الفصل 91
الفصل 91: خمس سنوات
تحرك الملك الشرير بسرعة وحسم، فأخمد أي تذمر وأعاد تنظيم البلاط الإمبراطوري الشرير، حتى استعاد كرامة ملك شرير
ما أثار استياء عدد لا يُحصى من المزارعين الهراطقة أن الملك الشرير قد أقرّ سلسلة من القوانين التي فرضت قيودًا كثيرة على المزارعين الهراطقة
كانت القواعد والأنظمة أكثر من أن تُحصى، حتى غدت أشد صرامة وتقييدًا من قوانين أسرة تشيان العظمى
يا للسخرية
هم مزارعون هراطقة، فلِمَ الحاجة إلى هذا الكم من القوانين
ومع ذلك فقد أيّد الملك الشرير العجوز ذلك أيضًا، مما جعل كثيرًا من كبار البلاط الإمبراطوري الشرير يظنون أن الملك الشرير العجوز والملك الشرير قد فقدا صوابهما
أرادوا البحث عن الملك الشرير الصغير لإقناع الاثنين، غير أن الملك الشرير الصغير كان قد غادر البلاط الإمبراطوري الشرير
لذلك لم يكن أمامهم إلا الاحتمال
ربما حين تخمد سَورة الملك الشرير ستُلغى القوانين والأنظمة
وكما أن هناك من يعارض القانون الجديد للبلاط الإمبراطوري الشرير، فثمة بطبيعة الحال من يؤيده، مثل أصحاب المراتب الدنيا والضعفاء من المزارعين
ففي ظل القوانين الجديدة سيتمكنون من نيل حماية أكبر والحصول على فرصٍ أكثر للزراعة والارتقاء
لم يكن تشو شوان سوى من طرح عرضًا عابرًا على الملك الشرير بإعادة تنظيم البلاط الإمبراطوري الشرير، وأما كيفية تحقيق ذلك فلم يكترث لها
ففي هذا العالم الذي يحكمه الأقوياء لا توجد قوانين جيدة كثيرة، ومعظم الممالك لا تضع إلا قواعد بسيطة، ونادرًا ما تصون تلك القوانين مصالح الضعفاء أو تحميهم
وحتى لو فعلت، فهناك دائمًا خبراء يتجاهلون القواعد ويقتلون الضعفاء على أي حال
وغالبًا ما يغض منفذو القوانين الطرف، ولا يغامرون بإغضاب الأقوياء من أجل الضعفاء
فإذا كانت أسرة تشيان العظمى على هذا النحو، فكيف بالبلاط الإمبراطوري الشرير
لقد جعلت القوانين الجديدة في البلاط الإمبراطوري الشرير كثيرًا من القوى تتساءل هل أصاب رأس الملك الشرير خلل ما
إنه مزارع هرطقي، ومع ذلك سنّ قوانين صارمة لحماية الضعفاء وأنشأ حتى فريقًا لإنفاذ القانون
لقد صار حسّه بالعدالة أقوى من مسلك الطريق المستقيم
بدت أفعاله الرحيمة الحكيمة لا تليق بملك شرير
وإن طُبقت هذه القوانين بصرامة فلن يبقى البلاط الإمبراطوري الشرير شريرًا، بل سيغدو منصفًا عادلاً
وبالمقارنة معهم بدت أسرة تشيان العظمى الآن وكأنها هي الشريرة
استعاد الإقليم الجنوبي سكينته، ولم تقع صدامات بين القوى الكبرى
والموضع الوحيد غير الهادئ كان البلاط الإمبراطوري الشرير الذي دفع بكثير من القوانين الجديدة، فشعر العديد من المزارعين الهراطقة الذين لم يعتادوا تلك القوانين بالضيق
وزُجّ بكثير منهم في السجون، وراحوا سرًا يتساءلون أفي مملكة شريرة هم أم في مملكة عادلة
كان تشو شوان قد ظن في الأصل أن أسرة تشيان العظمى سترسل أناسًا إلى أسرة تشو للسيطرة عليهم وتسخيرهم، فتجعلهم شوكة في خاصرة أسرة تشين العظمى
