الفصل 355: القديم والحديث، البشر والحكام والشياطين
- الرئيسية
- المحاكاة: بقمع قدر السماء، أصبحتُ ذا عمر طويل في ثلاثة أيام
- الفصل 355: القديم والحديث، البشر والحكام والشياطين
لكنّ كل هذا كان بلا جدوى
فالضياء الأرجواني المزدوج الذي أطلقه شن جين لم يُلحق أي أذى بالتنين
بل نفث التنين زفرة هادرة تهز الأرض، فأصابت شن جين وحولت جسده في لحظة إلى ضباب دموي
اندفع سيل دمٍ كالنهر وتمدد لمسافة 100 لي
كان دمه أشبه بدواء روحي نادر، يملأ الجوار بعطر فريد
لقد مات
تجمّد كل من كان حاضرًا، وكأنهم ما زالوا عاجزين عن الاستيعاب
أمّا أنت فانتهزتَ الفرصة وخطفتَ جثة عرق الأشباح من يد شن جين على الفور
وبصوت حفيف رقيق كزَقزقة زنبوُرَقيّة، اختفيتَ من مكانك في لحظة
وصلتَ إلى حافة عالم دي يوان السري
ولم تُمعن النظر في لفيفة الأرض مباشرة، بل بعدما وضعتَ لفيفة الأرض التي على جسد المزارع الروحي من عالم الشياطين في خاتم التخزين، بدأتَ تراقب محيطك بقلق
لم يكن ثمة خيار آخر
ففي هذه اللحظة ما زالت توجد في عالم دي يوان السري عدّة كائنات لا قبل لك بها؛ وعلى الرغم من أنهم قد يكونون ارتدعوا منك، إلا أن الطوارئ قد تقع
ولتفادي انتكاسة غير متوقعة، قررتَ الانتظار قليلًا
ولحسن الحظ لم يأتِك مزارعون جهلة يبحثون عنك
ومع مضي الوقت، شعرتَ بدوار، وما إن استعاد وعيُك السماوي توازنه حتى كنتَ قد عدتَ إلى إقليم الشياطين
نظرتَ حولك فاكتشفتَ عددًا من مزارعي عالم الشياطين غير بعيدين
ظهرتَ إلى جوارهم في لمح البصر، وبدأتَ تفتيش الأرواح
اندفعت كمّيّات كبيرة من الذكريات إلى ذهنك
وبعد لحظات، ومضة برودة لمعت في عينيك
لقد صحّ ظنّك السابق حقًا
فبعد أن جُذِب كل كبار مزارعي عالم الشياطين إلى عالم دي يوان السري، انهارت قوى إقليم الشياطين كجبلٍ ينهار، وهُزموا سريعًا على يد عرق الحكام
وأضحى إقليم الشياطين الآن بتمامه في قبضة عرق الحكام
غير أنهم لم ينفذوا مذبحة، بل استعبدوا أعدادًا كبيرة من المزارعين هنا للبحث عن مزارعين يستطيعون القتال فوق مرحلتهم
“عجيب، أفعال عرق الحكام هذه تختلف تمامًا عما فعلوه في المحاكاة السابقة”
“هل لأن شيئًا ما بدّل رأيهم؟ أم أن الضوء الذهبي مهمّ لهم إلى حد بعيد”
تمتمتَ لنفسك، لكنك لم تُطِل الوقوف عنده
فإقليم الشياطين شاسع للغاية
ولو استمروا في التفتيش بهذه الطريقة فلن يعثروا عليك حتى بعد آلاف مؤلّفة من السنين
وفوق ذلك، صارت لفيفة الأرض بحوزتك الآن
وعلى الرغم من أنك لا تعرف كيف تستخدمها، فإن الشوق الفطري في جسدك ليس أمرًا يمكن تزييفه
إنها… لا بد أن تكون ذات نفع عظيم لك
وإذ خطرت لك هذه الفكرة، وجدتَ على الفور موضعًا منعزلًا وأخرجتَ لفيفة الأرض
ملأتك النصوص المتعددة عليها فرحًا
فعلى الرغم من أنك لا تعرف ما هذه النصوص في حقيقتها، فإنك قادر على فهمها
“حين انفتحت السماء والأرض لأول مرة ظهر الكون”
“وتحتوي في طيّاتها كل ما في العالم”
“هذا…”
رفعتَ حاجبك
لكن، وما إن هممتَ بفتح لفيفة الأرض ومتابعة قراءة محتواها، حتى انفجرت ضياءً واندغمت ببطء في جسدك
وفي لحظة، تدفقت ذكريات كالسيل إلى ذهنك
وشعرتَ كأنك جُبتَ سنين لا تُحصى، وشهدتَ صعود أمم لا تُعدّ وأفولها، وتبدّل العوالم
