الفصل 126: أفعال تيرومي مي
رمقت أنكو غاتس بنظرة حادّة، زفرت بقوة، ثم جلست على ركبتيها بحركة درامية تتخلّلها لمسة مزاح
تمتمت بابتسامة جانبية: على الأقل هذا ألين من الحجر، وأفضل من الجلوس على حزام جلدي
كان غاتس يحاول أن يغمض عينيه لينال قسطًا من الراحة، لكن الموقف بينهما انزلق سريعًا إلى لهو ومشاكسة خفيفة ذات طابع شخصي، فتوتّر الجو ثم هدأ من جديد من دون تفصيل
قال غاتس بنبرة جادّة منخفضة محذِّرًا: أنكو، أنتِ تعبثين بالنار، إن كنتِ تعرفين إلى أين قد يجرّنا هذا فالأفضل أن تنهي المزاح الآن
توقّفت أنكو لحظة ثم واصلت عبثها المازح بابتسامة متحدّية، قبل أن يضع غاتس حدًّا للموقف ويُنهِي الأمر بهدوء من غير إسهاب
حملها غاتس بسهولة ووضعها جانبًا على السرير كي ترتاح، ثم أسدل الستار على المشهد الخاص دون تفاصيل
يحتوي هذا المشهد في الأصل على مادة للبالغين تم تجاوزها هنا اختصارًا للمحتوى غير المؤثر في سير الأحداث
بعد ساعة واحدة
هديرٌ صاعق شقّ السكون، ودفع موجةً من الماء المضغوط تهدر نحوهما، تقلب أجزاءً من الغابة وهي تشق طريقها
اقتُلِعت الأشجار وتنسّخت قشورها، وكل ما يعترض الطريق تحوّل إلى عجين، وكانت القوّة كافية لتمزيق بشرة المرء
هذا أسلوب ماء من رتبة A قالت أنكو مبهورة
ضيّق غاتس عينيه وقال: هذا المستوى من التحكم… على الأقل مستوى جونين نخبة
أزاح أنكو برفق عن حضنه ونهض واقفًا، وعيناه لا تزالان معلّقتين على الانفجار البعيد
هل ما يزال يؤلمك سأل بصوتٍ لان قليلًا
قبل أن تُجيب، اشتد صوته مجددًا وقال: اختبئي الآن، سأتعامل أنا مع هذا
حدّقت أنكو فيه لحظة ثم تمتمت: ذنبك لأنك كنت عنيفًا أكثر من اللازم… لكن لا بأس، أريد لتلك الأوغاد من الضباب أن يروا كيف ألوّح بسامِهَدا
لم تخفت الرجّة في البعيد، بل ازدادت
فجأةً زحفت ضبابةٌ بيضاء كثيفة ناحيتهما، وغطّت أرض الغابة، فتجمّدت أنكو لحظة وهي تتذكّر اقترابهما بالأمس من أرض الماء
تقنية نينجا الضباب خمنت
لكن تخمينها كان خاطئًا
فكلّما ازدادت الضبابة كثافةً بدأَت الأشجار من حولهما تذوب حرفيًا، تتحلّل إلى عجين وتنساب كالرواسب
إطلاق الغليان تمتم غاتس وفي صوته اهتمام واضح
خطر بباله أيام الحرب العظمى الثالثة للنينجا—هان، جينشوريكي الذيل الخامس من إيوا، استخدم تلك الكِكِّي غينكاي المدمّرة نفسها، وكانت خصائصها التآكلية وحرارتها العالية مشهورة
لكن ثمّة ما يبعث على الريبة
ليس في الأنمي سوى شخص واحد غير هان استخدم هذه التقنية همس غاتس بعينين منكمشتين
ابقَي في مكانك قال لأنكو سأتحقّق من الأمر
ثم اختفى في لحظة، وكانت حركته من السرعة بحيث تعجز العين المجرّدة عن متابعته
