الفصل 131
الفصل 131: قصور في نظرية الخيمياء
هل تشعر نيا بضغوط مشابهة
لم يفكّر ألبرت بجدية في هذا السؤال من قبل
في الماضي، حتى وإن كان من حوله يظنون أن ألبرت عبقري، فإنه لم يعتقد يومًا أنه عبقري حقًا. من المهم أن يعرف الإنسان نفسه
لكن بعد أن رأى حالة كاترينا، بدأ يقلق قليلًا على حالة نيا
لو كنتُ أنا أنمو تحت هالة عبقرية شخص آخر، فربما سأكون مكتئبًا جدًا
في اليوم التالي وضع ألبرت الأمر جانبًا. عادت شيلا وجلبت له الأعشاب اللازمة لجرعة التحميض الخاصة بالصور السحرية
وقبل أن ينغمس تمامًا في إعداد المحلول المُظهِّر، دوّن ألبرت ذلك في مفكرته الصغيرة على عادته حتى لا ينساه عندما ينشغل
مكوّنات جرعة التحميض باتت جاهزة، لكن إعداد الجرعة ما يزال تحديًا. المكانان المناسبان للتحضير هما الصف المهجور أو غرفة المتطلبات في الطابق الثامن من القصر
وبلا شك فالأخيرة هي الخيار الأفضل، إذ لن يزعجه أحد أثناء التحضير
في عطلة نهاية الأسبوع نهض ألبرت مبكرًا وجاء بهدوء إلى مدخل غرفة المتطلبات حاملًا الأعشاب التي اشتراها حديثًا والقدر
أنا بحاجة إلى غرفة جرع، أنا بحاجة إلى غرفة جرع، أنا بحاجة إلى غرفة جرع
بعد أن تمشّى عند المدخل انفتح باب غرفة المتطلبات، وكان ترتيب الداخل يشبه قليلًا صف الجرع الذي يستخدمونه عادة
إلى جوار الجدار خزانة تبدو مخصّصة لحفظ الجرع
وضع ألبرت أغراضه على الطاولة ثم أسرع إلى الخزانة وفتحها فوجدها فارغة
لكن على الرف الخشبي الملاصق للجدار كانت هناك كتب غير قليلة عن الجرع
مرّر ألبرت يده على كعوب الكتب السميكة، ثم عاد إلى الطاولة وفتح كتاب «الصيدلة البسيطة»، وقلب إلى طريقة صنع جرعة التحميض وقرأها بعناية عدة مرات ثم بدأ التحضير
صعوبة جرعة التحميض ليست عالية، وإلا لما صُنّفت ضمن الجرع البسيطة
ومع أنها جرعة بسيطة، فإن تركيبها استغرق من ألبرت وقتًا طويلًا
مجرد معالجة المواد استغرق ساعات عدّة ونصف الساعة تقريبًا
كان ألبرت حذرًا في كل خطوة من خطوات التعامل مع الأعشاب، وكانت النتيجة غير سيئة؛ إذ نجح المحلول المُظهِّر، لكنه لم يكن صافياً كما وصفه الكتاب
غرف ألبرت بملعقة قليلًا من المحلول ووضعه في أنبوب اختبار وهزّه برفق مرات قليلة وراقب هل يطرأ تغيير على السائل
قال وهو يلصق بطاقة على الأنبوب ويضعه في صندوق الدواء: «ليس صافيًا بما يكفي، لكنه مقبول بالكاد» ثم بدأ يطالع لوحة مهاراته. لقد طرأ عليها بعض التغييرات، وظهر فيها بند جديد باسم جرعة التحميض
تمتم ألبرت: «أتساءل هل سيعمل» وأخرج صورة من جيبه وقطّر عليها من المحلول المُظهِّر ثم استخدم فرشاة صغيرة ليفرد السائل بالتساوي على الصورة، وبعدها رفع عصاه وهمس على الصورة بتعويذة التحميض والإظهار
تساءل ألبرت وهو يحدّق في الصورة: «لا أثر» ورفع حاجبيه قليلًا، لكنه ما لبث أن عرف أنه نجح. فعندما جفّ المحلول تدريجيًا بدأ الأشخاص في الصورة يتحركون
حين رأى ألبرت أصحاب الصورة يضحكون ويلعبون عرف أنه نجح. لم يشعر يومًا بسعادة كهذه
بعد نجاحه صنع صورتين سحريتين أخريين، ثم أومأ راضيًا وألقى نظرة على لوحة مهامه
مهمة «الصور السحرية المتحركة» اكتملت الآن
وفي قسم المهام المنجزة كانت هناك مهام أخرى لم يُحصّل مكافآتها بعد، مثل المهام التي أنجزها عند دخوله المدرسة أول مرة
