الفصل 99

الفصل 99: نار الفراغ السماوي

أدرك وانغ لوو أن نقطة التحول في حياته قد حانت

كانت هذه فرصته الكبرى

التلميذ وانغ لوو يحيي المعلم

دونغ دونغ دونغ

سجد وانغ لوو بشدة ثلاث مرات حتى احمر وانتفخ جبينه

جعلته هذه السجدات الصادقة ترضي تشو شوان كثيرًا حتى إنه سمع صوت الدونغ الدونغ الدونغ بوضوح

لقد بقيت في العزلة ومع ذلك وصل شخص قدري من الإقليم الشمالي بعد أن قطع الجبال والأنهار حتى بابك المكافأة هي نار الفراغ السماوي وتقنية نار الفراغ السماوي

وكما توقّع فقد وصلت مكافأة النظام حين قبِل وانغ لوو تلميذًا له

وفوق ذلك كانت المكافأة تقنية زراعة توافق وانغ لوو على نحو أمثل

انهض

…

رفع وانغ لوو رأسه ونهض

فرأى تشو شوان جالسًا بتكاسل على الكرسي لا نورًا عظيمًا ذا سبعة ألوان من حوله ولا هيئة ذات بأس يهز السماء كما قبل قليل

بدا المشهد السابق وكأنه مجرد وهم

لكن وانغ لوو كان يعرف أنه لم يكن وهمًا فمعلمه يبدو شابًا لكنه ربما يكون وحشًا عتيقًا ذا عمر طويل

اعتبارًا من اليوم أنت تلميذي الثاني

استدعى تشو شوان دينغ يويه وسو شيان إر من البعد الجيبي

هذا أخوك الأكبر دينغ يويه

قدّمهما إلى وانغ لوو وعرّفهما به

تفاجأت سو شيان إر لقد أخذ تلميذًا مرة أخرى

تفرّس دينغ يويه في وانغ لوو فكان وانغ لوو في المستوى السادس من مرتبة الغموض ويبدو بائس الهيئة

ومع ذلك لم ينظر إليه دينغ يويه باستهانة أدنى

فلا بد أن لديه موهبة غير عادية ما دام قد لفت نظر المعلم

كانت سو شيان إر قد اخترقت بالفعل إلى المستوى الأول من مرتبة الحقيقة كما اخترق دينغ يويه إلى مرتبة الاتحاد

وبمعونة البعد الجيبي كان الاثنان يزرعان بسرعة هائلة

نظر تشو شوان إلى وانغ لوو وقال لقد أُصيبت مسارات الحبة الفطرية لديك وأنت صغير فانقطعت وهذا ما قيّد زراعتك في علم الحبوب

ارتجف جسد وانغ لوو وقبض قبضتيه وهمس الآن فهمت الآن فهمت

أخيرًا أدرك أن الخلل في جسده يعود إلى هذه الحادثة

ولمّا تذكّر مشهد الهجوم عليه في صغره امتلأ قلبه بالكراهية

لا بد من الثأر

لدي حبة يمكنها وصل مسارات الحبة المقطوعة لديك ولدي كذلك كنز يمكنه وصل تلك المسارات

بل أستطيع شخصيًا مساعدتك على وصلها لكن باستخدام هذه الوسائل ستصبح المسارات الموصولة غير فطرية بعد الآن

ستصير مسارات الحبة الفطرية لديك مسارات مكتسبة ورغم أن موهبتك ستتحسن فلن تبلغ مستوى مساراتك الفطرية

احمرّت عينا وانغ لوو وزادت نقمته على ذلك المهاجم الخفي الذي جرحه سرًا

كان يملك أصلًا مسارات حبة فطرية وبعد الوصل ستغدو مكتسبة فكيف يرضى بذلك

تابع تشو شوان لدي نار الفراغ السماوي يمكنها أن توصِل مساراتك المقطوعة ولن تحفظ جودة مسارات الحبة الفطرية فحسب بل يمكنها كذلك رفع إمكاناتها

لكن الوصل بنار الفراغ السماوي يشبه أن تحرق جسدك بنفسك وتعذّبه ولإتمام عملية الوصل عليك أن تعاني مدة 49 يومًا وبعدها تستطيع صقل نار الفراغ السماوي لاستعمالك

إن لم تكن إرادتك صلبة بما يكفي لتحمّل ألم احتراق الجسد بنار الفراغ السماوي فسوف تنهار وتموت

وبالطبع إن استطعت تحمّل عذاب الاحتراق وصقل النار السماوية فالفوائد لا حصر لها الخيار لك

نظر وانغ لوو بعزم وقال معلمي أختار استخدام نار الفراغ السماوي لوصل مسارات الحبة

أفكّرت مليًا مع أن نار الفراغ السماوي تستطيع وصل المسارات والحفاظ على فطريتها فإن عجزت عن اجتياز محنة النار ستموت ويزول نهجك

أخذ وانغ لوو نفسًا عميقًا وقال معلمي أنا وانغ لوو إمّا أن أحلّق إلى العلى وأغدو لا يُبارى في العالم أو أختفي بصمت من الوجود لست مستعدًا لعيش حياة عادية

