الفصل 11
الفصل 11: إثارة المتاعب
«سيدي» أخذ ترومان نفسًا عميقًا وقال بصوت عالٍ: «هكذا فقط سترحل»
«ما الأمر» نظر نتلي إلى ترومان في حيرة
قال ترومان وهو ساخط من موقف وزارة السحر: «إذًا، أنا بخير الآن»
قال نتلي بنبرة رسمية: «نعم، لقد كان خطأً كاملًا»
رمق ترومان ألبرت الواقف بجانبه وقال ببرود: «أحتاج إلى اعتذار، يا سيدي. هل تعرف كم أثّرت هذه الرسالة فيّ؟ هل تعرف كم غضبت عندما اكتشفت أنّي فُصلت بلا سبب واضح؟ الآن تقول إنّ الأمر انقضى، وكأنك تصرفني. أتظن أنّ الطفل سهل التنمّر عليه، يا سيدي»
اشتدّ صوت ترومان وهو يزمجر غضبًا من أنّ وزارة السحر تنوي الإفلات هكذا. كان ألبرت قد جهّزه لهذا قبل قليل، ومع ارتجاف خفيف في صوته أخذ يزداد ثباتًا: «أحتاج إلى اعتذار من وزارة السحر. هذا خطؤكم بالكامل، ولا علاقة لي به. على وزارة السحر أن تعوّضني عن الأذى النفسي»
«ماذا؟ لم أسمع بوضوح» تجمّدت ملامح نتلي، وحتى تعبير دمبلدور صار لافتًا
«المعذرة، هناك أيضًا أضرار نفسية، يا سيدي» قبض ترومان قبضتيه وقال: «100 جاليون»
قال نتلي وهو يرفع حاجبًا مندهشًا: «عذرًا يا صغيري، أنا آسف لما سببناه لك من إزعاج، لكن تعويض الأذى النفسي… لا سابقة له مطلقًا»
قال ترومان بغضب: «لا أقبل اعتذارك يا سيدي. لا أرى فيك أي قدر من الجدية. أتظن أنك تستطيع التنمّر عليّ فقط لأنني طفل»
تبادل نتلي ودمبلدور النظرات
قال ألبرت بهدوء وهو ينظر إليهما من دون خوف: «أظن أنه كان متعاونًا جدًا يا سادة. كنت حاضرًا، وعندما اندفع ترومان نحوي بعد قراءة الرسالة ظننته قد فقد صوابه. استغرق الأمر وقتًا طويلًا لتهدئته، واقترحت عليه أن يكتب رسالة إلى المدير دمبلدور». وبصراحة، لم يكن يحب وزارة السحر، هكذا شعر حين قرأ القصة، وزاد نفوره بعدما رأى طريقة تعامل الوزارة مع الموقف
بعد ارتكاب خطأ بهذه الضخامة، كان عليهم على الأقل أن يقدّموا اعتذارًا صادقًا، أيها الأوغاد. كيف تهمّون بالرحيل بكل بساطة
وبصراحة، ليسوا سوى جماعة تسيء استخدام السلطة. فلا عجب أنهم نالوا ما نالوه على يد فولدمورت
قال ألبرت وهو يضيّق عينيه بابتسامة: «وأيضًا، أرى أن اعتذاركم غير صادق. لقد رأيت بالغين مثلكم من قبل. كان أحد أسلافي هكذا تمامًا»
اسودّ وجه نتلي
ابتسم ألبرت فجأة وربّت على كتف ترومان قائلًا: «بالطبع بإمكانكما معاملتنا كأطفال. بعض الناس هكذا لا يتغيّرون. لا تأخذ الأمر على محمل الجدّ. عُد الآن. سأتواصل معك عبر البومة. ربما نتحدث عن الدراسة»
غادر نتلي وملامحه قاتمة، غير عالم بما يوشك أن يواجهه
قال ألبرت وهو يومئ قليلًا للمدير: «إلى اللقاء، أيها المدير. شكرًا جزيلًا لمساعدتك في حل مشكلة ترومان. كنت سأشعر بالذنب لو فُصل بسببي»
قال المدير دمبلدور وهو يهمّ بالانصراف: «إلى اللقاء يا سيد أندرسون، ويا سيد ترومان»
قال ترومان وهو يقبض قبضته: «إنهم مزعجون بحق. ما هذه الطريقة في التعامل؟ الأمر يثير الغيظ. وددت لو وجهت له لكمة قوية»
قال ألبرت مبتسمًا لترومان بعد رحيل دمبلدور: «ما رأيك أن نكتب رسالة إلى صحيفة النبوءة اليومية»
في تلك اللحظة، فعّل مهمة اسمها «استياء ترومان»
«نعم، يجب كشف هذا الأمر»
