18

الفصل 18: التطور الجيني الثاني

كان نواه يتألم ألمًا جحيميًا. لم يستطع شراء أي شيء من المتجر بعد أن أنفق كل أمواله على جرعة لوقف تآكل جسده.

بدأ يتذكر كل الذنوب التي ارتكبها في حياته.

ذات مرة عضّ صديقه البدين المفضل بلا سبب، فقط ليسحق بطنه الممتلئ.

وفي يوم آخر، أكل وجبة صديقه نفسه دون أن يخبره.

لقد أساء معاملته كثيرًا، ربما لعنَه ذلك الصديق، ولهذا هو الآن في هذا المأزق.

“أيها البدين، كيف تجرؤ أن تلعنني؟ سأضغط على بطنك من جديد إن قابلتك يومًا ما”، فكّر نواه.

ضحك حتى في تلك اللحظة المليئة بالعذاب.

ثم عاد للصراخ مجددًا.

لم يمر سوى دقيقتين، لكنهما بدتا كالأبدية.

وضع بعض الملابس في فمه ليعضّ عليها بكل قوته.

بدت له اللحظة وكأن الزمن قد توقف.

مرت ثمانٍ وأربعون دقيقة، وكل ما أراده حينها هو الموت. رغبته في البقاء تلاشت تمامًا.

كان لا يزال غير ناضج عقليًا. هذه العذابات الجهنمية كانت تقوّي إرادته ببطء.

لكن ذلك للمستقبل؛ أما الآن فقد كان جسده بأكمله مخدرًا، بالكاد واعيًا. الدموع تسيل على وجنتيه.

أخيرًا، تمت إضافة 100 نقطة مانا إلى لوحته.

أصبح بإمكانه الآن ابتكار سائل التجدد. وسرعان ما صنعه.

ابتلعه وهو في حالة شبه وعي.

كان أمرًا جيدًا أنه خطط لصنع هذا السائل مسبقًا؛ فلولا ذلك لما استطاع ابتكاره في تلك الحالة.

شرب نواه السائل وسقط فاقدًا للوعي.

لقد تمسك بوعيه فقط ليتمكن من ابتكار هذه القارورة من سائل التجدد.

كل إرادته كانت معلقة بخيط رفيع من الأمل: لو فقد وعيه قبل أن يصنعها لتحول نومه إلى نوم أبدي. لذلك قاوم بكل ما أوتي، رغم أن كل جزء من كيانه كان يصرخ طالبًا الراحة.

بعد خمس دقائق فقط، شُفيت كل جروحه؛ عاد جسده سليمًا كالجديد.

وبعد ثلاثين دقيقة، استعاد وعيه بالكامل.

“ذلك كان الجحيم، أليس كذلك؟ إن لم يكن ذلك جحيمًا، فلا أعرف ما هو.”

كان عاريًا تمامًا. الثلج يلسع جلده العاري.

“بارد جدًا… لكن لا أملك مانا كافية لصنع ملابس. آه، سأنتظر قليلًا.”

بعد خمس دقائق، استخدم عشر نقاط مانا ليخلق ملابس جديدة لنفسه.

من حسن حظه أنه قضى على كل الأناكندات في المنطقة، حتى الملك. وإلا لكان مجرد وجبة لذيذة لها.

في العادة، لا تدخل الوحوش الأخرى أراضي نوع مختلف عنها.

ثم وقعت عيناه على جثة ملك الأناكندة.

كانت مطروحة على الأرض، الدماء في كل مكان، وخنجره الكهربائي لا يزال مغروسًا في جمجمته.

“دعنا نرَ إن كنت تخفي بعض الكنوز. لقد منحتني تذكرة مجانية إلى الجحيم، أيها اللعين.”

شق جسدها ووجد نواة مانا.

اجتاحت جسده نشوة كاملة. لقد كانت نواة مانا من مستوى الفضة، قيمتها لا تقل عن 10 ملايين، بل أكثر. وستمنحه 250 نقطة دفعة واحدة.

لكنه لم يستطع امتصاصها بعد، إذ لم يكن قادرًا إلا على امتصاص نوى الحديد الأسود والبرونز.

احتفظ بها وبدأ يخطط لخطوته التالية.

منطقة الأناكندة لم تكن خطيرة جدًا باستثناء الملك، لكن المنطقة التالية قد تكون أشد خطرًا.

