الفصل 26
الفصل 26
اندفعا نحو بعضهما مجددًا
لكن الشاشة تجمّدت بغتة في تلك اللحظة
«هاه?!»
عاد ناروتو إلى حلمه الفوضوي
«ما الذي حدث للتو»
«تهانينا للمضيف على هزيمة خصمك بنجاح للمرة الأولى. لكن من فضلك لا تصب بالغرور. فالأعداء في الحلم سيتطورون هم أيضًا ويعدّلون استراتيجياتهم بناءً على معاركهم مع المضيف. ضربة حظ واحدة لا تثبت شيئًا. من فضلك واصل المثابرة وبذل الجهد»
فهم ناروتو المقصود، لكنه لم يستطع إلا أن يهتف فرحًا
«ها… هاها…»
«لقد هزمتُ ساسكي للتو فعلًا»
«مع أنه كان في حلم، فإن شعور المبارزة كان واقعيًا تمامًا»
«حتى لو قلتَ إنها كانت صدفة، فهذا يثبت على الأقل أن لديّ إمكانية هزيمة ساسكي»
لم ينفِ النظام ذلك
«نعم»
«حسنًا! فلنواصل القتال إذًا»
اشتعلت عينَا ناروتو فورًا كأن شرارًا يقدح فيهما، وارتفعت روحه القتالية كأنها تغلي
الفشل أم النجاح
هذا خطأ
النجاح أم النجاح
فبخبرة النجاح، ولو مرة واحدة، ينال المرء ثقة غير مسبوقة بنفسه
وهذا بالضبط ما كان عليه ناروتو الآن
أوتشيها ساسكي، الذي كان يراه يومًا بعيد المنال، أثبت له الآن بجهده أنه شخص يمكنه هزيمته
وعلى الرغم من أنه كان يُبدي كرهًا لساسكي ظاهريًا، كان ناروتو في قرارة نفسه يعرف أنه ينظر إليه بإعجاب
كان موهوبًا على نحو استثنائي، ذا استعداد مميّز، ويُمدح كعبقري أينما حلّ
أما هو فكان معروفًا بكونه «دياو تشي وي»… ولربما شتم ساسكي، لكن الشخص الذي كان يرغب في اعترافه أكثر من أي أحد في قلبه هو أوتشيها ساسكي
وكان ناروتو يعرف جيدًا أن هناك طريقًا واحدًا فقط ليحصل على اعتراف شخص مثل ساسكي
وهو أن يهزمه تمامًا
والآن، رأى بالفعل بصيص الفجر… طَوال حلم تلك الليلة ظل ناروتو يخوض مبارزات نينجا محاكاة بلا انقطاع
وكما قال النظام، فإن «أوتشيها ساسكي» كان يتحسن باستمرار، بل ويبتكر وسائل مضادة انطلاقًا من المعركة السابقة
ولم يعد ممكنًا لناروتو أن يهزم ساسكي بضربة واحدة معتمدًا على نية القتل والمباغتة
وعند منافسة المهارات الشاملة كان ناروتو في موقف غير مؤاتٍ تمامًا
لكن بالمثل… كانت خبرة ناروتو القتالية تزداد بسرعة مع كل جولة محاكاة
هل سبق أن رأيت قرية كونوها عند الرابعة فجرًا
الآخرون قد لا يعرفون
أما ناروتو فقد رأى الشمس عند الثانية صباحًا
بل وتصبّب عرقًا تحت الشمس، يسكب فتوة شبابه
وأحيانًا كان يُضرَب حتى يزرقّ ويَتورّم وجهه
وخطر له فجأة المعلم غاي
صحيح، يجب أن تحترق فتوة الشباب
وبعد وقتٍ لا يُعرف قدره من الاحتراق الحماسي، دوّى في أذنَي ناروتو إنذار النظام فجأة
«الساعة السادسة صباحًا. أيها المضيف، من فضلك انهض فورًا واستعد لبدء يوم تدريب جديد»
فرك ناروتو عينيه مُترنّحًا، وحدّق في شمس الصباح الصيفية الهادئة، وشعر بلحظة تيه
«هل أنا مستيقظ»
إن المشاهد المتبدلة باستمرار في الحلم، التي لا تختلف عن العالم الحقيقي، منحت ناروتو إحساسًا بحلم موهوم، مزيجًا من الحق والباطل يصعب تمييزه
«المضيف مستيقظ بالفعل. إن كنت لا تزال غير قادر على استعادة وعيك الكامل، يمكن لهذا النظام أن يقدّم معمودية إطلاق البرق مجانًا مرة واحدة»
«…أنا مستيقظ!»
