الفصل 345: الهجوم المعاكس، قوة الحكام

بدأتَ إقامتك الطويلة في مدينة لوان مو

بعد سنة واحدة

لم يأتِ مزارعون روحانيون من عرق الحكام إلى مدينة لوان مو، وكانت أيامك هادئة نسبيًا

بعد عشر سنوات

بقي الحال كما هو

لكن، وعلى الرغم من أن مدينة لوان مو لم تتعرض لأزمة، فقد سقطت أجزاء أخرى من عالم الشياطين تباعًا

جاء كثير من المزارعين الروحانيين المشرّدين من عالم الشياطين يلتمسون الملجأ في مدينة لوان مو

وقد أدى ذلك إلى زيادة عدد المزارعين في مدينة لوان مو، وازدادت قوتهم أيضًا

مع ذلك، ألقى هذا الأمر بظلّ ثقيل على قلبك

ذلك لأن عالم الشياطين أصبح الآن محتلًا إلى حد كبير من قِبل عرق الحكام

حتى القوى الأخرى التي ما تزال تكافح للثبات ربما لن تصمد طويلًا

ومتى سقطت كلها، فستواجه مدينة لوان مو ضربة مدمرة بلا شك

فعرق الحكام يختلف تمامًا عنكم

ولن يُظهروا أي رحمة عند هجومهم

بعد خمسين سنة

هُزمت طائفتان من الطوائف الخمس العظمى في إقليم الشياطين الشرقي

كما ظهرت بوادر انحسار على القوى الكبرى في عالمي الشمال والجنوب الشيطانيين، وعلى الأرجح لن يطول الوقت حتى يلقوا المصير نفسه الذي آل إليه إقليم الشياطين الشرقي

أدركتَ أنك لا تستطيع الجلوس انتظارًا للموت بعد الآن

فبدلًا من انتظار الهلاك في مدينة لوان مو، كان الأفضل أن تبادر بالضربة الأولى، مستفيدًا من أن مزارعي العوالم الشيطانية الثلاثة ما زال لديهم ما يكفي من القوة للقتال، فتدخلوا في مواجهة فاصلة مع مزارعي عرق الحكام

وإذ فكرتَ بهذا، بدأتَ فورًا بجمع كل المزارعين في مدينة لوان مو

وعلى الرغم من تردد معظمهم، فإنهم بعد أن شرحتَ لهم المنافع والمضار، أبدوا الاستعداد لمرافقتك لمهاجمة وقتل عرق الحكام

وهكذا انطلقتم

كان هدف إسنادك الأول طائفة تانمو في إقليم الشياطين الشرقي

كانت قوتهم كبيرة، وهم من القلائل الذين لم يُدفَعوا بعد إلى وضع ميؤوس منه على يد عرق الحكام

والسبب في اختيارك دعمهم أنّك في نهاية المطاف لم تكن واثقًا من مزارعي مدينة لوان مو

فهم ضعفاء جدًا

إذ إنه حتى بوجودك، بلغت أعلى مرحلة لديهم ذروة المرحلة السابعة، ولم يوجد بينهم واحد في المرحلة الثامنة

وبمثل هذه القوة، لو ذهبوا لإسناد قوى هي أصلًا في وضعية متراجعة أو حتى يائسة، لذهبوا بلا عودة

وعلى عَجَل طوال الطريق، وصلتَ سريعًا إلى طائفة تانمو

وكان الوضع هنا أفضل مما تخيلتَ

فبفضل حماية تشكيل عظيم قوي جدًا، لم تتكبد طائفة تانمو سوى خسائر شبه معدومة، وظل جميع المزارعين يحتفظون بقوتهم

طلبتَ أولًا من كثير من مزارعي مدينة لوان مو أن يُبطئوا، بينما ظهرتَ أنت في لحظة فوق طائفة تانمو

“افتحوا التشكيل العظيم واتبعوني لإبادة عرق الحكام”

وإذ قلتَ هذا، أطلقتَ فورًا ضربة قاتلة، مندفعًا مباشرة نحو أقوى مزارع من عرق الحكام

موقع مركز الروايات يقدم هذه الرواية دون أي إعلانات مزعجة، ووجودك معنا هو دعم للمترجمين والقراء العرب.

