الفصل 127: تطوّر طفيف
كان غاتس دائمًا حائرًا في أمرٍ واحد: كيف تمكّن أوبِيتو من السيطرة على الميزوكاجي الرابع، ياغورا، ويُحكِم قبضته على كيريغاكوري طوال حقبة «الضباب الدموي»
لا شك أن لدى أوبِيتو دوجوتسو مرعبًا، لكن بامتلاكه مانغيكيو شارينغان واحدة فقط، كان ينبغي لتلك القوة أن يكون لها حدود، التحكم في كاجي لفترة مؤقتة ربما، لكن التلاعب بقرية خفية كاملة لسنوات
كان هناك ما لا يستقيم
إلا إذا كان زيتسو متورطًا
ومع تلاعب الزيتسو الأسود وقدرات تسلّل الزيتسو الأبيض، صار اللغز أكثر منطقية
ولا سيما إذا تذكّرت أن الزيتسو الأسود هو إرادة كاغويا ذاتها، ليس قويًا في القتال، لكنه في التحكم والخداع لا يُجارى
راقب غاتس من الظلال الفوضى تتكشف أمامه كمن يشاهد مسرحية تُعرَض على مرأى منه
همهم قائلًا: لن تموت بهذه الطريقة، أليس كذلك
أسلوب البخار: تقنية الضباب الصلب
مجدّدًا أطلقت تيرومي مي تقنية إطلاق الغليان، فغطّت ساحة القتال بضباب كثيف مُتآكِل، لكن هذه المرة لم يكن الهجوم هو المقصود
بل الهرب
هبط مدى الرؤية إلى أقل من متر، وخلف السحاب الأبيض استدارت واندفعت جريًا باتجاه مكان غاتس
لا تدعوها تفلت
توقّف معظم أفراد وحدة الاغتيال من الضباب بسبب الضباب الكثيف، لكن شخصين شقا طريقهما خلاله بسهولة، يتتبّعان مسارها بيسر
إنهما من ذوي الإدراك الحسي
تمتمت تيرومي مي بضيق وهي تدفع جسدها المنهك للأمام
لكن ساقها المصابة في الكمين السابق خانتها فجأة، وانفجر الدم من تحت شبك جواربها الممزق كأنه صنبور، فعثرت خطاها
خلفها تقدّم الجونين المطاردان بتناغم، وأصابعهما ترسم أختام اليد بسرعة
فن النينجا: أسلوب الماء — مسدس الماء
أسلوب الأرض — مسامير الأرض
عضّت تيرومي مي شفتها ورفعت يديها المرتجفتين لتطلق جتسو، أسلوب الماء—
لكن ذراعها خفق ألمًا قبل أن تُتم، وانفتق الجرح القديم، فتعثّرت أصابعها، وتسرّبت التشاكرا منها
اقترب الهجومان المزدوجان
وفي تلك اللحظة، لمّا ومض اليأس في عينيها
دوي
شق ومض أبيض الضباب كأنه نصل عظيم
وقبل أن تستوعب ما حدث، كان شخص قد ظهر أمامها، رفع قدمه ثم هوت بقوة وحشية
دووووم
انشقت الأرض بزئير، وتكسّرت كزجاج تحت مطرقة، وانفجرت التربة عصفًا من صخور محطمة وغبار، وكنسَت الصدمة العاتية المكان، فذرّت الركام والتشاكرا على السواء
تمزّق الهجومان النينجوتسيان في لحظة، وتحطّما في الهواء
حتى الضباب المُتآكِل الذي صنعته قبل لحظات كنسته ريح إعصار
شهق أحد القتلة مبهوتًا: ما هذا
رفعت تيرومي مي بصرها وهي لا تزال جاثية من الألم
لضمان دعم المترجمين، اقرأ دومًا رواياتك من موقع مركز الروايات، مكتبة بلا إعلانات وأكبر منصة عربية للروايات.
