الفصل 106: الهوكاغي الرابع سينجو تسوناده
عندما سمع زعماء العشائر الكبرى، هيوغا هياشي، نارا شيكاكو، أكيميتشي تشوزا، وغيرهم… كلام غاتس، بدت عليهم الدهشة بوضوح
كان ما قاله مباشرًا، بل غير لطيف… لكن حين تفكّروا فيه مليًا، اضطروا للاعتراف بأنه لم يُخطئ
كان ساروتوبي هيروزن وبقية الشيوخ يقتربون من الستين
كم تبقى لهم حقًا من سنوات؟ عشر؟ وربما خمس عشرة في أفضل الأحوال
في المقابل، كان غاتس شابًا قويًا وبلا شك في صعود
كان واضحًا للجميع أنه عاجلًا أم آجلًا سيتولى زمام مستقبل كونوها، وحين يفعل سيحتفظ بتلك القوة لعقود
حتى لو جلب دعم الشيوخ اليوم هدوءًا للعشر سنوات القادمة، فماذا بعد رحيلهم؟
إن حمل غاتس ضغينة، قد تتأذى عشائرهم خمسين سنة تالية
لا أحد أراد المجازفة بذلك
كان هيوغا هياشي أول من كسر الصمت
«عشيرة الهيوغا ترى أن السيدة تسوناده هي الأنسب»
وما إن ترددت كلماته في القاعة حتى تبعته أصوات زعماء آخرين سريعًا
«عشيرة الإينوزوكا توافق»
«عشيرة الأكيميتشي تؤيد هذا القرار»
«وكذلك عشيرة النارا»
«وأيضًا عشيرة الأبورامي»
حتى أوتشيها فوجاكو، الذي ظل صامتًا حتى الآن، عقد حاجبيه، وبعد تنهيدة طويلة تكلم أخيرًا
«عشيرة الأوتشيها… توافق أيضًا»
كان فوجاكو يعرف الحقيقة، فمع هذا الكم من العشائر خلفها لا سبيل لاختياره هوكاغي، ومن الأفضل أن ينضم للتيار ويحفظ ماء وجهه
وخلال لحظات، أعلن أكثر من ثلثي ممثلي العشائر دعمهم لتسوناده
في عالم الشينوبي، للسلطة قيمتها—لكن للقوة قيمة أكبر
وكان غاتس يملك الاثنين، ومعهما عامل الزمن
وحين رأى مجلس الشيوخ تغيّر الأجواء، ارتسم الامتعاض على وجوههم
تقدم ساروتوبي هيروزن وقال بصوت هادئ لكنه مشدود
«هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من النقاش، ويجب أن نجمع آراء السكان أيضًا، فلنؤجل الاجتماع الآن»
لم يقل غاتس شيئًا، لكن في أعماقه سخر
حين أمرت بمذبحة الأوتشيها، هل سألتَ السكان عن رأيهم؟
ومع ذلك لم يُلحّ على هيروزن الآن، فالنتيجة حُسمت
خرج زعماء العشائر وأعضاء المجلس واحدًا تلو الآخر من مبنى الهوكاغي
في الخارج تمدد غاتس بشيء من الاسترخاء، ثم التفت إلى تسوناده
«العجائز يريدون المماطلة، لكن النتيجة صارت محسومة، ما لم يحاولوا اغتيالك فلن يتمكنوا من إيقافها»
رمقته تسوناده بنظرة ورفّت عينيها
وفي تلك اللحظة تقدم ناميكازي ميناتو وجيرايا
تكلم جيرايا أولًا بنبرة عابرة
«تسوناده… قررت أن أخرج في رحلة من جديد، قليل من الترحال، وأعمل على كتاب جديد»
توقع اعتراضًا أو تعليقًا ساخرًا، لكن تسوناده لم تزد على أن نظرت إليه وقالت
«حسنًا»
تجمدت ابتسامة جيرايا الواثقة على وجهه
أما غاتس فربت على كتف ميناتو
«شكرًا على ما فعلته قبل قليل، أدين لك بواحدة، إن وجدت نفسك في موقف حياة أو موت فسأتدخل لإنقاذك»
رمقه ميناتو بطرف عينه رافعًا حاجبًا
«هذا يبدو… محددًا على نحو غريب، وماذا لو أنك لم تحصل على دعمي آنفًا؟ هل كنت ستتركني أموت؟»
ابتسم غاتس «لا تُجهد نفسك بالتفكير»
وردّ ميناتو بتواضع
«أنا حقًا أؤمن بأن السيدة تسوناده أنسب للمنصب»
«رجل طيب، إذن نلتقي لاحقًا»
لوّح غاتس لمعلّم وتلميذ وغادر بثقة وهو يمسك بيد تسوناده
ظل جيرايا يحدّق في أثرهما بملامح محطمة
«حتى إنها لم تحاول منعي…»
— — —
في المساء اجتمعوا على العشاء، وما إن سمعت كوريناي وآنكو خبر ترشيح تسوناده حتى وثبتا من مقعديهما تقريبًا
«تمهلوا، تمهلوا… السيدة تسوناده ستصبح هوكاغي؟ هذا مذهل!»
