الفصل 138: لا تُمسك نفسك ضدي
«أوووه»
وهو يتأمل الشلّال الهائل المندفع بقوة تكفي لنحت بحيرة، أطلق غاتس ضحكة منخفضة تحمل معنى لا يُفهم بسهولة
المرجان الذي تسلق ساقه حتى ركبته تحطم فورًا بضربة قدم واحدة
وهذه المرة لم يستخدم هاكي التسليح أصلًا، بل قوة بدنية صرفة محضة
«رانكياكو»
رفع ساقه ثم هوى بها حركةً عكسية، فانفجرت شفرة من هواءٍ مضغوطٍ أزرق نابض إلى أعلى بارتفاع لا يقل عن 10 أمتار
شقّت الشفرةُ أسلوبَ الشلّال العظيم شقًا نظيفًا ففصلته إلى نصفين، فمالت الكتلة المائية الهائلة يمينًا ويسارًا وتجنبت غاتس تمامًا
دووم
فجأة ركل غاتس بخفةٍ بقدمه الأخرى، فاهتزت الأرض بعنف ضمن دائرة نصف قطرها 100 متر
وظهرت من التربة المتصدعة كرة غير منتظمة من شعاب مرجانية كثيفة
طَق طَق طَق
تشكلت شقوق سريعة في كتلة المرجان، وفي لحظة اندفع منها فتى قصير القامة لا يزيد على 15 عامًا، ممسكًا بهراوة ضخمة
الميزيكاغي الرابع—ياغورا
وعلى الرغم من المظهر اليافع، فإن التقديرات التقريبية تضع عمر ياغورا في الثلاثينيات، والإبقاء على هيئة فتى أمر يبعث على القلق بحد ذاته
تمتم غاتس بابتسامة مائلة: «نتيجة هذا القتال محسومة سلفًا، خرجت لتعترضني… فقط لتختبر قوتي؟»
فتح ذراعيه ثم قبض قبضتيه وهو يبتسم: «حسنًا، لكن لا تُمسك نفسك، إن لم تكن جادًا منذ البداية فسوف ينتهي الأمر بسرعة شديدة»
وعلى الرغم من جموده تحت تحكم مانغيكيُو شارينغان لدى أوبيتو، إلا أن ياغورا فهم تمامًا ما يقصده غاتس
وفي اللحظة التالية انفجرت فقاعات حمراء على جسده وتحوّلت إلى عباءة تشاكرا مكتملة الآذان والذيول—عباءة ذي الذيول الثلاثة
تمتم غاتس: «طور الوحش المذيل إذن»
«أسلوب الماء: الشلّال العظيم»
مدعومًا بتشاكرا ذي الذيول الثلاثة، اندفع طوفان عاتٍ بقوة تكفي لإغراق المعالم من حوله
حتى الميزيكاغي الثاني الشهير بسيادته على الماء قد يعجز عن مجاراته
لكن غاتس رفع بصره دونما اكتراث
وقال: «منظر جميل، لكني لست من النوع الذي يعتمد على الحيل البراقة»
ثم سدد لكمة واحدة
دووم
انشقّت الموجة كلوح زجاج صُدم بقذيفة مدفع، وانفتق قبو الماء بثقبٍ واسع، دُمر بقوة قبضة غاتس وحدها
وفي البعيد ضاق أوبيتو—المسيطر على ياغورا بمانغيكيُو شارينغان—بعينه
وتلألأت الشارينغان الظاهرة تحت القناع وميضًا خافتًا
ولم يكن أحد ليحزر ما الذي يدور في ذهنه
وبعد بضع ثوانٍ رفع أوبيتو السبابتين والوسطَيين متقاطعتين أمام صدره، وتمتم بصوتٍ أجش منسوب إلى أوتشيها مادارا:
«لنرَ إلى أي مدى بلغت قوتك حقًا»
كان يقف الآن على عتبة مستوى الكاغي
ومع قدرات كاموي «الخارقة»، كان واثقًا كفايةً ليجاري حتى الأقوى
وأراد أن يختبر ما إذا كان غاتس قد تجاوز فعلًا ما أظهره خلال حادثة الكيوبي، فإن صحّ ذلك فقد يبدّل استراتيجيته كاملة
عودةً إلى ساحة القتال
وبعد أن كتب أوبيتو جبهة كيريغاكوري خاسرة، كان قد تخلّى سلفًا عن الحفاظ على السيطرة على القرية—فهدفه الحقيقي كان غاتس
يتضح هذا من سماحه لكي سامي بمغادرة القرية والانضمام إلى الأكاتسوكي
ونتيجة لذلك واجهت تيرومي مي والقوات المتحالفة من كونوها مقاومة أقل مما توقعوا
فقد اجتاحوا رجال ياغورا سريعًا ودفعوا بخطوط دفاع قرية الضباب الخارجية