“بوووم”

انبعث شعاع ضوئي أفقيًا

كانت قوة مخيفة إلى حد لا يُصدق، قوة هائلة تخترق كل شيء، فأرتجف جميع الحاضرين خوفًا

لقد ذُهل مزارعو عرق الحكام وكذلك مزارعو طائفة تانمو خلفك من هذا الضوء العظيم

تجمدوا في أماكنهم، كأن الزمن نفسه توقف

“توقيت ممتاز”

لم يُبدِ مزارع عرق الحكام خوفًا حين رأى الضوء العظيم

أطلق زئيرًا منخفضًا، فاندفعت موجة من الطاقة الروحية الأرجوانية كبحر واسع، كأنها محيط يغمر السماء المتدحرجة

لكن…

تبدلت هيئة الضوء العظيم في هذه اللحظة أيضًا

فتحول إلى وحش هائل، فابتلع على الفور محيط الطاقة الروحية الأرجوانية الذي أطلقه مزارع عرق الحكام

ثم زأر وانقضّ مباشرة على مزارع عرق الحكام

“طَق”

بصوت تهشّم صافٍ، قُضِم مزارع عرق الحكام مباشرة إلى أشلاء على يد الوحش، وتحول إلى كتلة من الضوء الذهبي امتصصتَها

ضربة واحدة

بمجرد ضربة واحدة، لقي ذلك المزارع المتغطرس من عرق الحكام نهايته في العالم السفلي

أربك هذا المشهد المفاجئ الجميع

ولحسن الحظ، كان في طائفة تانمو بضع حازمين

فقد فتحوا فورًا تشكيل حماية الطائفة العظيم وخاضوا قتالًا مع عرق الحكام في الخارج

وتشابكت شتى الهجمات في السماء، حتى اهتزّ العالم بأسره

وسرعان ما بدأت تظهر علامات الهزيمة على عرق الحكام

فعلى الرغم من أن قوتهم ليست ضعيفة، فإن ضربتك السابقة حطمت شجاعتهم

بل إن كبار مزارعي عرق الحكام كانوا يرتجفون كلما رأوك

ولن تفوّت بالطبع فرصة ضرب الخصم وهو مترنح

أرسلتَ على الفور كلمةً إلى مزارعي مدينة لوان مو لتطويق هؤلاء من عرق الحكام واعتراضهم

أما أنت، فقد كثفتَ الضوء الذهبي إلى سوط طويل، وبكل خفقة منه حصدتَ أرواح عدد كبير من مزارعي عرق الحكام

وسرعان ما هُزم عرق الحكام هزيمة تامة

لكن بدا أن الضوء الذهبي في يدك قد بلغ مستوى معينًا ولم يقوَ مرة أخرى

وقد ترك ذلك في نفسك بعض الأسف

لكنّه بدا كافيًا الآن

فعلى الرغم من أن قوّتك عند مرحلة الوسط من المرحلة السادسة، فإنه بمعونته لم يكن ثمة مشكلة في أن تقتل على الفور أولئك المزارعين من عرق الحكام عند المرحلتين الوسطى والمتأخرة من المرحلة الثامنة

وبعد انتهاء المعركة، أقام سيد طائفة تانمو مأدبة على شرفك بنفسه

وانتهزتَ الفرصة لتسأله عن الضوء الذهبي وعرق الحكام

تنهد سيد طائفة تانمو بعمق، ثم بدأ يشرح لك

قال إنه في تصورهم الأصلي لم يكن عرق الحكام سوى زمرة من الوحوش ربّوها

أما الضوء الذهبي على أجسادهم، فهو نتاج يتكثف بعد “إعادة تشغيل” دورات العوالم الواقعة ضمن نطاقهم

وغايته الأساسية مساعدة المزارعين على اختراق حدودهم ولمح مراحل أعلى

أما قدرتك على استخدام الضوء الذهبي في القتال، فلم يسمع بها قط

وعلى الأقل في تاريخ عالم الشياطين، لم ير أحد قادرًا على توجيه الضوء الذهبي للقتال

أدهشك هذا القول، لكنك لم تُعنِه كثيرَ تفكير، إذ إن الضوء الذهبي بالنسبة إليك الآن لا يجلب إلا الفوائد من غير عيوب

أما أحواله الأخرى، فستعرفها طبيعيًا حين تبلغ قوتك حدًّا كافيًا مستقبلًا

وكان فهم مزارعي عالم الشياطين لعرق الحكام لا يزال عند مستوى اعتبارهم حيوانات

وقد أدهشك هذا كثيرًا

وسألتَ بحيرة: “ألم يمكث عرق الحكام في عالم الشياطين كل هذا الزمن، ولم تأسر طائفة تانمو بعض كبارهم لتجري تفتيش الروح عليهم”

“ليس لأننا لا نريد التفتيش، بل لأننا لا نستطيع إجراؤه عليهم”

“فكل مزارعي عرق الحكام وُضعت داخل أرواحهم العظمى طبقات من القيود، وهي متقنة للغاية”

“وما إن نحاول تفتيش أرواحهم أو التحكم بهم حتى ينطلق القيد فورًا، فيسلب حياته وحياة جميع مزارعي عرق الحكام في فريقه”

“هكذا إذن”

وبعد سماع هذا الشرح، هززتَ رأسك مفكرًا

ويبدو أن قوة عرق الحكام تفوق خيالك بكثير