الفصل 115: المصير المتغيّر
“من أنت بحق السماء”
على الجانب البعيد من غابة كونوها كان ميناتو قد تكيّف تدريجيًا مع كاموي الخاص بأوبيتو ومع كل تبادل كان يزداد تفوقًا
لكن وبين زخم القتال السريع ظل سؤال يلحّ في ذهنه والآن نطق به أخيرًا
قدرة الشارينغان على التلاعب بالزمان والمكان والسيطرة على ذو الذيول التسعة ذكّرته باسم لا يُهمس به إلا في تاريخ كونوها
أوبيتو وقد أدرك أنّ كاموي صار يُقرأ بسهولة أكبر علم أنّ كفّته تميل إلى الخسارة
وبابتسامة ساخرة خلف قناعه قال ببرود
“اسمي لا يهم لكن إن اضطررت لندائي فنادني أوتشيها مادارا”
اتسعت عينا ميناتو وتأكدت الشكوك في قلبه لكن ذلك جعله أشد استغرابًا
“مستحيل” تمتم
“أوتشيها مادارا لا يمكن أن يكون حيًا”
“صدّق ما تشاء”
قالها أوبيتو فيما بدأت دوّامة الكاموي تلتف حول عينه اليمنى
“لكن في المرة القادمة سأعود أكثر استعدادًا وداعًا أيها الوميض الأصفر”
“لن تفلت”
اندفع ميناتو بغريزته
لكن كلمات أوبيتو الأخيرة أوقفته فجأة
“بدل أن تقلق بشأنى فكّر في كوشينا… إنها على وشك الموت”
تجمّد ميناتو في منتصف خطوته
وفي لحظة التردّد تلك اختفى أوبيتو
ومن دون أن يضيّع ثانية استدار ميناتو وانطلق عائدًا نحو القرية وقلبه يخفق كان عليه أن يصل إلى كوشينا بسرعة
كانت كونوها تبعد أقل من خمسة كيلومترات
لكن القرية كانت قد نُهبت
مبانٍ مدمرة وأرض محروقة ودخان وصراخ يملآن الجو
في السماء عوى ذو الذيول التسعة بعنف
وعلى الرغم من قوته الهائلة كان متوجسًا بل خائفًا كان غاتس أسرع من أن يُلحق وأقوى من أن يُكبح
في يأسه كثّف الوحش بسرعة عشر قنابل مصغّرة لذيول الوحوش وشكّلها تباعًا كقصف من قذائف المدفعية
وابل ذيول الوحوش
كل طلقة منها تكفي لمضاهاة تقنية برتبة S
هذه هي قوة أقوى وحش ذي ذيول
“أنت تهدر طاقتك”
قالها ببرود فيما اشتعل هاكي الملاحظة لديه
“هذه الخدع لن تمسّني”
وبينما اندفعت القنابل نحوه تحرّك غاتس كالومضة يتنبأ بمساراتها يتلوّى بينها ويدفع ما تبقى بقوة خام
“والآن لنُنْهِ الأمر لقد كنت ممتعًا لكن وقت اللعب انتهى”
تبدّل نبره تومضت حمرة خفيفة في عينيه وتوتّرت عضلاته وبانت عروق جسده وانفجر هاكيه كموجٍ جارف
شعر ذو الذيول التسعة بشيء ما شيئًا مخيفًا فزأر وجمع شاكرته في قنبلة أخيرة هائلة
وأطلقها بزئير يائس
“والآن…” طقطق غاتس عنقه وترددت همهمة هادئة في الهواء
“دعني أريك شيئًا حقيقيًا”
انخفض قليلًا ولفّ الهاكي جسده كعاصفة حيّة
“قف شامخًا أيتها التيول التسعة لقد كنتِ قوية”
ثم…
بوووم
انشقّ الهواء
اندفعت موجة مرعبة من هاكي الملوك من غاتس تتموّج كموجات نيزك يهوي
انتفخت عروق ذراعيه وثبّت عينيه على الوحش
تقدّم خطوة
“ضربة… المَجَرّة”
كأن نجمًا انهار لكمَة غاتس التي شقّت السماء
اصطدمت اللكمة بالقنبلة في الجو ونسفتها بقوةٍ صِرف
ضغطُ اللكمة سحق الهواء حول قبضته وانفجرت موجة صدمة سَوّت الأشجار وكسّرت الصخور وتموّجت عبر القرية صانعة موجة هائلة من الريح
وضُربت التيول التسعة في وجهها مباشرة
طَقّ
لم تكتفِ اللكمة بقذف التيول التسعة بعيدًا
بل هشّمتها
الأرض من تحتهم تجعّدت وانفطرت مع قوّة الارتطام وخلّفت حفرة عميقة ودخانًا وغبارًا يصعدان نحو السماء
اندفع الكيوبي كدمية خرقة وارتطم بالأرض بدوي هائل واهتزّ جسده… ثم خمد
حتى وهو فاقد الوعي أطلق الوحش أنينًا مكسورًا وخبا الشارينغان في حدقتيه
صمت
ثم…
[إنجاز مُفْتَح: “هزيمة ذو الذيول التسعة”]
[الشخصية القالب: مونكي دي غارب
معدل الإكمال: 88.34%]
زفر غاتس وقد تصاعد بخار خفيف من كتفيه
هبط إلى الأرض يلهث مبتسمًا ابتسامة عريضة وجسده يرتجّ من الإرهاق والرضا
لقد فعلها
هوووش
هذه النسخة متوفرة عبر موقع مركز الروايات فقط. موقعنا بلا إعلانات وقراءتك هنا تشجع المترجمين على الاستمرار.
