الفصل 390: استرجاع، مالك النظام
- الرئيسية
- المحاكاة: بقمع قدر السماء، أصبحتُ ذا عمر طويل في ثلاثة أيام
- الفصل 390: استرجاع، مالك النظام
شيخٌ أبيضُ الشعر
أنت واثق أنك لم ترَ هذا الشخص من قبل
لكن من أفعاله ليس صعبًا أن ترى أن أساليبه مخيفة للغاية؛ إذ يستطيع حتى أن يقتلك في مجال يو ويصل فورًا إلى المجال السماوي الذي عقدت معه
“يا لها من هجمة غريبة”
“في لحظةٍ آنفًا شعرت كأنني عدوٌّ للعالم كله”
“لو لم تكن قوة هذا المجال ضعيفة جدًا، لربما انقلب بي القارب في مجرى ضحل”
نظر الشيخ إليك
كانت الدهشة تملأ عينيه
لكن بعد الدهشة لم يظهر في عينيه خوف، بل طمع
وبوضوح، استنتج في هذه اللحظة أنك تحمل سرًا عظيمًا
كما أنه اعتقد أن قوتك لا تسمح لك بحماية هذا السر
اندفعت هجمات كاسحة فغطّت السماء بأسرها في طرفة عين
غير أنك، وقد رأيت هذا المشهد، لم ترتبك قط
فإنك عبر السنين، تفاديًا لحصار ما بعد الموت، كنت قد نقلت جميع المزارعين الروحيين في المجال السماوي
والآن، في المجال السماوي بأكمله، لم يبق سواك
إله المبارزات الفردية لم يعد يستطيع القفل إلا على هذا الشيخ الأبيض الشعر أمامك
ومن غير عجلة أثّرت مباشرةً في كل الهجمات التي أطلقها الشيخ
دَوَّت انفجارات تصمّ السمع في أرجاء السماء والأرض
وتحوّل الابتسام الطمّاع على وجه الشيخ تدريجيًا إلى دهشة
“أنت! كيف يكون هذا ممكنًا”
“سابقًا لم تستطع حتى صدّ تجسيدي، فلماذا صرتَ قويًا إلى هذا الحد بعد إحيائك”
وإذ استمعتَ إلى كلام الشيخ، ومض في عينيك خيط فهم
مثل هذا التجسيد القوي
إذًا فالشيخ الذي أمامك لا شك أنه الحاكم السابق لمجال الشياطين
“أيها العجوز، أنت تطلب الموت”
قلت ببرود
وعلى الجانب الآخر، ما إن سمع الشيخ نداءك حتى استشاط غضبًا
“أيها الأصغر الوقح”
عاد بهجمات كاسحة من جديد
غير أنها هذه المرة أيضًا لم تُصبك بأذى
فزاد ذلك خوف الشيخ في قلبه
لكن بدا كأنه لا يخاف، ولم يُبدِ نيةً في التراجع
وإذ رأيت هذا لم تملك إلا أن تعقد حاجبيك
ذلك أنك تعلم جيدًا مدى قوة هذا الشيخ
فحتى لو استخدمت ضربة قاتلة فلن تكفي طاقة المجال السماوي لقتله فورًا
وفوق ذلك، وبعد أن استخدمت ضربة قاتلة منذ قليل، كانت طاقة المجال السماوي قد أوشكت على النفاد
وفي هذه اللحظة، حتى لو أطلقت ضربة قاتلة أخرى فلن تُحدث فيه أي ضرر
وظللتُما وقتًا في حالة جمود
لكن الواضح أن الشيخ، بما يملكه من قوة أعلى، كان أقدر منك على المبادرة
فبدأ يُدمّر المجال السماوي على نحوٍ متواصل
وحين رأيت هذا استشاط غضبك فورًا
وأطلقت على الفور كتابي الأرض والبشر وتشكيل سيوف تشو تيان، راجيًا أن ترده بهذه الطريقة
غير أن
لضمان دعم المترجمين، اقرأ دومًا رواياتك من موقع مركز الروايات، مكتبة بلا إعلانات وأكبر منصة عربية للروايات.
