الفصل 105: من يوافق، ومن يعارض
مرّ نصف شهر منذ نهاية حرب الشينوبي العالمية الثالثة
اليوم، اجتمع أعلى رجالات عالم شينوبي كونوها في قاعة الاجتماعات الرئيسية بمبنى الهوكاغي
كان الجو ثقيلًا، والهواء مشحونًا بتوقّعات وخططٍ خفية
جلس في المقدّمة أصحاب النفوذ الراسخون في القرية، ساراتوبي هيروزن، أوتاتاني كوهارو، ميتوكادو هومورا، وشيمورا دانزو
أولئك الذين يُسمَّون شيوخ كونوها، ممن أمسكوا بزمام السلطة من وراء الستار لسنوات
وحولهم جلس ممثلو أبرز عشائر كونوها، أوتشيها فُغاكو، هيوغا هياشي، نارا شيكاكو، وغيرهم
ثم كان هناك أصحاب الصيت الذين تتكلّم قوّتهم بأعلى من أي لقب، تسونادي، جيرايا، أوروتشيمارو، ناميكازي ميناتو… وغاتس
قضوا الساعة الماضية يناقشون تبعات الحرب، الخسائر، خطط التعافي، وسياسات المستقبل
كان الأمر مملًا إلى حد البلادة حتى إن غاتس غفا في لحظةٍ ما
يا للعجب، هذا ممل… اللعنة
تمتم صوت غاتس الداخلي وهو يغوص أعمق في كرسيّه
لا يدري كم نام، لكن استيقظه نَخسةٌ من تسونادي وهي تضربه بمرفقها على جانبه
فتح عينيه ببطء وتمطّى بتكاسل، فالتفتت نحوه عدةُ أزواجٍ من العيون
ابتسم ميناتو ابتسامةً متحرّجة على غير عادته الهادئة
وفرك شيكاكو صدغَه
ورُسمت على جباه آخرين خطوطٌ سوداء من الضيق
أعلى اجتماعٍ في كونوها… وهذا الرجل ينام فيه فعلًا؟ أهو عديم الخوف… أم مجنون فحسب
أما جيرايا وأوروتشيمارو فاكتفيا بالضحك في سرّهما
هذا المشهد أيقظ ذكرياتٍ قديمة، فقد رأيا المشهد نفسه قبل سنواتٍ طويلة، يوم لقائهما الأول بغاية
لكن الاجتماع الحقيقي كان يبدأ الآن
المسألة الأهم قد وُضعت على الطاولة… اختيار الهوكاغي الرابع
وقف ساراتوبي هيروزن عند اللوح الأبيض، والتقط قلمًا وبدأ يكتب قائمة أسماء بهدوء
سينجو تسونادي
أوروتشيمارو
جيرايا
ناميكازي ميناتو
أوتشيها فُغاكو
حين رأى غاتس اسم فُغاكو، رفع حاجبًا لكنه ابتسم ابتسامة العارف
هه… إذًا وضعوا صاحب الذقن البارزة على القائمة أيضًا، للعرض لا غير، لقمةٌ ترمى للأوتشيها كي يشعروا بأنهم ضمن الحسبة… سياسةٌ صرفة
لكن ثمّة اسمٌ سادس أُضيف في الأسفل
شيمورا دانزو
تلاشت ابتسامة غاتس
لا، هذا غير مقبول
تمتم بصوتٍ خافت
لن أدع ذلك الوغد يضع القبعة ما حييت
نهض متكلّمًا بصوتٍ هادئٍ عادي
ميناتو رجلٌ طيب، لا شك في ذلك
قالها جاذبًا أنظار الجميع
لكن إن كنّا نتحدّث عن المؤهلات والمنجزات الفعلية في ساحة القتال، أليست تسونادي أَولى؟ إنجازها في حرب الشينوبي الثانية وحده سببٌ كافٍ
ضجّت القاعة همسًا، وراحت العيون تتلاقى، والأصوات تتهامس، وحتى ساراتوبي ومن معه ارتجفت وجوههم قليلًا أمام هذا التصريح الجريء
كان الجميع يتوقع أن يتكلّم غاتس، لكن ليس بهذه الطريقة
انحنى جيرايا إلى الأمام وقد بدا غير مرتاح
مؤهلات تسونادي قويةٌ بلا ريب، لكن الهوكاغي يحتاج إلى توحيد القرية، وفي المزاج والقيادة أرى أن ميناتو أنسب للدور
رمش غاتس محدّقًا فيه، وتشكّلت على وجهه ابتسامة بطيئة
لا عجب أنك لم تفهم قلبها خمسين سنة، يبدو أنك لا تُحسن قراءة الأجواء
لكنه كتم تلك الخاطرة لنفسه
وعوضًا عن ذلك، التفت إلى صفّ الشيوخ وقال بابتسامةٍ لا تبلغ عينيه
وماذا عنكم، يا شيوخنا الأعزّة؟ لا بد أن لديكم رأيًا، أم أن السنَّ حال بينكم وبين الكلام
توقّف لحظة ثم أضاف بنبرة تهكّم لطيفة
لا، لا… أعني، ما رأيكم أنتم الحكماء في اقتراحي
ارتجّت القاعة كلّها قليلًا، فالجميع سمع ما قصده بالفعل
اسودّ وجه أوتاتاني كوهارو، وانقبضت أصابع دانزو، وضاق عينه الوحيدة خطرًا
لقد ناقشنا هذا بتروٍّ
قالت كوهارو بجمود
هذه النسخة متوفرة عبر موقع مركز الروايات فقط. موقعنا بلا إعلانات وقراءتك هنا تشجع المترجمين على الاستمرار.