لكن أسرة تشيان العظمى لم تُرسل أحدًا في نهاية المطاف
منذ أن قادت تشين كييون أسرة تشين العظمى إلى النهوض، شهد الإقليم الجنوبي إعادة هيكلة هائلة للقوى، وبعد فترة وجيزة من الاضطراب عاد إلى حالة من السلم
وعلم تشو شوان أن القوى المختلفة كلها تنتظر انفتاح أرض أشورا القديمة
أما أسرة تشين العظمى فكانت منشغلة بامتصاص كل الموارد التي تقع عليها لتبني أساسها وقوتها سريعًا
وكانت أسرة تشو أيضًا تزرع بهدوء وبسريّة، وكل فردٍ منهم يبذل قصارى جهده لزيادة قوته، يريدون اللحاق بالأسر الثلاث الأخرى
رفع تشو شوان رأسه وتلألأ النور في عينيه إذ كانت قوانين العالم السماوي والأرض في الإقليم الجنوبي تواصل التعافي
ومع ترميم القوانين أخذت سرعة زراعة مزارعي الإقليم الجنوبي تزداد تدريجيًا
ومضى الزمن سريعًا، حتى حلّ معلم السنوات الخمس
وكانت زراعة تشو شوان قد ارتفعت بالفعل إلى المستوى الرابع من مرحلة السمو
وازدادت قوة حيوانيه الأليفين بسرعة كبيرة أيضًا، فبلغت القطة السماوية الروحية المستوى الخامس من مرحلة الإمبراطور، وبلغ العقاب الذهبي الهادر المستوى التاسع من مرحلة الإمبراطور
أما زهرة الافتراس الروحي فبعد أن ابتلعت طاقة الدم الشيطانية من لؤلؤة الروح الدموية، خضعت لتحول، وغدت قوتها معادلةً لمزارع في المستوى السادس من مرحلة الإمبراطور
وكان دينغ يويه بحق جديرًا بلقب صاحب الحظ المقدر لجيل الإقليم الجنوبي الحالي، ثم إن موهبته المرعبة في طريق السيف تعززت بنبض سيف مشيئة العالم السماوي، وقد بلغت زراعته المستوى الثالث من مرحلة الفراغ
ولم يستغرق منه أقل من عامين لينتقل من المستوى الأول من مرحلة الروح إلى المستوى الثالث من مرحلة الفراغ
وفوق ذلك فبحسب تقنية السيف التي يزرعها دينغ يويه، لم يكن صعبًا عليه أن يعبر المراحل ويقاتل مزارعين في المستوى السابع أو الثامن من مرحلة الفراغ
لقد اجتاز دينغ يويه حاليًا المرحلة الأولى من طريق السيف ونسي محبوبته
ولم يعد يحنّ إلى حبيبته منذ الطفولة
فمن يفكر بسوءٍ في شخص كل يوم، ويلومها على حاله، ويكيل لها شتى الإهانات، لا بد أن يمقتها شيئًا فشيئًا، ثم يكفّ عن حبها، ثم ينساها، وعندئذٍ يمكنه أن يركّز على طريق السيف
وفي هذه اللحظة، حين بدأ يزرع طريق السيف بجد، أدرك دينغ يويه أن التشبث بامرأة يصرفه حقًا عن الزراعة
وأخذ يشعر أكثر فأكثر بأن ما قاله معلمه صحيح
كان دينغ يويه يحاول الآن اجتياز المرحلة الثانية من طريق السيف، فلا تشتته النساء الجميلات، ولا يكون في قلبه إلا روح السيف
غير أنه حتى الآن لا يزال عاجزًا عن تجاوز هذه المرحلة
فحين تأتي تشو يون إلى الفناء الصغير يلقي عليها نظراتٍ قليلة، وواضح أنه لا يضمر شيئًا في قلبه، لكنه كان دائمًا ينظر إليها لا إراديًا
ويتضاعف ذلك خصوصًا حين تكون سو شيان’er مع تشو يون، إذ كان ينظر إليهما بعفوية
كانت هذه المرحلة صعبة للغاية
ومن العسير ألا يتأثر المرء بالأشياء الخارجية
