الفصل 359
الفصل 359: مدينة قديمة مهجورة
بعد وقت ليس بالطويل
توقف لو يُو في منتصف الجو
ظهرت أمامه عتبة غير مرئية، وللاستمرار في الطيران إلى الأمام كان عليه أن يخترق هذه العتبة
“تبدو العتبة هنا وكأنها تقسم العالم السري كله” أومأ لو يُو ببطء ومدّ إصبعه وربّت بخفة
طَق
دوى صوت تكسّر
فتبددت العتبة أمامه على الفور
وبعد اختفاء العتبة غير المرئية تغيّر المشهد أمامه تغيّرًا هائلًا
إذ ظهرت في عيني لو يُو مدينة قديمة ضخمة
“تلك المدينة أكبر من مدينتين أو ثلاث من كيوتو مجتمعة” chuckled softly لو يُو ابتسم بخفة
هسّ
سرعان ما
وصل لو يُو فوق المدينة
وكانت المباني داخل المدينة في الأسفل محفوظة حفظًا حسنًا جدًا
وبعد هبوط سلس
مشى لو يُو في شوارع المدينة القديمة
وكانت أبواب الدكاكين على الطريق كلها مفتوحة
غير أن هذه الدكاكين كانت خاوية، لا تحوي إلا بعض الأثاث العادي… ولا شيء ذا قيمة كبيرة
“يبدو أن كثيرين كانوا يقطنون هذه المدينة، ولا تبدو فيها آثار معارك…” ومن خلال ملاحظاته جمع لو يُو كثيرًا من المعلومات والبيانات
ومضى الوقت قليلًا قليلًا
ومن غير أن يشعر وجد لو يُو نفسه في وسط هذه المدينة القديمة
وكان هذا وسط ساحة فسيحة جدًا
وفي مركز الساحة
شجرة جراد عتيقة ضخمة للغاية
كانت شجرة الجراد هذه مفعمة بالحياة، وأوراقها الخضراء تُطلق تحت ضوء الشمس وميضًا أخضر خفيفًا، فتبدو على نحو استثنائي
“لقد عاشت هذه الشجرة فعلًا زمنًا طويلًا” قال لو يُو بهدوء
وبموجة لطيفة من إصبعه
فجأة
انطلقت حزمة ضوء مباشرة من تحت شجرة الجراد العتيقة
وفي النهاية علقت أمام لو يُو
ولما انقشع الضوء
بانت بلورة حياة خاصة
كانت هذه البلورة خضراء زمردية بالكامل، وفيها طاقة حياة قوية للغاية
“يا لسخاء المكان، فبلورة حياة واحدة نادرة ونفيسة جدًا، ولم أتوقع وجود كومة كبيرة من بلورات الحياة تحت هذه الشجرة… يبدو أن هذه الشجرة صمدت حتى الآن بفضل تلك البلورات”
تمتم لو يُو بدهشة يسيرة
فحتى في عالم الأرواح تُعد بلورات الحياة نادرة للغاية، ولو ظهرت واحدة فحسب لتصارع عليها المزارعون الروحيون الأقوياء لاختطافها
هس هس هس
مباشرة بعد ذلك
استدعى لو يُو جميع بلورات الحياة من الأسفل الواحدة تلو الأخرى
ووضعها في خاتم تخزينه
وما دام قد صادفها
فمن الطبيعي أن يأخذ لو يُو هذه الخيرات كلها
وبعد جمع كل بلورات الحياة اصفرّت أوراق شجرة الجراد الخضراء أمامه فورًا، ثم تساقطت بسرعة
وفي أنفاس معدودة
صارت شجرة الجراد التي كانت مكسوّة بأوراق لا تنتهي عارية الآن… ويُقدَّر أنه لن يمر وقت طويل حتى تفقد هذه الشجرة حياتها تمامًا
“لينغ شي” نادى لو يُو بخفة
“سيدي، ناديتني” ظهرت لينغ شي فور سماع النداء أمام لو يُو مبتسمة
“خذي هذه البلورات إلى القصر السماوي الشخصي ووزّعيها على الجميع” ناول لو يُو خاتم التخزين في يده إلى لينغ شي
“مفهوم” أومأت لينغ شي مجيبة
وعادت لينغ شي على الفور إلى القصر السماوي الشخصي
