الفصل 97: عودة تسونادي، العودة إلى ساحة المعركة
- الرئيسية
- ناروتو: الميلاد الجديد مع نظام القوالب
- الفصل 97: عودة تسونادي، العودة إلى ساحة المعركة
الصباح الباكر
ساحة تدريب عامة خارج قرية كونوها
كانت آنكو مبللة بالعرق كأن مطرًا غمرها، تلوّح بالسيف الضخم ساميهادا مرارًا وتكرارًا
كان النصل أطول منها بما يقارب الضعف، ثقيلًا ومخيفًا
تحت ظل شجرة قريبة، كان غاتس يسترخي بلامبالاة، يتناول سندويتش فطور أعدّته كوريناي، وعيناه معلقتان على آنكو
كانت مهمة اليوم الأولى بسيطة: 5,000 رفعة سيف
وللمفاجأة، لم يصدر عن الفتاة أي تذمّر
هي فعلًا تريد إتقان ساميهادا
مع ذلك، فكّر غاتس في نفسه، يجب أن أتأكد ألا تنتهي بالاندماج معه كما حدث مع كيسامي
إن تحوّلت آنكو مستقبلًا إلى هيئة سمكية منتفخة فذلك سيئ بما يكفي، أمّا نسخة مهووسة بساميهادا فمرعبة
لا غاتس ولا آنكو يفهما فنون السيف حق الفهم، لكن ثمة من يفهم قريبًا منهما، أوتشيها شيسوي
أسلوبه في المبارزة أنيق وسريع وانسيابي، على خلاف ضربات آنكو القوية القائمة على العنف المباشر
ومع ذلك فالأُسّ واحد، ومع المواظبة ستصل
نصف عام
ذلك ما قدّره غاتس لتشييد الأساس اللازم كي تستخدم آنكو ساميهادا في القتال
لم يطل الوقت حتى ابتلت قميصتها الخارجيّة تمامًا، ولم تكترث، نزعتْه بلا تردّد وألقته جانبًا
وبزيّ النينجا الشبكي الضيّق استمرت في التأرجح بالسيف
ضيّق غاتس عينيه
إنها ترتدي الأمر نفسه حتى حين تكبر، أليس كذلك؟ لعلّي أساعدها على تغيير هذه العادة لاحقًا
عند حلول المساء، ترك التدريب القاسي بصمته، بالكاد أنهت آنكو عشائها قبل أن تهوي، تكاد تسقط بوجهها في وعاء الأرز
منذ أكثر من نصف شهر وهي على هذا الروتين الجحيمي
تأكل، تتدرب، تنام، وتعيد الكرّة
وقد بدأ يؤتي ثماره
كل ليلة، كانت كوريناي الرقيقة، كأخت كبرى، تساعد آنكو بهدوء على الوصول إلى السرير وتشدّ الغطاء حولها
«حماسها الآن أكبر مما كان حين تخرّجت قبل عامين»
قالت كوريناي ذات مساء وهي تجمع الصحون الفارغة عن الطاولة
رفع غاتس بصره إليها بدهشة صادقة
«لم تتكاسل حتى حين لا أراقبها» قال وهو يهز رأسه
«أنا أمرّ فقط حين يحلو لي»
ابتسمت كوريناي وهي تكدّس الأطباق
«لم يكن الحال هكذا دائمًا، لقد تراخت آنكو أكثر من سنة بعد رحيلك أنت وشيسوي، وأظن أن السبب ليس عدم رغبتها في التدريب… بل شعور بالهزيمة»
«هزيمة؟» رفع غاتس حاجبًا
«أنت وشيسوي موهبتان لامعتان، ربما شعرت أنه مهما حاولت فلن تلحق بكما، فَلِمَ تحاول؟»
توقفت كوريناي لحظة ثم أضافت
«لكن حين منحتها ساميهادا أعطيتها الأمل، سببًا لتدفع نفسها»
أمال غاتس ظهره إلى الكرسي وأطلق ضحكة خافتة
«صحيح» تمتم
«هذا منطقي»
مرّ ما يقارب عشرين يومًا منذ عودة غاتس إلى القرية
وكان عشاء ذلك المساء كالمعتاد، آنكو، التي أصبحت شبه مقيمة في بيت غاتس، جلست على الطاولة وجفناها مثقلان، تتمايل كأنها ستغفو في أي لحظة
فجأة…
«همف! عيشة الأحلام، أليس كذلك؟ فتاتان لطيفتان تتشاركان السكن معك الآن!»
