الفصل 18: هل تملك تلك القدرة
المرشحون لرتبة الجونين الخاص — بحسب التعريف — ليسوا دائمًا أقوياء بالمعايير التقليدية
غالبًا ما تأتي ترقيتهم لا من القوة الخام، بل من إتقان تقنيات متخصصة تناسب مهمات معينة
كان كاتو دان مثالًا مدرسيًا على ذلك
لو تجاهلت تقنيته السرية، فلن يتجاوز سقف مستوى التشونين إلا بالكاد، لكن تقنية تحوّل الروح الفريدة لديه كانت كافية لرفعه إلى جونين خاص
أشبه ما يكون بأوتشيها ساسكي خلال قمة الكاغي الخمسة — لم يكن بمستوى كاغي آنذاك
بل كان أقرب إلى جونين من الطراز الرفيع يبدو أقوى بكثير بفضل مانغيكيو شارينغان
أما غاتس
فهو الآن يمتلك 10% من قالب قوة غارب، لذا لا سبب يدعوه للخوف من تشونين بلا كِكّي غينكاي
خصوصًا إن كان مهمِلًا
ما إن خفّض كاتو دان حذره قليلًا حتى باغته غاتس — ضربة واحدة أرسلت الرجل محلّقًا في الهواء
حتى تسونادي، التي كانت تراقب من الجانب، اضطربت على نحو واضح
«هذا الفتى… لم تمضِ سوى شهرين منذ رأيته آخر مرة… كيف أصبح قويًا إلى هذا الحد»
فكرت في نفسها، ففي سن الخامسة لم تكن قريبة من هذا المستوى
«لنذهب» تمتم غاتس وهو يمر بجوار كاتو دان من دون أن يرمقه بنظرة ثانية
لم يعد يستخف بدان فحسب، بل بعد اليوم صار يشعر بالنفور الصريح، وفي لقائهما القادم لن يتردد في تسطيحه مجددًا
وجد كاتو دان نفسه وحيدًا عند المقبرة، والريح تهمس في سكون المكان، والدم يقطر من زاوية فمه بسبب الشظايا التي لحقت باللكمة
سارا قليلًا، ومن قبل أن ينتبها، كان غاتس قد قاد تسونادي مباشرة إلى منزله
كان صغيرًا ومتواضعًا، بلا سرير، وفيه أدنى علامات الحياة اليومية
«تعرف» قطعت تسونادي الصمت أخيرًا بنبرة أكثر لينًا
«لقد تماديت هناك، إنه ما يزال أكبر منك… حتى لو كان أحمق»
ابتسمت بخفة، لكن عينيها بقيتا تحملان ثقل رحيل ناواكي
«عليه أن يشكر أني لست أقوى بعد»
أنت الآن تقرأ هذه الرواية على موقع مركز الروايات، أكبر مكتبة للروايات العربية، وبدون إعلانات مزعجة. مشاهدتك هنا تساعد المترجمين على تقديم المزيد.
