الفصل 125: هل أنكو في حالة حماس مفرط

بإلحاح أنكو وافق غاتس أخيرًا على أن ترافقه

فكّرت كوريناي في الانضمام أيضًا لكنها آثرت البقاء للاعتناء بهيناتا

من الناحية العملية كان بوسعها إعادة هيناتا إلى عشيرة هيوغا لكنها رفضت بحجة لم نعلّمها شيئًا بعد وإذا علم السيد هياشي فكيف سنفسّر ذلك

أما غاتس فكان له رأي مختلف إذ رأى أن كوريناي تعلقت بهيناتا أكثر من اللازم ولا تطيق فراقها الآن

وبناءً على ذلك انطلق غاتس وأنكو نحو كيريغاكوري قرية الضباب المخفية في عمق بلاد الماء

استقلا سفينة تتبع المسار البحري المؤدي إلى أرض الماء

لكن حين اقتربا من الساحل بدا القبطان قلقًا ورفض التقدم أكثر

بسبب سياسة العزلة الصارمة في بلاد الماء خلال السنوات الأخيرة لم يعد الغرباء مرحّبًا بهم

السفن التي تقترب من الحدود كثيرًا غالبًا ما تُفتَّش وتُستجوَب أو تُحتجَز مباشرة

نتيجة لذلك رفض معظم المِلاّحين القيام برحلات قريبة من الساحل

والسبب الوحيد الذي جعل هذا القبطان يوافق على إيصالهم إلى هذه النقطة هو أن غاتس كشف عن هويته

ولولا ذلك لما سمح لهما العجوز باعتلاء السفينة أصلًا

وحين قاربت السفينة الشاطئ فعّل غاتس هاكي الملاحظة لديه

الساحل على بُعد أقل من عشرة كيلومترات تمتم يمكننا إكمال الطريق سيرًا

العبور فوق الماء لم يكن مشكلة لِغاتس فعلى الرغم من أن تحكمه بالتشاكرا فوضوي ولا يستطيع تنفيذ معظم تقنيات النينجوتسو باستثناء البوابات الداخلية الثمانية فإنه كان قادرًا على السير فوق الماء وتسلق الأشجار بسهولة

وكلما اقتربا من اليابسة ازداد الضباب كثافة فستارة بيضاء أحاطت بالمكان حتى صار من العسير رؤية ما وراء بضعة أمتار

يا لهذا السبب يُسمَّون نينجا الضباب تمتمت أنكو وهي تحدّق عبر العتمة وقد ختمت سيف ساميهادا داخل لفافة أسلحة للإخفاء هذا الضباب ليس بالهيّن

لو لم أكن أقودك لضعتِ الآن قال غاتس دون أن يلتفت لكن هذا ليس ضبابًا طبيعيًا إنها تقنية الضباب الخفي

اتسعت عينا أنكو ماذا تعني أكل هذا قائم على التشاكرا

أومأ غاتس بهذا الحجم نحتاج على الأقل إلى عشرة شينوبي يعملون معًا

ضيّق عينيه اللتين توهّجتا بوميض قرمزي وبعد لحظة…

بوووم

انفجرت من غاتس موجة من هاكي الملوك العاتي كسيلٍ صادم يجتاح كل اتجاه بقوة مرعبة

وعلى امتداد الساحل على بُعد أميال سقط أكثر من عشرة من شينوبي الضباب فاقدي الوعي وبياض أعينهم ظاهر وزَبَدٌ على أفواههم وقد غلبتهم محض قوة الإرادة

ومع انقطاع إمداد التشاكرا تبدد الضباب المصطنع تدريجيًا كاشفًا الساحل الوعر لبلاد الماء في البعيد

شهقت أنكو حين انقشع الأفق يا للعجب أسقطتهم من هنا يا معلمي هذا مخيف القوة

تشبثت بذراعه وعيونها تتلألأ إعجابًا فغمز غاتس ونظر إليها

كان هناك شيء قد تغيّر فيها مؤخرًا اعتادت الالتصاق به منذ صغرهما لكن هذه الأيام بدا الأمر مختلفًا أشد وأوضح

