الفصل 372
الفصل 372: مدينة الشياطين! يبدأ التدريب رسميًا
بعد عبور ممر عالم الفراغ، وحين فتحت فان جيايينغ عينيها مجددًا رأت بوضوح أنها وصلت إلى مدينة مودو
مدينة مودو أيضًا من المدن ذات الطراز الرفيع
بالنسبة لفان جيايينغ فهذه أول مرة تأتي فعلًا إلى هذه المدينة، إذ لم تكن رأتها من قبل إلا على الشبكة
تحمي مدينة مودو كاملة طبقات من الحواجز الطاقية
فهي قريبة جدًا من البحر
ومن حين لآخر كانت وحوش ياو القادمة من البحر تندفع لتهاجم مدينة مودو
ولحسن الحظ كان كل شيء هادئًا مؤخرًا، ولم تُطلِق وحوش ياو في الأعماق هجمات واسعة النطاق
أحيانًا لا يندفع إلى الشاطئ إلا عدد قليل من وحوش ياو، فيقضي عليها مزارعو مدينة مودو بسهولة
كانت المدينة تعج بالازدهار
والشوارع مكتظة بالناس
كثيرون يتحادثون ويضحكون، ويبدون سعداء
وملامح الرضا مرسومة على وجوههم
قال لو يو بهدوء سائلاً فان جيايينغ: أتدرين لماذا تظهر وحوش ياو في هذه المدينة وترغب في مهاجمتها
هزت فان جيايينغ رأسها: لا أدري
قال لو يو موضحًا: لأن في هذه المدينة حظًا، وأي عِرقٍ كان، ما دام يمتلك هذا الحظ، يستطيع أن يحقق تحسنًا كبيرًا، وعِرق ياو يريد أن يصبح أقوى، ومن الطبيعي أنه يرغب في الاستحواذ على هذا الحظ لنفسه، انتظري قليلًا، فلن يمضي وقت طويل حتى تُطلِق وحوش ياو في البحر موجة وحوش واسعة جديدة، محاولةً احتلال مدينة مودو
قالت فان جيايينغ بفضول: الحظ يا معلمي، ما هو الحظ تحديدًا
لم تكن تعرف الكثير عن الحظ
فوجودٌ لطيف كهذا يصعب على الناس استيعابه
قال لو يو مفسرًا ببطء: باختصار، هذا الحظ هو نصيبك من التوفيق، فمثلًا من كان لديه حظ وفير تسارعت زراعته الروحية، وقلّت عقباته، وزادت فرصه
وإن امتلك بلدٌ ما حظًا عاليًا كفاية، نعم بالأمن والرخاء
ويمكن سلب الحظ أيضًا، فلو امتلك شخص حظًا عظيمًا قد يرغب بعض الأقوياء في الاستحواذ على جسده لسلب ذلك الحظ العظيم
كان لو يو صبورًا ومفصلًا في شرحه للحظ
وحين أنهت فان جيايينغ الاستماع
صارت لديها معرفة واعتراف كافيان به
قالت بسرعة: فهمت
قال لو يو مجددًا: يبدو أن الليل أوشك، لنتجول قليلًا في مدينة مودو ونتذوق بعض المأكولات المحلية، ثم نجد مكانًا للمبيت هذه الليلة، ونبدأ الزراعة الروحية رسميًا غدًا
بدأ الاثنان سريعًا استكشاف مدينة مودو
ولأنه أول وصول لهما
بدت لهما كل المناظر جديدة
وكانت في مدينة مودو أطعمة لذيذة كثيرة
وبعد نحو ساعتين
كان الليل قد أرخى سدوله
ومع ذلك ظلّت مدينة مودو مضاءة كالنّهار
وبدت مدينة مودو ليلًا أكثر إبهارًا، وتبعث طابعًا سحريًا ذي لمسة سايبربانك
مرّ الليل سريعًا
في الصباح التالي
أخذ لو يو فان جيايينغ بسرعة إلى الساحل
وعلى الشاطئ
بان خاليًا للوهلة الأولى
لا أشخاص آخرين، ولا وحوش ياو أخرى
كان كل شيء هادئًا جدًا
مرّت نسمة رقيقة
وجعلهم المنظر الجميل أمامهما يشعران بالاسترخاء كأنهما في عطلة
غير أنه ما إن يُمدّ الوعي السماوي حتى يمكن إدراك أن في البحر وحوش ياو كثيرة جدًا، وعددها هائل