“بهذه البلورات سيكون لهم عون لا بأس به” ابتسم لو يُو بخفة، فعلى الرغم من قدرته على تحصيل مقدار كبير من القسائم باستعمالها للشحن
لكن بعد أن فكّر مليًا
رأى أن الأفضل
أن يمنح هذه البلورات للآنسات الجميلات في القصر السماوي الشخصي، وكذلك لوالده وأخيه الأكبر لينتفعوا بها
فبلورات الحياة هذه تُتيح للمزارع الروحي أن يبلغ سموًا استثنائيًا
وباختصار
منافع كثيرة
بعد ذلك
تابع لو يُو السير إلى الأمام
وغاص أعمق فأعمق
وبعد حين غير طويل
ظهرت أمامه قاعة كبرى استثنائية
“قاعة الهانئ، اسم حسن، لكن أتُرى صاحب هذه القاعة بلغ فعلًا حال الهَنَاء” هزّ لو يُو رأسه
فكي يبلغ المرء الهَنَاء والطمأنينة لا بد أن يمتلك قوة مطلقة
ولم تكن في هذه القاعة قيود خطيرة
وما إن لوّح لو يُو بإصبعه مجددًا
حتى انفتح باب القاعة مباشرة
كما أُضيئت المصابيح في الداخل مباشرة، وأنارت ضياؤها كل ما في القاعة
وبعد أن دخل هذه القاعة
نظر لو يُو إلى كل ما في الداخل ولم يملك إلا أن يتنهّد “هذه القاعة أبسط قاعة كبرى رأيتها منذ زمن طويل”
وسرعان ما غلّف وعيه الروحي القاعة كلها
فلم يجد أشياء أخرى ذات قيمة
ولم تكن سوى قاعة فارغة
“لم أتوقع وجود مدينة قديمة كهذه في هذا العالم السري”
“أجل، لو كان ذلك من قبل وفُتحت مدينة قديمة كهذه كمَعلم سياحي، لحققت أرباحًا هائلة”
“حسنًا، نحن الآن في عصر نهوض الطاقة الروحية، والزراعة الروحية هي الأهم، فإذا ارتفع مستوى زراعتك نِلت المال والنساء بسهولة”
“ذلك القويّ الطائر يملك حقًا وسائل، وحسنًا أننا اخترنا اتباعه، وإلا لما اكتشفنا هذه المدينة”
“لكن للأسف كل ما بداخلها فارغ، ولم نعثر على أشياء ذات قيمة”
“انظروا، لتلك القاعة هالة مهيبة، وأظن أن فيها خيرًا”
“فيم ننتظر إذن هيا بنا نرى”
“…”
وقد وصل كثير من الناس
بسرعة إلى هذه المدينة القديمة أيضًا
وفي البداية
كانوا في غاية الحماس
لكنهم إذ تفحّصوا المباني واحدًا واحدًا وجدوا أنها كلها فارغة
ولم يقدروا على العثور على شيء ذي قيمة
غير أنهم حين وقعت أعينهم على قاعة الهانئ أضاءت أنظارهم فجأة، وآمنوا جميعًا بأن الفرص والكنوز قد تكون في تلك القاعة الكبرى
فأسرع كل واحد منهم أكثر
واندفعوا سريعًا نحو قاعة الهانئ
ولما وصل هؤلاء إلى باب القاعة الكبرى
صادف أن خرج لو يُو منها في الوقت ذاته
وما إن رأوه حتى بادروا بالاحترام قائلين “تحياتنا أيها الكبير”
“لا شيء هنا في الداخل، اذهبوا لتفتشوا عن الفرص في أماكن أخرى، وافتحوا أعينكم فربما تكون الفرصة إلى جانبكم” نظر لو يُو إليهم وتحدث مباشرة
وكان هذا بمثابة إرشاد لهم
وأما إن كانوا سيفهمونه أم لا فذلك راجع إلى حظهم
وبعد أن قال كلماته
ارتفع لو يُو في الجو مباشرة
مواصلًا الاستكشاف في هذا العالم السري
وكان عليه تالياً أن يجد نواة هذا العالم السري
فمع نواة هذا العالم السري يمكن للو يُو التحكم به، وحينها سيشحن العالم السري كله
وستتحول كل الأشياء داخله إلى قسائمه
ولذلك لم يكن لو يُو بحاجة الآن إلى البحث خصوصًا عن كنوز وفرص أخرى… إذ إن شحن العالم السري كله سيكون أثره واحدًا