هتفت آنكو
«لا أصدق!»
أضافت كوريناي متسعة العينين
«لم أرد هذه الوظيفة أصلًا»
تمتمت تسوناده وهي ترمق غاتس بنظرة حادّة
«هو من دفعني إليها»
«حسنًا~» ابتسم غاتس ومرّر ذراعه حول كتفها
«جدّكِ هو من بنى هذه القرية، وذاك القرد العجوز هيروزن حكم بما فيه الكفاية، حان وقت تسليم الشعلة»
نظرت إليه تسوناده دون أن تجيب
عندها تبدلت ملامح آنكو كأنها تذكرت أمرًا
«صحيح—يا غاتس، كنت آمل أن يساعدني شيسوي في تدريب السيف، لكن… عشيرة الأوتشيها لم تعد تسمح لي بالاقتراب منه»
تجهمت
«التقيته من قبل ولم تكن هناك مشكلة، لكن مؤخرًا صاروا يوقفونني عند الباب»
التقطت تسوناده الخيط فورًا
«الأوتشيها من عشائر التأسيس في كونوها، لكنهم اليوم يرون ثلاثة هوكاغي يتعاقبون، ولا أحد منهم من الأوتشيها، لذا بدأ التوتر يتصاعد عندهم»
ارتخى جسد غاتس في مقعده وأغمض نصف عينيه
«لا ملام، صحيح أن الهوكاغي الثاني والشيوخ كبحوهم من الظلال، لكنهم أيضًا لم يُخرجوا شينوبي بمستوى الكاغي منذ عقود»
«والآن بعد أن ظهر بزوغ شيسوي، يريدون صقله ليغدو مرشحهم الخاص للهوكاغي» أضاف
حدقت آنكو وكوريناي فيه، وقد فاقهما النقاش، فهما قويتان نعم—لكن سياسة هذا المستوى شيء آخر تمامًا
— — —
مرّ أسبوعان
ومن منظور غاتس كانت القمم الثلاث اللاحقة في كونوها مضيعة للوقت
كان جيرايا قد غادر القرية
أما ميناتو فقد صرّح بوضوح أنه يرى تسوناده الخيار الأفضل
حتى لو أراد هيروزن والشيوخ دفع ميناتو إلى الواجهة، لم يعودوا يملكون أوراق الضغط
كان موقف زعماء العشائر واضحًا، فالشيوخ يستطيعون أن يعِدوا بعشر، وربما خمس عشرة سنة من المنافع، لكن غاتس؟ لديه عقود أمامه
لا أحد أراد أن يخاطر بخمسين سنة من برود معاملته مقابل مكاسب قصيرة الأمد
وبحلول الاجتماع الخامس أصبحت الخلاصة راسخة
سينجو تسوناده ستصبح الهوكاغي الرابع
وتم اختيار موعد لمراسم التسليم
— — —
كان الاحتفال فخمًا
كل كونوها احتشدت أمام مبنى الهوكاغي، وأشرطة ملوّنة ترفرف في الريح، والهواء يطنّ بالحماس
وجوه مألوفة… كوريناي، مايت غاي، كاتو شيزونِه، وآخرون وقفوا بين الجمهور يهتفون بفرح صادق
على السطح، تحت ضوء الشمس الساطع، وقفت تسوناده شامخة وهي تتسلم قبعة الهوكاغي التي كُتبت عليها كلمة «النار» من ساروتوبي هيروزن نفسه
وقف غاتس وناميكازي ميناتو جنبًا إلى جنب، يبتسمان لكن لأسباب مختلفة
ابتسم ميناتو أملًا بمستقبل القرية
وابتسم غاتس فخرًا، لقد نجحت خطته، أو لنقل… قوة الدفع أكثر من الخطة، لكن النتيجة واحدة
ولم يبقَ سوى هدفه الأخير… الاحتفال مع تسوناده في مكتب الهوكاغي