الفجوة بينكما كانت هائلة ببساطة
فعلى الرغم من أنك استطعت الهجوم بكل قوتك، لم يستطع لا كتابا الأرض والبشر ولا تشكيل سيوف تشو تيان أن يُلحقا بالشيخ أدنى أذى
ومع مرور الوقت كان الشيخ قد دمّر معظم المجال السماوي
ولن يمضي وقت طويل حتى يعثر على المنطقة الجوهرية للمجال السماوي ويمحو العلامة التي عقدتَها
“هاهاهاها”
“أيها الأصغر، أود أن أرى هل ستظل متعجرفًا بعد أن أمحو علامة عقدك”
لمع البرد في عينيك وأنت تستمع إلى كلام الشيخ
لكن لم يكن لديك في هذه اللحظة سبيلٌ للتعامل معه
ولم تملك إلا أن تُفعّل التجوال السماوي وتغادر متجهًا إلى تلك العوالم الأقوى
سافرت بلا انقطاع عبر الكون الفسيح، حتى بلغت المجال العميق
كان هذا أقوى مجال تعرفه حاليًا
وإن وُجد مجالٌ بقوةٍ تكفي لقتل الشيخ فلن يكون إلا هذا
وحين أوشكت على الوصول إلى المجال العميق، مُحيت علامتك مع المجال السماوي بنجاح، وهبطت زراعتك إلى قمة العالم العاشر
“تبًّا”
تمتمتَ بالسبّ، لكنك من دون أدنى تردد وصلت سريعًا إلى المجال العميق
وأقمت هنا تنتظر وصول الشيخ في هدوء
بعد شهور
ظهرت هيئة الشيخ ببطء فوق المجال العميق
وأنت من دون أي تردد قذفت نحوه ضربة قاتلة فورًا
بدأت طاقة هائلة تتجمع، فتحولت في لحظة إلى ضياءٍ ذهبيٍّ باهر
انطلق نحو الشيخ فجعلَه يشعر فورًا بنيّة الموت
“هاهاها، أليس هذا المجال هو حيث قتلتَ تجسّدي من قبل”
“لكن للأسف، ما زلتَ غِرًّا جدًا”
“ارتجاع”
صاح الشيخ ببرود
وما إن سقطت كلماته حتى انقلبت السماء والأرض
فعادت الضربة القاتلة التي أطلقتَها للتو إلى يدك
أدهشك هذا المشهد الفجائي إلى الغاية
وأدركتَ فورًا أن لدى الشيخ نظامًا
ومع أنك كنت قد التقيت سابقًا كائنات كثيرة تملك “أصابع ذهبية” في العالم داخل لؤلؤة طريق الحدّ
لكن من غير استثناء لم تكن تلك إلا عونًا محدودًا لأولئك أبناء الحظ، فأين لها أن تُقارن بنظام
والآن، كان الشيخ لا شكّ استثناءً
فقد حاز نظام ارتجاع الزمن، ووقف سلفًا في موضع لا يُقهَر
لبرهةٍ بهتَّ قليلًا
ذلك أنك لم تكن تعلم كيف تكسر هذا الجمود
ولم تملك إلا أن تستخدم الضربة القاتلة مرة بعد مرة، بينما كان الشيخ، وهو يُرجع الزمن، يواصل استخدام شتى الأساليب محاولًا قتلك
وظللتما في جمودٍ طويلٍ طويل
وأخيرًا لم تملك إلا أن تقول: “أيها العجوز، إلى متى تنوي القتال”
“هل تنوي فعلاً أن تظل في جمودٍ معي هنا بلا نهاية”
غير أن ما لم تتوقعه أن الشيخ، وما إن سمع كلماتك، لم يغضب بل تفاجأ وجمد في مكانه
“ماذا”
“ألديك ذكرياتٌ عن هذه الفترة من الزمن”
اندهش الشيخ
وغصتَ أنت أيضًا في شكوك عميقة
إذ إنه من كلماته ليس صعبًا أن ترى أنه بعد استخدام ارتجاع الزمن لا يحتفظ الآخرون بذكريات
لكنّك كنت استثناءً
“أيمكن أن يكون محاكي الزراعة الروحية لديّ أقوى حتى من نظام ارتجاع الزمن لديه، ولذلك أستطيع الاحتفاظ بذكرياتي”
ممتلئًا بالأسئلة لوّحت للشيخ مشيرًا إليه أن يتوقف لحظة
“أيها الأكبر، إن لم أكن مخطئًا، فلديك نظامٌ يستطيع ارتجاع الزمن، أليس كذلك”