لوّحت أنكو بقبضةٍ خفيفة في الهواء حيث كان يقف وقالت لنفسها: تحت حكم ياغورا، هل ترين إلى ماذا تحوّلت قرية الضباب
قبضت أصابعها وأضافت: يجب أن نُسقط حكمه المستبد… ونفتح القرية على العالم من جديد
على مسافةٍ قصيرة، انكشف مصدر الاضطراب
طوّقت مجموعة من نينجا الضباب المقنّعين فتاةً شابة، وأسلحتهم مرفوعة—إبر سنبون وشفرات وسيوف قصيرة تلمع وسط الضباب، فيما وقفت الفتاة صامدةً تشدّ على أسنانها
أتظنّون أن إسكاتي سيوقف المقاومة صاحت أنتنّ مجرّد كلاب لياغورا
لم يُجب القتلة المقنّعون، بل شدّدوا قبضتهم على الأسلحة وتقدّموا
كان وجه الفتاة آسرًا، أجمل حتى من أنكو، وشعرها القرمزي المنسدل حتى الخصر يحجب عينًا، مانحًا إيّاها مسحة غموض آسرة
وكان قوامها متناسقًا لافتًا… لكن ليس هذا وقت جمال
إنها تيرومي مي، ميزوكاغي كيريغاكوري الخامسة في المستقبل، كونوئيتي نادرة أيقظت كِكِّي غينكاي مزدوجة
في البدايات لم تكن مي قد أدركت هول حكم ياغورا
لكن الآن، مع نضوج قواها واقتراب قوّتها من مستوى كاغي
جمعت بهدوء أصحاب الرؤى نفسها وشكّلوا مقاومة… حلم إصلاح
غير أنّ الحلم كان يتداعى
ف somehow تمكن جهاز استخبارات ياغورا من تعقّبهم قبل تحرّكهم، فاختُرِقَت العملية، وتشتّتت الشبكة، وبقيت مي وحدها محاصَرة
حتى بعد محاولات الإقناع… لا جدوى، كلّهم أدوات فكّرت بمرارة
إطلاق الحُمَم: حمضٌ مُذيبٌ متفجّر
اندفع من فمها دفقة حمم حارقة آكلة، تناثرَت نحو النينجا المقنّعين، ولم تكن حمم مي حارّةً فحسب… بل مدمّرة، صُمِّمت لتذيب حتى الفولاذ عالي الجودة
لكن القتلة كانوا من النخبة، كلّهم بمستوى جونين
تفادوا الضربة بلمح البصر، وتلقّى أحدهم رذاذًا على ذراعه فانسحب بخطوة وميض وتعافى، ثم عادوا كظلال يطوّقونها والسيوف تلمع
أسلوب الماء—قذيفة تنين الماء صاحت مي، وأصابعها ترسم الأختام بسرعة خاطفة
التفّ حولها تنّين مائي هائل يدرأ الهجمات من كل الجهات، وزأر الموج مانحًا إيّاها نفَسًا قصيرًا
لكن الخصوم أعدّوا مضادّهم
أسلوب الماء—مسدس الماء
أسلوب الريح—قطْع الزوبعة
خرقَت التوليفةُ تنّين الماء، وانشقّ دفاعها بثغرة، فانتهز أحد القتلة الفتحة
وفي لمحة، لاحت شفرته قرب ذراع مي اليمنى وخطّت خطًا رفيعًا من الدم
تألّمت وهي تعضّ على أسنانها أفقد طاقتي… لا أستطيع المواصلة وحدي… هل سأموت هنا
أما غاتس فظلّ يراقب من بعيد دون أن يتحرّك بعد
بدلًا من ذلك ركّز، مغمضًا عينيه، يستشعر بهاكي الملاحظة
كانت معظم تواقيع التشاكرا عاديّة… لكن بعضها كان مختلفًا
مألوفًا
مميّزًا
هذه التشاكرا… زيتسو الأبيض