الفصل 146: إنها كبيرة حقًا
ليلًا — مطعم إيتشيراكو رامن
جلس غاتس وناميكازي ميناتو جنبًا إلى جنب
على النقيض من الهوكاجي الذي أنهى وعاءه الأول بالكاد، كان غاتس قد رصّ إلى جانبه أكثر من عشرة أوعية فارغة مكوّنًا برجًا بارتفاع نصف متر تقريبًا
واحدٌ آخر
لوّح غاتس بيده بكسل
اعتاد صاحب المتجر هذا النهم الذي لا قاع له، فناولَه وعاءً يغلي بلا تردّد
لهذا السبب استدعيتني إذن
سأل غاتس بلا تكلف وهو يكسر عيدانًا خشبيةً للاستعمال مرة واحدة، مستعدًا لالتهام الوعاء التالي من الرامن
كان ميناتو قد دعاه الليلة ليتحدثا عن هيوغا هانابي، كونوئيتي موهوبة تخرّجت مبكرًا هذا العام
وبما أن غاتس درّبها لفترة وجيزة في الماضي، كان ميناتو يأمل إقناعه بالعودة كمدرّب جونين مرّة أخرى، وهذه المرة لتكون هانابي تحت إشرافه
ارتشف غاتس بعض الشعيرية وقال بصراحة استبدل تلك الفتاة من عشيرة هارونو فقط، وتنتهي المشكلة
رمش ميناتو متحيّرًا أتقصد… ساكورا
نعم، لا عشيرة لها ولا قوّة، وإسهامها لا يتجاوز الصياح، أزِحها وضَع هانابي بدلها
هزّ كتفيه وكأن الأمر في منتهى البساطة
وفوق ذلك—من البداية إلى النهاية في الأنمي—باستثناء لحظةٍ قسرية سدّدت فيها لكاغويا لكمةً واحدةً فقط من أجل مجرى الحبكة، لم تُضِف شيئًا يُذكر
بل كانت مزعجة أكثر من كونها مفيدة
ولا تبلغ حتى مستوى نيجي
إزاحتها لن تكون مسألة كبيرة
هكذا فكّر غاتس في نفسه
تنهد ميناتو بيأس لطيف غاتس… هذا قاسٍ، كلّنا شينوبي كونوها، والجميع يستحق معاملةً متساوية
رمقه غاتس بطرف عينه وهو يتناول وعاءه التالي لو لم تكن كذلك لما تركت لك مقعد الهوكاجي
ضحك ميناتو
أضاف غاتس وهو يرتشف لقمةً أخرى على أي حال دعنا من تشكيل الفرق، أنا أنوي مغادرة القرية قليلًا، سأصطحب الصغيرة معي، قد يكون ممتعًا أن نحوّل قطةً بريةً إلى أليفة منزلية
ابتسم لنفسه متخيّلًا ملامح هانابي آنذاك
تغيّرت ملامح ميناتو إلى الجِدّ ستغادر القرية لماذا هل حدث شيء
لستُ متأكدًا بعد قال غاتس وهو ينهي المرق دفعةً واحدة لكني استشعرت أمرًا غريبًا… شيئًا ليس من هذا العالم
وتضيّقت عيناه
قد يكون مثيرًا
لمّا سمع ميناتو ذلك تبدّل وجهه لكنه لم يسأل شيئًا في النهاية
وبعد قليلٍ خرج الاثنان من إيتشيراكو رامن
كان ميناتو على وشك الاختفاء بخطوة وميض حين ناداه صاحب المتجر يا لورد الهوكاجي لقد نسيت الحساب
التفت ميناتو إلى برج الأوعية المرتفع، وانفرجت شفتاه بتعب
مدّ يده إلى محفظته النحيفة وتنهد
في اليوم التالي—صفٌّ في أكاديمية النينجا
أختي
دوّى صوت عالٍ بينما اندفعت هانابي إلى الصف متجاهلةً نظرات الدهشة، وقفزت إلى أحضان هيناتا
من هذه تبدو شبيهة بهيناتا تساءلت إينو بفضول
