الفصل 339: تجنّب الحافة، البيت الآمن

من كان ليتوقع ذلك

في تلك اللحظة، امتلأ السماء بضباب أسود، وكان يلمع داخله بين حين وآخر برق أرجواني يزمجر

كئيب ومروّع ومخيف

انتشرت هالات شتى بلا توقف

رفع جميع الناجين الذين كانوا قبل قليل تحت الضوء العظيم لتشيلين أنظارهم إلى عالم الفراغ، وقلوبهم ترتجف

أنت أيضًا لاحظت المشهد أمامك

ومع ظهور شذوذات متفرقة، عاد وعي الأزمة للظهور من جديد

كنتَ تعلم أن السيد الحقيقي قد وصل

ولحسن الحظ، ما زال لديك موهبة «اخضع لي كسيد»

فما دام الخصم يجرؤ على إظهار وجهه، ستستخدم هذه الموهبة عليه فورًا

لكن ما لم تتوقعه هو الآتي

ربما خوفًا من استعراضك السابق، فعلى الرغم من أن الشذوذات في السماء كانت تزداد شدّة، إلا أن هيئته الحقيقية لم تظهر قط

بقيتما عالقين في حالة جمود كهذه

أصبح الجو محرجًا فجأة

لم تجرؤ على إظهار الضعف

لأنك كنت تعرف بوضوح أن قوة كل الحاضرين تفوق قوتك بكثير

فإن تجرأت على إظهار قدر يسير من التردد في هذه اللحظة

فلا حاجة حتى لمالك ذلك الشذوذ الذي لم يظهر بعد، فهؤلاء الناجون من مزارعي طائفة لي الشيطانية يكفون لتمزيقك إربًا

وهكذا مرّ الوقت شيئًا فشيئًا

وقفت في مكانك متظاهرًا بالعمق، وأنت تمسح محيطك بلا انقطاع بوعيِك السماوي

وفي عيون أولئك الناجين من تلامذة طائفة لي الشيطانية، كنتَ أنت أيضًا وحشًا مخيفًا

لقد جعل هجومك السابق أجسادهم ترتجف خوفًا، ولولا وجود صاحب تلك الهالة المخيفة لتفرّقوا هاربين منذ زمن

وأخيرًا

تحدث صاحب تلك الهالة

يا صديق، أي عداوة بين طائفتنا لي الشيطانية وبينك حتى تتسلل إلى طائفتنا وتهاجم شيوخنا

توقفت قليلًا عند سماع هذا

لكن قبل أن تتكلم، سارع أحد شيوخ طائفة لي الشيطانية بالاعتراض قائلًا: يا سيد الطائفة، هذا الشخص هو من العالم السماوي الذي ظهر سابقًا

لكننا فقط لا نعرف لماذا يملك قوة هائلة كهذه

ماذا، إنه هو

فوجئ سيد طائفة لي الشيطانية فجأة

وفي اللحظة التالية شعرت بوضوح بوعي سماوي قوي يكنس جسدك

في البداية كان عاجلًا جدًا، لكنه تلاشى تدريجيًا مع مرور الوقت

وبعد حين طويل صدر تنهد من السماء

ثم بدا أنه قال شيئًا لشيخ طائفة لي الشيطانية الذي تكلّم للتو، ثم تلاشى ببطء

هذا هذا الكبير

يقول سيد طائفتنا إن هذه المسألة تخص طائفتنا لي الشيطانية، يمكنك الرحيل بمفردك، أما أولئك الشيوخ الذين ماتوا فقد جلبوا ذلك لأنفسهم، ولن يسأل أكثر

حسنًا

فعّلت بهدوء «التجوال السماوي»، وتلاشت فورًا من طائفة لي الشيطانية

وعلى طول الطريق لم تجرؤ على السير عشوائيًا، بل واصلت استخدام وعيك السماوي لمسح البعيد قبل أن تستخدم «التجوال السماوي» للانتقال، محافظةً على صورتك العميقة التي لا تُدرَك

وهكذا مرّت عشرات الأيام

وبعد وصولك إلى وادٍ جبلي توقفت أخيرًا

في تلك اللحظة كان ظهرك مغطى بعرق بارد

لكن لحسن الحظ، انتهى كل شيء أخيرًا

ومع أن هذه المسألة انتهت بنبرة غير متوقعة

فإن تلاشي وعي الأزمة تمامًا أثبت أن سيد طائفة لي الشيطانية قد كف عن الانتباه لك

بدأت التأمل في ذلك الوادي الجبلي

وبعد حين طويل شرعتَ في تحويل قوتك

حوّلت القوة العظمى في جسدك إلى قوة شيطانية تناسب هذا العالم

وقد أتممت التحويل بنجاح

واستنادًا إلى أوصاف مزارعي طائفة لي الشيطانية من قبل، قدّرتَ أن زراعتك الحالية بالكاد تبلغ ذروة المرحلة الرابعة

