الفصل 104: نهاية الحرب العظمى الثالثة للشينوبي

حتى لو كنت أنا… فماذا ستفعل حيال ذلك

في الظروف العادية، كان قول هذا لا يختلف عن الإقرار بالذنب

لكن هذه لم تكن ظروفًا عادية

قال غاتس تلك الكلمات بلا تردد، مسنودًا بقوة طاغية وثقة لا تهتز

فهم هيروزن ساروتوبي وشيمورا دانزو أنّ غاتس قد قضى فعلًا على عناصر «روت»، بلا شك

استدعاه هيروزن ليُلطّف الأجواء، آملًا أن يكون وسيطًا بين غاتس ودانزو

لكنّه لم يتوقّع أن يدخل غاتس بهذا القدر من الحدة… وهذه المباشرة

تنفّس هيروزن ثقيلًا وفكّر: هذا الفتى بارع في إشعال المواقف

كان يعرف دانزو حقّ المعرفة، فهذا الصديق القديم لن يترك الأمر يمرّ

أراد دانزو استغلال الفرصة لكبح غاتس وخفض غروره

لكن غاتس قلب الطاولة

حدّق في دانزو وقالها صراحة

وماذا لو كنتُ أنا من قتلهم؟ ماذا ستفعل إذن

المعنى الضمني: إن أراد دانزو التصعيد فليتقدّم، وسيتلقى الرد مباشرةً، من دون أي تقنيات

قال غاتس بنبرة مسطّحة: العجوز يا هوكاغي، سأغادر الآن إن لم يكن هناك أمر آخر

ومن دون انتظار جواب، استدار وخرج من مكتب الهوكاغي

صرخ دانزو: يا هيروزن

أتتركه يخرج بعد هذا الكلام؟ أتسمح له بالتصرف بهذه الطيش

سحب هيروزن نفسًا طويلًا من غليونه وزفر ببطء، وملامحه عصيّة على القراءة

اهدأ يا دانزو، لقد قدّم ما يكفي وزيادة في هذه الحرب، وقليل من الحِدّة آخر ما ينبغي أن نقلق له، دع الأمر يمر

إنه ما يزال فتى يا دانزو… سيُخطئ، ودورنا أن نرشده… لا أن نزجّه بعيدًا بالشك والعداوة

قبض دانزو قبضتيه والتماع الغضب في عينيه

أنت متساهل يا هيروزن، وستندم يومًا ما

وغادر وهو يصفق الباب خلفه، من غير أن يرمق الجثث الخمس على الأرض

وحين أُغلق الباب، زفر هيروزن مرة أخرى وهو يحدّق في الدخان الدوّار فوقه

ربما أصبحتُ كبيرًا على هذا كله

مع عودة أوروتشيمارو والبقية من ساحة القتال، انتهت رسميًّا الحرب العظمى الثالثة للشينوبي

وأدرك هيروزن… أن زمنه كهوكاغي شارف على نهايته

تجاذب صدره شعوران متعارضان: ارتياح للسلام، وقلق على مستقبل القرية

في المنزل، كانت تسونادي قد استيقظت

ابتسم غاتس وهو يحملها برفق إلى الطابق العلوي، وقبل أن ينطق بكلمة تمتمت بتعب واضح

آه… لا تحاول شيئًا الآن

رمش غاتس ثم ضحك بخفّة

أتظنينني لا أكتفي؟ لقد عدتُ للتوّ

تمتمت تسونادي وهي ترمقه بنظرة حادّة: أنت أسوأ مما تقول

كان انزعاجها دلالة كافية على أنه متحمّس أكثر من اللازم في لهوهما

ثم لانَت ملامحها قليلًا

نحن الآن على هذه الحال، لكن… لا تدع الأمر يخرج للعلن، مفهوم

تمتمت وهي تحيد بنظرها

تفاجأ غاتس لحظة ثم ابتسم

لماذا؟ أتخشين كلام الناس؟ سألقّن كل من يتكلم درسًا قاسيًا

لم يكن يُلقي بالًا قطّ لرأي العام

تنهدت تسونادي

ليس أنّني لن أُعلن يومًا ما… فقط أعطني بعض الوقت، ما زلتُ أستوعب فكرة أنني أواعد من هو أصغر مني بكثير

ابتسم غاتس ممازحًا

أليست «تقنية التحوّل» موجودة لهذا؟ يمكنكِ أن تبدّي أصغر سنًّا إن كان هذا ما يقلقك