نفخت هانابي صدرها اعتزازًا أنا أختها الصغرى، اجتزتُ اختبار التخرّج المبكّر وجئت لتوزيع الفرق
رمش الجميع بدهشة، ولم يلاحظوا عصابة الجبين الخاصة بكونوها حول عنقها إلا الآن
إنها صغيرة جدًّا
تمتم بعضهم وقد صُدموا بأن فتاةً في سنّها اجتازت الاختبار فعلًا
لكن هذا هو الفارق بين زمن السلم الحالي وأجيال الحروب، ففي زمن غاتس، بل حتى زمن شيسوي، ما كان هذا ليثير استغرابًا
التفت ناروتو وساسكي بدورهما
قبض ساسكي قبضتيه، وهو ضيق العينين
لا يزال غاضبًا من سرقة ناروتو قبلته الأولى
لكن غضبه من نفسه أكبر
إذن يمكن التخرج بهذه السرعة تبا… لقد أضعت الكثير من الوقت
ففي التخرّج المبكّر فرصٌ أكثر للنمو في القوة والاقتراب من هدف الانتقام
قهقه كيبا باستخفاف
فتاةٌ صغيرة مثلها اجتازت الاختبار إذن كانت الامتحانات سهلةً جدًّا هذا العام
قبل أن يوقفَها أحد، تقدّمت هانابي خطوة
دوّي
ضربت راحتهَا بطن كيبا بقوةٍ هائلة، فطار عبر الصف واصطدم بالجدار تاركًا خلفه شقًّا
مخيفة تمتم ناروتو
حدّق الجميع في هانابي غير مصدّقين
كيف لِفتاةٍ أن تكون قويّةً إلى هذا الحد
اكتفت هانابي بشخيرٍ قصير وجلست إلى جانب هيناتا كأن شيئًا لم يحدث
مالت هيناتا نحوها تهمس لها بلطف، فاكتفت هانابي بضمّ شفتيها متبرّمة
بعد لحظات دخل إيروكا ليعلن تشكيل الفرق
وكما هو متوقع، تكوّن الفريق 7 من ناروتو وساسكي وهارونو ساكورا
ضجّ الصفّ بالهمهمة فورًا
في المقابل كانت هانابي تغلي من الداخل، فعندما سمعت أن شقيقتها وُضعت في الفريق نفسه مع ذلك الفتى الشبيه بالكلاب، كيبا
رمقته بنظرةٍ حادّةٍ على الفور، فارتعد الفتى القَلِق أصلًا
لماذا لم يضعوني أنا وأختي في الفريق نفسه
زمّت هانابي شفتيها قليلًا، غير راضية
حاولت هيناتا مواساتها دون جدوى
وبعد قليلٍ انزلق باب الصف
دخلت كوريناي بابتسامة دافئة أضاءت وجه هانابي فورًا
الصف 8، اتبعوني
كوريناي-سينسي هتفَت هيناتا وهانابي معًا بمحبة واضحة
ومن بين معارف غاتس، كانت هانابي تحب كوريناي أكثر، فهي ذات حضورٍ حنون كالأخت الكبرى، وتعاملها دائمًا بلطف
وبابتسامةٍ هادئة قادت كوريناي هيناتا وكيبا وشينو إلى الخارج
ثم جاء الدخول التالي
الصف 10، اتبعوني دوّى صوتٌ جريء
إنها أنكو تمشي بخطى واثقة، وفي يدٍ عود دانغو وفي الأخرى كوب حساء
همست إينو بملاحظةٍ عابرة ثم تنهدت
أهذا هو سيف سامِهَدا الذي سمعت عنه تمتم شيكامارو وهو يحدّق في النصل على ظهر أنكو
أما تشوجي فلم تُرِقْ له سوى الوجبات الخفيفة التي تحملها
ابتسم
لقد أعجبتني بالفعل
بعد نقاشٍ طويل، أُبعِد أسوما عن منصب المدرّب، وفي النهاية اختار ميناتو أن تقود أنكو الفريق 10
وبذلك لم يبقَ في الصفّ سوى الفريق 7 وهانابي