وعلى الرغم من أنها منخفضة قليلًا، فإنها معقولة أيضًا

فمع أنك كنت أقوى من ذلك التلميذ من طائفة لي الشيطانية في الطور الأوسط من المرحلة الخامسة، إلا أنك في النهاية استعرت قوة الضوء الذهبي؛ وذلك لم يكن عالمك الحقيقي

لكن لديك «النمو يومًا بعد يوم»، ومادمت منخفض الصوت فسيرتفع مستوى زراعتك في النهاية

وجدت جبلًا مقفرًا تنوي الاختباء فيه وخوض عزل طويل الأمد

السنة 190,000

نجحت في تكثيف ضربة قاتلة، وصار على جسدك في ذلك الوقت ضربتان قاتلتان

لكن ذلك لم يجلب لك أدنى شعور بالأمان

لأنه حين واصلت العزلة في هذه المدة اكتشفت أن عالم الشياطين خطير فعلًا

فالهالة الخبيثة عند المزارعين هنا ثقيلة جدًا

ويمكن أن تندلع المعارك في أي مكان

وعلى الرغم من أنك اختبأت في جبل مقفر، كنت لا تزال تتعرض لتسللاتهم كثيرًا

اقتلوهم اقتلوهم لأجلي

يا إخوة، اتبعوني ولنندفع معًا

”

ولما رأيت أن معركة كبرى لا مفر منها

وبلا حيلة كان عليك أن تتحرك وتقضي عليهم جميعًا

وفي لحظة عاد الجبل المقفر إلى السكون، ولم تعد تقلق من أن أصوات قتالهم ستجذب مزارعين أعلى مستوى

هؤلاء مزارعو عالم الشياطين فعلًا يملكون هالة خبيثة ثقيلة

لكنهم ليسوا مسيطرًا عليهم

كأنهم وُلدوا هكذا، أو كأن هذا العالم يغيرهم على مهل

تمتمت لنفسك

وبعد هذه الفترة من تفتيش الأرواح لمزارعي عالم الشياطين صار لديك فهم عام لهذا المكان

هذا المكان عالم كبير كامل، يُعرف بعالم الشياطين

وينقسم عالم الشياطين إلى أربع جهات هي الشرق والغرب والجنوب والشمال، وكانت الجهة الشرقية التي أنت فيها تضم خمس طوائف كبرى

وهي طائفة الجشع، وطائفة الحقد، وطائفة الجهل، وطائفة الخبث، وطائفة الشك

وطائفة لي الشيطانية التي كنت فيها عندما وصلت أول مرة إلى عالم الشياطين كانت واحدة منها

وبالطبع كانت هذه الطوائف بعيدة جدًا عنك

ولم يكن لديك أي اهتمام بالتورط معهم

وما تحتاج إليه الآن هو أن تجد مكانًا هادئًا للبقاء

لكن ما لم تتوقعه هو أنه لا توجد بقعة نقية واحدة في هذا العالم

كل يوم إما أن أقتلك أو تقتلني

وكان مزارعو عالم الشياطين ينمون بسرعة ويزدادون قوة عبر هذا النوع من المذابح

تنهدت بعمق ثم غادرت الجبل المقفر الذي مكثت فيه طويلًا

وأجريت تفتيش أرواح على طول الطريق حتى وصلت سريعًا إلى مدينة

وبحسب الذكريات التي فتشتها من قبل، كان في كل مدينة في عالم الشياطين «بيوت آمنة»

فما دمت قادرًا على دفع قدر من الأحجار الشيطانية، يمكنك الزراعة في «بيت آمن» وتتلقى حماية من قصر سيد المدينة دون أن تتعرض لأي هجمات

وبالطبع، عمومًا لا يهاجم أحد المزارعين في «البيت الآمن»

لأنه رغم أن مزارعي عالم الشياطين يستمتعون بالمذابح، فإنهم يحتاجون أحيانًا إلى تحقيق اختراق، وعندها يحتاجون إلى بيئة آمنة

و«البيوت الآمنة» في المدينة تساعدهم على تحقيق ذلك

ولذلك صار عدم مهاجمة «البيوت الآمنة» إجماعًا بين مزارعي عالم الشياطين