10
الفصل 10: قتل الدب الأشيب
توقف الدب الأشيب عن الأكل فجأة وحدّق في نوح بعينيه السوداوين المائلتين إلى البنفسجي. ازداد البرد الذي يزحف في ظهر نوح حتى شعر وكأن عظامه تتجمد.
بلا تفكير، سحب قوسه وأطلق سهمًا. لكن الرعب الحقيقي لم يكن في سرعة الدب، بل في النتيجة: السهم ارتطم بفرائه الكثيف وسقط بلا أثر، وكأن جسده درع فولاذي.
“اللعنة… هذا أسوأ.”
واصل الركض، يطلق سهامًا متتالية. كلها أصابت الهدف، لكن بلا أي ضرر يُذكر. الدب لم يكترث، لم يحاول حتى المراوغة.
عقله كان يعمل بأقصى طاقته. معه 6 نقاط مانا فقط. لو فكّر في سلاح ناري لاحتاج 40 نقطة على الأقل. لم يكن خيارًا.
فجأة خطرت له فكرة. ماذا عن الكلوروفورم؟ إن استطعت أن أجعله ينام، عندها أقتله بسهولة.
تخيل زجاجة رشّة صغيرة، وضغطت الفكرة على عقله. دينغ! – 3 نقاط مانا تبخرت. ظهرت في يده عبوة بخاخ.
لم يكن واثقًا إن كانت ستؤثر على هذا الوحش، لكنه جازف. غيّر اتجاهه فجأة واندفع نحو الدب، ثم قفز ورش السائل مباشرة على وجهه. لم يتوقف ليسترق النظر. واصل الركض بكل قوته.
بعد ثوانٍ، أدرك أن الدب لم يعد يطارده. التفت بحذر، ورآه يتمايل ببطء. إنها تعمل!
ركض نحو شجرة ضخمة وتسلقها بسرعة. لكن فرحته لم تدم طويلًا. فجأة أطلق الدب زئيرًا مرعبًا، وعيونه تحولت من البنفسجي القاتم إلى الأحمر الناري.
لقد دخل في حالة هياج. كل أثر للضعف اختفى. الجسد العملاق اندفع كالصاعقة وضرب جذع الشجرة.
نوح تسلق أعلى وأعلى، قلبه يكاد يقفز من صدره. لا يمكن لهذا الشيء أن يحطم جذعًا بقطر خمسة أمتار… أليس كذلك؟
لكن الوقت لم يكن لصالحه. كان لا بد من خطة. لو استطعت أن أصعقه بالكهرباء، ثم أستغل اللحظة لأطلق سهماً مسموماً في عينه…
تصوّر فكرة سلاح كهربائي صغير، مجرد وحدة صعق بسيطة تُثبت على السهم. لم يكن عليه أن يعرف الدوائر أو التفاصيل. التركيز على المفهوم يكفي.
شعر بحرارة المانا تنساب في يده، وتكثفت الفكرة حتى تشكّلت أسطوانة صغيرة بها شوكتان معدنيتان. التكلفة: 6 نقاط مانا كاملة.
ثبّت الوحدة على سهمه، فأصبحت جزءًا من عوده.
بعدها انتظر حتى تجددت نقاطه وابتكر سهمًا آخر مسمومًا بسم الكوبرا الملك.
“هذا هو… محاولة واحدة فقط.”
شد القوس وأطلق السهم الكهربائي. لم يخترق الجلد كالمعتاد، لكنه فجّر صدمة كهربائية مفاجئة في جسد الدب. الوحش تجمّد لحظة.
استغل نوح اللحظة وأطلق السهم الثاني. اخترق عين الدب اليسرى، وصرخ الأخير بصوت هز الغابة، والدم اندفع كنافورة.
بعد دقيقتين، أتى الصوت المنتظر:
[Ding! لقد قتلت دبًا أشيبًا هائجًا. +200 خبرة.]
ارتفعت أرقام الخبرة في عقله. هذا الوحش كان ضعف خطورة الدب القطبي السابق.
نزل من الشجرة وهو يرتدي قفازات. دم الدب صار سامًا. بسكينه الطويل، قطع رأسه أخيرًا، وهناك وجد شيئًا يلمع داخل الجمجمة—نواة!
كاد يقبّلها من فرحته، لكنه تراجع لأنها ملطخة بالدم. باع الجثة مقابل 100 عملة واحتفظ بالنواة.
ثم غادر المكان بسرعة، قلبه لا يزال يخفق بقوة. لا بد أن أعرف كيف أستخدم هذه النواة…