دم الساحر أمر طيب
المزعج هو نقاط المهارة، فهي شحيحة. وإلا لو استطاع ترقية تلك المهارة إلى المستوى الرابع أو الخامس لازداد سحره قوة
اختار ألبرت تحصيل مكافأة «الصورة السحرية المتحركة» فورًا، ثم… لا شيء مميز. لم يشعر بإحساس خاص عند إنهاء المهمة
إن كان لا بد من وصفه، فهو الحماس
فتح ألبرت لوحة المهارات وبدأ يبحث عن الخيمياء التي تعلّمها للتو
بالمناسبة لدي الآن مهارات كثيرة إلى حد مزعج، كتلة كثيفة منها، وقد استغرق العثور على الخيمياء وقتًا
استعمل ألبرت على الفور مخزون خبرته ليرفع مهارته إلى المستوى الأول، ثم جلس في مقعده بذراعين يقرأ بعناية المعارف التي اكتسبها بعد الترقية
لكن ما حيّر ألبرت أن فهمه للخيمياء لم يختلف كثيرًا عما تعلّمه من الكتب
لكن… تردد ألبرت لحظة ثم عضّ على أسنانه ورفع الخيمياء إلى المستوى 2
تحتاج الترقية من المستوى 1 إلى 2 إلى 2000 نقطة خبرة
ورغم أن لدى ألبرت عشرات الآلاف من نقاط الخبرة، فإن هذا الاستهلاك ما يزال يجعله يشعر ببعض الألم
غمغم قائلًا: «آمل أن يستحق الأمر»
بعد أن بلغت خيمياؤه المستوى 2 أدرك ألبرت مشكلة خطيرة
نظريتي في الخيمياء غير كافية
إنه شعور سيئ، كأنك تعرف كيف تصنع غرضًا خيميائيًا لكن ليس لديك المخطَّط
ومع ذلك، فقد خمّن ألبرت العلّة في السوار الواقي الذي صنعه
فإلى حد ما، ابتكار غرض خيميائي قوي يتطلّب عادة إلقاء تعويذة على الغرض
نار الجني غوبلاي مثال ممتاز
عندما تستخدم سحرًا متقدمًا إلى حد معقول لصنع غرض سحري، تصبح متانته وآثاره الدفاعية أقوى
جميع الأدوات الخيميائية تعاني مشاكل مشابهة. فإذا استُعملت استعمالًا عاديًا تُستنزف طاقتها بسرعة، والسبب في أن سوارَه الخشبي يفقد سحره سريعًا مرتبط بهذا، أي إنه بلغ حدّه
والأغراض ذات السحر الوقائي تتأثر بهذا خصوصًا
أفضل حل هو إراحته ليتجدد السحر في الغرض، تمامًا كما يوجد وقت انتظار عند استخدام الأغراض السحرية في الألعاب
ومعظم الأغراض الدفاعية قابلة للاستهلاك. وبعد أن تتلاشى الطاقة السحرية تدريجيًا تعود أشياء عادية
أخرج ألبرت مفكرة صغيرة وكتب خواطره، وعزم على تخصيص وقت لتحسين السوار الواقي في المرة القادمة
تمتم ألبرت: «لكنني الآن متأخر في النظرية الخيميائية. لو تمكنت من التواصل مع نيكولا ميلي لكان قادرًا قطعًا على مساعدتي في سدّ هذا الفراغ». كان يقصد أن نيكولا ميلي سيعينه على جانب النظرية
أما المصباح السحري
فلدى ألبرت بعض الإلهام بشأنه أيضًا، لكنه اكتفى بتدوينه على عجل من دون تمحيص. فالتركيز العالي أثناء إعداد جرعة التحميض أنهكه كثيرًا
وبالنسبة إلى ما إذا كانت هذه الأفكار ستُنقَض لاحقًا، فإن ألبرت لا يمانع حقًا. فمعرفته ما تزال تزداد ببطء، وكذلك التحسينات تمضي رويدًا رويدًا، كحال البرمجيات: نسخة 1.0 ثم 1.1 وحتى 10.1 لاحقًا
بعد أن جمع بقايا جرعة التحميض، أتى ألبرت إلى المخرج وأخرج من جيبه خريطة المارقين ووضع عصاه على الرق وهمس: «أنا أقسم رسميًا أنني لم أفعل شيئًا حسنًا»
وبعد أن تأكد من خلوّ مدخل غرفة المتطلبات محا الآثار عن الخريطة وغادر الغرفة بسرعة حاملًا القدر وصندوق الدواء وعاد إلى غرفة جلوس غريفندور