الفصل 147: التحقيق في الأطلال الغريبة
عند النهاية كان وصول غاتس أبكر بقليل من كاكاشي
لم يكن ينوي تقليد عادة أوبِيتو المزعجة في التأخر «الأنيق» كما يفعل كاكاشي، وكان تأخر اليوم فقط لأنه كان يتدرّب في الفضاء الافتراضي، ولم تنتظر هانابي طويلًا
أوه، يا لها من تركيبة غريبة
ابتسم غاتس لحظة دخوله الفصل
أنت
أشار إليه ناروتو بوجه متضايق
رغم أنهما ليسا على معرفة وثيقة، فإن تقاطع طريق ناروتو مع غاتس لا يمر عادة بسلاسة
هو
ضيّق ساسوكي عينيه من الصف الخلفي، كان يعرف من هو غاتس تمامًا، معلم أوتشيها شيسوي، الرجل الذي يُعرَف في كونوها بأنه أقوى شينوبي فيها
إن كان هو من يوجّه هانابي… فربما يستطيع مساعدتي في انتقامي من إيتاتشي
قوة شيسوي وحدها كانت دليلًا على ذلك
ما مدى القوة التي يجب أن يكون عليها غاتس
ممم
نفخت هانابي وجنتيها كضفدعة صغيرة غاضبة
بدت هذه الملامح عادةً اكتسبتها على الأرجح لأن غاتس مازحها منذ كانت صغيرة
حسنًا أيتها الجامحة، أنت معي
عند هذه الكلمات عمّ السكون الفصل
هاه، أنا، وحدي
رمشت هانابي غير مصدقة وهي تشير إلى نفسها
فريق من فرد واحد
لم تستطع منع نفسها من التوتر — ومع ذلك كانت متحمسة، لم يُظهر غاتس لهانابي كامل قوته قط، لكنها كانت تعرف أنه في مستوى آخر
أن تصبح تلميذته كان أمرًا لم تكن لتجرؤ على حلمه، وإن كان يعني أيضًا أنها ستتعرّض لمشاكساته أكثر
ومع هذا تبعته خارج الغرفة مطيعة
مـ… مهلًا، ماذا عن معلّم الفريق السابع
سأل ناروتو بلهفة وهما يبلغان الباب
أمال غاتس رأسه قليلًا وابتسم، ستنتظرون على الأقل ساعتين أخريين
ساعتين — ماذا؟ حتى ساسوكي بدا مذهولًا
ولكن كما جرت الأقدار كان غاتس على حق
بعد ثلاث ساعات سيصل رجل أبيض الشعر بملامح مرهقة، متأخرًا كعادته
خارج بوابة الأكاديمية
اذهبي إلى البيت، حضّري حقيبتك واستعدّي لمغادرة القرية
لم يضيّع غاتس وقتًا
رمشت هانابي، بهذه السرعة، لم أستعد ذهنيًا بعد
طَق
نقر جبينها بطرف أصابعه فترنّحت
غطّت البقعة الحمراء وأنّت خفيفة وهي تحدّق فيه
لا أسئلة، حين يأمر المعلم تُطاع أوامره، لديك ثلاثون دقيقة، نلتقي عند بوابة القرية
لم يكن لينشغل باختبارات خطف الأجراس أو العروض
تزمتت هانابي شفتيها لكنها هرولت إلى البيت
وبعد خمس عشرة دقيقة حضرت إلى البوابة بلباس خفيف وجاهزة للحركة
تابع دائمًا من المصدر الأصلي: موقع مركز الروايات. مكتبة بلا إعلانات وقراءتك معنا تضمن استمرار الترجمة.
من دون جلبة ولا شكاية، وحقيبة صغيرة فيها مؤن وطعام وأسلحة
وقفت بثبات لا كأنها غينين متخرجة للتو
سيدي، إلى أين سنذهب، وما رتبة هذه المهمة
سألت هانابي وهي تساير غاتس في درب الغابة
اتبعي أثر التشاكرا فحسب، تذكّري تلك الطاقة الغريبة التي شعرتُ بها حول أختك، ليست طبيعية، وليست حتى من هذا العالم
أومأت هانابي ببطء
مَن ترك تلك التشاكرا حاول محو أثره، لكن لدى غاتس ورقة رابحة، فلم يدركوا أن «هاكي الملاحظة» لديه يقرأ حتى أضعف الآثار
وبعد ساعات من الرحلة ثقل الصمت
حسنًا، بما أننا صرنا رسميًا معلمًا وتلميذة، فلنكسر الجليد
قال غاتس فجأة وهو يلتفت عبر كتفه، أخبريني ما تحبّين وما تكرهين وما هو حُلمك
أشرقت هانابي التي ظلت صامتة لساعات
أحبّ الحليب والموز، وأكره الكرفس، وحلمي أن أصبح قوية بما يكفي لأحمي أختي وعشيرة الهيوغا كلها
اختنق غاتس للحظة
بِف
انفجر ضاحكًا
ماذا، ما المضحك
حدّقت هانابي وقد ارتبكت
ظنّت أنه يضحك على حلمها
وما كانت تدري أن غاتس بعقل رجل ناضج، وأن اقتران كلمتين من طعام في ذهنه قد يمرّ بتأويل ساخر، فصرفه
لا شيء حقًا، إنه… لطيف
ابتسم غاتس وربّت على رأسها برفق
وهذه المرة لم تكن مزحة ولا مشاكسة، كانت لمسة أخوية هادئة
تصلّبت هانابي من الدهشة
ما الخطب، لطيف فجأة
ولما سحب يده تزمتت شفتيها، الآن دورك، قل لي أنت
أنا، رفع غاتس حاجبًا، أحب الطعام على اختلافه، ولا أكره شيئًا بعينه، وحُلمي
ابتسم بمكر خفيف
أن أصبح الأقوى… ومحاطًا بالجميلات
يا لك من مستهتر
تدحرجت عينا هانابي، من الأفضل ألا تفكّر في أختي
لكمة محبة
طَق
نقَرها بمفاصل يده برفق على رأسها
لا تُجهدي نفسك بالتفكير، دماغك الصغير لن يحتمل
همف
عقدت ذراعيها لكنها تبعته على أي حال وهي تتمتم لنفسها
سافرا على مهل قرابة أسبوع، عبرا أنهارًا وغابات وقرى، وكلما اقتربا من الحدود الشمالية الغربية لبلد النار ازداد الخطر
كانت تلك أراضي الجريمة
وخلال أحد معسكراتهما قتلت هانابي للمرة الأولى
لم تتردّد، ولم تبكِ، ولم تتقيأ
وفي ذلك اليوم هزّ غاتس رأسه استحسانًا
لقد خطت رسميًا أول خطوة لتصبح نينجا حقيقيّة
وفي النهاية بلغا غابة بديعة المنظر
وفي البعيد شلّال بارتفاع مئة متر يهدر نحو نهر صافٍ أسفلَه، ينسكب كأنه تنين أبيض
تلفّتت هانابي بفضول، ألن نذهب أبعد
توقّف غاتس عن المشي
لا، هذا هو المكان
وأشار إلى الشلال الهائل أمامهما
لقد وجدناه
ماذا وجدنا
التفتت هانابي نحو ما أشار إليه
أشار غاتس مجددًا إلى الشلال العظيم بوجه خالٍ من التعابير قائلًا
إنه ذلك الشلال الضخم