22
الفصل 22: السيد الحقيقي
ألقى نواه نظرة على لوحة حالته. كان قد حصل على 25 مليون نقطة خبرة قبل أن يفقد وعيه.
“الحالة”
[الاسم: نواه ألدريك الموهبة: الخلق (غير مصنفة) الحيوية: 11260/11260 المستوى: 20 القوة: 5615 السرعة: 34715 المانا: 20215/20215 الروح: 1915 الخبرة: 13M /6M العملات: 25M]
إحصاءات نواه كانت مذهلة. لكن هل سيرضى بهذا؟ بالطبع لا.
قرر أن يصنع جميع أنواع النوى الخاصة بالسمات ويحاول أن يدفع بنفسه إلى أقصى حد خلال الـ45 ساعة القادمة.
بعدها سيقرر حسب الوضع: هل يرتقي إلى مستوى البرونز أم يواصل قتل الوحوش وجمع المزيد من النوى قبل ذلك. كان يحتاج 50000 نقطة مانا لإنشاء مهارة تجدد ماناه بنسبة 1% في الدقيقة.
لكن لتحقيق ذلك، يجب أن يكون لديه 25000 نقطة مانا على الأقل قبل ان يرتقي. عندها ستتضاعف جميع سماته، وسيكون أول ما يفعله هو إنشاء تلك المهارة.
صنع نواه بعض الملابس الجيدة لنفسه وشرب سائل التجدد الكامل. لكن السعر ارتفع من 1000 إلى 3000 نقطة، لأن جسده أصبح أقوى مما كان عليه.
وكان بحاجة إلى شيء آخر: الشفاء السلبي. كاد أن يموت لولا تلك الفتاة التي أنقذته.
أغمض عينيه وحاول ابتكار مهارة شفاء ذاتي.
النتيجة: 15000 نقطة مانا، مهارة تسمح له بالشفاء أسرع بكثير؛ بحيث يحتاج إلى ساعة فقط ليتعافى من إصابة قاتلة (دون احتساب التجدد). أما مهارة التجدد الكاملة فكانت تحتاج 50000 نقطة مانا.
لكن هذا “الشفاء المصغر” كان كافيًا الآن، خاصة أن معركة ضخمة تلوح في الأفق.
لم يتردد، ابتكر المهارة وتعلمها. لم يشعر بتأثيرها بعد، فجسده كان متعافيًا بفضل السائل.
“لا بأس. سنكتشف تأثيرها لاحقًا. حان وقت مقابلة الجميع.”
وقف نواه وسار نحو مدخل الخيمة.
كانت نقاط ماناه قد نفدت تمامًا، وخناجراه قد تحطما أيضًا. كان بحاجة إلى أسلحة جديدة.
ما إن خرج حتى توقف كثير من الناس عن الحركة.
لقد بدا وكأن ملاكًا خرج من الخيمة.
لم يكن نواه قد رأى انعكاسه بعد التطور الجيني الأخير. لم يعرف أنه صار يبدو مختلفًا. لكن جسده الذي اجتاز مرتين “معمودية” التغيرات كان يبث سحرًا طاغيًا.
كان من الصعب على أي فتاة عادية أن تبقى متماسكة أمام حضوره.
تقدّم نواه ببطء، ثم رأى مجموعة أشخاص يقتربون منه بسرعة.
وقف واضعًا يديه خلف ظهره، بانتظارهم. فقد كانت هالاتهم هي الأقوى ضمن نطاق مهارة الاستشعار خاصته.
بعد لحظات، ظهر أمامه الخمسة أصحاب المواهب من رتبة S، ومن بينهم فيونا.
ابتسم نواه لها وقال: “شكرًا لكِ يا آنسة فيونا على إنقاذ حياتي.”
اتسعت عيناها بدهشة: “كيف عرفت اسمي؟ كنت فاقد الوعي طوال الوقت.”
بدا على نواه الاستغراب: “أليس من السهل معرفة ما جرى بسؤال النظام؟”
اتسعت عينا جون: “ماذا؟ هل أنفقت مالًا لتعرف ذلك؟ أم أن لديك أسئلة مجانية؟”
لوّح نواه بيده: “500 عملة ليست شيئًا كبيرًا. كان عليّ أن أعرف ما حدث، أليس كذلك؟ الأمر يتعلق بحياتي أو موتي.”
