الفصل 98: كم سيتحمّل من قبضاتي؟
كانت الرحلة من كونوها إلى ساحة القتال الجنوبية تستغرق من قائد جونين عادي ما لا يزيد على 3 أيام
أما بالنسبة لِغاتس وتسونادي، وكلاهما بمستوى حكّام القرى، فلم تستغرق سوى يومين
يومان
هذا كل ما احتاجته تسونادي لتشعر أن هذا المشاكس المزعج قد غزا يومها تمامًا بروحه الصاخبة
ربما لأن المكان بريّ، أو لأن العيون قليلة من حولهما، ومع أن غاتس لم يتجاوز الخط الفاصل، إلا أنه أكثر من المزاح والملاطفة
والأسوأ من ذلك أن تسونادي لم تُبدِ مقاومة تُذكر
بل إنها… تجاوبت بقدرٍ ما بروح مرحة
وبحكم خبرتها كطبيبة نينجا، كانت تفهم طبائع الأجساد جيدًا
كانت تعرف العمر الذي تبلغ فيه احتياجات المرء ذروتها عادة
كما كانت تعلم أن دم عائلة سينجو وختم التعافي لديها يجعلان نضارتها تطول على نحو غير طبيعي وربما حتى آخر عمرها
ومع ذلك، فهي إنسانة، وهذا العمر… وقت حذر
طبعًا ما كان لأي من ذلك أن يعني شيئًا لو كان شخصًا آخر مكانه
فلو خطر لأحدهم التفكير فيها بهذه الطريقة، لكانت أنهت الأمر في لحظة
لكنّه غاتس
كان واثقًا في اقترابه ومزاحه، يمسك يدها كأنه مالك زمام اللحظة، وللأمانة لم تكن تريد أن يبتعد كثيرًا
أما بالنسبة لِغاتس، فوجود تسونادي ذات الحضور القوي والشخصية الناضجة كان مختلفًا تمامًا عن كوريناي التي لا تزال في طور التكوّن
نضجٌ أخّاذ وإلفة آسرة جعلته لا يمل صحبتها
وبعد يومين، وصل الاثنان أخيرًا إلى معسكر كونوها الجنوبي
كانت التعزيزات بقيادة أوروتشيمارو قد استقرت بالفعل، وأُعيد معظم أصحاب الرتب الدنيا مثل مايت داي أو ابنه مايت غاي الصغير إلى القرية
ولحسن الحظ، وعلى خلاف ما جرى في الخط الزمني الأصلي، نجا مايت داي من نهايته المؤلمة
قال شيسوي متذمّرًا حين دخل غاتس بخطى خفيفة «لديك جرأة يا معلم، عدت إلى كونوها لتستريح وتركتنا هنا نمسك الخط»
ربّت غاتس على شعره وابتسم
«حين تصبح قويًا يا شيسوي، تنال حق التصرف كما تشاء»
رمش شيسوي محدّقًا في معلمه وهو يبتعد بخفة
وتمتم «المعلم في مزاج… جيد على نحو مريب»
في داخل المعسكر، كانت عدة شخصيات قد اجتمعت
جيرايا، أوروتشيمارو، ناميكازي ميناتو
ومع انضمام غاتس وتسونادي، بدا المشهد أقرب إلى قمة للكبار
ولو انضمت قرية كبرى أخرى إلى صف العدو الآن، لظلت كونوها قادرة على كنسها
حيّاهم ميناتو بابتسامته الدافئة المعهودة «غاتس-كون، تسونادي-ساما، لقد وصلتما»
عادت تسونادي إلى مهنتها فورًا، ووضعت يديها على خصرها وقالت بنبرة واثقة «لكونوها اليد العليا الآن، أليس كذلك؟ ينبغي أن ننهي هذه الحرب قريبًا»
أومأ ميناتو «نعم، ننتظر اللحظة المناسبة لتوجيه الضربة الأخيرة لشينوبي الضباب، ثم… ينتهي كل شيء»
