16

الفصل 16: أرض الأناكندة العملاقة

كان نواه يفكر في آلية تجدد الجسد ذاتيًا. العملية بطيئة جدًا، ولا تستطيع إعادة تكوين الأعضاء المفقودة أو ما شابه

وهذا ما جعل البشر مخلوقات هشة وضعيفة

إن استطاع أن يبتكر مصلًا يعزز هذه الآلية ويجعل الجسد يعيد أجزاءه المفقودة بسرعة كافية لإرجاع عضو مفقود خلال دقيقة، فسيكون ذلك بمثابة حياة جديدة كاملة

فكر في مصل من ذلك المستوى

[1000 نقطة مانا مطلوبة. تأكيد؟]

كان هذا المصل مكلفًا جدًا. لم يتبقَّ له سوى 1050 نقطة بعد استخدام مهارة وميض مرتين متتاليتين

لكن الدم واللحم الذي فقده كان كثيرًا جدًا. كان عليه أن يستخدمه وإلا فلن ينجو

“تأكيد”

أعطى الأمر

ظهر في يده قارورة تحتوي على سائل أزرق

شرب محتواها دفعة واحدة

شعر فورًا وكأن كل خلية من جسده تتلقى تدليكًا. إحساس دافئ وممتع للغاية

ظل على هذه الحال حتى أنهى السائل عمله في جسده

بعد 5 دقائق، فتح عينيه

عاد اللحم المفقود في فخذه، اختفت كل ندوبه، وبطنه أصبح طبيعيًا مجددًا

بقيت ملابسه ممزقة فقط

لكن ذلك لم يكن مهمًا

الآن علم أن الغرور قد يقتله في هذه الغابة الملعونة. لقد تعلّم درسًا مهمًا

ثم تذكّر ما قاله النظام من قبل. لم يكن يملك المال حينها، لكنه الآن يملك 1000 عملة بعد شرائه جرعات الشفاء

سأل النظام:

“ماذا كنتَ تعني بفترة حماية المبتدئين؟”

[فترة الحماية تُمنح للحضارات الجديدة التي تُستدعى إلى عالم اللانهاية. مدتها شهر واحد. خلال هذه المدة، لا تستطيع الوحوش أو الحضارات الأخرى أو السكان الأصليون مهاجمتهم داخل أراضيهم

لكن اللاعبين قد يموتون إذا غادروا تلك الأراضي

بعد مرور شهر، سيكون على لاعبي الحضارة الجديدة الاعتماد على أنفسهم للبقاء

حضارة الأرض أمامها 9 أيام قبل انتهاء فترة الحماية]

اقتطع النظام 500 عملة

ظل نواه جالسًا على الأرض. لم يكن يعرف مدى خطورة الأمر، لكن شعورًا سيئًا تملكه بأن لاعبي الأرض لن يتمكنوا من النجاة بعد زوال الحماية. فهم اعتادوا دائمًا الاعتماد على بطل يقوم بالعمل عنهم، وحتى الآن ربما كانوا بانتظار بطل ينقذهم

لم يكن يعرف إن كان هناك أحد يملك موهبة قوية تؤهله ليكون ذلك البطل

لكنه كان يعلم شيئًا واحدًا: لا يمكن أن تُدمر حضارة الأرض. فما زالت عائلته هناك

إذن سيحمي الحضارة، على الأقل ألف شخص، حتى ينجو الكوكب من هذه الكارثة

تبقّى له 9 أيام. عليه أن يقطع من 500 إلى 600 كيلومتر يوميًا ليصل إلى هدفه. لكن المشكلة الوحوش

بسرعته، يمكنه الوصول في يوم واحد فقط

لكن الوحوش كانت تزداد قوة كلما تعمق في الداخل

كان عليه أن ينجو ليحمي الآخرين

سيكون من الرائع لو استطاع الطيران واستشعار الوحوش من بعيد

فحاول ابتكار ذلك

مهارة الاستشعار ستكلفه 1500 نقطة مانا، أما مهارة الطفو فتكلفه 2000 نقطة. لم يكن يملك هذا القدر بعد

في المتجر، كان ثمن نواة مانا من مستوى البرونز مليون عملة، وتمنحه 50 نقطة مانا لكل واحدة

