الفصل 99: الميزوكاغي المُسيَّر

انفجرت ساحة المعركة فوضى وصخبًا
تصادم فولاذٍ وصرخاتٌ وانفجارات ملأت الجو بعاصفة لا تهدأ من العنف

من تلةٍ صغيرة تشرف على المشهد، امتدّت المجزرة في الأسفل بلا نهاية، جثث مضرّجة، أسلحة محطّمة، ودخان يتلوّى صاعدًا إلى السماء

“أذلك هو الميزوكاغي الثالث”

سأل غاتس وهو يضيّق عينيه نحو الشاطئ البعيد

كان رجلٌ طويل القامة واقفًا وسط قوات ضباب كيري

رغم أن وجهه يحمل تجاعيد خفيفة، فإن شعره المنسدل وهيبته الوقورة أضفيا عليه مسحة شبابٍ غريبة

كان يشعّ سلطة هادئة لمحاربٍ مجرّب

أومأ ميناتو الواقف بجانب غاتس إيماءةً صغيرة

“هو بعينه
يمتلك حدّ السلالة إطلاق الجليد من عشيرة يوكي
لا تستهِن به”

طرشق غاتس عنقه ثم ابتسم بمكر

“ميناتو-تشان، أريد مقاتلة هذا الرجل
أي اعتراض”

ابتسم ميناتو نصف ابتسامة
بعد تحذير جيرايا بشأن ما يفعله غاتس من أجل تسونادي، لم يعد يحاول ثنيه
وليس ذلك طبعه أصلًا

“حسنًا
سأؤمّن الغطاء من الخلف
فقط لا تُفرِط”

حتى لو قال ميناتو لا، لذهب غاتس على أي حال، لكن سماع موافقته من غير جدل وفّر الوقت

ومن غير كلمة أخرى ثنى غاتس ركبتيه واختفى صاعدًا، مستخدمًا جيبو ليقفز في السماء

ترك كلّ خطوٍ خلفه صدمةً هوائية وهو يشقّ الفضاء بسهولة

بالنسبة لِنينجا، فالتحليق أفضلية طاغية
سرعةٌ وحركية وقدرة على الضرب من علٍ، تغيّر طبيعة القتال كليًا

تذكّر غاتس أن غارا نجا لأنه استطاع الطيران برمله
من دونه لقتله كيميمارو

وأثناء صعوده فعّل غاتس هاكي الملاحظة المتقدّم، فأضاءت حدقتاه بحُمرةٍ واهنة… تمامًا ككاتاكوري من ون بيس

في لحظةٍ انكشفت أمامه الخمس ثوانٍ التالية

كان الميزوكاغي يوشك على الهجوم

“متوقَّع”

تمتم غاتس مبتسمًا

“إحساسٌ رائع أن تعرف ما سيأتي”

في الأسفل، عقّد الميزوكاغي الثالث الأختام من غير تردّد

“إطلاق الجليد—بلّورات الانفجار الجليدي”

تجمّد الهواء حوله فجأة، مشكّلًا عددًا لا يُحصى من شظايا جليدٍ حادّة انطلقت صعودًا كأسراب مقذوفات

“أي تحيةٍ لا توجد
وقاحة” ابتسم غاتس وهو في الجو

ومض جسده

فأخطأت كلّ شظيّةٍ هدفها بمقدار شعرة، ولم تلامس عباءته حتى

حدّق نينجا الضباب مندهشين
لم يكتفِ غاتس بالمراوغة، بل راوغ الهجمة كأنها رقصةٌ مُعدّة سلفًا

“مسدس الإصبع الصاعد: إصبع البرق النيزكي”

أضاء وميضٌ أزرق من طرف إصبعه

طاق

دوّى صوتٌ مزلزل إذ اخترق الهجوم صدر الميزوكاغي، وانفجر ضوءٌ ودم
تشكّل ثقبٌ فاغر في جذعه

ورغم أنها سُمّيت ضربة إصبع، فقد هوت كقبضة مدفع

لكن أحدًا من كونوها لم يهتف

بل ساد صمتٌ مذهولٌ ساحة المعركة

رمش جيرايا من بعيد غير مصدّق

“مستحيل… ذلك ميزوكاغي
أحقًّا سقط بهذه السهولة”

بدت الحيرة على وجه ميناتو أيضًا
حتى مع قوّة غاتس الهائلة، لا ينبغي لكاغي أن يسقط بضربة

غير أن غاتس، وهو لا يزال في الهواء، ابتسم
أكدت عيناه المتوهّجتان بحُمرة ما كان يشكّ فيه

