الفصل 94

الفصل 94: تقنية وهم الزمن القوية

باشرت سو شيانر فورًا إعداد قدرٍ من أطايب نادرة وثمينة

وجرت دينغ يويه ليقوم بالأعمال الشاقة

كانت الوصفات كثيرة، فاختارت سو شيانر أبسطها لتبدأ بها

وفوق ذلك فإن كثيرًا من الكنوز النادرة والثمينة في الداخل عالية المستوى ولا يمكن أكلها بعد بحكم انخفاض مستوى زراعتها

ولذلك كان عليها أن تختار بعناية الكنوز النادرة التي يحتملها مستوى زراعتها لتطهوها

أما البذور في الداخل فوزِّعت لزراعتها

وفوق ذلك أوكلت إلى الصقر الذهبي الذي يزلزل السماء وإلى زهرة التهام الأرواح حراستها

وأما قطة الروح السماوية فعملها أن تتدلل فحسب، وكانت سو شيانر تحبها أكثر فلم تطلب منها عملاً شاقًا

وفي الحقيقة لا حاجة للحراسة على البذور المزروعة داخل الفضاء الجيبي، فالكائنات المحلية هناك لن تتلف البذور النادرة

فهي ملك لتشو شوان، وبغير إذنه لا تجرؤ تلك الكائنات على إتلافها

وبعد أن أنهى تشو شوان تفقد مجموعة الأطايب الكاملة وسلّمها إلى سو شيانر لم يستطع انتظارًا ليتفحص تقنية وهم الزمن

تقنية وهم الزمن منبثقة عن الداو الأعظم للزمن، إذ يستطيع المستخدم الإقامة داخل الداو الأعظم للزمن وترك وهمٍ في الواقع، ويمكنه أيضًا استعمال ذلك الوهم للتواصل مع الواقع

وما إن قرأ معلومات تقنية وهم الزمن حتى أخذ نفسًا عميقًا، فقد كانت بالغة القوة

…

ما معنى أن يعيش في الداو الأعظم للزمن ويستعمل الوهم للتواصل مع الواقع

يعني ذلك أنه لا أحد يستطيع إيذاءه إلا إن قدر على شقّ الزمن نفسه

وسيكون قادرًا على العيش في الماضي أو الحاضر أو المستقبل

فعلى سبيل المثال يمكن لجسده أن يوجد في الزمن قبل ثلاث ثوانٍ ويترك وهمًا في الحاضر

لن يقدر أي هجوم على بلوغ تشو شوان

فجسده موجود في الماضي، ومهما بلغت قوة الهجوم فلن يمسّه

إذ يستحيل على الهجوم أن يبلغ الماضي، وبما أنه ليس في الحاضر فلن يتأثر بالهجوم بطبيعة الحال

ويمكن القول إن تشو شوان سيكون حقًا لا يُقهَر بعد أن يتقن تقنية وهم الزمن

إلا إذا استطاع الطرف الآخر شقّ المستقبل أو الماضي

لكن هذا ما لا يقدر عليه خبير في مجال العالم السماوي

بل ولا يقدر عليه حتى خبير في مجال القوة العظمى

تقنية وهم الزمن منبثقة عن الداو الأعظم للزمن

ازداد خفقان قلب تشو شوان، فهذه المرة كانت مكافأة النظام التي فعّلها مصادفة مفاجِئة جدًا

وكما المتوقع فالمكافآت التي تفعلها الصدفة لا تسير على القواعد

وبقوة تشو شوان الحالية لا يفترض أن ينال مكافأة عالية المستوى مثل تقنية من تقنيات الداو الأعظم

ولا ينال مثل هذه المكافآت العالية إلا عبر التفعيل المصادف

ثم اختار استلام المكافأة

لفّه ضوء ضبابي فأدخله في حالة غامضة

تمايل جسده كأنه غادر الحاضر بالفعل ولم يَبقَ في الواقع إلا وهم

وهو يسمى وهمًا، لكنه في الحقيقة لا يختلف عن شخص حقيقي

ومضى يوم سريعًا

وخلال ذلك خرجت سو شيانر فرأت تشو شوان يستريح بعينين مغمضتين فلم يبدُ أنه يريد منها إحاطته بما يجري في المنطقة الجنوبية، فعادت مسرورة إلى الفضاء الجيبي لتزرع

ولم تلحظ بطبيعة الحال أن تشو شوان في حالة استنارة

وفي حالة الاستنارة لا تزعجه الأمور الخارجية، فيبقى تحت حماية النظام

وليس هذا أول ما ترى سو شيانر تشو شوان مستريحًا مغمض العينين على هذه الحال، لذا ما إن رأته كذلك حتى عادت مسرورة إلى الفضاء الجيبي لتزرع

ومضت ثلاثة أيام قبل أن يستيقظ تشو شوان من حالة الاستنارة

وهذه أطول مدة استنارة يعيشها بإثارة من النظام

ومن ذلك يُعلم كم كانت تقنية وهم الزمن عميقة وقوية

وخطر في بال تشو شوان، فدخل جسده على الفور الداو الأعظم للزمن وترك وهمًا في الحاضر