انطلق فجأة وميضٌ أحمر مبهر إلى السماء، وأي نينجا مخضرم يفهم فورًا ما يعنيه ذلك
كان ياغورا على وشك اكتمال التحول إلى هيئة الوحش المذيل كاملة
وقبل أن يتقلّد منصب الميزيكاغي كان قد أتقن ذي الذيول الثلاثة، وقد رآه آو والآخرون بأعينهم في الماضي
غرّاااااه
دوّى زئير وحشي عبر الأرض، وفي طرفة عين ظهر جسد ذو الذيول الثلاثة الشبيه بالقشريات العملاقة، فحوّل ساحة المعركة بمجرد حضوره إلى بحيرة
أما غاتس فاكتفى بابتسامة عريضة
وقال: «حتى وإن لم أكن بكامل قوتي من دون هاكي الملكي المتقدّم… فأنت لا تزال مجرد وحش»
ثم اختفى
وفي لحظةٍ عاد للظهور في الجو مكفوف القبضتين، وعيناه تومضان حمرًا، وذراعاه مكسوّتان بهاكي تسليح متقدّم
«ضربة المجرّة»
وبزئيرٍ مدوٍ هوى غاتس على ذي الذيول الثلاثة بنسخة مصغرة من تقنيته المميزة
صرخت تيرومي مي: «كل من هم دون جونين، إلى الخلف»
ووصل كاكاشي بعد لحظة مرددًا الأمر نفسه
لكن الوقت كان قد فات
فقد خيّم ظل داكن فوقهم وحجب ساحة القتال
رفع كاكاشي والآخرون رؤوسهم فتدلت أفواههم ذهولًا
كان الجسد الضخم لذي الذيول الثلاثة محلقًا في السماء
لقد قذفه غاتس بلكمة واحدة
ولم يتوقف عند ذلك، إذ اندفع بعده كوميض باستخدام «جيبو»
وأمسك برأس الوحش الهائل بيدٍ واحدة بدت أصابعها صغيرة على نحو مضحك أمام حجمه
وانفجر جسد غاتس ببرقٍ أحمر متشظٍ، وقد اشتعل هاكي الملكي مع هاكي التسليح المتقدّم
«الثقب الأزرق»
زمجر ثم ركل ذي الذيول الثلاثة عائدًا إلى الأرض
وتحوّل الذهول السابق في وجوه كاكاشي والآخرين إلى فزع
فصاح كاكاشي: «انسحاب، الجميع إلى الخلف، الآن»
صحيح أن ذي الذيول الثلاثة ليس بحجم نيزك مادارا في حرب الشينوبي الرابعة، لكن الأثر كان مرعبًا على أي حال
دووم
تردّد الصدى أميالًا
وحتى تشونين وغينين المخضرمون ترنحوا من موجات الصدمة، وتشققت الأرض محدثةً فوهةً هائلة في موضع ارتطام ذي الذيول الثلاثة
غرّاااه
عوى الوحش ألمًا وراح يضرب الأرض بجنون غير قادر على النهوض
همس تشوجورو—وكان حينها ابن 12 عامًا—واقفًا خلف تيرومي مي: «يا لها من قوة… يقذف ذي الذيول الثلاثة هكذا»
وبعد لحظات اندفعت من الفوهة موجة تشاكرا قوية حولت ما حولها إلى نهر
لقد تحرر ذي الذيول الثلاثة بملء الحفرة بالماء
«تقنية سرية—أسلوب الماء: بحر المرجان»
انطلقت أشواك مرجانية عملاقة من الأرض مثل رقصة براعم العظم لدى كيميمارو، واندفعت نحو غاتس دون أن تترك مجالًا للمراوغة
لكن المراوغة لم تكن في باله
فقد تحركت قبضتاه—المكسوتان الآن بهاكي تسليح أسود مطعّم بخيوط حمراء دالة على القدرة المتقدمة لإحداث الضرر الداخلي—بسرعةٍ غيّبت ملامحهما
«ضربة القبضة الحديدية»
حتى أقسى الشعاب المرجانية التي يُقال إن صلابتها تضاهي الألماس تفتتت إلى غبار تحت وطأة هجوم غاتس المتواصل
وحدّق ذو الذيول الثلاثة في غاتس المنقضّ نحوه مباشرة
وفي كهفٍ على بعد أميال، التوى وجه أوبيتو خلف القناع
لم تبلغ براعة شارينغانه يومًا ما بلغته براعة مادارا، وكان سبب تحكمه المثالي بالكيوبي سابقًا هو العهد الذي تركه مادارا
أما ياغورا فقصة أخرى، فما إن بدأ التحول الكامل حتى اندفعت إرادته صاعدةً لتقاوم قبضة أوبيتو
قبض أوبيتو أصابعه وقال:
«حسنًا… فلنختبر حدود قوتك بتلك التقنية»