هل يتقدم أم يعود أدراجه؟

المنطقي أن يعود، لأنه يحتاج إلى 2000 نقطة مانا الآن.

لو تمكن من جمع 10 ملايين عملة وشراء نوى البرونز من المتجر، لحصل على 500 نقطة. مع نقاطه الـ1500 الحالية، سيكون قادرًا على ابتكار مصل التطور الجيني الذي سيضاعف كل إحصاءاته 10 مرات.

بهذه القوة سيصبح خارقًا بحق، وسيملك ما يكفي من المانا ليبتكر مهارة المضاعفة.

لذلك كان القرار الأمثل: العودة للوراء وجمع 10 ملايين عملة.

لقد حان وقت مجزرة جديدة.

لا أحد يمكنه لومه. هذا عالم اللانهاية؛ مكان للبقاء للأقوى. كلما قتلت أكثر، أصبحت أقوى، وازدادت فرصك في النجاة.

وهذه المرة، هدفه هو أراضي النمور السوداء. وسيتعاون مع النظام لتحقيق ذلك.

يقترب من مجموعة وحوش، يفعّل مهارة الوميض ويقتلها فورًا، ينتظر 30 ثانية، ثم يذهب إلى مجموعة أخرى. هذه هي خطته الآن.

لماذا لم يختَر الأناكندة؟ لأنها لا تعيش في مجموعات، ما يجعلها مضيعة للوقت والموارد.

وفوق ذلك، النمور السوداء تمنحه سمات السرعة، وهي أهم ما يحتاجه للبقاء.

عليه الانتظار 12 ساعة ليُعيد ملء مخزون المانا بالكامل. بعد ذلك سيغادر.

في هذه الساعات، تدرب على أساليب قتال مختلفة. كان بحاجة إلى رد فعل أسرع، أسرع كثيرًا.

بعد 12 ساعة، كان مستعدًا.

“حسنًا، لننطلق.”

بدأ نواه يجري بكامل سرعته. قتل ثلاث أناكندات في طريقه إلى أراضي النمور السوداء.

كان عليه قتل 10,000 منها ليجمع 10 ملايين عملة.

يمكنه استخدام مهارة الوميض 15 مرة متتالية، ثم ينتظر 12 ساعة ليعيد ملء المانا.

وهذا يعني أنه في 24 ساعة يمكنه شن 25–30 هجمة.

تبقى له 8 أيام فقط قبل أن تنكشف حضارة الأرض أمام العالم.

كان عليه قتل 10,000 نمر أسود خلال ثلاثة أيام على الأكثر، أي ما يعادل 80–90 محاولة.

خطته كانت جاهزة: يهاجم منطقة فيها حوالي 120 وحشًا دفعة واحدة.

ثلاثة أيام من القتال المتواصل. تحدٍ قاسٍ، لكنه كان عليه الفوز إن أراد النجاة والخروج من هذه الغابة.

بعد أربعة أيام.

كان نواه واقفًا مجددًا داخل ذلك الكهف. شعر وكأنه منزله. أنهى مهمته خلال أربعة أيام، أي يوم أكثر مما توقع.

تبقى له أربعة أيام.

خلال تلك الأيام، حصل على 67 نواة سرعة وامتصها جميعًا.

جمع 11 مليون عملة و11 مليون نقطة خبرة.

ثم اشترى كل النوى العشر من مستوى البرونز من المتجر وامتصها كذلك.

ألقى نظرة على لوحته:

[الاسم: نواه ألدرِك

الموهبة: الخلق (غير مصنف)

الحيوية: 1120/1120

المستوى: 17

القوة: 560

السرعة: 3470

المانا: 2020

الروح: 190

الخبرة: 2.4M/3.5M

العملات: 1M]

لقد ارتقى أربع مستويات، وحصل على قدر هائل من نقاط السرعة.

الآن امتلك المانا المطلوبة لابتكار مصل التطور الجيني الثاني.

“هيا بنا.”

أغمض عينيه وبدأ يتخيل سائلًا أقوى بمرتين من الفيروس T.

ووجد ضالته.

قارورة أرجوانية من السائل. عليه أن يحقنها في جسده مجددًا.

بعد أن أغلق مدخل الكهف، غرز الحقنة في جسده. لم يكن يعرف كم سيستغرق الأمر هذه المرة.

ومجدّدًا…

فقد وعيه. شعر وكأنه سادي يعذب نفسه عمدًا.

لكن هذه كانت مسألة بقاء.