الفصل 133

الفصل 133: غير متوقع

تدخّل لي جوردان مقاطعًا عبث التوأمين والتفت يسأل ألبرت: هل يمكن إصلاحه

من الصعب الجزم، عليك أن تجرب لتعرف قال ألبرت وهو يحشو «سيرة يوريك» في حقيبته، ونظر إلى التوأمين اللذين ما زالا يتشاحنان، وذكّرهما: إذا لم يُصلَح هذا الكتاب فلا داعي لإعادته

لماذا استغرب جورج

لا حاجة للشرح، لو علمت مدام بنس بتصرفكما فلن تسمح لكما بدخول المكتبة مرة أخرى قال ألبرت بانزعاج، أما إذا لم تعيدا الكتب فأسوأ ما قد يحدث أن تُحرما من الاستعارة من المكتبة مجددًا

كثير من الواجبات التي يكلف بها أساتذة هوغوورتس تستلزم أن يبحث الطلاب عن المعلومات بأنفسهم في المكتبة، فإذا مُنعوا من دخولها فالعواقب معروفة: لن يتمكنوا حتى من إنجاز واجباتهم كما ينبغي

بالمناسبة، لم تُنهوا واجب تاريخ السحر بعد، وموعد تسليمه غدًا ذكّرهم ألبرت عرضًا، لا تنسوه

آه، لا تذكرنا بهذا

بدا كأن الثلاثة تذكّروا ذلك فجأة وصرخوا بصوت مكلوم، ولم يكن أمامهم إلا أن يهرعوا عائدين إلى المكتبة ليواصلوا واجبهم الممل

راقبهم ألبرت وهم يغادرون وهز رأسه بخفة، ثم ألقى نظرة على خريطة الكنز المزعومة في يده وعاد إلى عنبر جريفندور

لقد فشل فعلاً

لم تُصلِح تعويذة الإصلاح التلف الذي أصاب صفحات «سيرة يوريك»

في البداية ظن ألبرت أن تعويذته أخفقت، لكنه جرّب على أوراق أخرى فوجد أنه ما يزال قادرًا على إصلاح الورق بنجاح، لكن… لماذا فشل حين أصلح هذا الكتاب

لا أفهم حقًا تمتم ألبرت وهو يحدق في الكتاب أمامه، التقطه وقلب صفحاته بعناية محاولًا أن يجد ما يميّزه

«حياة يوريك» كتبها رادولف بيتيمان، وهو كتاب قرأه ألبرت قبل فترة أيضًا: كان يوريك من كلية رافينكلو، وتصرفاته كانت غريبة جدًا، ولتخليد غرابته نشر الناس سيرته القصيرة على صور ضفدع الشوكولاتة

وبحسب الكتاب، كانت تصرفات يوريك نفسه عجيبة

بل إنه حاول مرة أن يثبت أن تغريد اللقلق مفيد لصحة الإنسان، فاستمع إلى تغريد اللقلق ثلاثة أشهر… وكما هو معلوم

زقزقة ذلك الطائر الشرير كفيلة بأن تُجنّ من يسمعها

لم يكن في هذا الكتاب ما يلفت، ومع ذلك لم يفهم ألبرت لماذا لم تعمل التعويذة

وضع الكتاب على خزانته، وتذكر شيئًا فجأة، فأخرج الرق من جيبه، حدّق فيه طويلًا وهمّ أن يعيده إلى الكتاب

لكن ألبرت توقّف، واستل عصاه من جيبه، ولمس الخريطة بلطف وقال: أظهري سرك

لا شيء

إذًا لقد كنتُ أبالغ في الظن ابتسم ألبرت ساخرًا من نفسه، تناول الرق، نظر إلى ما عليه، وسكنت نظراته لحظة

يبدو أن ملازمة فريد والآخرين طويلًا جعلتني أنا أيضًا أميل للدعابة قالها ساخرًا وهو يحشو الرق في الكتاب، ثم استدار وغادر عنبر النوم

لم يكن يدري أن الرق الذي أعاده إلى الكتاب ما إن غادر حتى طرأت عليه تغيرات طفيفة

ما إن دخل غرفة المعيشة حتى وجد من يلوّح له

أندرسون نادته فتاة طوالة وقفت أمامه بثقة كبيرة

أهناك أمر ما كان ألبرت يُعد طويلًا بين أقرانه، لكنه كان أقصر بنصف رأس من الفتاة التي أمامه

