الفصل 14
الفصل 14: تحقيق مكسب واحد
«هل يوجد أحد هنا؟» سأل الفتى ذو البشرة السمراء وهو يشير إلى المقعد المقابل لألبرت
«لا أحد، تفضل بالجلوس» قال ألبرت مبتسمًا «اسمي ألبرت أندرسون»
«لي جوردان» كشف الفتى الأسود عن أسنانه البيضاء، وحدّق بدهشة في الكتب على الطاولة ثم قال بجدية: «لدي إحساس بأنك ستُفرَز إلى رافينكلو. سمعت أن الحكّائين… معظم من يحبون القراءة يُفرَزون إلى رافينكلو»
«ما دمتُ لن أذهب إلى سليذرين فلا يهمني أي شيء آخر» أخرج ألبرت بعض الحلوى بطعم الشوكولاتة من جيبه وسأل: «أتريد قليلًا من الحلوى؟»
«شكرًا، طعمها لذيذ» أخذ لي جوردان واحدة، مزّق غلافها ووضعها في فمه «أحب نكهة الشوكولاتة»
«جيد. خذ ما تشاء» وضع ألبرت على الطاولة حلوى قاسية بنكهات متعددة. مشاركة الطعام طريقة فعّالة لتقريب الناس من بعضهم
كان قد استخدم هذه الحيلة مرات كثيرة في المدرسة من قبل، وكانت تنجح دائمًا
«أظن أننا يجب أن نذهب إلى جريفندور. سمعت أنها الأفضل. المدير دمبلدور من جريفندور. كما تعلم، إنه أعظم ساحر على الإطلاق» كان لي جوردان كثير الكلام، وواصل حديثه وفمه ممتلئ بالحلوى
لكن ثرثرته قوطعت سريعًا
كان توأمان بشعر أحمر يطرقان الباب
«هل تمانع أن يزاحمكما شخص آخر؟» قال أحد التوأمين بخجل «تأخرنا، والعربات الأخرى ممتلئة، والفتيات لا يردننا»
قبل أن يجيب ألبرت، قال التوأم الآخر: «أنا جورج، جورج ويزلي»
«لو كنت مكانك لحاولت أن تجفف نفسك» نبّه لي جوردان بلطف «أنا لي جوردان»
«ألبرت أندرسون» أغلق ألبرت الكتاب وأعاده إلى الصندوق، وأشار إلى المقعد بجانب لي جوردان
«أراك لاحقًا يا جورج» استدار التوأم الآخر وغادر
في الحقيقة عاد التوأم الآخر بعد قليل وهو يجر حقيبته الخاصة
بوسع مقصورة القطار بالطبيعة أن تستوعب أربعة أشخاص، فهي مجهزة أصلًا بستة مقاعد
لكن بعض الطلاب يشتركون المقصورة مع أصدقائهم، وحتى إن وُجدت أماكن شاغرة فلا يرحّبون بدخول غرباء. لهذا لم يجد توأما ويزلي، وقد تأخرا، مقصورتهما
«هذا فريد، أخي التوأم» قدّم جورج
«سنميّز ذلك حتى لو لم تقل» قال لي جوردان «لكنني لا أستطيع تمييزكما. ربما يجب أن تضعا علامة على نفسيكما لتُفرّقا بينكما»
«أتريدان بعض الحلوى؟» سأل ألبرت مرة أخرى
«أوه، شكرًا. أمّنا لا تحب أن نأكل كثيرًا من هذه الأشياء» أخذ التوأمان واحدة لكل منهما، وفتحا الغلاف ووضعاها في أفواههما
«طعمه لذيذ فعلًا»
«هذه بومتك، إنها جميلة جدًا» حاول أحد التوأمين مد يده ليلمسها، لكن شيلا حدّقت فيه بشراسة فتراجع. لم يُرِد أن تلتقطه بمنقارها
«هي لا تحب الغرباء كثيرًا» شرح ألبرت ببساطة «لكن يمكنك أن تحاول إطعامها بعض المكسّرات، ربما تسمح لك بلمسها»
حاول لي جوردان وفشل. تجاهلته شيلا وواصلت الاسترخاء مغمضة العينين
تحرك القطار وبدأ يتسارع ببطء مبتعدًا عن الرصيف
«كيف هو العالم السحري؟» التقط ألبرت موضوعًا عشوائيًا «أنتم جميعًا من العالم السحري، صحيح؟»
«كيف عرفت؟» تفاجأ لي جوردان
«ملابسكم بوضوح ليست على المعيار» أشار ألبرت إلى ثياب الثلاثة وقال «الناس العاديون لا يرتدون هكذا. من الواضح أن السحرة فقط لا يفهمون هذا، كما أننا لا نفهم السحرة في العالم السحري»
