الفصل 96

الفصل 96: اسمي وانغ لو وأنا مُصقِّل حبوب

“من اليوم فصاعدًا أريد أن أكون إنسانًا نقيًا طيبًا”

نظر الملك الشرير الصغير إلى ظهر تشو يُون وهي تغادر وقال بوجه جاد

وانغ هانغ: ؟؟؟

الملك الشرير الصغير الشرس الذي لا يرحم يريد فعلًا أن يكون إنسانًا طيبًا، فتساءل وانغ هانغ هل توقفت أذناه عن العمل

“لنذهب”

تبع الملك الشرير الصغير تشو يُون، وكلما همّت بقطف أعشاب روحية هرع إليها فورًا ليلفت انتباهها

شعر وانغ هانغ أن العالم قد تغيّر

فالملك الشرير الصغير يحاول فعلًا مغازلة امرأة

“يا صاحب السمو، ماذا تفعل”

“لقد تحرك قلبي، في اللحظة التي رأيتها فيها تحرك قلبي”

…

قال الملك الشرير الصغير وهو يتنهد

شعر وانغ هانغ أن في عقل الملك الشرير الصغير خللًا ما، كيف يقع هذا الرجل المتوحش في حب امرأة

ويُعلم أنه مزّق عددًا لا يُحصى من الجميلات ونثر لحمهن ودمهن في بركة فناء قصره لإطعام الأسماك

ومختلّ ذو هواية منحرفة قتل نساء لا عدد لهن يقول فجأة إنه وقع في حب امرأة بعينها

وقع في حب امرأة بعينها

وليس ثمة تفسير سوى أن في عقله مشكلة

تنهد وانغ هانغ، فذلك الذي كان يردد دائمًا أن زراعة الأساليب الشريرة تُحدث مشكلات في الدماغ انتهى به الأمر بمشكلة في دماغه هو

“يا آنسة، أنا حقًا إنسان طيب، عليك أن تصدقيني”

“يا آنسة، أنتِ مُصقِّلة حبوب أليس كذلك، لديّ أعشاب روحية هنا، سأهبها لك كلها”

وهو يرى الملك الشرير الصغير يجري حول تشو يُون قرر وانغ هانغ ألا يتبعه علنًا، فلو شعر الملك الشرير الصغير يومًا أنه منظر مزعج فلن يسهل عليه الإفلات من العقاب

نظر تشو شُوان إلى تقرير المخابرات في يده وقد امتلأ ذهنه بعلامات استفهام

ألم يُشَع عن الملك الشرير الصغير أنه متوحش ومنحرف إلى أقصى حد

كيف يمكن لمن يمزق السيدات الرقيقات قطعة قطعة لإطعام الأسماك أن يكون سويًا

لماذا يبدو بجانب تشو يُون كجروٍ يطلب الاهتمام

هل في دماغه مشكلة ما

هل ينبغي أن يجعل أحدًا يطرده من جوار تشو يُون

ولم لا، حتى لو كانت للملك الشرير الصغير نوايا سيئة

فهو لم يبلغ حتى عالم الإمبراطور، فماذا عساه أن يفعل

فالسلاح من رتبة الإمبراطور داخل جسد تشو يُون يحتوي على خيط من قوته، فضلًا عن أن السلاح الإمبراطوري يملك قدرًا من الروحانية وسيحميها تلقائيًا

طلب تشو شُوان من برج القمر الأسود أن يكشف هوية الملك الشرير الصغير لتشو يُون ولم يتدخل بعدها

فلم تعد تشو يُون طفلة، ولها أساليبها الخاصة في التعامل مع الأمور

خارج مقاطعة تشو

كان يمكن رؤية هيئة شاب مكتئب يمشي ببطء

كان وجهه متسخًا كالحًا، ولا تزال آثار دمٍ على ثيابه الممزقة

وكان وصفه بالمحبط المُبعثر الهيئة دقيقًا

كان في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة فقط، غير أن عينيه امتلأتا بعزم لا يلين

ولم تكن قوته جديرة بالذكر، إذ لم يتجاوز المستوى السادس من عالم الغموض

وبحكم سنه فبلوغ المستوى السادس من عالم الغموض لا يعد سيئًا في الإقليم الجنوبي

“هذه مقاطعة تشو، إقليم أسرة تشو، ومكانتها داخل دولة تشين مميزة”، تمتم الشاب مع نفسه

“ما ينقصني الآن أدوية روحية وموارد لصقل الحبوب، إن استطعت إيجاد وسيلة للانضمام إلى أسرة تشو فسأحظى باهتمامهم”

“الإقليم الجنوبي قاحل، والطائفة الوحيدة لصقل الحبوب، جبل المرجل السماوي، خلفيته معقدة، وليست مناسبة لي، وأسرة تشو تسيطر على مقاطعة تشو، لذا لا تنقصها الموارد”

“إن انضممت إلى أسرة تشو فلابد أن أنال اهتمامهم، وبقدراتي على صقل الحبوب سيرفعون قوتهم بسرعة، وسيستطيعون الاعتماد على هذه الحبوب للحصول على موارد أكثر”

“وفوق ذلك سيرفعون مستوى نفوذهم في أسرة تشين العظمى”

حسم الشاب أمره، فاتجه إلى مدينة داخل مقاطعة تشو ومضى مباشرة إلى قصر سيد المدينة

“اسمي وانغ لو، وأنا مُصقِّل حبوب، وأرغب في مقابلة سيد المدينة”

