الفصل 319
الفصل 319: تبًا، إنه يتظاهر بالضعف ليلتهم القوي
مع توافد مزيد من المُزارعين الروحيين، صار الجو هنا أكثر حيوية بطبيعة الحال
بعد ذلك، لم يبقَ أمامهم سوى الانتظار بصبر
لكن لا أحد يعلم كم سيستغرق الانتظار
ورغم أن كثيرًا من المُزارعين الروحيين كانوا متحمسين ونفاد صبرهم ظاهر، إلا أن واحدًا منهم لم يجرؤ في هذه اللحظة على الاندفاع نحو جبل الصعود بتهور
قال شاب ببرود ونبرة تهديد لا تنتهي وهو يقف على سطح سفينة طائرة كبيرة وصلت للتو: ابتعد يا فتى، هذا المكان أصبح لعائلة لي في مدينة الرعد السماوي
لقد جاءت أيضًا عائلة لي من مدينة الرعد السماوي، ففي العالم الروحي تُعد مدينة الرعد السماوي وجودًا معروفًا، وعائلة لي هي القوة التي تحكم مدينة الرعد السماوي
صحيح، وأنا أعلم أيضًا أن أحد أسلاف مدينة الرعد السماوي كان في مرحلة عبور المحنة، يستوعب فن التطور السماوي، منذ ما يقرب من 900 سنة
ومن المرجح أن ذلك السلف الأكبر لعائلة لي موجود داخل هذه السفينة الطائرة
إذا أمكن الحصول على رمز الصعود، فبالإمكان تفادي المحنة السماوية المرعبة
بالفعل، حتى أولئك الشيوخ العجائز في قمة المراتب يجدون صعوبة في التخلي عن رمز الصعود
هل لدينا فعلًا فرصة أمام هؤلاء العجائز المخيفين؟ أخشى أنهم قادرون على سحقنا بإصبع واحد
ليس بالضرورة، فالحصول على رمز الصعود يعتمد على الفرصة الفردية، وليس مَن كانت زراعته أعلى سيناله بالضرورة
جذب وصول سفينة عائلة لي الطائرة انتباه كثير من المُزارعين الروحيين من حولهم على الفور، وبدأوا يتناقشون فيما بينهم
وبرأي الجميع، فلو يوي لا بد أنه سيتنحّى بأدب
فبعد كل شيء، تمتلك عائلة لي قوة هائلة، بل لديها سلف أكبر في مرحلة عبور المحنة، ومخالفتهم تعني الموت المحقق
لكن سرعان ما صُدموا جميعًا
إذ شوهد لو يوي معلقًا في الجو من دون نية للرحيل، بل نظر إلى الشاب من عائلة لي وابتسم ابتسامة خفيفة قائلًا: هذا المجال الجوي واسع جدًا، وعائلتكم لي متسلطة حقًا، تُصرّون على الاستيلاء بالقوة على الموضع الذي أقف فيه
يا لروعة الأمر
سخر الشاب قائلًا: أنصحك أن تتخلى عن موقعك طوعًا، فأنت مجرد مُزارع مستقل، ولست مؤهلًا للبقاء هنا أصلًا
لقد تجاهل لو يوي تمامًا
أرسل أحد المُزارعين الروحيين تذكيرًا سريًا إلى لو يوي قائلًا: يا صاحب الطريق، الأفضل أن تبتعد، فخطوة إلى الوراء تفتح سماء أوسع، وعائلة لي ليست سهلة الاستفزاز، لا تُضحِّ بحياتك لأجل هذا الأمر، فالأمر لا يستحق، ثم همس: من قال إننا مُزارعون مستقلون؟ من قال إن زراعتنا متدنية
وفي لحظة، تعرّف لو يوي أيضًا على المُزارع الذي ذكّره بلطف
ويبدو أن الطيبين ما زالوا موجودين في هذا العالم
ومع ذلك، لو كانت قوته غير كافية حقًا، لابتعد لو يوي طوعًا
فالحياة مرة واحدة
وخاصة في هذا العالم الذي يأكل القوي فيه الضعيف حيث تُحترم القوة، وحتى يحمي المرء كرامته ولا يُهان، لا بد أن يمتلك قوة كافية
قال لو يوي بسرعة: أنصح عائلتكم لي أن تبحث عن مكان آخر، فليس هذا موضعًا يمكن لعائلتكم أن تتعسّف فيه
وما إن خرجت هذه الكلمات حتى بدت على المُزارعين الروحيين من حوله علامات الصدمة