شعروا وكأنه يتحدث جنونًا. من يضيع ثروته على أسئلة كهذه؟
ظنت فيونا في سرها: “مسكين، على الأرجح لا يعرف أننا سنحصل على خيار المتجر عند المستوى 10. سنحتاج حينها لثروة ضخمة. 500 عملة؟ لا بد أنه خاطر بحياته مرارًا ليقتل الوحوش ويحصل عليها. يا له من أحمق مسكين.”
لكن جون لم يتحلَّ بصبرها، بل صرخ: “ماذا قلت؟ أنفقت 5000 عملة على عشرة أسئلة؟ بماذا سألت؟ عن حجم قضيب جدك؟”
انفجر الجمع ضاحكين. كانوا يتوقون لمعرفة أي هراء سأله هذا “الأبله” للنظام.
ابتسم نواه ابتسامة ساخرة: “لم أسأل عشرة أسئلة. سألت سؤالًا واحدًا فقط، وكلفني 500.”
هذه المرة ازدادت دهشتهم أكثر. سألت جينا: “ماذا سألت يا أخي؟ كيف تعود للأرض مع من أنقذك؟”
ابتسم نواه بمرارة، ثم اختفى فجأة من مكانه وظهر خلف جون.
كان يحمل في يده مجلة إباحية.
قال بابتسامة هادئة: “يجب أن أقول يا جون… أنت رجل ذو ذوق. حتى بعد الانتقال القسري، جئت ومعك مجلة بورنو.”
كانت المجلة في حقيبة جون المصنوعة من جلد الوحوش.
احمر وجه جون خجلًا وغضبًا في الوقت نفسه. لم يستطع مواجهة نظرات شقيقته.
لكن لم يعد أحد ينظر إلى جون أصلًا. كل العيون كانت مصوبة على نواه وكأنه شبح.
كيف حصل على تلك المجلة؟ لم يرَ أحد كيف تحرك.
قال نواه بهدوء: “سؤال واحد في مستوى الحديد الأسود يكلّف 500 عملة.”
لم يحتج إلى قول المزيد. عندها أدركوا جميعًا أنهم أمام سيد حقيقي.
سأل ويليام هذه المرة، صوته محمّل بالتوتر: “كيف؟”
كان ويليام رجلًا صالحًا بطبعه. لكنه رأى أن أنظار الناس بدأت تنصرف عنه، وكأنهم وجدوا مخلّصًا جديدًا. شعر بالخذلان بعد كل ما فعله، لكنه لم يُظهر شيئًا.
نظر إليه نواه وقال: “سنتحدث لاحقًا. الآن دعوني أقدّم نفسي. أنا نواه ألدريك، واحد منكم… من أبناء الأرض.”
ثم نظر إلى الجميع وقال بابتسامة: “تشرفت بلقائكم.”
لكن عيناه استقرتا على شخصين في الصفوف الخلفية: ميرا، حبيبته السابقة، ورفيقها الجديد. كان على وجهها تعبير مقيت.
“إذن هي أيضًا هنا؟”
لكن قبل أن يكمل أفكاره، جاء صوت من بين الحشد:
“أخي! أنا هنا!”
رجل سمين كان يلوّح بكلتا يديه بحماسة.
رمقه نواه، فعرفه فورًا. كان صديقه المقرّب رودي.
“يا سمين! تعال إلى هنا، ماذا تفعل في الخلف؟”
ما إن قالها نواه، حتى أفسح الجميع الطريق لرودي.
“السيد رودي، أنت محظوظ للغاية. صديقك ارتقى بالفعل إلى مستوى أعلى.”
انتفخ صدر رودي فخورًا.
صديقه فعلًا بطل. عندما رأى ميرا وقد تخلّت عن نواه وارتبطت برجل آخر بعد الانتقال، حاول أن يتدخل، لكنه ضُرب، وقالت له ميرا إن علاقتها بنواه انتهت.
شعر بالحزن من أجل صديقه، لكنه كان عاجزًا. والآن، وقد رأى نواه بهذه القوة، تلاشى كل إحباطه دفعة واحدة.