الفصل 331
الفصل 331: شجرة الحياة
قال لو يو وهو يلوّح بإصبعه برفق: تم الأمر، حان وقت الانصراف، فعادت سيوف إعدام ذوي العمر الطويل الأربعة سريعًا إلى جانبه، وتحولت إلى خيوط من الضوء وتلاشت
وبالفعل، أمام تشكيل تشو شيان، لا يوجد ما لا يمكن إعدامه
لم تتمالك تسي شيا نفسها وقالت بإعجاب: يا رفيق الدرب لو، أساليبك مرعبة حقًا
أجاب لو يو بابتسامة متواضعة: ليس سيئًا، فلنواصل
لقد امتصّ تشكيل تشو شيان لتوّه القوة الغريبة في هذا الجبل القفر التي تلتهم قوى الحياة، لذا لا خوف منها لفترة وجيزة
لكن لو يو وتسي شيا أحسّا سريعًا أن هذه القوة الغريبة تستعيد نشاطها ببطء، ولن يطول الوقت حتى يعود الجبل القفر إلى حاله الأولى
قال لو يو وهو يمشي: لا أدري أي أسلوب استُخدم كي تبقى هنا في الجبل القفر طوال هذا الزمن
أجابت تسي شيا: لا أعلم، لكن كل شيء ممكن
واصل الاثنان الصعود
وصارت بقية الرحلة أكثر سلاسة وأمانًا
ولم تهاجمهما أخطار أخرى
وأخيرًا بلغ الاثنان قمة الجبل القفر بنجاح
وحين نظرا حولهما وجدا القمة خالية
ولم يعثرا على أي شيء مطلقًا
تنهد لو يو بخيبة يسيرة: لقد فتشنا في هذه الرحلة بعناية، ويبدو الآن أن ما يُسمّى بشجرة الحياة لذوي العمر الطويل مجرد أسطورة ولا وجود لها
لم يجدا شيئًا
لكن لو يو لم يندم
فلولا أنه صعد ليتحقق بعناية لما استطاع أن يجزم بوجود شجرة الحياة لذوي العمر الطويل أو عدمها
قالت تسي شيا بيقين كبير: لا، شجرة الحياة لذوي العمر الطويل موجودة، وهي أمامنا مباشرة
سألها لو يو بلا إرادة منه: لِمَ أنتِ واثقة إلى هذا الحد
قالت تسي شيا وقد كشفت سر عينيها الفريدتين دون مواربة: عيناي تريان أشياء كثيرة لا يراها الناس العاديون، وأنا أرى بوضوح طاقة حياة واسعة جدًا أمامنا، طاقة لا تُستشعر بالوسائل المعتادة
وفكّر لو يو في نفسه: لا عجب، فمنذ أول مرة رأيت فيها تسي شيا شعرت أن عينيها جميلتان على نحو مدهش، إنهما حقًا استثنائيتان
وبما أن تسي شيا واثقة، فقد اختار لو يو بطبيعة الحال أن يصدقها
غير أنه مهما استشعر لو يو وتحرّى الآن، لم يستطع أن يدرك شيئًا أو يكتشفه
سأل لو يو: هل لديك وسيلة لإظهار هذه الشجرة
هزّت تسي شيا رأسها: لا وسيلة، فكل ما هنا يتجاوز الفهم، ولا يخطر لي أي أسلوب
وكان الأمر في هذه اللحظة محبطًا بعض الشيء
كأن الطعام عند فمه، لكنه مهما فعل لا يستطيع أن يأكله
وفي تلك الأثناء دوّى ضحك متهلل: هاهاها، أيها الشابان، لدى هذا السيد طريقة
على الفور دخلا لو يو وتسي شيا حال الاستعداد للهجوم، وغدت نظراتهما جادة
سرعان ما سطع نور وخرج منه شاب وقال: لا حاجة للقلق، لن أهاجمكما
كان هذا الشاب روحًا عظمى
ثم تابع: وحتى لو أردت الفعل فلست نِدًّا لكما، فذلك الشبح العجوز أُعدم بسهولة، دعاني أُعرّف بنفسي، اسمي السيد ليو
سأل لو يو: أليس في هذا الجبل القفر غيرك