مع أن جهود تسونادي محل تقدير، فإن منصب الهوكاغي لا يُمنح اعتمادًا على أمجادٍ سابقة وحدها، طباع ميناتو المتوازنة تجعله أنسب للقرية في المرحلة القادمة
كان الشيوخ قد قرّروا مسبقًا في الغرف المغلقة من يخدم مصالحهم أكثر
مقارنةً بتسونادي التي خاصمتهم منذ شبابها ولم تُخفِ احتقارها لهم قط
كان ميناتو خيارًا أكثر قبولا
مؤدّب، متعاون، وأقل ميلاً لمنازعة سلطتهم، لذا كان الاختيار الواضح لمن أراد الحفاظ على نفوذه
ضيّق غاتس عينيه وانحنى قليلًا إلى الأمام
أوَه؟ إذًا أنتم تقولون… إن قتلَ اثنين بمستوى كاغي وإعاقة ثالثٍ ليس إلا مجرد رصيد
اعتدل واقفًا وهو يتنهّد
حسنًا إذن، في الحرب القادمة، تفضّلوا أنتم يا شيوخُ إلى الميدان لتُقاتلوا الكاغيات وتُقودوا القرية إلى النصر، ما رأيكم
سال سخرية كلامه كالسم، ولم يقدر أحدٌ على ردّه، حتى الشيوخ الكبار أنفسهم
لأن الردَّ معناه أن فضل ساحة القتال لا قيمة له، وذلك انتحارٌ سياسي أمام نخبة شينوبي كونوها
حاول ميناتو، صاحب المساعي التصالحية، أن يتدخّل
غاتس… لا نجعل الأمر شجارًا، كلنا هنا أسرة، فلنركّز على ما فيه مصلحة القرية
أوه
مال غاتس برأسه
قل لي إذًا يا ميناتو تشان، من برأيك على حق
تردّد ميناتو، وقد صارت العيون عليه وحده الآن
مضت ثوانٍ ثقيلة
وأخيرًا زفر وقال
أرى… أن تسونادي ساما أحقُّ مني، لقد أنقذت أرواحًا لا تُحصى في الحربين بطبّها النينجوتسو
أما أنا فما زلتُ في بدايات إثبات نفسي، وهي قد فعلت ذلك لسنين
أعقب كلامه صمتٌ قصير
تنهد جيرايا بعجز وقد بدا غير راضٍ، واسودّت ملامح الشيوخ أكثر
عندها اعتدل غاتس، ودوّى صوته في القاعة
أنا أدعم تسونادي لتكون الهوكاغي الرابع
ومسح بنظره على الحضور
والآن أسأل… من يوافقني هنا؟ ومن يرى أن لي حقّ طرح هذا الاقتراح
شهقاتٌ وذهول، خطوةٌ كهذه… جريئة، مباشرة، صدامية، على حافة التمرّد، وتحدٍّ واضحٌ لقيادة هيروزن
ومع ذلك… لم يقل هيروزن شيئًا
اكتفى بالمراقبة صامتًا، مفكّرًا، وربما مبتسمًا في سره
العشائر المحايدة — الهيوغا والنارا — اضطربت في مقاعدها
فرك شيكاكو ذقنه وهو يقطّب متفكّرًا
وأغمض هياشي عينيه ميزانًا لِتبعاتٍ بعيدة المدى
ولمّا أحسّ غاتس بالتردّد، ابتسم مجددًا
لكن ابتسامته هذه المرة خلت من السخرية، ولم يبقَ فيها إلا ثقةٌ هادئة
أنتم هنا أكثرُكم ما يزال شابًا، وأمامكم مستقبلٌ طويل، لا تفكّروا في اليوم فقط… بل في الغد
فكّروا في نوع القرية التي سنتركها للجيل القادم
طعنةٌ رقيقة… لكنها قاصمة
اسودّت وجوه الشيوخ، وحتى حاجب هيروزن اهتزّ قليلًا
والمعنى واضح
أنتم شيوخٌ لن تبقوا إلى الأبد، وربما آن الأوان للتفكير فيما بعدكم
ضحك هيروزن ضحكةً خافتة في صدره
يا لك من مشاكس صغير
أنت فعلًا لا تُمسك نفسك