كانت نظرات دينغ يويه حازمة، وقد أقسم أن يتجاوز هذا الاختبار
وبالإضافة إلى تعليمه طريق السيف، لقّن تشو شوان دينغ يويه تقنيات الإخفاء، فإخفاء الزراعة مهارة لازمة على أي حال
كما علّمه تقنية الجبل الراسخ
وكان دليل السيف الذي زوّد به دينغ يويه يتضمن أيضًا تقنياتٍ لزراعة الروح، لذا لم يعلّمه تشو شوان مزيدًا من تقنيات الروح
فلا ينبغي للمرء أن يعض أكثر مما يستطيع مضغه
وفوق ذلك فموهبة دينغ يويه المرعبة مركزة كلها في طريق السيف، أما في ما يخص قابليته لسائر الفنون السرية فزراعته أبطأ بكثير
وكانت سرعة زراعة سو شيان’er مذهلة كذلك، فهي صاحبة بنية القمر العظيم الغامضة، ولما كانت تزرع تعويذة القمر العظيم المتوافقة مع بنيتها فقد ازدادت قوتها قفزات متتابعة
وقد بلغت الآن المستوى الثامن من مرحلة الوحدة
ولم تكن موهبة تشو يون ضعيفة أيضًا، لا سيما في علم الصيدلة
فقد وصلت بالفعل إلى المستوى التاسع من مرحلة الروح، ومع أنها أضعف بكثير من دينغ يويه، فلا يوجد كثيرون في الإقليم الجنوبي بأسره من يمكنهم مجاراتها
وفوق ذلك فموهبتها الحقيقية متركزة أصلًا في مجال الصيدلة
وقد غادرت تشو يون أراضي أسرة تشو للتمرّس وصقل النفس
كما مضى وقتٌ طويل منذ أن سمع تشو شوان زأرات تشو تيانمينغ من جهة القصر الأسري
ولعل النهوض الوشيك لأسرة تشو يعني أن غضبهم من تشو يوان قد خفّ
وبدا أنه لم يعد هناك كثيرون في أسرة تشو يتذكرونه
وباستثناء تشو يون التي كانت تأتي كثيرًا، فقد زاره تشو تشينغ بضع مرات، كما جاء الأخ السابع ثلاث مرّات
وعدا ذلك لم يأتِ أحدٌ لزيارته
وكان تشو شوان راضيًا بأن يحيا حياته بسلام
كان معلم السنوات الخمس يوشك أن يحلّ، وكان تشو شوان يتطلع إلى المكافآت التي سينالها
فالمكافآت التي كانت تُستثار عشوائيًا لإنجازاته في العزلة باتت من درجة رفيعة جدًا هذه الأيام
ونادرًا ما تظهر الكنوز من الدرجة العظمى
فمعظمها كنوز تفوق الدرجة العظمى
وبدعم حبوب تشو شوان ازداد مستوى دو يوان بسرعة كبيرة، حتى بلغ ذروة المستوى الثالث من مرحلة السمو
ولن يطول الأمر قبل أن يخترق إلى المستوى الرابع من مرحلة السمو
وبعد زراعة تقنية لهيب الأرجوان الذي يحرق السماوات، صار مستوى دو يوان شبه لا يُقهَر بين أقرانه في المستوى نفسه
أما فهم رن تشانغه لتقنية الختم العظيم لاتحاد الين واليانغ فقد تحسن كثيرًا، وأخذت قوته خطوةً إلى الأمام
ومع أنه لم يبلغ فعليًا المرحلة العظمى، لكنه لم يعد بعيدًا عنها
وقد بلغ الآن نصف خطوة إلى المرحلة العظمى
ولا يزال داخل كهف الحاكم الساقط وقد اختار عدم الخروج في الوقت الراهن
ولا تزال هالة الموت في كهف الحاكم الساقط تسود المكان، غير أن البيت الحجري الذي يقيم فيه رن تشانغه بدأ يُظهر بوادر الحياة
بل إن النباتات التي كانت بلا حياة حول بيته الحجري أخذت، بفضل تعمقه في دورة الحياة والموت، تبدي علامات حياة وتحولت إلى كنوز خاصة
وكان لتلك الكنوز أثرٌ عجيب في عكس الحياة والموت