قال السيد ليو: لا، لم يكن في هذا الجبل القفر إلا هذا السيد وذاك الشبح العجوز، والآن بعدما أُعدم الشبح العجوز فهذا حقًا مما يبهج
ابتسم لو يو ابتسامة خفيفة: يبدو أنك كنت تتعرض لظلمه، لذا أنت سعيد هكذا
قال السيد ليو متحسرًا: للأسف نعم، كان يغلبني دائمًا ويقهرني، وبما أنكما قتلتماه فقد صار في عنقي لكما يد، فما رأيكما أن أُظهر شجرة الحياة لذوي العمر الطويل وفاءً بهذه اليد
وما إن أنهى كلامه حتى لوّح بيده
فحرّك مباشرة تلك القوة الغريبة التي تلتهم قوى الحياة، وجمعها بلا انقطاع عند القمة
ثم تمكّن لو يو وتسي شيا من رؤية تشكيل فريد هائل يتكاثف بوضوح
وبدا أن هذا التشكيل يحتاج تلك القوة الغريبة ليدور
وما إن بدأ التشكيل يعمل حتى انفجر النور
وفي هذا النور تجلت مباشرة شجرة جبارة لا نظير لها من ذوي العمر الطويل
قال لو يو وهو يومئ ببطء بعدما رآها بعينه: إذًا هذه هي شجرة الحياة لذوي العمر الطويل، حقًا منظرها استثنائي
لقد بلغت طاقة الحياة الكامنة في هذه الشجرة حدًا لا يُقاس
وفوق ذلك كانت على الشجرة ثمرتان
ويفترض أنهما ثمار الحياة لذوي العمر الطويل
غير أن هذه الثمار بدت غير ناضجة
ثم نظر لو يو إلى السيد ليو وسأله: وكيف استطعت أن تبقى موجودًا في هذا الجبل القفر طوال هذا الوقت
فهذا سؤال راوده دائمًا، وحين لقي واحدًا آخر هنا أراد بطبيعة الحال أن يأخذ الجواب منه
قال السيد ليو صادقًا لا يخفي شيئًا: في الحقيقة جئتُ مثلَكما إلى هذه الأرض القاحلة المحرّمة، وخطوت إلى هذا الجبل القفر، ولم أتوقع أن يكون خطرًا إلى هذا الحد، وأمام القوة الغريبة التي تلتهم قوى الحياة لم أستطع المقاومة، وفي النهاية نفدت قواي الحياتية وكنت أظن أنني سأموت
لكنني لم أتوقع أن تبقى روحي العظمى على قيد الوجود
فما دامت الروح العظمى تمتص هذه القوة الغريبة يحدث تحول عجيب يسمح لها أن تبقى بلا انقطاع في هذا الجبل القفر، غير أن لذلك عيبًا، إذ لا تستطيع إلا الحركة داخل الجبل القفر ولا تقدر على مغادرته
وكان ذلك الشبح العجوز يريد الاستحواذ على جسدك، وغايته أن يغادر الجبل القفر
هزّ لو يو وتسي شيا رأسيهما بعدما سمعا ذلك
فلم يتوقعا أن تكون لهذه القوة الغريبة التي تلتهم قوى الحياة داخل هذا الجبل القفر مثل هذه الأثر
كان ذلك بالفعل مما يفوق التصور
سألت تسي شيا: وبخلاف الاستحواذ على أجساد الآخرين، أما فكرتُم في طرق أخرى لمغادرة الجبل القفر
قال السيد ليو مبتسمًا بمرارة: بطبيعة الحال فكّرنا بكل ما أمكن، ولا يُعرف حتى الآن إلا طريقتان، الأولى الاستحواذ على أجساد الآخرين، والثانية صقل ثمرة الحياة لذوي العمر الطويل
لكننا لا نستطيع حتى الاقتراب من شجرة الحياة لذوي العمر الطويل، فضلًا عن الحصول على ثمارها
ولذلك كانت الطريقة الأولى، أي الاستحواذ على أجساد الآخرين، أسهل نسبيًا
قال لو يو وهو يومئ ببطء: فهمت، لو جاء شخص آخر إلى هذا الجبل القفر، فربما كان ذلك الكائن العتيق سينجح حقًا في الاستحواذ