وبعد زمن لا يُدرى مقداره، زفرتَ نَفَسًا ثقيلاً من طاقةٍ عكرة
“إن لفيفة الأرض هذه… عجيبة على نحوٍ استثنائي”
“ألا أدري كيف ستكون لفيفة السماء ولفيفة البشر”
نظرتَ إلى السماء، والأفكار تتوهج في ذهنك بلا توقف
فمنذ اندماج لفيفة الأرض في جسدك، بدأت ذكريات متنوّعة تظهر باستمرار في ذهنك، ولم تتوقف حتى الآن
حين انفتحت السماء والأرض أول مرة، قُسِّما إلى عوالم البشر والحكام والشياطين
فإن لم يخطئ محتوى لفيفة الأرض، فإن عوالم البشر والحكام والشياطين منذ بدء السماء والأرض تمثل تباعًا العالم الذي كنتَ تعيش فيه قديمًا، وإقليم الشياطين الحالي، وعالم الحكام الواقع بينهما
هذا هو مهد العالم بأسره، والموضع الذي انبثقت منه الحياة كلها
لكن من المجهول لِمَ صارت، مع مرور الزمن وتبدّل العالم، طبقاتٍ سفلية في البنية الكونية
وكان إقليم الشياطين أحسن حالًا قليلًا
أما عالم البشر الحالي وعالم الحكام فقد أصبحا موارد لغيرهم، تُساق أقدارهما على هامش الحياة بالكاد
في الأزمنة القديمة، ظهر على التوالي من العوالم الثلاثة أعاظم لا ينقطع مَدّهم
وفي العصور الوسطى، وعلى الرغم من أن قوة العوالم الثلاثة لم تعد كما كانت، فإنهم ظلّوا من بين أرفع القوى في العوالم الكبرى
ولكن لماذا…
لماذا صار الأمر إلى ما صار إليه…
امتلأ قلبك بريب لا يحصى
غير أن لفيفة الأرض لا تحوي سجلات متعلقة بهذه المسائل
ولأسباب مجهولة، توقّف الوصف في لفيفة الأرض فجأةً عند الحقبة الوسطى
بل إن معظمها مواد مدونة من العصر القديم
وما إن هممتَ أن تقرأ محتوى لفيفة الأرض بعناية، حتى شعرتَ بتحذير ينطلق من وعيك بالخطر
“طنين”
وفي اللحظة التالية هبط ريشٌ ذهبيّ من السماء وضربك في الحال
لكن، بفضل حاكم المعارك الفردية، لم يُصِبْك أي أذى
“أوجدتَني بهذه السرعة”
وأنت تنظر إلى الهيئة الذهبية التي ظهرت أمامك، ساورك بعض العجب
لكن قلبك لم يضطرب قط
ففي إدراكك لا يوجد حولك إلا هذا المزارع من عرق الحكام، ولن يستطيع أن يضرك
وبدا أن مزارع عرق الحكام قد لاحظ هو الآخر ما بك من غرابة
وبعد أن تأملَك قليلًا، تكلّم ببطء: “لا نية لنا في أن نكون أعداء لإقليم الشياطين”
“سلّم الجوهر العظيم، وأستطيع أن أُبقي على حياتك وأقود جميع مزارعي عرق الحكام للخروج من إقليم الشياطين”
“الجوهر العظيم”
“أتقصد هذا الشيء”
أخرجتَ الضوء الذهبي
وعلى الرغم من أنه لم يعد قادرًا على امتصاص الطاقة من مزارعي عرق الحكام، فإنه ما يزال يمدّك بعون كبير
“نعم، هو هذا بعينه”
“اقطع صلتك به وسلّمه لي؛ وسأقود جميع مزارعي عرق الحكام للخروج من هنا حالًا”
“حسنًا، أخبرني بفائدته، ويمكنني أن أسلّمه لك الآن”
“هذا الشيء يُعين المزارعين في القتال؛ ومهما بلغت قوتهم فإنه سيمنحهم عونًا هائلًا”
وما إن سمعتَ هذا حتى أطلقتَ شَخْطة باردة
فالضوء الذهبي مجرد طاقة صِرف
قد يُعينك، وأنت في المرحلة السابعة، على مقاتلة مزارع في المرحلة التاسعة، لكنه بالتأكيد لن يُمكّنك وأنت في المرحلة الثامنة من قتل مزارع في المرحلة العاشرة
أما قوة مزارع عرق الحكام الواقف أمامك فقد بلغت المرحلة العاشرة؛ ومعونته له، إن لم تكن معدومة، فهي لا تُذكر
“أريد الجواب الحقيقي”