حسنًا يا أخي الصغير أنا أؤيدك صفق دينغ يويه وهتف

أومأ تشو شوان وقال في هذه الحالة سأعلّمك تقنية نار الفراغ السماوي

رفع يده وأشار بإصبعه فنُقلت إلى وانغ لوو المقدمة من تقنية نار الفراغ السماوي

وبعد أن يصل إلى عالم السماء سيمرر إليه بقية التقنية

فبحسب مرتبة زراعته الحالية يستحيل على وانغ لوو أن يهضم التقنية كاملة

أغمض وانغ لوو عينيه قليلًا وهو يتأمّل التقنية في ذهنه وقد صُدم بشدة

لقد كانت قوية للغاية

أي مرتبة من التقنيات هذه

تحمّس وانغ لوو جدًا لقد كان خياره صائبًا بالفعل إنها فرصة عظيمة له

وبعد أن استوعب وانغ لوو الخطوات الأولى للتقنية وأدرك طريقة وصل مسارات الحبة بدأ في زراعة تقنية نار الفراغ السماوي

ظهرت شعلة طافية فوق كف تشو شوان

لم تكن الشعلة حارة على نحو ظاهر لكن المرء كان يحس بالقوة المرعبة الكامنة فيها

وحين تلمس الإرادة تلك الشعلة بدا وكأنها ستحترق في لحظة

نظرًا إلى وانغ لوو تكلّم تشو شوان مجددًا لا يزال بإمكانك اختيار شيء آخر فهذه الشعلة استثنائية

تغيّرت ملامح دينغ يويه وسو شيان إر إلى الجِد فَنار الفراغ السماوي مرعبة إلى حد بعيد فمجرد خيط من هالتها يكفي لحرق الإرادة حين تحاول الاستكشاف

كان وانغ لوو في المستوى السادس من مرتبة الغموض فكيف سيصقلها وكيف سيتحمّل محنة النار

إن نار الفراغ السماوي في يد تشو شوان ليست كاملة بل هي خيط منفصل عن اللهيب الأصلي

وليس بوسع وانغ لوو أن يصقل نار الفراغ السماوي كلها فحتى لو لمس خيطًا من هالة اللهيب الأصلي فلن يبقى من جسده حتى رماد

لقد عالج تشو شوان هذا الخيط من نار الفراغ السماوي فإذا كانت إرادة وانغ لوو صلبة بما يكفي فسيمكنه صقلها

وعلى الرغم من أنها مجرد خيط من اللهيب الأصلي فإنه بعد صقلها ووصل مسارات وانغ لوو ستنمو معه كلما ازدادت قوته

وسيكون هذا الخيط من نار الفراغ السماوي كافيًا لوصول وانغ لوو إلى ذروة مرتبته الكبرى الحالية

وفوق ذلك فبفضل نار الفراغ السماوي سيتمكن من صقل الحبوب بسهولة وهو ما يعين على تقدّمه في علم الحبوب

قال وانغ لوو بعزم معلمي أختار صقل نار الفراغ السماوي

يكفي النظر لمعرفة أن نار الفراغ السماوي غير عادية فإذا فوّت لهيبًا عظيمًا كهذا فكيف ينهض وكيف يثأر

كيف سيسحق مستقبلًا عائلة وانغ في الإقليم الشمالي

وكيف سيترك تلك المرأة التي أهانته وفسخت خطبة الزواج من دون حساب

حسنًا إذن استعمل هذه الشعلة لوصل مسارات الحبة لديك

لوّح تشو شوان بيده وأرسل وانغ لوو إلى البعد الجيبي

يمكنك صقل نار الفراغ السماوي داخل هذا البعد الجيبي

انبهر وانغ لوو إلى أقصى حد ففي غمضة عين وجد نفسه داخل بعد جيبي

وحيثما نظر كانت الأرض تغص بالأدوية الروحية

لا تَسْهُ وانشغل ركّز واستعد لوصل مسارات الحبة

دخل صوت تشو شوان أذنيه فعاد وانغ لوو إلى رشده وأخذ عدة أنفاس عميقة وجلس متربعًا على الأرض

دخل دينغ يويه وسو شيان إر أيضًا إلى البعد الجيبي يراقبان وانغ لوو بهدوء

لوّح تشو شوان بيده فطار خيط نار الفراغ السماوي واستقر على جسد وانغ لوو

آه

صرخ وانغ لوو من الألم والتهمته النيران في الحال

كان الألم يلوى ملامحه لكنه ظل يحافظ على إرادته ويُجري تقنية نار الفراغ السماوي بلا انقطاع صاقلًا محاولًا ترويض خيط نار الفراغ السماوي وساعيًا إلى امتصاصه إلى جسده لوصل مسارات الحبة

تقلصت النيران تدريجيًا ودخلت جسد وانغ لوو

التفتت سو شيان إر وغادرت من دون أن تواصل النظر

جلس وانغ لوو متربعًا على الأرض لا تُرى نار على جسده لكن جسده كله بدا كحديد مُحمّى

وانتشرت هالة حارقة إلى كل الاتجاهات

كانت ملامحه ملتوية وجسده كله يرتجف

ومع ذلك لم يسقط بل ظل يجري تقنية نار الفراغ السماوي بجنون موصلًا ببطء مسارات الحبة المقطوعة بينما يروّض ويصقل خيط نار الفراغ السماوي

شعر وانغ لوو أنه في محنة لا تنتهي وقد كاد يستسلم مرارًا لكنه حين تذكّر الإهانة التي لقيها جعله حقده يعضّ على النواجذ ويصمد

أنا وانغ لوو سأجعل من ازدراني يومًا وضحك عليّ وتخلى عني وأهانني يرفعون رؤوسهم إليّ وقارًا ويندمون ندمًا لا ينتهي

وبهذا الإيمان الذي يدفعه إلى الأمام ظل وانغ لوو ثابتًا لا يتزعزع