لكن عليه أن يقتل الكثير من الوحوش ليجمع هذا المبلغ

مع ذلك، كان بحاجة إلى المهارات، على الأقل مهارة الاستشعار

هذه المهارة ستغطي 10 كيلومترات حوله وتكشف أي وجود فيها

كان في أراضي النمور السوداء، خصومه اللدودين، إذ كانت سرعتهم تفوق سرعته

كان مضطرًا لاستخدام مهارة وميض لقتلهم، وهو أسلوب غير فعّال

هل عليه العودة؟ لكن المناطق السابقة قد طهرها تقريبًا، والعودة لن تجلب له الكثير من الفائدة

ماذا يفعل إذن؟

“حسنًا، لنتقدم. إن كانت المنطقة التالية تحوي وحوشًا بطيئة فسأقضي عليها، أما إن كانت قوية جدًا فسأعود”

كانت هناك مشكلة أخرى. صار يحتاج إلى كم هائل من نقاط الخبرة والعملات لكل شيء

قتل هذا العدد من الوحوش بمفرده لم يعد فعالًا ولا عمليًا، كما أن العثور على أعداد كبيرة منها في مكان واحد كان صعبًا

فكّر: “لو كان لدي مهارة تضاعف العملات والخبرة، كم سيكون ذلك رائعًا؟”

تحمس على الفور

وأغمض عينيه ليبتكر شيئًا يمنحه مضاعفة ×100

[100000 نقطة مانا مطلوبة. تأكيد؟]

ابتلع ريقه

“إذن ماذا عن ×10؟”

[10000 نقطة مانا مطلوبة. تأكيد؟]

يا للأسف. تحمس بلا طائل

سيكون عليه الانتظار طويلًا ليجمع هذا الكم

لكنه يحتاج للمانا بشدة، لذا عليه ابتكار مادة أخرى مثل فيروس T لتعطيه دفعة كبيرة

فكر في كيفية عمل فيروس T معه. وبناء على ذلك حاول ابتكار مادة تمنحه مضاعفة ×10 لجميع سماته

أغمض عينيه مجددًا وتخيل سائلًا قادرًا على ذلك

[2000 نقطة مانا مطلوبة. تأكيد؟]

تبا. حتى لو اشترى 10 نوى مانا برونزية، سيظل ينقصه 250 نقطة

“اللعنة. عليّ أن أعتمد على حظي للحصول على بعض النوى مجانًا”

شعر بالإحباط. كان يحتاج إلى الكثير من الأشياء لكنه يفتقد المورد الأساسي

المانا

لقد احتاج إلى مانا هائلة. فمن أين له بها؟

“على أي حال، لنواصل التقدم. لا أريد مواجهة هؤلاء الأوغاد السود الآن”

هذه المرة تحرك بحذر وسرعة كبيرة. أراد مغادرة هذه المنطقة بأسرع وقت

لكن ما لم يكن يعرفه أنه كان يتجه نحو أراضي الأناكندة العملاقة

كان كابوسه على وشك أن يصبح أشد هولًا

سرعان ما قطع عشرات الكيلومترات وما زال في أراضي النمور السوداء

لكل أرض هالة مختلفة. لا يمكن وصفها بالكلمات، بل تُرى بالعين فقط

التقى نواه مجموعتين من النمور في الطريق، لكن استخدم مهارة وميض وقتلهم جميعًا، وحصل على نواتي سرعة من فئة البرونز، منحته 100 نقطة سرعة، بالإضافة إلى 15000 عملة و16000 خبرة

شعر نواه بشيء غريب، فكلما تعمق أكثر، قلّ عدد النمور

وبعد أن ركض 300 كيلومتر، خرج أخيرًا من أراضي النمور السوداء

لكن ما إن وصل إلى هنا، حتى تجمد عموده الفقري من البرد

كانت هناك آثار زحف أفعى على الأرض الثلجية

لابد أن الأفعى بحجم الأناكندة التي رآها سابقًا، أو حتى أضخم

“تبًا… تبًا… تبًا”

لقد وصل إلى أراضي الأناكندة. والأسوأ أن أفعى هائلة، أكبر حتى من السابقة، كانت أمامه، ملتفة حول شجرة ضخمة

بدأ قلبه يخفق بسرعة جنونية. أراد الفرار لكنه مع ذلك فحص تفاصيلها

[الموضوع: أناكندة عملاقة

المستوى: 29 (شيطان)

الموهبة: نفس السم]

الأناكندة على الأرض عادة لا تملك سمًا، لكن هذه الأناكندة الشيطانية امتلكت موهبة السم

وأثناء فحصه لها، التفت المفترس إليه برأسه الجبلي الضخم