لم يكونوا يتوقعون ذلك أبدًا
إذ اتضح أن لو يوي يتجاهل تمامًا عائلة لي في مدينة الرعد السماوي
يا للدهشة، إنه متعجرف جدًا، يبدو أنه وحيد، ومرتبة زراعته لا تبدو عالية، ومع ذلك يريد مجابهة عائلة لي كلها
هذا أحمق بكل بساطة، لا يفهم حتى مبدأ أن الحكيم يلين مع الريح، إنه معجزة أنه عاش حتى الآن
لو كان الأمر عاديًا لكان حسنًا، لكن الوضع الآن مختلف، فالسلف الأكبر لعائلة لي داخل السفينة الطائرة، وإن تحرك هذا السلف، فلن يعرف حتى كيف مات
ولوقت من الزمن، صار لو يوي في عيون هؤلاء المُزارعين الروحيين رجلًا ميتًا
قال الشاب وهو يحدق في لو يوي وقد اندلعت في عينيه نية قاتلة على الفور: لقد حذرتك مرتين، وإن كنت لا تقدر المعروف، فاذهب إلى الهلاك
فحيثما حلّت عائلته لي نالت الاحترام دائمًا
وكان الموضع الجوي الذي كان لو يوي يطفو فيه قبل قليل قد تواجد فيه مُزارعون آخرون، لكن هؤلاء المُزارعين جميعًا ابتعدوا طوعًا بعدما رأوا عائلة لي
وحده لو يوي بقي على حاله
وهذه النقطة وحدها عُدت في نظر الشاب عدم احترام لعائلة لي
دوّي
اندفعت الطاقة الروحية في جسد الشاب بسرعة، وتجمعت قوة الرعد بلا انقطاع، وفي لمح البصر تقريبًا تكوّنت رُمح رعدي، وبعثت هالته في النفوس خوفًا شديدًا
قال مُزارع وهو يلهث بعد رؤية هذا المشهد: إن عائلة لي تزرع بقوة الرعد، والرعد من أكثر القوى جبروتًا، وبهذه الضربة ربما يُمحى هذا الشخص مباشرة
قال كثير من المُزارعين المستقلين بحسد: كما هو متوقع من عائلة عظيمة، أساسهم قوي، على عكسنا نحن المُزارعين المستقلين، نعتمد على أنفسنا في كل شيء، فمثل هذا الإرث يولد به غيرنا
أما هم فلم يولدوا بشيء
ولكي يشقوا طريق الزراعة الروحية ويبلغوا مستواهم الحالي، دفعوا أثمانًا كثيرة في الطريق
هبوط
انقضّ الرمح الرعدي، وهو يحمل بأسًا لا يُقاوَم، مباشرة نحو لو يوي
أهو مجنون؟ لا يبدو عليه أنه سيتفادى الضربة على الإطلاق، فقد بقي معلقًا هناك بلا حراك كأنه ينتظر الرمح الرعدي ليقع عليه
يبدو أنه أحمق حقًا
وقبيل أن يضرب الرمح الرعدي، فتح لو يوي فمه ببطء وقال: توقّف
وفي لحظة تجمّد الرمح الرعدي في مكانه من دون حركة، كأن الزمن قد توقف
وتغيرت وجوه الجميع تغيرًا شديدًا في هذه اللحظة
قال لو يوي مرة أخرى: تلاشى
فتبدد الرمح الرعدي، الذي كان يحمل قوة متسلطة للغاية، واختفى في الحال كأنه مُحِي بالقسر
شهقة ما الذي حدث؟ لقد حرّك فمه وقال كلمتين فقط، ومع ذلك بدّد رمحًا رعديًا مرعبًا كهذا
لم أفهم أنا أيضًا، أي طريقة هذه
اتضح أننا كنا حقًا كمن يجلس في بئر وينظر إلى السماء
تبًا، لقد كان يتظاهر بالضعف ليلتهم القوي، لا بد أن مرتبة زراعته عميقة جدًا، لذا استطاع تبديد الرمح الرعدي بهذه السهولة
هذا بلا شك شخص قوي أخفى هويته
وأدرك الجميع فجأة
فالتفسير الوحيد الآن أن لو يوي قد أخفى مرتبة زراعته وامتلك قوة كافية، وهو ما أتاح له أن يمحو بسهولة ضربة الخصم المرعبة
وعند التفكير الآن، كانوا للتو يظنون أن لو يوي محكوم عليه بالموت
وفي النهاية، تبيّن أنهم هم من كان ضيق الأفق