أهو مجرد إعجاب

أم…

هل أنكو في حالة اندفاع عاطفي

هزّ رأسه ليطرد الفكرة

وما إن وطئا اليابسة حتى استقبلهما جسد شينوبي الضباب الملقى فاقد الوعي على الصخور ضحايا هاكي الملوك لدى غاتس

نظرت أنكو إليهم بابتسامة يبدو أنهم مستعدون للذهاب بعيدًا لمنع الغرباء أترى مما يخشاه ياغورا

على الأقل قال غاتس وهو يتفحّص المشهد هذا يعني أنه يخفي شيئًا ما

أتذكّر أنني سمعت عن ياغورا قبل حين يُقال إنه عبقري صار ميزوكاغي وهو شاب وكان قادرًا على التحكم الكامل بذو الذيول الثلاثة وظنّ الجميع أنه سيكون من أعظم الكاغي

كانت أنكو تسير بمحاذاة غاتس

وفي تلك اللحظة نزع غاتس عصابتي الجبين الخاصتين بكونوها من رأسه ورأس أنكو وألقاهما في حقيبته

منذ أن نضع أقدامنا على هذه الأرض قال بصوت خفيض حازم لم نعد شينوبي كونوها

تبسّمت أنكو وقد بدت مسلّية بالكلام منك أنت يا معلمي لم أتوقع أن تبالي بمثل هذا ظننتك أجرأ من الانشغال بالشكليات

أنا فقط لستُ في مزاج للتعامل مع المتاعب غير اللازمة ردّ غاتس ببرود ثم نقر جبهتها بإصبعيه

طَقّ

آه كان يمكنك قول ذلك فحسب قالت وهي تفرك جبهتها متجهمة

لم يُجب غاتس ضيّق عينيه القرمزيتين وهو يرمي نظرة متفحّصة حوله

لقد طرح للتو أكثر من عشرة من كشافِي الضباب أرضًا بسهولة ومع ذلك لم يتحرك تقدّم قالب غارب لديه ولو بجزء من المئة

إذا فالجونين والكاغي ذوو الرتب المتدنية لم يعودوا كافين أدرك ذلك إن أردتُ إيصال هذا إلى مئة بالمئة فعليّ قتال خصم أقوى بكثير على الأقل قمّة مستوى الكاغي أو أعلى

لا جدوى بعد الآن من افتعال قتال مع صغار الخصوم

ومع ذوبان الشفق في ظلمة الليل ازداد الضباب كثافة وبرُد الهواء

تفقد غاتس الوقت ثم نظر إلى أنكو لا جدوى من التقدّم في الظلام سنتوقف ليلتنا في القرية التالية

أنت فقط تحاول التملص من المشي قالت أنكو ممازحة ويديها خلف رأسها

مَرّا بقرية شبه مهجورة ثم بأخرى قبل أن يجدا أخيرًا قرية فيها نزُل يعمل

لقد خنقت سياسة العزلة الصارمة في البلاد أي سياحة أو تجارة فتجار الأمم الأخرى كفّوا منذ زمن عن القدوم وأفلست معظم النُزُل المحلية

ولم يبقَ مفتوحًا إلا قِلة تعتمد على بائعين مدعومين من الدولة أو مسافرين محليين هادئين

حين دخلا النزل كان المكان صامتًا على نحو مريب والأرضية تئن تحت وقع الأقدام

باستثناء صاحب النزل العجوز خلف المكتب كانا الضيفين الوحيدين

أظن المكان لنا وحدنا قالت أنكو بنصف مزاح ونصف قشعريرة

جيد ردّ غاتس وهو يأخذ المفتاح ضوضاء أقل

بحلول الوقت الذي استقرا فيه في الغرفة كان ظلام الليل قد ابتلع السماء خارجًا

تسرّب برد البحر عبر الجدران الخشبية الرقيقة فاستلقى غاتس على الأريكة الصغيرة في غرفته وذراعاه تحت رأسه

سنوات من النوم على الطرقات جعلته لا يبالي بالراحة أغمض عينيه وسرعان ما سحبه ثقل اليوم إلى النوم