الأمر صعب فعلًا، لقد بحثت عنك طويلًا قالت الفتاة وفي نبرتها لمحة تبرّم، هاهو ذا، رسالتك

رسالة تملّك الحيرة ألبرت، لكنه تناول القصاصة وشكرها

طلب مني الأستاذ برود أن أخبرك أنه إن كنت متفرغًا فالأفضل أن تمر على مكتبه قبل الساعة 8 مساءً

حسنًا فهمت، تفضلي بعض الحلوى ناولها ألبرت بلامبالاة بضع قطع حلوى من جيبه

كانت الفتاة تحدق في ألبرت بفضول كأنها تحاول أن تستكشف شيئًا

ما الأمر لاحظ ألبرت هو الآخر نظرة التفحص لديها فزمّ حاجبيه قليلًا

أنا أحب نكهة الشوكولاتة لم ترفض الحلوى، قشّرت واحدة وألقتها في فمها، الجميع يقول إنك عبقري، ألبرت المحظوظ

توقف يد ألبرت وهو يهم بفتح القصاصة، ورفع بصره إليها بدهشة

لستُ عبقريًا، أنا فقط أبذل جهدًا أكثر قليلًا من الآخرين قال وهو يضم إبهامه وسبابته بإشارة صغيرة

هاها، إنك طريف مدت يدها وربّتت على كتفه، هيا، عليك أن تهزم إيزوبيل ماكدوجال

تكشّر وجه ألبرت ألمًا، كأنه أوشك أن يخلع كتفه

شكرًا على الحلوى، إنها لذيذة استدارت وغادرت

ماذا، أتراك تتودد إلى كراج سمع ألبرت وهو يفرك كتفه صوتًا في أذنه، وظهرت الضاربة العنيفة إيرين خلفه بغتة

كراج تفاجأ ألبرت حين سمع الاسم، ثم فهم الأمر وشرح: لقد أوصلت إليّ رسالة، يبدو أن الأستاذ برود يريد التحدث إليّ في أمر ما

فتح ألبرت القصاصة فوجد محتواها مطابقًا تقريبًا لما قالته كراج، فأخرج ساعته الجيبية ليتحقق من الوقت، ثم ودّع إيرين على عجل ومضى

ترى ما الذي يريده الأستاذ برود تساءل ألبرت حائرًا، لكنه قرر مع ذلك أن يذهب إلى مكتب الدفاع ضد السحر الأسود ليرى ما الأمر

بعد دقائق أمام مكتب الدفاع ضد السحر الأسود، أخذ ألبرت نَفَسًا عميقًا ورفع يده يطرق الباب الخشبي

تفضل بالدخول

فتح له الباب ساحر في الخمسينيات يرتدي نظارات وشعره الأحمر مبعثر قليلًا وعلى وجهه ابتسامة ودودة

تجمّد ألبرت، جالت عيناه على جسد الساحر المتوسط العمر ثم استقرتا على المكتب، لكنه لم يرَ أثرًا للأستاذ برود، فسأل بشك: أين الأستاذ برود

لقد ذهب للتو إلى المكتبة وسيعود قريبًا ابتسم الساحر وقال: قال لي برود إنه إن حضرتَ فليُدخِلوك، وسيعود حالًا

هل يريد الأستاذ برود التحدث معي في أمر ما حدّق ألبرت خفية في الساحر أمامه، ومسح بنظراته الرقّ المبعثر على الطاولة

نعم، الأمر متعلق برموز السحر القديم، يظن برود أنك تستطيع أن تقدّم لنا بعض العون جلس الساحر المقابل لألبرت على الأريكة، لقد اطلعت على الرموز السحرية القديمة التي ترجمتها، ولأكون صادقًا، إنها مدهشة

بدت على وجه ألبرت لمحة دهشة، فلم يخطر له الأمر بهذا الشكل من قبل

بالمناسبة، لم أعرّف بنفسي بعد، اسمي موغ، موغ ماكدوجال قدّم الساحر نفسه فجأة، متمنيًا: يسعدني أن أستفيد من توجيهك