصت يسيرًا لكن ألبيرت رأى أن هذا الكلام هراء
لنجاح إطلاق تعويذة الحامي يلزم الساحر أن يركّز على أسعد ذكرى يمكنه استحضارها فكلما كانت الذكرى أبهج كانت التعويذة أقوى
وكان عسيرًا على سحرة الماضي استدعاء الحامي وهو أمر مرتبط في الغالب بالعصر الذي عاشوا فيه فلم تكن حقبة سعيدة ولم يُسمّ العصور المظلمة بهذا الاسم عبثًا وإذا لم توجد ذكريات سعيدة كافية تسندها فلن يكون الحامي المستدعى قويًا ولن يقدر حتى على الحفاظ على هيئة مجسّدة
وفوق ذلك كان معظم سحرة ذلك الزمن على صلة ما بالسحرة المظلمين وكانت أذهانهم تتأثر بدرجة ما من فرط استعمال السحر المظلم
جرّب ألبيرت إطلاق تعويذة الحامي ولم تفشل هذه المرة لكن العصا لم تُخرِج إلا ضبابًا خفيفًا
أما حين حاول استعمال الرموز الرونية القديمة لإطلاق التعويذات فلم تستجب العصا مطلقًا
وبحسب البروفيسور برود فقد نطق التعويذة نطقًا غير صحيح أو بالأحرى أخطأ في النغمة الصوتية