الفصل 88

الفصل 88: الملك الشرير المذعور

حين دخل الملك الشرير أراضي أسرة تشو ورأى أن حرس الأسرة كلهم في عالم العميق، شعر أنه كان مفرط الحذر

كيف لأسرة تشو وحسب أن تصمد أمام ملك شرير مثله

ثم ماذا لو كان ثمّة كمين، من الذي يقدر على إيقافه

إن تحركت الإمبراطورة تشين كيون بنفسها فلن يكون ندًّا لها، ومع ذلك إن أراد الفرار فلن يقدر الطرف الآخر على وقفه

بهذا الخاطر كفّ الملك الشرير عن التخفي وراح يمشي متبخترًا

اتجه مباشرة نحو المقرّ الأسري لأسرة تشو

وعلى الرغم من أنه لم يعد مفرط الحذر، لم يشأ الملك الشرير أن يُكشَف أمره مبكرًا، فلو علم الناس أن الملك الشرير زار أسرة تشو ولم تُصب الأسرة بأذى فسيعرفون أن في أسرة تشو أمرًا غير طبيعي

لذلك، ورغم تبختره في المسير، لم يلحظه الحرس

كان ثمّة فناء صغير أمامه

لم يزد الملك الشرير على إلقاء نظرة خاطفة ثم تجاهله وهمّ بمتابعة طريقه

غير أن جسده تحرّك وتبدّل المشهد أمام عينيه

فجأة وجد نفسه داخل فناء صغير

أمامه شاب وسيم يجلس في أريكة استرخاء بكسل

وبجوار الشاب خادمة فاتنة تعدّ الشاي بأناقة

ابتلع ريقه

شعر الملك الشرير بوخز في فروة رأسه وتشنّجت عضلاته على الفور

في تلك اللحظة كان متوترًا إلى أقصى حد

قبل لحظات فحسب كان خارج الفناء يستعد للذهاب إلى المقرّ الأسري لأسرة تشو ليسيطر على ربّ الأسرة ومن ثم يسيطر سرًا على الأسرة بأكملها

لكنّه وجد نفسه بغتة داخل هذا الفناء في طرفة عين

وبيت القصيد أنّه لم يعرف حتى كيف انتهى به الأمر داخل الفناء

كانت أسرة تشو مرعبة للغاية

في تلك اللحظة سال العرق البارد على ظهر الملك الشرير وشعر بندم شديد، لِمَ قرر أصلًا السيطرة على أسرة تشو

كل ذلك بسبب كون وو اللعين

نعم، هو من عبث بمزاجه وجعله متحفزًا سريع الغضب، لذا اندفع طائشًا نحو أسرة تشو

وهو ينظر إلى الشاب على أريكة الاسترخاء تيبّس جسد الملك الشرير ووقف منتصبًا

من يكون هذا

أهو تشو تشيولوو

تذكر الملك الشرير اسم الموهوب المتألق من أسرة تشو الذي هيمن يومًا على مملكة تشين واشتهر في الإقليم الجنوبي

ثم ما لبث أن شعر أن ثمة خطبًا ما

كان تشو تشيولوو موهوبًا حقًا، لكن كم عمره، كيف له أن يكون بهذه القوة

ومهما يكن من فرادة فلن يبلغ أكثر من نصف إمبراطور

ثم أليس تشو تشيولوو وزوجته مفقودين

ألم يكونا عند ذروة عالم الفراغ حين فُقدا

وبطريقة أسرة تشيان العظمى في إدارة الأمور، كان لزامًا على تشو تشيولوو أن يذهب إليها إن أراد اختراق عالم الاتحاد

وعليه فالشخص الذي أمامه ليس تشو تشيولوو قطعًا

هو يبدو شابًا، أتراه في الحقيقة وحشًا عجوزًا

ارتبك الملك الشرير قليلًا

الهرب

طرد هذه الفكرة فورًا، فالطرف الآخر نقله بصمت، وهو نصف خطوة إلى عالم الإمبراطور، إلى داخل الفناء

ومهما يحدث فلن يقدر على الإفلات من كفّ ذلك الطرف

تثاءب تشو شوان، ورمق الملك الشرير المذعور قائلًا: الملك الشرير

ارتجف جسد الملك الشرير

ما العمل، هل يتوسل الرحمة

أنا الملك الشرير، ألن يكون مُخزيًا أن أتوسل الرحمة

ثم إنّ التوسل إلى وحش عجوز ليس مخجلًا حقًا

في لحظة تبدّلت خواطر الملك الشرير سريعًا، فانحنى قائلًا: نعم، نعم، أقدّم احترامي أيها الكبير

لم جئت إلى هنا

أتيت لزيارة ربّ أسرة تشو، قال الملك الشرير كاذبًا على عجل

رمق تشو شوان السماء وهو يدوّر عينيه، أملك المحكمة الإمبراطورية الشريرة يأتي سرًا ليزور العجوز تشو تيانمينغ في منتصف الليل

من كان يظن أنه سيخدعه

همهمة باردة

ارتعد الملك الشرير فزعًا وقال مسرعًا: لقد تجرأ هذا الصغير وأراد السيطرة على أسرة تشو، أرجوك اعفُ عن حياتي أيها الكبير

كان مجده مهمًا، لكنه ليس بأهمية حياته

فهو في نهاية المطاف قد تعرّض للمهانة مرة بعد أخرى حتى أصبح أقلّ الملوك الشريرين هيبة في التاريخ