كفى هذا

قالتها تسونادي وهي تقذِف وسادة إلى وجهه

كونوها، السنة 47

انتهت الحرب العظمى الثالثة للشينوبي بمعركة كونوها الحاسمة ضد كيريغاكوري

وكان النصر للورقة المخضّبة

وبين النجوم التي سطعت في هذه الحرب القاسية، تألّق اسم فوق الجميع… غاتس

الرجل الذي أسقط اثنين من الكاغي وكاد يصرع ثالثًا

[أقوى مستخدم للتايجوتسو]

[رجل أشبه بكارثة تمشي]

[القبضة التي لا تُوقَف]

صارت ألقاب كهذه تلازمه في كل مكان

ولم ينافسه في الصيت إلا «البرق الأصفر» ناميكازي ميناتو

فبإتقانه «تقنية الرعد الطائر» تجاوز حتى الهوكاغي الثاني، واقترب من مستوى الكاغي وهو في مطلع العشرينات، نابغة لا يتكرر

وبرزت أسماء أخرى كذلك: كاكاشي هاتاكي الذي ذاع صيته كفتى الشارينغان النابغة، وشيسوي أوتشيها المعروف بخفة الجسد، وغيرهما

بعد الحرب، بدأ المشهد السياسي في عالم الشينوبي يتبدّل

في كوموغاكوري قُتل الرايكاغي الثالث، وورث ابنه «أي» لقبه من غير معارضة، وصار الرايكاغي الرابع

وفي إواغاكوري، نجا أونوكي لكنه خرج بعمود فقري مُحطّم

دعّامة فولاذية خاصة تثبّته قائمًا، لكنه من دون أمر استثنائي سيقضي بقية عمره على كرسي متحرك

وقد أعجزه ذلك عن الاستمرار كتسوتشيكاغي ثالث

كانت حفيدته كوروتسوتشي ذكية، لكنها في الرابعة من عمرها فحسب

أما رُوشي، مرشّح الجينتشوريكي، فقد انشقّ، وخشي الشيوخ أن يحذو هان حذوه

وبعد نقاشات حادّة، عيّنت قيادة إوا كيتسوتشي—ابن أونوكي وجونين في قمّته—تسوتشيكاغي رابعًا

هو ليس بمستوى كاغي حقًا، لكنه الخيار الأفضل المتاح، حلٌّ مؤقت حتى يبرز قوّي حقيقي

ظلّ أونوكي يعمل من وراء الستار، يُرشد ابنه ويهدي مستقبل إوا

أما كيريغاكوري، فكان الوصول إلى معلوماتها أعسر بسبب عزلتها عبر البحر

لكن المؤكد تقريبًا أنّ ياغورا سُمّي ميزوكاغي رابعًا

في المقابل، عاشت كونوها احتفالًا غير مسبوق

فقد هزمت ثلاث قوى كبرى متتابعة

ومع عودة الجيش، أُقيمت جنائز لأبطال مثل الناب الأبيض، وأوتشيها أوبيتو، ونوهارا رين، وكان الحزن حاضرًا… لكن فرحة النصر كانت حاضرة أيضًا

ودخلت القرية في حالة احتفال أشبه بالمهرجان

في ذلك الوقت عادت يوهي كوريناي من مهمة طويلة مع والدها يوهي شينكو

ولم تُضِع وقتًا، فما إن رأت غاتس حتى اندفعت إلى حضنه، ووقفت على أطراف أصابعها، وقبّلته بثباتٍ بلا تردد

وقف يوهي شينكو قريبًا يغلي صامتًا، ترتجف عيناه وهو يرى ابنته الغالية تتصرف بجرأة مع أخطر شاب في القرية

لم يُبدِ غاتس أي اكتراث لنظرات الرجل الأكبر سنًّا، بل ابتسم وبادلها القبلة بالحماس نفسه

تعلّق شينكو في مكانه، لا هو قادر على البقاء من الحرج، ولا هو قادر على الانصراف من الغضب

شيء واحد كان مؤكدًا: ستكون له جلسة جادة مع غاتس

وكانت عودة كوريناي مصدر ارتياح لتسونادي

فعلى الأقل صار لاندفاع غاتس الدائم في لهوه هدفٌ آخر يلهيه، إذ كادت تنهار من كثرة طلبه، وكل ليلةٍ بدت كأنها معركة

وفي خضمّ الاحتفال وإعادة البناء، ظلّ أمرٌ أهمّ يخيّم فوق القرية

تنحّي هيروزن ساروتوبي

والسؤال الذي شغل الجميع

من سيكون الهوكاغي الرابع