حمل الصوت الساخر مسحة خفيفة من المرارة
التفت الثلاثة برؤوسهم
شهقت كوريناي وآنكو في آنٍ واحد
«السيدة تسونادي!»
«آنسة تسونادي!؟»
تجاهل غاتس مزحتها ودخل في صلب الموضوع مباشرة
«ظننت أن الحرب لم تنته بعد»
دخلت تسونادي كأن المكان مكانها، تناولت وعاءً وعيدان أكل من يد كوريناي، وبدأت تأكل كمن لم يذق وجبةً مشبعة منذ أيام
«شينوبي الصخر انتهوا، أوروتشيمارو وتلميذك اتجهوا بالفعل إلى الجبهة الجنوبية، أنا هنا لأسحبك من راحتك وتعود إلى القتال، جهّز أغراضك، نغادر صباح الغد»
أومأ غاتس بهدوء وقال: «حسنًا»
صمت
حدّقت النساء الثلاث إليه كأنهن شاهدن شبحًا
وخاصة تسونادي، توقفت عيدان الطعام في الهواء
لقد أمضت نصف اليوم تحضّر عبارات لإقناع غاتس الذي ألِف الحياة الهادئة بالعودة للمعركة، كانت تتوقع مقاومة، أعذارًا، أو على الأقل ابتسامة متباهية
بدل ذلك، وافق… هكذا فقط؟
ما الأمر؟
هل تلقى ضربة على رأسه مؤخرًا؟
في الحقيقة كان لِغاتس أسبابه
إن أراد مساندة تسونادي كهوكاغي تالية، فعليه أن يملك نفوذًا حقيقيًا
إن لعب ميناتو دورًا محوريًا في إنهاء هذه الحرب فقد يميل الميزان لصالحه
بمعنى آخر، لم يعد غاتس إلى ساحة القتال بدافع الواجب وحده
إنما لينافس على نصيب من الفضل
لم تُلحّ تسونادي أكثر، جلست تأكل، لكن عينيها كانتا تنزلقان إلى آنكو وكوريناي بين فينة وأخرى
لم تبتعد إلا قليلًا… كيف انتهى الأمر بهذا الرجل وفي بيته فتاتان تحت سقفه؟
على نحو غريب، شعرت ببعض الضيق
في صباح اليوم التالي
عند الشروق، انطلق غاتس وتسونادي نحو الجبهة الجنوبية، مودّعين كوريناي وآنكو نصف النائمة
هذه الحرب، حين تضع أوزارها… ستغلق فصل الحرب العظمى الثالثة للنينجا
وبينما كانا يتقدمان عبر الغابات الكثيفة خارج كونوها، انكسر الصمت بينهما أخيرًا
«أنت…»
تمتمت تسونادي وهي تطحن أسنانها
«أنت فعلًا لا يُصدَّق، هل تعلم ذلك؟»
التفت غاتس ينظر إليها
وكان يعرف تمامًا ما تعنيه
في الليلة السابقة ساد لهو بشري صاخب قليلًا في البيت بمبادرة من كوريناي، ولم يتصرف غاتس يومها بالهدوء المعتاد
ولسوء الحظ نسي تمامًا أن في البيت شخصًا آخر بأذنين حادتين
وكانت ملامح تسونادي—بين غضب وعدم تصديق—تقول كل شيء
وقبل أن تلوّح بقبضتها، تحرّك غاتس فجأة واقترب منها وضمّها ليبعدها خطوة
«م-ماذا تفعل؟!»
بقفزة خفيفة، هبطا معًا على غصن شجرة، وأسندها غاتس برفق إلى الجذع ليحميها وهو يثبت وضعهما
تعثّر نبضها للحظة