ومن الخلف اشتعلت شارينغان شيسوي وهو يهتف

“سينسي، احذر
ذلك نسخة”

كما توقّع
تحوّل جسد الميزوكاغي إلى جليدٍ وتفتّت

إطلاق الجليد: نسخة ظلّ

ولم ينتهِ الأمر

فجأةً اكتنفت الضبابية الباردة الجو

تشكّلت عشرات مرايا الجليد في دائرةٍ واسعة تُطوّق غاتس من كلّ اتجاه
كلٌّ منها يعكس صورة الميزوكاغي الثالث

“تقنية سرّية: بلّورات مرايا الجليد…”
تمتم غاتس

لكن بخلاف تقنية هاكو، كان هذا الإصدار على مستوى آخر
ما يقارب مئة مرآة امتدّت في السماء تلمع ببرودةٍ موحشة

دارت عينا شيسوي سريعًا وهو يقطّب

“لا أستطيع… لا أستطيع قراءتها
شارينغانِي الحالية لا تتابع حركته داخل المرايا”

في تلك اللحظة…

أسلوب الماء: قذيفة تنين الماء

زأر تنّين ماءٍ هائل من الجانب، فاغرًا شدقيه

اختفى شيسوي كوميضٍ ليظهر على بُعد عشرة أمتار

واستدار حادًّا نحو المهاجم

رجلٌ في منتصف العمر، شعره أزرق وعصابة تلفّ عينه اليمنى، تقدّم بخطًى وادعة
كان يبعث هالة مخطِّط

“آو” تمتم شيسوي

أحد حرّاس الميزوكاغي الخامسة في المستقبل
ولديه الآن عين بيّاكوجان مزروعة في عينه اليمنى، مسروقة من هيوغا خلال هذه الحرب عينها

“مثير للإعجاب” قال آو

“تلميذ غاتس، شيسوي ملامس الأجساد الشهير
سرعتك تليق بسمعتك”

اشتدّ بصر شيسوي

“سرقت بيّاكوجان… عارٌ عليك”

استلّ سيفه وختم ختمًا سريعًا

“أسلوب النار: تقنية كرة النار العظمى”

ردّ آو فورًا
“أسلوب الماء: جدار الماء”

تصادمت الجُتسو، وهسهس البخار بينهما بعنف

وفي الأثناء في الأعلى…

واجه غاتس بهوّ المرايا الذي لا ينتهي

“هذه التقنية… انعكاسات فحسب” تمتم وهو يغمض عينيه

“لن تجدي معي”

ومن غير كلمة أطلق الميزوكاغي الثالث هجمته التالية

“تقنية سرّية: عرش القتل الجليدي”

اندفعت رطوبة الهواء، مُشكِّلة مئات المسامير الفتّاكة، نصفها ماءٌ ونصفها جليد
تلوّت على نحوٍ غير طبيعي، لَدِنةٌ وحادّة، هجينةٌ بين حالتين قاتلتين

ظلّ غاتس ساكنًا

ثم…

انساب

رقص جسده خلال الوابل كالرّيح بين الأشجار، يتفلّت من كلّ رمح، يلفّ ويدور بسهولةٍ غير مألوفة

عقد الميزوكاغي حاجبيه
إنه يتنبّأ بكلّ شيء
لا فائدة من البهرجة…

فلنرَ إذن كيف سيتعامل مع هذا

شكّل ختمًا آخر

لكن قبل أن يُطلق جتسوه

انفتحت عينا غاتس فجأة

“هناك”

في طرفة عينٍ استدار وانقضّ

كسى هاكي التسلّح قبضتيه بفولاذٍ أسود وهو يحطّم عشرات المرايا ويظهر خلف جسد الميزوكاغي الحقيقي المختبئ بينها

طاق

حطّمت القبضةُ ليس المرآة فحسب، بل الهواء نفسه

أسرع من أن تُدرَك

لم يجد الميزوكاغي وقتًا ليرمش حتى

وفي لحظته الأخيرة، كانت عيناه، اللتان طالما ضاقتا حِذرًا وحسابًا، تفرغان فجأة
ثم…

شعر غاتس به

نبضة

اندفعت تشاكرا غريبة نحو عقله
قوة باردة آمرة
ليست إرادة الميزوكاغي

لا… شيءٌ آخر
حضورٌ دخيل
دوجوتسو

إذًا… أنت مُسيَّر حقًّا
فكّر غاتس وابتسامته تتّسع بينما يقاوم التشاكرا المتسلّلة بقوة الإرادة وحدها

يا له من جنجوتسو قوي
من يقف خلف هذا… ليس مستخدم شارينغان عاديًا