تثاءب ناروتو تثاؤبًا عريضًا، ونزع الغطاء، ونهض من السرير، وفتح النافذة لينظر إلى شمس الصباح، فعاد إليه إحساسه التام بالعالم الحقيقي
كان الأمر أشبه بقضاء الليل كله في لعب الألعاب، لكنه كان لعبة واقع افتراضي خالص واقعية بنسبة 100
«أوه، صحيح، أظن أنني أشبعت ساسكي ضربًا في حلمي الليلة الماضية»
«كان ذلك مُرضيًا للغاية…»
تذكّر ناروتو فجأة، ولم تستطع شفتاه إلا أن ترتفعا بابتسامة عريضة
«في الحقيقة، أيها المضيف، لقد قاتلتَ ساسكي 37 مرة في حلمك الليلة الماضية، ولم تنتصر إلا 3 مرات. وبدل أن تقول إنك ضربت ساسكي، فالأدق أن تقول إن ساسكي هو من ضربك»
كان ناروتو يتمضمض، فاندفعت جرعة ماء من فمه فورًا
«هل كان السجل سيئًا إلى هذا الحد»
ومع ذلك تمكن من تقبّله، فالأمر في بدايته فقط… أمّا هزيمة ساسكي، فمتى حدثت مرة، فسيقع ذلك قطعًا مرة ثانية
وبينما يفكر، أخرج ناروتو ورقة وقلمًا. وعلى الورقة البيضاء، وبخطه الفوضوي القبيح، كتب بجرأة أربع كلمات: «هزيمة ساسكي»
ولصق الملاحظة في أكثر مكان لافت، أسفل الملاحظة التي تقول «أن أصبح هوكاغي» مباشرة
صفّق ناروتو بيديه وهزّ رأسه راضيًا
«جيد جدًا، اليوم أيضًا يوم مليء بالروح القتالية»
«ابذل جهدك، هيا»
«أصبح هوكاغي، أهزم ساسكي»
وبينما كان ناروتو يتهيأ للاعتياد على المشي على اليدين
«تم رصد ترقية معايير المضيف المختلفة، وقدرة تحمّل الجسد ازدادت كثيرًا. المشي العادي على اليدين لم يعد يلبّي متطلبات التدريب. أيها المضيف، يُرجى الخضوع لتدريب الوقوف على يد واحدة مع أوزان! و…»
«أثناء التدريب البدني، أَتِمّ دراسة الدروس الثقافية»
تجمّد ناروتو، وهو في وضعية الوقوف على يد واحدة، في الحال
ثم دوّى صراخ هستيري يمزق القلب فوق قرية كونوها كلها
«هاه?!»
الفصل 26: خبر كبير! ناروتو يبرح ساكورا هارونو ضربًا! أرجوكم امنحوني أصوات الشهر
«هـ… هذا غير معقول؟!»
كان ناروتو على وشك البكاء. فما إن تأقلم أخيرًا مع وتيرة تدريبه القاسية الحالية، حتى زاد النظام الحمل عليه فورًا
«وقفة على يد واحدة مع أوزان، وعليّ أن أدرس الدروس الثقافية في الوقت نفسه?!»
«أيها المضيف، ابدأ التدريب فورًا، وإلا فستواجه معمودية إطلاق البرق»
«تحذير، عدٌّ تنازلي 5…»
«آه آه آه! سأفعل، سأفعل، أليس هذا كافيًا?!»