كان سادة مدن مقاطعة تشو جميعًا من أبناء أسرة تشو

عقد حرس قصر سيد المدينة حواجبهم لما رأوا هذا الشاب المتسخ الممزق الحال

يدّعي أنه مُصقِّل حبوب، لم يصدقوه قط

فلو كان حقًا مُصقِّل حبوب، كيف يكون في مثل هذه الحال

وفوق ذلك فأسرة تشو لديها أصلًا عبقرية في صقل الحبوب، الآنسة تشو يُون، ولا حاجة لهم إلى مُصقِّلي حبوب من خارجهم

كما أن أسرة تشو نفسها كانت ترعى مُصقِّلي حبوب، وقد خرّجت بالفعل عددًا غير قليل صاروا بارعين في الصقل الأساسي

وبفضل ذلك زاد عدد الحبوب لدى أسرة تشو، وتحسنت معاملة حرس الأسرة أيضًا

ومع أن الحرس ازدروا وانغ لو في نفوسهم، فإنهم لم يطردوه مباشرة، فهم مجرد حرس ولا يطيقون تبعة طرد مُصقِّل حبوب

لذا كان أول ما فعلوه أن رفعوا الأمر إلى قيّم قصر سيد المدينة

“انتظر قليلًا”

وحين سمع القيّم الخبر خرج فورًا وقطّب جبينه

“أأنت مُصقِّل حبوب”

“نعم، أستطيع صقل الحبوب الروحية، ونسبة نجاحي في صقل الحبوب الروحية نحو 15%” قال وانغ لو بفخر

ففي أسرة وانغ بالإقليم الشمالي كان يُعدّ عديم الجدوى، طفلًا منبوذًا مطرودًا

أما في أرض قاحلة مثل الإقليم الجنوبي، ولا سيما لأسرة صغيرة كأسرة تشو، فسيرونه لا شك عبقري صقل حبوب

وكان عمره هذا العام 16 عامًا

امتلأ وجه القيّم بعدم التصديق، وإن كان يشعر أن لا أحد يجرؤ على خداع أسرة تشو

غير أن منظر وانغ لو المتسخ أنقص كثيرًا من انطباعه عنه، فلم تكن انطباعاته الأولى عن هذا الشاب حسنة

ولو أن الأمور بقيت كما كانت في الماضي، لسواء أكان الكلام صحيحًا أم لا، لرفع الأمر لسيد المدينة فورًا ليتحقق من صدق دعوى الشاب

لكن أسرة تشو اليوم لم تعد بحاجة إلى ذلك

فمع وجود عبقرية صقل الحبوب الآنسة تشو يُون، لم تعد أسرة تشو في حاجة إلى الالتفات كثيرًا إلى مُصقِّلي الحبوب من الخارج، بل لعلهم يحتاجون إلى الحذر من أن يسرق الطرف الآخر تقنيات الصقل ووصفات الحبوب الخاصة بالأسرة

وحاليًا، وتحت إشراف الآنسة تشو يُون، صار من أبناء أسرة تشو ثلاثة قادرين على صقل الحبوب الروحية، أما نسبة نجاح صقل الحبوب العادية فهي 60%، ونسبة نجاح صقل عالية الجودة 30%

وأما الآخرون ممن أتقنوا مهارات الصقل الأساسية فعددهم يزيد على 30 شخصًا، يستطيعون بسهولة صقل حبوب الغموض، وتتراوح نسبة نجاح صقلهم للحبوب الروحية بين 10% و20%

وقد استُقدم ابن أخٍ لأحد إخوانه القدامى إلى قسم صقل الحبوب في أسرة تشو لأنه يملك موهبة في الصقل

وفوق ذلك اعترفت الأسرة بعلاقته مع آنسة من فرع أسرة تشو الموسّع، ويمكن القول إن مستقبله بات بلا حدود

“ولأن حالك بائسة نوعًا ما فخذ هذه البلورات الروحية لعلها تعينك، أيها الفتى، عليك أن تغادر”

ثم رمى القيّم بضع بلورات إلى وانغ لو ولوّح بيده

“أنت”

ذُهل وانغ لو، ثم استبد به الغضب

أخذ نفسًا عميقًا ولم يلتقط البلورات عن الأرض، بل استدار وغادر إلى المدينة التالية

ومضى وانغ لو على هذا المنوال إلى بضع مدن متتالية، لكنه رُفض في كل مرة، ولم يُتح له حتى أن يستعرض مهارته

“أسرة تشو تستصغر الآخرين”

شعر وانغ لو بإهانة شديدة

لكن لما فكّر أنه لم يلتق حتى بشخصٍ واحد من المسؤولين في أسرة تشو شعر بعدم الرضا، فعدا أسرة تشو لم يخطر له فصيل أنسب لينضم إليه

عضّ على أسنانه واتجه مباشرة إلى أراضي أسرة تشو

وكان قد فكّر بالأمر مليًا، فبعد لقاء المسؤول سيصقل قدرًا من الحبوب في الحال ليصدم أولئك القرويين من أسرة تشو

ولم يستطع وانغ لو إلا أن يتخيل وجوه أبناء أسرة تشو وهم يرونه يصقل تلك الحبوب، وجوههم تمتلئ بالدهشة والسرور وهم يرحبون به ويعاملونه كضيف مكرم

وكلما فكر ازداد سرورًا، وارتسمت بسمة خفيفة على شفتيه

لقد وُلد في أسرة وانغ، الأسرة الأرستقراطية لصقل الحبوب في الإقليم الشمالي، ومع أنه عُدّ عديم الجدوى وطُرد، فموطنه ليس مما يحق لأسرة صغيرة من الإقليم الجنوبي أن تستصغره