الفصل 94: تذكّر أن تطرق الباب في المرة القادمة
- الرئيسية
- ناروتو: الميلاد الجديد مع نظام القوالب
- الفصل 94: تذكّر أن تطرق الباب في المرة القادمة
بعد ساعة ونصف تقريبًا، لم تكن كوريناي قد عادت إلى منزلها
وقفت عند حوض الحمّام، تستخدم فرشاة أسنان غاتس لتشطف فمها مرارًا
استبدلت زيّها المعتاد ككُونوِيتشي بلباسٍ غير رسميّ لتسونادي، كان أوسع قليلًا من مقاسها الصغير
شعرها المبتلّ المبعثر وخدّاها المورّدان أوحيا بوضوح أنّها خرجت توًّا من الاستحمام
أسند غاتس ظهره إلى إطار الباب وذراعاه معقودتان، ينظر إليها بتعجّب لطيف
«لقد تجاوز شطفك للفم عشر دقائق، ألستِ خائفة أن تنبت أسنانك أنيابًا أو شيئًا كهذا»
هزّت كوريناي رأسها وتجنّبت النظر إليه، وما تزال وجنتاها ورديّتَين
لم يُلحّ غاتس في الكلام، فهي قد مرّت بالكثير… وحاول تغيير الجوّ قائلًا بنبرة عابرة
«إذًا… ما رأيك أن نشتري حاملًا للسيوف؟ نعلّق سيف النينجا على الحائط، سيبدو كزينة جميلة، أليس كذلك»
كأنّ ساميهادا الراقد قريبًا على الأرض تنهد بضيق
«مستحيل» قالت كوريناي فورًا وهي تُقطّب
رفع غاتس حاجبًا حائرًا
خطت كوريناي نحوه وصفعت كتفه بخفّة وهي منزعجة
«أحمق، أنا أرتدي ثياب السيدة تسونادي، أتريدني أن أخرج هكذا؟ ماذا سيقول الناس»
أدرك غاتس المقصود فابتسم قائلًا
«حسنًا حسنًا، سأحضر ثيابك»
وفي لمح البصر اختفى مستعملًا «سورو»
وأثناء انتظاره، رمقت كوريناي ساميهادا بنظرة فضول
مدّت يدها نحو مقبض السيف
عادةً ما كان ساميهادا سيردّ فورًا بشوكه ويجرح من يلمسه، وربما استهدف موضعًا خطيرًا
لكن مع كوريناي؟ لا شيء
ربما كان يخشى غاتس أكثر مما يكره الغرباء
خلال عشر دقائق عاد غاتس حاملًا كومة ثياب، وألقى بها على حصير التاتامي
رمشت كوريناي بدهشة
«لماذا جلبت هذا العدد من ثيابي»
هزّ غاتس كتفيه
«ستسكنين هنا من الآن، صحيح؟ أم تفضّلين العودة إلى بيتٍ خالٍ بينما عدتُ أنا للتوّ»
احمرّ وجه كوريناي حتى الغاية وهي تتذكّر ما حدث بينهما من لهوٍ وعبثٍ بريء
«منحرف، تريد إبقائي فقط لتواصل تلك التصرفات»
لم يجب غاتس، وكان صمته كافيًا
زفرت كوريناي، لكن حمرة وجهها لم تختفِ، وما تزال صغيرة السنّ فلا يجوز تجاوز الحدود، ومع ذلك فهناك مساحة للمرح البريء دون تفصيل
أسرعت إلى الغرفة الأخرى لتبديل ملابسها
وحين خرجت، أمسك غاتس بيدها مبتسمًا
«هيا بنا، سأصطحبك للخارج، وعليكِ أن تشكريني على ذلك»
حدّقت فيه كوريناي بنظرة غيظ، لكنها أسندت رأسها إلى كتفه كرفيقة حقيقية
زارا أكبر متجر أسلحة في كونوها واشترَيا حاملًا لساميهادا
تعرّف صاحب المتجر إلى غاتس فلم يتردد، وقدّمه هدية بلا مقابل
قال وهو يتصبّب عرقًا إنّه شرف
ورغم أن القرية لم تعد نابضة كما في زمن السلم، فإنها كانت أمتع بكثير من معسكرٍ عسكريّ جافّ
أخذ غاتس كوريناي في جولة عبر البلدة، من الأسواق المزدحمة إلى المسارات الهادئة
تبدّل موقف الأهالي من غاتس، فتحوّل الخوف إلى مهابة
ومع ذلك فليست هيبة محبّة كالتي يُكنّونها لناميكازي ميناتو؛ فمع غاتس الأمر مختلف، أسلوبه غير المقيّد يُبقي الناس حذرين
ولم يكن غاتس يُعير ذلك اهتمامًا أصلًا
وحين عادا إلى البيت كان قرص الشمس يميل إلى الغروب
عبثا قليلًا ساعةً أخرى، ثم هدآ
علّق غاتس ساميهادا على الحامل الجديد على الحائط
وأضفت كوريناي لمسةً بوضع زهرتين صغيرتين إلى جانبه كزينة
تلفّت غاتس حوله وقطّب
«مهلًا… لماذا هناك حصيرا تاتامي منفصلان»
تجمّدت كوريناي في مكانها ويدها ما تزال ترتّب الفرش
انطبقت شفتاها قليلًا واحمرّ وجهها مجددًا، فالفصل بين الحصير بهدوء أريح من إثارة الصخب من جديد
وقبل أن تجيب، اندفع غاتس ولفّ ذراعه حول خصرها وجذبها إلى أحد الحصير
«لا هروب بعد الآن»
تململت كوريناي باحتجاجٍ خافتٍ مرتبك، لكن غاتس سحب اللحاف فوقهما بهدوء، واقتصرت الأمسية على لهوٍ خفيف دون تجاوز للحدود
وفي الصباح التالي، استيقظت كوريناي وهي تشعر بعدم ارتياحٍ بسيط، فهرعت إلى الحمّام لتستحمّ مجددًا حياءً
وحين فرغا من ترتيب نفسيهما، هبط ظلّ فجأة في فناء الدار
التفتا فرأيا عنصر أنبو بسترة رمادية وقناعٍ حيوانيّ يقف باحترام خارجًا
«الجونين غاتس» قال وهو ينحني
«سيد الهوكاغي يستدعيك»
لم يجب غاتس فورًا، بل أتمّ فطوره الذي أعدّته كوريناي، فيما ظلّ عنصر الأنبو واقفًا على حرج
وحين وضع عيدانه، رفع بصره إليه وسأل
«أأنت من أنبو أم من روت»
صمت لحظة، ثم أجاب المقنّع
«أنبو»
أومأ غاتس بتروٍّ
«حسنٌ، إذًا هذا درسك الأول: في المرة القادمة، اطرق الباب قبل دخول منزلي»
بدا الجو أثقل فجأة، فتيبّس عنصر الأنبو
«لم أحطّم ساقيك هذه المرة»
تابع غاتس بهدوء
«فأبلغ زملاءك: من يقتحم المكان ثانيةً لن أكون ‘لطيفًا’ كما كنت اليوم»
لم يستخدم «هاكي الملك»، لكن حضوره وحده أوصل الرسالة بوضوح
كان يفهم أنهم يؤدّون عملهم، لكن دخول مساحته الخاصة دون إنذار يبقى قلّة احترام، ومن الأفضل ردع واحدٍ الآن بدل التعامل مع عشرات لاحقًا
تعرّق عنصر الأنبو تحت القناع حتى ابتلّت ثيابه، وانحنى أعمق وتمتم
«ن-نعم، مفهوم»