انبثق وميض أصفر من السماء
حطّ ميناتو إلى جواره وعيناه تتسعان لرؤية ذو الذيول التسعة مغمًى عليه
“أنت… لقد هزمته فعلًا هذا… لا يُصدق”
أمال غاتس رأسه وابتسم بمكر
“من تظنني”
قالها بنبرة جاك المتعجرفة من ون بيس وصوته مفعم بالثقة
ثم جَدّ وجهه
“لا تضيّع الوقت هنا عليك أن تقلق على كوشينا بسرعة”
تبدّل تعبير ميناتو وضاقتا عيناه بالعجلة
“أنت محق شكرًا لك”
قال هذا وأسقط كوناي تقنية وميض الرعد الطائر ثم اختفى فورًا بالانتقال
بعد لحظات وصلت تسونادي وكوريناي وأنكو والبقية في الوقت المناسب ليروا ميناتو يبدأ عملية إعادة الختم
أسرعت كوريناي وأنكو إلى جانب غاتس تتفقدانه بقلق
“هل أنت بخير ماذا حدث هل أصبت” سألتا بذعر
جثت تسونادي بجواره ووضعت يدها على صدره تفحصه بشاكرتها
“لا إصابات كبيرة” قالت وقد ارتاحت
“مجرد إرهاق إنه يحتاج إلى راحة”
ابتسمت أنكو وربّتت كتفه بخفة
“ستصبح بطل كونوها بعد هذا يا غاتس”
لم يُجب غاتس واكتفى بابتسامة كاشفة لم يكن يهمه أن يكون بطلًا كان يكفيه أن الجميع بخير
تلألأت عينا كوريناي وهي تنظر إليه وفخر هادئ يلمع في نظرتها
وفي الأثناء كان ميناتو يعمل بلا كلل
لقد وجد كوشينا وجسدها بالكاد صامد
عقدت تسونادي حاجبيها وهي تراقب عن بُعد
“كوشينا في حالة حرجة” قالت بهدوء
“قد لا يحتمل جسدها الختم مجددًا لكن ما دام ذو الذيول التسعة فاقد الوعي فالمقاومة ستكون ضعيفة هناك فرصة”
التفتت كوريناي إليها بقلق
“هل الأمر خطير”
أومأت تسونادي بجدية
“جِدًّا”
ومع طلوع الشمس ببطء على يومٍ جديد زال الأسوأ
وقف غاتس وقد استعاد معظم قوته ينظر إلى ميناتو وهو يحتضن كوشينا التي تتنفس بخفوت بابتسامة وهناء منهك لكنه منتصر
نجح الختم
زفر غاتس بعمق وهو يحدّق في الأفق
“ناروتو… لقد تبدّل قدرك” فكّر وهو يبتسم لنفسه
“لنرَ أي طريق ستسلك الآن”
وشعر في قلبه بومضة نادرة من الدفء والفخر
لقد غيّر قدرًا آخر
ولما عادوا إلى كونوها تحت ضوء فجرٍ جديد استقبلهم من تبقّى من الأهالي والنينجا بالهتاف
حتى الذين كانوا يخشون غاتس لقوته الجامحة صاروا ينظرون إليه بإعجاب ودهشة
كوريناي وأنكو وحتى تسونادي—كلهم فخورون
لكن غاتس لم يكن يهتم بالثناء كان يبتسم فقط لأن من حوله بأمان
وكان ذلك كافيًا