ردّ غاتس ببرود «وإلا لكان بصق أكثر من مجرد دم»
فتح الثلاجة — فارغة، لا شيء سوى الهمهمة الباردة وصدى أجوف في الداخل، فنقر بلسانه بضيق وأخرج كأسين من الماء
وضع واحدة أمامها وتمتم
«لا تكترثي لغياب الرفاهية»
والحقيقة أن غاتس بالكاد يستعمل المكان، فعادةً يصطاد طعامه ويطهّره في الحال، أما الماء والنوم فهما الشيء الوحيد الذي يصلح له هذا البيت
نظرت تسونادي إلى الكأس، ثم ضحكت
كان صوتًا رقيقًا صادقًا — هو الأول لها منذ مدة
«إن لن تشربيه فأعيديه» تمتم غاتس منزعجًا
هزت رأسها مبتسمة والتقطت الكأس وأخذت رشفة، ثم حلّ الصمت بينهما من جديد
مرّت ثلاثون ثانية
ثم
غررررر…
دوّى هدير جوع من معدة غاتس
اسودّ وجهه من الضيق
صحيح، كان قد خطط للخروج للصيد اليوم — إلى أن ظهرت تسونادي حاملة جثمان ناواكي
لم يأكل شيئًا
قهقهت تسونادي مرة أخرى وهي ترمق مطبخه المغبر
«حسنًا، انهض» قالت فجأة وهي تصفق كقائدة تعطي الأوامر
«سنذهب للتسوق، وسأطبخ الليلة»
رمش غاتس، أهي جادة
كانت طريقة تحركها توحي وكأنها تستعد لمعركة
«…هل تعرفين الطبخ» سأل وهو يحدّق متشككًا
وبالنظر إلى نشأتها وشخصيتها، كانت شكوكه في محلها
«لا» قالت بفخر «لكن دائمًا هناك أول مرة لكل شيء»
ارتجفت زاوية فم غاتس قليلًا
ومع ذلك، كان يعرف أن الجدال بلا طائل، فالمهم الآن إبقاء تسونادي منشغلة كي لا تغرق في الحزن، لذا لزم الصمت
وهكذا مضى الثنائي الغريب إلى سوق الخضار المزدحم في كونوها
وتحت أنظار الباعة الفضوليين بدت تسونادي أقل شبهًا بشينوبي يشتري العشاء وأكثر شبهًا بامرأة تفرغ مشاعرها عبر مشتريات عفوية
كانت تقذف الخضار واللحم في السلة كأنها تعاقبها على وجودها
وبعد نصف ساعة عاد الاثنان إلى البيت وأذرعهما محمّلة بالمكونات المكدسة كجبل صغير
أمام منضدة المطبخ ارتدت تسونادي مِرْيَلة قديمة — كانت لوالدة غاتس ولم تُستعمل منذ سنوات
خطر بباله تلك الاسكتشات الكوميدية المنتشرة في حياته السابقة
وبصراحة… كان لتسونادي في تلك اللحظة جو مشابه — فوضويًا، متباهِيًا، ومحببًا على نحو غريب
«مهلًا، هل أرشّ الملح على اللحم قبل القلي»
سألت وهي تحدّق في علبة بيدها بثقة طفل في مختبر كيمياء
«هذه سكر» قالها غاتس ببرود
رمشت ثم هزت كتفيها ونثرت منه على أي حال
وبعد أن أفسدتا نصف المكونات وخلّفتا فوضى بسيطة، صار العشاء أخيرًا جاهزًا
وعلى الرغم من أن غاتس لم يطبخ منذ خمس سنوات، فقد تمكن بطريقة ما من إنقاذ الموقف بفضل ذاكرة الجسد من حياته السابقة
تذوقت تسونادي اللحم المقلي ورفعت حاجبيها بدهشة صادقة
«هاه، أنت فعليًا جيد في هذا»
دحرج غاتس عينيه «بالطبع أنا كذلك»
ولأول مرة منذ سنوات وجد نفسه يجلس إلى مائدة العشاء كشخص عادي — يشارك وجبة بدل تمزيق لحم مجفف عند نار مخيم
حتى إنه كان يمد يده بين حين وآخر ليضع المزيد من الطعام في وعاء تسونادي من دون كلمة
لاحظت ذلك
تلطف بريق عينيها، لكنها احتفظت بأفكارها لنفسها
امتد العشاء دافئًا وهادئًا على نحو غريب، واستمر قرابة ساعة
وحين فرغا، نظر غاتس إلى الوقت «إذًا… أين تسكنين هل تريدين أن أوصلك»
«تفف، أتظن أن متسربًا من الغينين مثلك بحاجة لأن يرافقني»
زفرت تسونادي بسخرية، لكن الابتسامة الصغيرة عند طرفي شفتيها قالت عكس ذلك، فالإيماءة — وإن لم تكن ضرورية — خففت قلبها قليلًا
تمطت، فارتسمت هيئتها بوضوح تحت ضوء المطبخ الخافت
«الوقت متأخر، سأنام هنا الليلة»
تم المسح من المترجم
Comments for chapter "الفصل 18: هل تملك تلك القدرة"
YOU MAY ALSO LIKE
