الفصل 118: التلميذة هيناتا

كونوها، السنة 49

مرّت أشهر منذ حادثة الكيوبي، وخلال تلك الفترة وقعت أحداث كثيرة صغيرة وكبيرة

ومع قدوم عام دراسي جديد، التحق أوتشيها إيتاتشي، ابن أوتشيها فوجاكو رأس عشيرة الأوتشيها، بأكاديمية النينجا

كما وُلد في تلك المدة عدد من الشينوبي المستقبليين في كونوها

وكانت أصغرهم هيوغا هيناتا، ابنة هيوغا هياشي، رأس عشيرة الهيوغا المرموقة، وقد وُلدت في ديسمبر

في وليمة الاحتفال ببلوغ هيناتا يومها المئة، حضرت تسونادي بصفتها الهوكاغي وأحضرت معها غاتس لتقديم التهاني

ففي النهاية، كانت هذه الطفلة ابنة رأس إحدى أعلى عشائر كونوها شأنًا، والمتوقَّع أن تصبح قائدة الهيوغا مستقبلًا

عندما نظر غاتس إلى الرضيعة الملفوفة في ذراعي سيدة الهيوغا، صعب عليه تخيّل أن تتحول هذه الدمية الصغيرة الناعمة إلى هيناتا التي يتذكرها

تلك المعروفة بطبعها الهادئ وببعض السمات التي علقت في أذهان المعجبين

«هل يهتم السيد غاتس بهيناتا؟»

سألت سيدة الهيوغا باستفهام

لقد لاحظت أن غاتس يحدّق منذ مدة

قال غاتس بهدوء: «لا شيء، مجرد فضول»

لم يستطع إلا أن يستعيد في ذهنه كيف أن هيناتا، رغم أنها لم تكن قوة كبرى في الخط الزمني الأصلي، امتلكت هدوءًا ودفئًا تركا أثرًا، خصوصًا حين خاطرت بحياتها من أجل ناروتو

وأضاف مبتسمًا: «إنها لطيفة فحسب، لم أحمل طفلًا من قبل»

وقف هيوغا هياشي قريبًا منهما، وقد رقّت عيناه البياكوغان كأنه يبتسم

قال: «يبدو أن السيد غاتس معجب بها، لمَ لا تحملها قليلًا؟»

«هاه؟» رفع غاتس حاجبه

من أين جاء هذا الاقتراح؟ هل رأى بصورة البياكوغان صورة مستقبلٍ في رأسي؟ مستحيل… أليس كذلك

أومأ هياشي لزوجته بإشارة خفيفة

فابتسمت، وهي خبيرة بإشارات زوجها الصامتة، وسلّمت الرضيعة هيناتا إلى ذراعي غاتس بعناية

وقالت برفق: «أظن أن هيناتا قد أحبّت السيد غاتس بالفعل»

تلبّك غاتس للحظة، وعدّل وضعه على نحو مرتبك، حاضنًا الصغيرة كمن يمسك هاتفًا لأول مرة

«همم~»

أطلقت هيناتا، وهي نائمة، صوتًا رقيقًا راضيًا

ضحك هياشي

قال: «هاها، أرأيت؟ من الواضح أنها تحبك»

ثم أضاف كأنه يقولها عرضًا

«بما أن الهيوغا وغاتس كليهما يتخصصان في التايجوتسو، ما رأيك أن يجعل غاتسُ هيناتا تلميذتَه؟»

سقطت الكلمات كقنبلة

فقد تحفّز الحاضرون من رؤساء العشائر—أوتشيها فوجاكو، نارا شيكارو، أكيميتشي تشوزا—وتشنجت تعابيرهم

واعترف كثيرون في نفوسهم بأنها خطوة بارعة؛ فحتى لو كان مستوى هيناتا عاديًا، فإن مجرد كون غاتس معلمها سيكون مكسبًا هائلًا

