الفصل 5

الفصل 5

“987، 988، 989…”

كان بيته، الذي يكون عادة قريبًا جدًا، يبدو الآن بعيدًا كأطراف الأرض، كانت عضلات ناروتو تؤلمه إلى أقصى حد، وروحه على وشك الانهيار

“لا أستطيع المتابعة، يجب أن أرتاح قليلًا…”

【تحذير، عدّ تنازلي لصعق عنصر البرق، 5… 4… 3…】

“…990، 991، 992…”

دوي—

دوي دوي

في الشارع، لم يستطع المارة منع أنفسهم من التحديق في ناروتو الذي كان يقفز قفزات الضفدع مع أوزان

“همم؟ أذلك الشقي…”

“شش! انتبه لما تقول!”

“لماذا لا يفتعل المقالب كعادته؟ لماذا يعمل بجد فجأة؟”

“همف، أراهن أنه يدبر شيئًا مجددًا، ربما هذا جزء من مقلب!”

“صحيح، ذاك المزعج قليل الذوق، ما يفعل طوال اليوم إلا إحداث المتاعب، إنّه حقًا غير محبوب!”

“لنذهب، ابتعدوا عنه!”

لم يكن ناروتو أصم عن هذه الهمسات، لكنه اليوم لم يكن يملك حتى الطاقة ليتنهد

حتى ذلك المشهد الكئيب حين يرى الأطفال الآخرين يُحمَلون بحنان من آبائهم بينما يبقى وحيدًا، لم يعد قادرًا على التفكير فيه الآن

كان في ذهنه شيء واحد فقط… أن يقفز قفزات الضفدع إلى البيت بأسرع ما يمكن

ثم يُعد وعاءً كبيرًا من رامن التحضير السريع، ويأخذ عبوتين من الحليب، ويأكل ويشرب حتى يشبع

وبينما يفكر بذلك، سال لعابه من غير قصد، كأن دفعة جديدة من الحماسة اشتعلت داخله، فأطلق هتافًا وأكمل القفز إلى الأمام

“1109، 1110، 1111…”

“1112!”

“لقد وصلت!”

نظر ناروتو إلى بيته بإحساس غير مسبوق بالألفة، فالمنزل الذي لم يكن يبدو مريحًا على نحو خاص بدا له الآن حالِمًا كالفردوس، فنهض بسرعة، ودلّك فخذيه المخدَّرين بقوة، ثم صعد الدرج وركض نحو غرفته

“هاه؟”

“مع أنه مؤلم، لماذا أشعر أيضًا ببعض الراحة؟”

“هل أنا شخص يحب الألم؟”

شعر ناروتو بالتغيرات في جسده، ومع أنه بلغ حدّه فعلًا، لم تعد الآلام والإرهاق بتلك الحدة، بل إن طاقته كانت تتعافى بسرعة

【أتمّ المضيف بنجاح خطة قفز الضفدع مع الأوزان حتى المنزل، زادت القدرة على التحمّل بمقدار +3، القدرة الحالية على التحمّل: 76 نقطة】

اهتز قلب ناروتو وامتلأ بالسرور

“مع أني لست بارعًا في الفيزياء والكيمياء، إلا أن تحمّلي قوي جدًا”

“آه هها…”

لم يكن هذا بطبيعة الحال من فعل النظام، بل من أثر سلالة عشيرة أوزوماكي الكامنة في ناروتو

فالتشاكرا الهائلة، والحيوية الجبارة، والقدرات الخاصة بوصفه جينشوريكي ذي الذيول التسعة، كلها جعلت تحمّل ناروتو وقوة تعافيه مذهلين

“آها، أخيرًا سأأكل”

اندفع ناروتو فورًا ليُحضّر ماء الرامن السريع

في تلك اللحظة… 【رُصد استعداد المضيف للأكل، إن الغذاء الصحي جزء لا غنى عنه لبنية قوية، وشرط لازم لتصبح هوكاجي】

【على المضيف أن يُحضّر فورًا عشاءً مغذيًا ومتوازنًا، يضم لحمًا طازجًا، وبيضًا، وحليبًا، وتشكيلة كاملة من الخضروات والفاكهة】

ناروتو: “…هاه؟!”

“هل يصلح الرامن السريع؟”

【لا】

“…لماذا لا! أنا أعشق الرامن الفوري، لا، لأكون أدق، رامن العم إيتشيراكو…”

【الرامن مقبول، أمّا الرامن الفوري فغير مقبول】

ناروتو: “…”

“لكن من أين آتي باللحم والبيض والحليب والخضار والفاكهة؟!”

مشى متثاقلًا إلى الثلاجة وفتحها، فلم يجد فيها سوى الحليب… “لا بأس، على الأقل هناك حليب”

كان ناروتو مرهقًا، فمد يده فورًا ليفتح عبوة حليب ويشرب حتى يرتوي

لكن… 【تم رصد أن الحليب في يد المضيف منتهي الصلاحية، وهذا مؤذٍ تمامًا ولا فائدة فيه لمضيف في طور النمو، يُرجى استبداله بحليب جديد فورًا】

ناروتو: “…هاه؟!”

مع أنه استاء، إلا أنه أعاد النظر في تاريخ الإنتاج والانتهاء، وبعد حساب طويل تأكد في النهاية… أنه منتهي الصلاحية فعلًا

بل ومنذ وقت طويل… “هل كنت أشرب حليبًا منتهي الصلاحية طوال هذا الوقت؟”

هذه الرواية منشورة حصرياً على موقع مركز الروايات

“لا عجب أني كثيرًا ما أُصاب بإسهال”

حكّ رأسه وتناول عبوة أخرى، لكن… 【تم رصد أن الحليب في يد المضيف منتهي الصلاحية، وهذا مؤذٍ تمامًا ولا فائدة فيه لمضيف في طور النمو، يُرجى استبداله بحليب جديد فورًا】

“وهذه العبوة منتهية أيضًا؟!”