عقد أوروتشيمارو ذراعيه وقال بهدوء حذر «ومع ذلك… ثمة شيء لا يريحني، وفق هذا المسار كان على الميزوكاغي الثالث أن ينسحب الآن، لكنه لم يفعل، وهذا ليس من طباع ميزوكاغي»
ساد الصمت
كان الأمر غريبًا، لماذا يواصل حربًا خاسرة
وحده غاتس بدا وكأنه يفهم
فكّر «إنه واقع تحت تأثير السيطرة… تمامًا مثل ياغورا في المستقبل»
«إنها الشارينغان… لا بد أنها كذلك، إما أوتشيها مادارا… أو أوبيتو»
كان التوقيت مريبًا، لم تُفعّل الخطة الكبرى بعد، لكن العلامات موجودة
قطع ميناتو الصمت «مهما كان سبب المماطلة، علينا أن نبقى يقظين، استعدوا للضربة الختامية»
وبعد انتهاء الاجتماع وتفرّق القادة، جذب جيرايا ميناتو جانبًا
وقال بخفوت «يا ميناتو، عليك أن ترفع الوتيرة في المعركة الأخيرة، فقد حصد غاتس قدرًا كبيرًا من التقدير حتى الآن»
ابتسم ميناتو بود «الجميع يقاتل من أجل كونوها يا معلمي، المسألة ليست مسألة رصيد»
وعلى عكس ساروتوبي هيروزن أو دانزو، لم يكن ميناتو مهتمًا بألعاب السياسة، فقد جسّد حقًا إرادة النار
لكن جيرايا لم يترك الأمر «حسنًا… لكنك ما زلت تريد أن تصبح الهوكاغي، أليس كذلك»
حك ميناتو مؤخرة رأسه «بالطبع، أريد حماية القرية… بكل ما أملك»
وفي زاوية أخرى من المعسكر
موقع مركز الروايات هو المصدر الأصلي لهذه الرواية. خالٍ من الإعلانات، ومتابعتك هنا تمنح المترجمين الحافز لترجمة أعمال أكثر.
تمدد غاتس في خيمته مرتاحًا، وكانت تسونادي إلى جانبه في سكينة
وكان حوارهما قريبًا مما دار بين جيرايا وميناتو
مع فارقٍ واضح، إذ كانت تسونادي بين ذراعيه في لحظة قربٍ ودّية لا أكثر
تمتم غاتس «قد لا يكون لدينا وقت كثير، إن أردت ضمان أن تصبحي الهوكاغي الرابع، فعليّ أن أخطف الأضواء مجددًا في هذه المعركة»
لم تُجب تسونادي، كان وجهها مستندًا إلى صدره وأنفاسها هادئة
ابتسم غاتس واقترب هامسًا عند أذنها بروحٍ مازحة «حين تصيرين الهوكاغي… سنحتفل في مكتب الهوكاغي»
انتفضت تسونادي وقد احمرّ وجهها على الفور «أنت مجنون، لن أفعل شيئًا كهذا»
ضحك بخفة، ثم هدّأ الأجواء بكلمة لطيفة وهو يغيّر الحديث إلى خطط المعركة
وفكّرت في سرّها وهي تستعيد رباطة جأشها «ما هذا البلاء الذي حلّ بي حتى أتعامل مع هذا المتهوّر»
وبقي المزاح الخفيف بينهما دائرةً سريعة قبل أن يعود كلٌ منهما إلى عمله
بعد 5 أيام
جاء النداء عند الفجر
تحدّث جيرايا، الذي صار القائد العام للجبهة الجنوبية، إلى جميع من في خيمة القيادة «لقد حانت الساعة، شينوبي الضباب يشرعون في الانسحاب، هذه فرصتنا، سنضرب الآن ونُنهي هذه الحرب إلى الأبد»
وما إن انتشر الخبر حتى تحوّل التوتر إلى حماسة متقدة
تقدّم غاتس وهو يلوّي معصمه فصدر طقطقة عالية
واتجهت إليه الأنظار، وبينها عينا شيسوي الممتلئ إعجابًا وحيرة
اتسعت ابتسامة غاتس المتوحشة وكشفت عن أسنانه
«لنرَ كم سيتحمّل الميزوكاغي الثالث من قبضاتي»