لم تتجرأ فان جيايينغ على التخيل
فلو اندفعت جميع وحوش ياو من قاع البحر إلى البر، فإلى أي حد سيكون المشهد مرعبًا، ولو حدث ذلك حقًا فسيكون كارثة لا تُضاهى على البشر
سأل لو يو في هذه اللحظة: هل أتقنتِ تعويذة صدّ الماء
كان لو يو قد نقل إليها تعويذة صدّ الماء ليلة البارحة
فهم سيقاتلون في البحر في نهاية المطاف
وتعويذة صدّ الماء سيكون لها دور كبير
أومأت فان جيايينغ: نعم، أتقنتها، كانت قدرتها على الفهم جيدة، ففي ليلة واحدة فقط أتقنت تعويذة صدّ الماء كاملةً بإتقان تام
قال لو يو بهدوء: في هذه الحالة، لندخل البحر ونبدأ رسميًا قتال وحوش ياو في الأعماق، لا تحجزي شيئًا، قاتلي بكل قوتك حتى تصلي إلى حافّتك، وسأنتشلك من البحر في اللحظة الحرجة
أجابت فان جيايينغ: مفهوم
ثم فورًا
اندفعت محلّقة
وبرشة ماء
دخلت البحر مباشرة
وعميقًا في القاع
رأت فان جيايينغ بسرعة أزواجًا من العيون الحُمْر القانية المخيفة تظهر في ظلام القاع
ثم
اندفعت وحوش ياو من القاع بجنون نحو فان جيايينغ
كشّرت تلك الوحوش عن أنيابها الحادة تريد تمزيق فان جيايينغ إربًا، وفي البحر شعرت فان جيايينغ بأنها مقيّدة في كل مكان، بخلاف اليابسة حيث تستطيع الحركة سريعًا
في البداية
كانت فعلًا غير متعودة
لكن مع مرور الوقت شيئًا فشيئًا
تكيفت بسرعة مع القتال في البحر
وفي يدها سيفها الروحي
أطلقت معظم قوتها في مواجهة تدفق وحوش ياو المندفعة المتواصل
حاولت قدر المستطاع أن تقتل بضربة سيف واحدة كلما أمكن
واستثمرت كل نفَس من الطاقة الروحية في جسدها إلى أقصى حد
وتلطخ ذلك الجزء من البحر بالدم، وصارت جثث وبقايا وحوش ياو تطفو سريعًا إلى السطح
أما لو يو فكان يراقب الوضع في الأعماق طوال الوقت
قال وهو يومئ ببطء: وحوش ياو هنا منخفضة المرتبة جدًا، ولحسن الحظ أن عددها كافٍ، لكن مستوى الصعوبة ما يزال منخفضًا قليلًا، يبدو أن عليّ أخذها إلى أعماق البحر لاحقًا، يجب رفع الصعوبة
فإن كان المستوى منخفضًا فلن يفيد التطور كثيرًا
التالي
سيدخلان مباشرة وضع الجحيم
فبهذا المستوى العالي من الصعوبة وحده يمكنها أن ترتقي سريعًا خطوةً خطوة
وطبعًا
ليس كل أحد يستطيع فعل هذا
غير أنه مع ضمان لو يو سلامتها من الخلف فلن يكون هناك أي مشكلة
أما غير ذلك فبدء التطور من وضع الجحيم غالبًا ما يكون فعلًا انتحاريًا
وبعد نحو ساعة
وفي الأعماق
اكتشفت فان جيايينغ أن وحوش ياو حولها لم تعد تجرؤ على مهاجمتها
فمع أن هذه الوحوش منخفضة المرتبة، إلا أنها ليست غبية
فالعدد الهائل من وحوش ياو التي اندفعت في البداية أبادتها فان جيايينغ بسهولة، ما جعل هذه الوحوش الدونية ترتعد
ولم تعد تجرؤ على مواصلة مهاجمتها
لقد كان الأمر مذابح من طرف واحد تنفذها فان جيايينغ
جاء صوت لو يو: اطلعي
وما إن سمعته حتى اندفعت فان جيايينغ صعودًا
وخرجت من البحر بسرعة
وحامت في الهواء فوقه
وعند هذه اللحظة بدت صفحة البحر كاملة مملوءة ببقايا وحوش ياو
وصار البحر في الأسفل كأنه بحر كثيف من الدم