لم يسعه إلا أن يعود إلى غرفته، فأخرج دمبلين للتدريب، ثم وقف على يديه أولًا، وبعدها رمى الدمبلين بيد واحدة إلى أعلى، ليلتقطهما بحذر بأسفل قدميه كلتيهما
وعلى الفور باغته شعور كأن جبل تاي يطبق عليه
بَف—
نفث ناروتو نفسًا كأنه ضفدع، وكاد يختنق
ولحسن الحظ لم يذهب تدريبه المستميت في الأيام الماضية سدى
فإن قوته البدنية الهائلة وقدرته المذهلة على التحمل سمحتا له في النهاية بمقاومة هذا الضغط الثقيل
لكن تنفيذ وقفة على يد واحدة مع أوزان شيء آخر تمامًا… عضّ ناروتو على أسنانه، وأسند نفسه بجهد على الأرض بيد واحدة، ورفع يده الأخرى ببطء
فمال جسده كله فورًا، يوشك أن يهوي في أي لحظة… ولم يكن هذا طلبًا على القوة البدنية فحسب، بل على التوازن أيضًا
تصبّب العرق البارد من ناروتو على الفور، لكن هذا كان مجرد البداية… فقد تمكن باليد المرفوعة من فتح كتاب دراسي للنينجا
«أناشيد النينجا، فرص النينجا. عندما يثير عدد كبير من الأعداء جلبة، فذلك أفضل وقت للتسلل…»
«آه… آه!»
طمّ
عجز ناروتو عن القيام بأمرين في آن، وسقط أخيرًا على رأسه
جلس وهو يجرّ وجهًا مخطّطًا بالدموع، في جلسة البطة
«آه آه آه! هذا مستحيل»
«أيها المضيف، ابدأ التدريب فورًا، وإلا فستواجه قريبًا معمودية إطلاق البرق»
«تحذير، عدٌّ تنازلي 5…»
«…حاضر، يا أخي»
كابد ناروتو ليعود إلى الوقوف على اليدين، متّبعًا الروتين السابق: يرمي الدمبلين أولًا، ثم يلتقطهما بقدميه، وبعدها يرفع يدًا واحدة، ويلتقط الكتاب الذي سقط على الأرض، ويبدأ الاختبار من جديد
«…المكان الهادئ ليس مكانًا للاختباء. والأهم بالنسبة للنينجا هو اقتناص الفرصة…»
«آه—»
دَويّ—
لقد انغمس هذه المرة في تلاوة محتوى النص أكثر من اللازم، ما أدى إلى خلل في تنسيق جسده، فسقط أحد الدمبلين فجأة على الأرض
لكنه لم يعد يتذمر للنظام بعد الآن «لأنه بلا جدوى»
وسرعان ما عضّ على أسنانه، ورمى الدمبل ثانية، ثم التقط الكتاب ليواصل التلاوة
«أوه، صحيح، لديّ أيضًا قوة الميزات…»
لمعت عينا ناروتو فجأة
تفعّلت قوة ميزة «وحش القوة البدنية»
فازدادَت قوته البدنية الخارقة أصلًا ازديادًا كبيرًا
والضغط الثقيل الذي كان لا يُحتمل بدا أنه خفّ كثيرًا…
«واو، إنها تعمل فعلًا»
لكن «وحش القوة البدنية» يعزز القوة البدنية فقط، لا التنسيق. وإتمام وقفة على يد واحدة مع أوزان لم يزل مهمة صعبة
تفعّلت قوة ميزة «امتصاص المعرفة»
ودخل ناروتو فورًا في حالة تركيز كامل. وانسابت الكلمات في الكتاب إلى ذهنه كأن إسفنجة تمتص الماء… ومع ذلك… طمّ
سقط ناروتو على الأرض مجددًا، وارتفع على رأسه وَرم كبير
فرك مؤخرة رأسه وهو يَسحب أنفاسه ويُصوّت من الألم
Comments for chapter "الفصل 26"
YOU MAY ALSO LIKE