وكان الوهم لا يختلف عن ذاته في الحياة الحقيقية، وبوسعه أيضًا أن يلامس كل شيء في الواقع عبر الوهم، بل ويمكن للوهم أن يتصرف نيابة عنه في الواقع

غير أنه بعد أداء تقنية وهم الزمن لثانية أو ثانيتين شعر تشو شوان كأن جسده بأسره يوشك على الانهيار

واعتلت الإرهاق روحه الإلهية

فسارع بإخراج حبة دوائية وابتلعها ليستعيد عافيته

كانت تقنية وهم الزمن قوية فعلًا، لكن استهلاكها للقوة الروحية عالٍ للغاية

وكان العبء الذي تلقيه على الروح الإلهية مفزعًا خاصة

ومع أن زراعة تشو شوان في المستوى الرابع من مجال السمو وقوة روحه الإلهية قد تجاوزت مجال السمو بكثير فإنه لم يستطع الحفاظ عليها إلا لثانية أو ثانيتين

وفي الوقت الحاضر لا تجعل تقنية وهم الزمن تشو شوان لا يُقهَر، بل لا يمكنه استخدامها إلا لتفادي الضربات المميتة في اللحظات الحرجة

أما إن استعمل تقنية وهم الزمن في مواجهة خصم قوي فلن يجني منها إلا التثاقل، إذ لا يستطيع الحفاظ عليها إلا فترة قصيرة، كما أنها تستنزف تقريبًا كل قوته الروحية وعزيمته

أحتاج على الأقل إلى بلوغ مجال العالم السماوي لأحوّل الهزيمة إلى نصر وأُفاجئ الخصم القوي بهذه التقنية

وما زال استخدام تقنية وهم الزمن في مجال السمو صعبًا جدًا

كان تشو شوان على بيّنة من أن قوة تقنية وهم الزمن ليست مما يُستعمل في مجال السمو

وبما أنها مكافأة من النظام فقد أتقنها تمامًا بمعونة النظام

ولهذا أمكنه استعمالها مع أنه لم يبلغ مجال العالم السماوي

وإلا ففي الظروف العادية لا يستطيع استعمالها حتى المزارعون في مجال القوة العظمى

لقد استوعب تشو شوان تقنية وهم الزمن، وهي تقنية من تقنيات الداو الأعظم، ومع أنه لا يستطيع استخدامها كما ينبغي الآن فإنه يستطيع أن يحاول ابتكار نسخة منخفضة المستوى من التقنية

مثل كيفية جعل هجماته أسرع داخل مجاله، أو كيفية إبطاء هجمات العدو، وما إلى ذلك

وقرر تشو شوان أن يجرّب، فابتكار نسخة منخفضة المستوى من سرٍّ مرتبط بالزمن لا ينبغي أن يكون مشكلة كبيرة

فعلى سبيل المثال يمكنه ابتكار فن صغير للسماء والأرض

وما إن فكّر حتى فعل، فبدأ يُعمِل فكره في كيفية إحداث تغييرات طفيفة في الزمن داخل مجاله

مثل تسريع هجماته، وإبطاء هجمات الخصم، وحتى تجميد الخصم لحظة خاطفة

وقوة المجال قائمة على القوانين، وعملية تحسين المجال هي في جوهرها إكمال مستمر لهذه القوانين

ويمكنه النظر إلى المجال على أنه عالم مصغّر بناه بنفسه وهو حاكمه

وداخل مجاله الخاص لا يبدو صعبًا اضطراب جريان الزمن لحظة خاطفة

وفي معارك الخبراء من مجال الإمبراطور فما فوق يكون تصادم المجالات حاسمًا إلى حد بعيد، ومن يعلُ مجاله مجال الآخر ينل الظفر في النهاية

وفوق ذلك فإن أنواع المجالات وطرائق استعمالها تختلف

وما يحتاجه تشو شوان هو إبطاء هجمات الخصم بالتزامن مع تسريع هجماته هو

بل ويمكنه حتى إرباك الزمن داخل مجال خصمه، مما يخلّ بإيقاعه

وابتكار سرّ بهذه القوة أصعب بكثير من ابتكار فن صغير عادي من فنون السماء والأرض

ومنح تشو شوان سو شيانر بضعة أيام راحة كي لا تُزعجه

وهذه أول مرة يُكرّس فيها تشو شوان نفسه حقًا للبحث في سرٍّ ما

وللمرة الأولى قطّب مفكرًا بعمق وظلّ يجرب بلا كلل

وكانت بين الحين والآخر تموجات عميقة تتماوج حول جسده، وبعد أيام من التفكير الشاق ظفر أخيرًا ببعض البصائر

غير أنه ما زال بحاجة إلى الاختبار

لذلك نادى قطة الروح السماوية والصقر الذهبي الذي يزلزل السماء

وأمر الحيوانين الأليفين أن يستعملا قوى مجالهما للقتال ضده

وخَفَّض تشو شوان زراعته إلى مجال الإمبراطور

وكان مجال قطة الروح السماوية يدور حول مفهومي الخفة والرشاقة، ويحتوي في جوهره سمة من الفضاء تمنحها قدرة على التنقل بسرعة عالية للغاية

وأما مجال الصقر الذهبي الذي يزلزل السماء فمهيب ثقيل، ومع ذلك يملك هو الآخر قدرة على التنقل بسرعة عالية للغاية