«رائع» رفع لي جوردان إبهامه قائلًا «بالمناسبة، يبدو أن هناك شيئًا عند النافذة»
أدار ألبرت رأسه
ولما رأى بومة عند النافذة، فتحها بسرعة وأدخلها
كانت بومة رمادية دخلت وهزّت جسدها فتناثر المطر في كل مكان
صرخت شيلا باستياء، وقفزت إلى كتف ألبرت، وحدّقت في الدخيل الذي جاء بلا دعوة ليلتهم المكسّرات. كانت غير راضية عن سرقة مكسّراتها
«لا تغضبي، إنها مجرد مكسّرات. سأشتري لك المزيد بعد أن تنتهي» نظر ألبرت إلى البومة وهي تطير مبتعدة، وربّت على رأس شيلا مواسيًا
«أشعر دائمًا أنك لا تبدو كساحر من أسرة عادية أبدًا» تمتم لي جوردان بصوت خافت «سحرة العاديين لا يعرفون هذا. هل يمكنني أن أرى؟»
«تفضل» أنزل ألبرت شيلا عن كتفه. لم يكن يحب أن تقف بومة على كتفه، فالصغيرة ثقيلة قليلًا
«هل من أخبار؟»
«أعلنت وزيرة السحر ميليسنت باغنولد تقاعدها بعد عام 1990» قال لي جوردان وهو يفرد الصحيفة على الطاولة «وتقول الشائعات إن المدير دمبلدور مرشح بقوة ليكون الوزير التالي»
«قال أبي إنه لو أراد المدير دمبلدور ذلك لأصبح وزير السحر منذ زمن» من الواضح أن فريد لم يصدق
«برأيكم من فرصه أفضل؟» سأل جورج «أوه، صحيفة النبوءة اليومية تقيم فعلًا مسابقة تخمين»
«لا أدري، لكني مهتم قليلًا بالمسابقة» كان ألبرت يعرف بالطبع من سيكون الوزير التالي «إن أردتُ المشاركة، ماذا يجب أن أفعل؟»
إذا قدّم لك أحدهم جاليونات، فلم لا تأخذها
«المراهنة ليست فكرة جيدة يا ألبرت» قال لي جوردان بجدية
«إنها مراهنة صغيرة، ولا بأس» أخرج ألبرت عصاه ووضعها عموديًا على الطاولة ثم تركها تسقط بحرية إلى جانب واحد. وشرح ببساطة: «قال أوليفاندر إن عصاي تجلب لي الحظ، لذا سأختار… آه، كورنيليوس فدج. أختاره وزير السحر القادم. سأجعل هذه المراهنة موثوقة مسبقًا»
ذهل الثلاثة في المقصورة. يا لها من حركة مجنونة. لقد كان استعراضًا كاملًا أمامهم
«أتنوي فعلًا المشاركة في الرهان؟» ابتلع فريد ريقه، وظن الأمر سخيفًا
«لم أقرر بعد. فأنا في النهاية لا أعرف الكثير عن العالم السحري» لم يرغب ألبرت في تبديد مصروفه
«لا، سحب النبوءة اليومية موثوق جدًا، وكثيرون فازوا من قبل. لكن هناك خمسة عشر ساحرًا مفضّلين للفوز. إن كنت حقًا تريد…» أشار جورج «احتمالات فوز فدج أربعة إلى واحد، لذا فهو ليس الأكثر تفضيلًا»
«بالطبع، المفضّل عادة لا ينجح. غالبًا ما يكون التعيس الذي يُرمى للتضحية، أممم، لجذب الانتباه» أخذ ألبرت الصحيفة وراح يدرس بعناية طريقة المشاركة في مسابقة التخمين. ثم أخرج قلم ريشة من حقيبته، وكتب اسمه على رقعة برديّة، واختار المرشح ومبلغ الرهان، ثم أخرج جاليونات وعدّ 25 جاليونًا ووضعها في كيس نقوده
ولمّا رأوا ألبرت يعدّ 25 جاليونًا لم يملك الثلاثة إلا أن يبتلعوا ريقهم. كان هذا مبلغًا ضخمًا
يا لهذا الفتى من ثراء. لقد حسده الثلاثة إلى أبعد حد. متى سبق لهم أن لمسوا هذا العدد من الجاليونات. لو وجد جاليون واحد في جيب كل منهم لظلوا يضحكون أيامًا
لم يستفق الثلاثة إلا حين اختفت شيلا في المطر وهي تقبض الكيس والظرف