قال ألبرت من دون خوف من جلب المتاعب: «تذكّر أن تعطيني نصف المكافأة». كانت مكافأة هذه المهمة سخية: 3,000 نقطة خبرة، إضافة إلى 25 جاليون
«حسنًا، اكتبها أنت. بالمناسبة، هل أفراد عائلتك فعلًا محامون» لم يستطع ترومان كبح فضوله
قال ألبرت: «بالطبع. كلهم محامون، لذلك أنا بارع في مثل هذه المشاكل. وفوق ذلك نحن على حق. المجتمع يتعاطف مع الضعفاء، والناس سيحبون رؤية فضائح وزارة السحر على صفحات النبوءة اليومية. وعندها يمكننا التفاهم مع الصحفي لئلا تظهر أسماؤنا وصورنا في الجريدة. واحفظ رسالة وزارة السحر جيدًا»
كان ألبرت يعرف شخصًا مناسبًا تمامًا لهذا العمل
…
في مقر صحيفة النبوءة اليومية بلندن في إنجلترا، كانت ريتا سكيتر تقلب في عدد اليوم الخاص. لم تحظَ مؤخرًا بأخبار كبيرة تكتب عنها، وكان ذلك يزعجها
الناس يحبون قراءة الأخبار الضخمة، سواء كانت صحيحة أم مُبالغًا فيها. وفي رأي ريتا سكيتر، طالما شدّت الصحيفة انتباه القرّاء فهي صحيفة ناجحة
كانت تسأل مساعدتها محاولةً العثور على خبر أكثر إثارة للجدل
وبعد قليل وُضعت عدة رسائل على مكتب ريتا سكيتر. فتحت الأظرف؛ كان بعضها يلعنها، وبعضها يكشف نمائم. لكن رسالة واحدة شدت انتباهها حقًا. بعد أن قرأتها عرفت أنها الخبر الذي تريده، لأنها مرفقة بصورة أيضًا
بعد أيام قليلة، ذاعت شهرة إدارة إساءة استخدام السحر في وزارة السحر. في صحيفة النبوءة اليومية وصفت ريتا سكيتر تلك الإدارة بأنها إدارة دائمة الأخطاء، ترفض الاعتذار عنها، وتتبنى أسوأ أسلوب في معالجة المشاكل
وُجِّهت الأنظار إلى نتلي، وأصبح المسكين هدفًا لسيل لا ينتهي من الانتقادات
وختمت ريتا سكيتر مقالها بقولها إن الضحية، وقد شكّك في موثوقية الوزارة، أبلغ الصحيفة بالحادثة وطالب بتعويض مقداره 50 جاليون، وهو ما لم ترغب الوزارة في دفعه. «كان ذلك أكثر مما كان ينبغي على الوزارة دفعه، وكانوا يدينون للطفل باعتذار صادق»
عندما رأى نتلي الجريدة، شعر فجأة أن قراره كان سيئًا. وتذكّر ما قاله الصبي: «أتظن أن الطفل سهل التنمّر عليه، يا سيدي»
إلا أن الطرف الآخر أثبت بالوقائع أنه ليس سهل التنمّر عليه
وما إن صدر العدد حتى أثار ضجّة على الفور
أُجبر نتلي على أخذ إجازة مؤقتة بسبب الورطة التي وقعت فيها إدارة إساءة استخدام السحر، وتدفقت عليها رسائل كثيرة
استخدمت ريتا سكيتر قلمها لتُري الجميع قوة الهدم في الكلمات. فبعد أن حصلت على روايتي الشخصين وما وصفاه، استعملت تلك الأقوال بمهارة لتنسج المحتوى الذي تريده، وبالمناسبة قلبت وزارة السحر رأسًا على عقب
ولم تكن قلقة أبدًا من ضعف المصداقية، فالمحتوى كان مرفقًا أيضًا برسالة الوزارة التي تحظر إدارة إساءة استخدام السحر. لم يكن بوسعها اختلاق عذر
كان مزاج ترومان في أحسن حال. فقد تلقى 25 جاليون كتعويض نفسي، وهو مبلغ لم يكن ليتخيله
وفوق ذلك لم تكشف الصحفية عن اسمه ولا اسم ألبرت. وكما خمّن ألبرت، استخدمت النبوءة اليومية الحادثة عنوانًا رئيسيًا، فانتقدت وزارة السحر بقسوة وجعلت الرجل على الجانب الآخر تعيس الحظ
وكان مزاج ألبرت طيبًا هو الآخر. فقد أتمّ مهمته وكسب صداقة ترومان. ظلّا يتواصلان عبر البوم في العطلة الصيفية، وكان الآخر يقدّم له بعض المساعدة في السحر
أما الجاليونات التي خُصصت له، فاستعملها للاشتراك في صحيفة النبوءة اليومية