5
الفصل 5: الموهبة — الخَلق
فتح نوح عينيه في الصباح. كان منهكًا بشدة بالأمس، لكن ليلة النوم الكاملة أعطته الراحة التي كان يحتاجها.
غير أن جرح كتفه ازداد سوءًا. الألم كان رهيبًا الآن وهو مستيقظ.
لم يكن بوسعه فعل أي شيء سوى الانتظار. لو استطاع البقاء حيًا حتى نهاية هذا اليوم، ربما يحصل على موهبة تساعده على علاج هذا الجرح. لم يكن أمامه سوى الأمل. الغريق يتشبث بقشّة.
أزاح قليلًا من الشجيرات التي تُغطي مدخل الكهف ليتفقد الخارج. ما رآه ملأ عينيه رعبًا.
في الخارج، سبعة أرانب مقرّنة تنتظر، تلتفت هنا وهناك. بدا وكأنها تبحث عن شيء.
لحسن حظه أن الشجيرات التي استعملها لتغطية المدخل كانت ذات رائحة كريهة، مما أخفى أثر رائحته. لكنه كان متأكدًا أن الأرانب جاءت للانتقام. لو اكتشفت مكانه، ستكون نهايته.
النار انطفأت، والبرد الصباحي كان قارسًا، والجرح يزداد سوءًا. كان يحتاج إلى دفء الشمس، لكن هذا غير ممكن الآن.
تذكر طفولته: والده، أمه، أخته الصغيرة لونا. كانوا عائلة فقيرة لكن سعيدة. ثم حصل على منحة ودخل الجامعة، تاركًا أسرته. كان يحلم يومًا أن يُعرّفهم على ميرا بعد أن يجد عملًا مناسبًا.
ابتسم بمرارة:
“سأموت حقًا، أليس كذلك؟ لو فقط استطعت أن أمنح عائلتي الحياة الأفضل التي تستحقها. سامحيني يا أمي… سامحني يا أبي… سامحيني يا لونا.”
بدأت دموعه تنهمر.
الجرح لم يكن عاديًا. مخالب الأرنب تركت فيه سمًّا بطيئًا بدأ الآن ينتشر. حرارته ارتفعت، والحمّى أكلت جسده.
سقط فاقدًا للوعي.
مرت خمس ساعات. استيقظ ببطء، وتذكر الأرانب. تفقد الخارج بحذر، فتنفس الصعداء؛ لم يعد أحد.
لكن سرعان ما دوّى عواء ذئب قريب، ثم آخرون. وسمع أيضًا صرخات الأرانب. على ما يبدو، كانت معركة دائرة بينهما.
تذكر الأرنب الذي قتله سابقًا وهو يأكل ذئبًا. ربما كانت أراضيهما متداخلة، فتقاتلا باستمرار.
الآن أصبح الكهف خطرًا. لو اقترب القتال، ربما يشم أحدهم رائحته أو يدخل الكهف.
فكّر في الرحيل، لكنه لم يعرف إلى أين. العالم كله مجهول بالنسبة له.
لكن لم يتركه القدر ليفكر طويلًا. أصوات القتال اقتربت أكثر.
نظر من خلال الشجيرات، فرأى عشرة ذئاب في معركة دموية مع أحد عشر أرنبًا مقرنًا. المشهد كان مروّعًا، الدماء تتطاير بلا توقف.
لكن خطأه كان أنه تطلّع طويلًا. عيناه التقت بعيني ذئب. شعر وكأن الموت ينظر إليه مباشرة.
اندفع يركض بكل ما أوتي من قوة.
عوى الذئب، فتوقف القتال فورًا. التفتت الوحوش الإحدى والعشرون كلها نحو نوح، وبدأت بمطاردته.
جسده المنهك لم يكن مؤهلًا للركض أسرع من وحوش مثلهم. لكنه كان يجري من أجل حياته، فنسي الألم والجروح، وانطلق بسرعة غير طبيعية.
لكن سرعان ما تباطأ بعد ثلاث دقائق.
قفز ذئب نحوه، فانحرف نوح جانبًا. فشل الذئب في افتراسه، لكن مخالبه تركت جرحًا عميقًا في ظهره. الدم تدفق بغزارة.
صرخ نوح من الألم:
“لو نجوت اليوم، سأقتلكم جميعًا بأبشع طريقة.”
لم يتوقف، واصل الركض حتى وصل إلى هاوية عميقة. أمامه لا طريق، وخلفه وحوش متعطشة للدماء. لم يشأ أن يموت بأنيابهم، فقفز.
توقفوا عند الحافة، يراقبونه يسقط في النهر الجليدي أسفلهم.
ارتطامه بالماء جعله يصبغ باللون الأحمر من دمه. سبح تحت الماء، محاولًا الاختفاء عن أنظارهم.
كانت لديه موهبة منذ صغره: حبس أنفاسه لفترة طويلة. أصدقاؤه كانوا يلقبونه بـ”نوح البرمائي”.
سبح تحت الماء لثلاث دقائق، حتى جرفه بعيدًا. وبعد ربع ساعة، كان لا يزال يقاوم، رغم أن جسده يصرخ بالتعب.
أخيرًا، لمح اليابسة. كان عليه أن يسبح خمس عشرة دقيقة أخرى للوصول.
كل عضلة فيه كانت تلح عليه ليستسلم وينام، لكنه قاوم بالإرادة وحدها.
حين وصل إلى الشاطئ، فقد وعيه على الفور.
لحسن حظه، لم يكن هناك وحوش.
مرّت الساعات، أنفاسه ضعفت أكثر فأكثر. كان على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة…
لكن قبل أن يحدث ذلك، انقضت المهلة.
[Ding! لقد نجوت ليومين. ستُمنح الآن موهبة.]
ظهر لوح أمامه:
[الاسم: نوح ألدرِك
الموهبة: الخَلق (غير مُصنّفة)
المستوى: 1
الحيوية: 1/10
القوة: 6
السرعة: 4
المانا: 3
الروح: 7
الخبرة: 20/10]
[لقد ارتقيت إلى المستوى 2]