لذلك لم يمانع أن يخسر قليلًا من الهيبة فوق ذلك

هكذا واسى الملكُ الشريرُ نفسه

ضيّق تشو شوان عينيه وفكّر هنيهة ثم سأل: هل تعرف شيئًا عن إمبراطور تشين العظمى

لقد وُجدت المحكمة الإمبراطورية الشريرة منذ زمن طويل، وربما حتى قبل الحرب العظيمة مع الشياطين

لكنّ صعودها الحقيقي كان بعد تلك الحرب

حتى أسرة تشيان العظمى لم تستطع كبح صعودها بل كُبِحت هي من طرفها، ومن هذا يتضح مقدار فرادة المحكمة الإمبراطورية الشريرة

وبصفته الملك الشرير الحالي وأحد كبار الخبراء في الإقليم الجنوبي فلا شك أنه يعرف أسرارًا كثيرة

فوجئ الملك الشرير، لم يعرف لماذا طرح الطرف الآخر هذا السؤال

لا أعرف إلا القليل

قل ما تعرفه

نعم، نعم

هزّ الملك الشرير رأسه ورتّب أفكاره قبل أن يقول: قرأتُ في كتاب قديم أن إمبراطور تشين العظمى وحّد الإقليم الجنوبي وأسّس إمبراطورية تشين العظمى، وكانت أكبر إمبراطورية في المنطقة الشمالية

تفاجأ تشو شوان، فقد ظن أن الملك الشرير سيعرف أكثر، لكنّ الآخر بدا قليل المعرفة، فهو لا يعلم إلا أن إمبراطور تشين العظمى وحّد الإقليم الجنوبي وأقام أكبر إمبراطورية في المنطقة الشمالية

ذلك أن سائر أقاليم المنطقة الشمالية لم تكن موحّدة بعد، وبما أن الإقليم الجنوبي توحّد فقد غدت إمبراطورية تشين العظمى بطبيعة الحال أكبر إمبراطورية في المنطقة الشمالية

ولما لم يستطع تحصيل معلومات كثيرة عن إمبراطور تشين العظمى غيّر تشو شوان بؤرة السؤال: ما مقدار ما تعرفه عن أرض أشُورا القديمة

ليس كثيرًا

ارتاع الملك الشرير، فهو لا يعرف الكثير عن هذه الأسرار القديمة

ماذا لو رأى الطرف الآخر أنه بلا قيمة فلطمه حتى الموت

تكلّم

نعم، نعم

تساقط العرق البارد من جبين الملك الشرير، ولم يجرؤ على رفع يده ليمسحه، وظلّ على هيئة انحنائه، ولم يجرؤ حتى على أخذ نفس عميق

تقول الشائعات إن أرض أشُورا القديمة كانت ساحة المعركة حين غزت عِرقُ الشياطين الإقليم الجنوبي وأشعلت حربًا

وبما أن من خاضوا الحرب كانوا خبراء عالم السماوي، فقد بلغ القتال من الشدة مبلغًا انهارت معه خطوط الطاقة في الإقليم الجنوبي فتضررت قوانين العالم السماوي والأرض، كما أن من الأخبار أن أرض أشُورا القديمة ستنفتح بعد 20 إلى 30 سنة

وبعد أن قال ذلك رمق الملكُ الشريرُ تشو شوان بعينين مرتجفتين

ما الخبراء الآخرون الذين لدى المحكمة الإمبراطورية الشريرة

تأمل تشو شوان، أيّ خبير أسّس المحكمة الإمبراطورية الشريرة

إن القوى العليا الراهنة في الإقليم الجنوبي لكلٍّ منها سند خلفها، فإما أنها مدعومة بقوى أخرى، وإما أنها أعدّت خطة لأجل أرض أشُورا القديمة

وبعضها فروع لقوى كبرى غادرت الإقليم الجنوبي لتعيد بناء فصائلها

بخلافي، يوجد أيضًا عمّي، لكنه دائمًا في عُزلة مغلقة

تردد الملك الشرير لحظة، لكنه في النهاية اختار أن يجيب بصدق

فعلى ضوء قوة الطرف الآخر المرعبة، إن أراد حقًا تدمير المحكمة الإمبراطورية الشريرة فلن يقدروا حتى على المقاومة، لذا فليكن الصدق خياره

وحياته أو موته أمر موكول إلى الحظ تمامًا

فهم تشو شوان، فعمّه هو الملك الشرير السابق، وأقوى خبراء المحكمة الإمبراطورية الشريرة

بل إن شائعات تدور في الخارج أنه نجح في اختراق عالم الإمبراطور عبر نوع من الطرائق السرية

وبعد أن فرغ من الأسئلة لوّح تشو شوان بيده فتدفقت خيط طاقة إلى جسد الملك الشرير

وفي الوقت نفسه زرع ختم الروح في الملك الشرير

إن السيطرة على ملك المحكمة الإمبراطورية الشريرة قد تنفع في وقت ما

عُد وأعد تنظيم المحكمة الإمبراطورية الشريرة

لوّح تشو شوان بيده

نعم، نعم، يا سيدي، قال الملك الشرير باحترام

كان يضطرب في داخله، هل جرى التحكم بي بهذه البساطة

وما هو أشدّ إيلامًا أنه ظلّ محافظًا على وعيه وصفاء ذهنه، لكنه عاجز عن مقاومة إرادة تشو شوان

بل لقد امتلأ في داخله احترامًا وإجلالًا لهذا الوحش العجوز قبالته، ولم يستطع حتى أن يهمّ بأدنى خاطرٍ في معارضته

كان الملك الشرير ليُؤْثر أن يفقد وعيه الذاتي على أن يحتفظ بعقل صاف، فهو يدرك بعمق أنه خاضع للسيطرة ومع ذلك عاجز عن المقاومة، فتنهشه هذه المفارقة عذابًا مستمرًا