لقد صار مقام غاتس في كونوها شامخًا الآن؛ ليس بمقام الهوكاغي الأول هاشيراما سنجو تمامًا، لكنه يقف يقينًا في مصاف الأسطورة مادارا أوتشيها

وشعر بقية رؤساء العشائر بالندم فجأة لأنهم لم يسبقوا إلى الفكرة، ولعن أكيميتشي تشوزا ومن معه ترددهم في سرّهم

لماذا لم نبادر إلى غاتس بأطفالنا أولًا، فكروا وهم يرون هياشي يتلألأ تحت الأضواء

وكان أوتشيها فوجاكو أكثرهم اضطرابًا

فإن كان أحدٌ يستحق أن يكون تلميذ غاتس، فهو ابنه إيتاتشي

كان إيتاتشي عبقريًا، يتصدر الترتيب منذ دخوله الأكاديمية

لكن فوجاكو لم يستطع المخاطرة… فالنقمة المتصاعدة في عشيرة الأوتشيها على تسونادي ومعسكرها كانت تغلي، وعيون الشيوخ تراقب كل حركة له

وإرسال ابنه ليتتلمذ على يد شخص مرتبط بتسونادي ارتباطًا وثيقًا قد يشعل ردود فعل تُهدد مكانته كرأس العشيرة

ظل غاتس صامتًا بضع ثوان، رافعًا حاجبه نحو هياشي

وتوتّر هياشي قليلًا

فمعظم الناس سيردون بدبلوماسية على طلب كهذا بعبارة من قبيل

«لننتظر حتى تكبر الطفلة» أو «سأفكر بالأمر»

لكن غاتس لم يكن من أهل التوقعات

فلِما يعلمُه هياشي، قد يهز كتفيه قائلًا

«موهبة ابنتك عادية للغاية، لا تستحق وقتي»

ثم، وبعد عشرة ثوان، انفرجت شفتا غاتس عن ابتسامة عريضة أظهر فيها أسنانه

وقال: «حسنًا، يبدو الأمر ممتعًا، سأقبل بها»

زفر هياشي بصمت مرتاحًا، وانحنى شاكرًا

وتم الاتفاق على أن تبدأ هيناتا التدريب تحت إشراف غاتس في عمر الثالثة

في العشائر الكبرى يبدأ تدريب التحكم بالتشاكرا حول ذلك العمر، فكاكاشي مثلًا استطاع تنفيذ تقنية أرضية من رتبة C وهو في الخامسة

ثلاث سنوات إذن… فكّر غاتس، أليس أن شيئًا ما يحدث في ذلك الوقت

ومهما يكن، فقد أصبحت هيناتا ذات المئة يوم رسميًا تلميذته

لاحقًا في ذلك العام

كان أوتشيها إيتاتشي، ولم يمض على دخوله الأكاديمية عام كامل، قد بدأ يرسل نسخ ظل لحضور الدروس بدلًا منه، وذاع صيته سريعًا

وفي العام ذاته، خاض أوتشيها شيسوي ذو الأعوام العشرة امتحان الجونين ونجح

وصار ثاني أصغر جونين في تاريخ كونوها بعد غاتس نفسه

وحمل لقب «شيسوي الوميض» و«أقوى أوهام الأوتشيها»، وقد جعلته مهامه ذات الرتبة A والرتبة S اسمًا معروفًا لا في بلاد النار فحسب بل في عالم الشينوبي كله

وبنهاية العام، كُشف أمر إيتاتشي وهو يستخدم نسخ الظل لحضور الدروس

وبانبهار من أدائه، أوصى مدير الأكاديمية بتخرجه المبكر

وفي السادسة فقط، انضم إيتاتشي إلى فريق مع خريجين أكبر سنًا

وقد هزّ ميلاد هذا الغينين الجديد القرية وما حولها، ووسمه كواحد آخر من نوابغ عشيرة الأوتشيها