“صحيح، كلها اشتريتها معًا…”

“وماذا عن الرف العلوي؟!”

فتّش ناروتو من أعلى إلى أسفل، فوجد أن معظم الحليب منتهي الصلاحية

ولم تكن صالحة للشرب إلا عبوتان أو ثلاث اشتراهما حديثًا، بالكاد ما تزال ضمن مدة الصلاحية

التقطها بحذر، وأخيرًا لم يسمع التنبيه في رأسه، ففتح الغطاء بسرعة وجرع الحليب دفعة واحدة… “آه—”

بعد عبوة حليب واحدة هدأ هدير معدته قليلًا

وسرعان ما تناول عبوة أخرى وأنهاها في لحظة

ولما أمسك بآخر عبوة… 【تحذير، لا ينبغي شرب الحليب بإفراط】

【يُرجى من المضيف تحضير عشاء مغذٍ ومتوازن فورًا】

【و… التخلّص من الحليب المنتهي منذ زمن】

ناروتو: “…لكنني لا أعرف الطبخ!”

【تحذير…】

“آه! حسنًا حسنًا! أنت الفائز!”

“سأذهب لشراء المكونات الآن، وسأتخلص من كل هذا الحليب المنتهي…”

قال ذلك، لكنه لما رأى ثلاجة ممتلئة بالعلب التي سيُلقيها، شعر فعلًا ببعض الأسى

ومع ذلك… هزّ رأسه وتنهد، ثم وضع كل عبوات الحليب المنتهية في كيس القمامة مطيعًا، وبعدها أخذ محفظة الضفدع، أغلق الباب، وخرج

“وداعًا أيها الحليب…”

رمى ناروتو عبوات الحليب في سلة القمامة على مضض

ثم مشى باتجاه المتجر الذي يبيع المكونات

كان مخصص ناروتو الشهري لا بالكثير ولا بالقليل، لكنه يكفي مصاريفه اليومية على سنّه

ومع ذلك، كان ناروتو واضحًا أنه بلا مهارات في التخطيط

فباستثناء تناوله أحيانًا لرامن العم إيتشيراكو الذي يعشقه، كان يأكل في معظم الوقت رامن التحضير السريع ويشرب الحليب، فضلًا عن أن الحليب الذي كان يشربه منتهي الصلاحية

وكان أيضًا في مرحلة حاسمة من النمو والتطور، لذا فمن الطبيعي أن يتأثر جسده بدرجة ما

لكن… مع إجبار النظام له الآن على رمي الحليب المنتهي، ومنعه من الإكثار من الرامن الفوري، ودفعه إلى وجبات متوازنة ومعقولة، سيكون من الممتع حقًا أن نرى إلى أي حد ستنمو قوة ناروتو حين يكبر

اشترى ناروتو كومة كبيرة من اللحم الطازج والحليب والبيض والخضروات والفاكهة، وحشرها في كيسين كبيرين، ثم جرّهما إلى البيت أخيرًا ووضعها في الثلاجة

أصبحت الثلاجة الآن أشبه بثلاجة عائلة طبيعية

بعد ذلك، لم يبقَ إلا أن يُعدّ عشاءه بنفسه… حلّ الليل، وتلألأت الأضواء في بيوت لا تُحصى

أما الدفء والحياة المنعكسان من نوافذ الآخرين فلم يكونا من نصيب ناروتو

ومع ذلك… ومع الإلحاح والتنبيهات المتواصلة من النظام في ذهنه، ورغم أنها أبقته يقظًا خائفًا طوال الوقت، إلا أنها خفّفت على نحو خفي من وحدته وألمه

كأنه نال أبًا صارمًا

ناروتو، وهو عاطفي غير مصقول، لم يُدرك ذلك، لكنه نال لحظة نادرة نسي فيها وحدته

الفصل 6: كوراما: إذًا اصعقه! لماذا تصعقني؟!

كان عشاء ناروتو الأول من صنع يده بعيدًا بالطبع عن البذخ، فضلًا عن أن يكون لذيذًا

لكن بوجود اللحم والخضروات والبيض والحليب، أمكن اعتباره متوازنًا إلى حدٍّ معقول

كان ناروتو مرهقًا ذهنيًا وبدنيًا، وقد شارف حدّه، ولما نظر إلى العشاء الذي صنعه بنفسه لم يكن يملك حتى الطاقة ليشعر بالفخر، فالتهمه سريعًا كالإعصار

في أقل من عشر دقائق

كان ناروتو قد أتى على كل العشاء، وأطلق تجشؤًا راضيًا، ثم انهار على الكرسي يزحف هابطًا كدودة

كلمة واحدة… مذهل

أهذا هو الرضى بعد بذل الجهد

لم تدم فرحته طويلًا

【تم رصد أن المضيف قد شبع، لكن ساعات تقنية تنقية التشاكرا اليومية الثماني لم تُستكمل بعد، يُرجى البدء بالتدريب فورًا】

ناروتو: “…آه آه آه آه! دعني أرتاح قليلًا على الأقل!”

【تحذير! عدّ تنازلي لصعق عنصر البرق، 5… 4… 3…】

ناروتو: “لا يهمني، حقًا لا أستطيع المتابعة!”

“إن أردت صعقي فافعله!”

في الحقيقة، ومع أن ناروتو تعافى ذهنيًا وبدنيًا الآن، لم يكن عاجزًا تمامًا عن متابعة التدريب

لكن هكذا هي طبيعة البشر

مهما كان الأمر شاقًا ومُنهكًا، يمكنك تحمّله إذا ضغطت على نفسك دفعة واحدة