غدا ما حولها غير قابل للتعرّف، ساحة معركة تحوّلت إلى خراب، حجارة محطّمة وأشجار منهارة وتربة مسحوقة تمتد مئات الأمتار
وفي خضم الغبار والفوضى تراءت ظلال قتلة الضباب، بعضهم بالكاد واقف، وآخرون منهارون
وفي القلب من كل ذلك وقف رجل
يرفرف عباؤه البيضاء خلفه، وهيبته تتسيّد الميدان
يبست شفتا تيرومي مي جفافًا، وارتجف صوتها، ما هذه القوة
ثم مال قليلًا، بقدرٍ كفاها لتلمح ملامحه
اتّسعت عيناها صدمة
أنت… أنت هو
عرفته على الفور
لم تره وجهًا لوجه حينها، لكن كل من في كيريغاكوري يعرف القصة، الرجل الذي قتل الميزوكاجي الثالث، شبحٌ طارد كوابيس «الضباب الدموي»
وقتها كانت مجرد غينين صغيرة، أصغر من سِنّ الجبهات، لكنها لم تنسَ ذلك الاسم
غاتس
[إشعار النظام: وحدة قتلة الشينوبي من الضباب — شخصية قالب: مونكي دي غارب — نسبة الإتمام: 91.86%]
نقر غاتس بلسانه ضجرًا، هذا كل شيء، عشرة جونين أُزيحوا ولا أحصل حتى على نصف بالمئة
قطّب حاجبيه وهو يحدّق في الواجهة العائمة التي لا يراها سواه، صحيح أن التقدم يبطؤ كلما ارتقى، لكن إلى هذا الحد
على ما يبدو، ما لم يهزم خصومًا من طراز كاجي رفيع أو يُحدث تغييرات كبرى تحدّد مسار الحدث، فسيكون النمو بطيئًا بصورة موجعة
لكن حينها
[تسجيل إنجاز خاص — ثائرة على وشك الإخفاق: تيرومي مي — شخصية قالب: مونكي دي غارب — نسبة الإتمام: 93.12%]
هذا أفضل قليلًا
استدار غاتس نحو مي ومدّ يده، hei، أأنت بخير
رمشت لحظة كالمذهولة، نعم، شكرًا لك
مدّت يدها، لكن ما إن حاولت الوقوف حتى خارت ساقاها، واستسلم جسدها لنزف الدم
خَبْطة
كادت تهوي، لكن غاتس كان قد أمسك بها سلفًا
أنتِ في حال أسوأ مما ظننت، قال وهو يتفقّد جراحها، ثم من غير تردد رفعها حَملَ الأميرة
احمرّ وجه تيرومي مي، مـ… ماذا تفعل
أنتِ مصابة، قال ببساطة، ولا جدوى من الادعاء بعكس ذلك
وأثناء حمله لها شعر بدفء رطب يلوّن يده اليسرى
لا تزال تنزفين
علينا معالجة جراحك أولًا، قال غاتس، لا أعرف أي جتسو طبي، ولسوء الحظ فالشخص الذي أحضرته معي لا يعرفه أيضًا
غاتس
جاء الصوت في وقته
كانت آنكو تركض نحوهما، وتعبيرها عصيّ القراءة
لم يرتبك غاتس، لكنه لاحظ الارتعاشة في حاجبها حين رأته يحتضن مي
قالت وهي تتنهد وتبتسم ابتسامة متكلّفة، دائمًا لديك ما يفاجئنا
لم تكن غيورة في الظاهر، لكن بعد ما كان بينهما الليلة الماضية، كان من العسير تجاهل المشهد
ولو أدرك غاتس ما يدور في ذهنها لمازحها بدعابة من طرازِه المعتاد
بدلًا من ذلك بقي مركزًا، علينا أخذها إلى مكان آمن حيث تتعافى، لا أحد هنا قادر على تضميدها
صحيح، أجابت آنكو وهي تسير بجانبه