الفصل 87
الفصل 87: هجوم الملك الشرير
غادر الملك الشرير قصر الملك الشرير سرًا وذهب بنفسه إلى مقاطعة تشو داخل أراضي أسرة تشين العظمى
وبفضل قوته، لم يلحظ أحد خروجه
إضافة إلى ذلك، كان الملك الشرير سيئ المزاج ويحب القتل، فإذا لم يكن هناك ما يُبلّغ به كان الخدم يفضّلون الاختباء بعيدًا ولا يجرؤون على إزعاجه
ولذلك حين أخبرهم الملك الشرير أنه لا يريد أن يُزعَج، ابتهج الخدم
وخلال هذه الفترة، حتى لو وُجد أمر عاجل، لم يكن الخدم يجرؤون على مقاطعته، بل كانوا يسلّمون الأمر إلى سائر كبار البلاط الإمبراطوري الشرير ليتولّوه
وكان كبار البلاط الإمبراطوري الشرير على علم بسوء مزاجه، لذا كانوا يتفهّمون تصرف الخدم
وبالنظر إلى قوة الملك الشرير، فطالما لم يصادف تشين كييون، فلن يقدر أحد على هزيمته
ولكي يتمم خطته بنجاح، ويتجنب كشف مخططه تجاه عائلة تشو، تنكّر الملك الشرير وابتعد عن الأماكن المزدحمة والعامة
فوق ذلك، كان يتحرك ليلًا فقط
وكان سبب حذره هذا أن يتجنب رصد شبكة استخبارات برج القمر الأسود
كان يعلم جيدًا أن برج القمر الأسود يراقبه باستمرار، ويريد أن يبيع معلومات عن تحركاته وخططه للآخرين بأسعار مرتفعة
وبالطبع لم يكن برج القمر الأسود يراقب الملك الشرير وحده، فالقائمة ذات الأولوية لديهم تشمل حاكم أسرة تشيان العظمى، وإمبراطورة أسرة تشين العظمى، وكثيرًا من الشخصيات البارزة الأخرى
وكانت أولويات الجميع متساوية ومتوازنة، ومع تشتت انتباه برج القمر الأسود شعر الملك الشرير بقدر أكبر من الطمأنينة
…
كان قادة الفصائل المختلفة في الإقليم الجنوبي والخبراء المشهورون جميعًا على قائمة المراقبة لدى برج القمر الأسود
ومن ثمّ، كان أهم ما يفعله كل من أراد إنجاز شيء بالخفاء هو تجنب جواسيس برج القمر الأسود
وإذا اكتشفوا جواسيس البرج، فإنهم عند الحاجة يقتلونهم فورًا لتجنب كشف مواقعهم
وعلى الرغم من قوة برج القمر الأسود، فهؤلاء ليسوا سوى جواسيس، وإذا كُشفوا جاز قتلهم
وكان هذا ضمن قواعد عالم الزراعة الروحية، ولم يكن البرج يجرؤ على استعداء العامة بسبب مقتل جواسيسه
ومهما بلغت قوة البرج، فإذا أغضب العامة فلن يستطيع تحمل رد الفعل العكسي
فبعد كل شيء، كان البرج يلتزم بالقواعد، لذا إذا انكشف أفراد استخباراته وقُتلوا على يد الخبراء الذين يراقبونهم، فلا خيار له إلا القبول بالأمر
ومع أن قدرة البرج على جمع المعلومات كانت قوية للغاية، فهي ليست مطلقة، ولا تقدر على وضع يدها على كل معلومة موجودة
فإن عزم خبير على إخفاء آثاره حقًا، فلن يكون من السهل التحقيق في تحركاته
تابع الملك الشرير تقدمه ووصل سريعًا إلى مقاطعة القمر الأرجواني
وبذلك لم يعد بعيدًا عن مقاطعة تشو
لم يُقدم على أي فعل في الطريق لتجنب أي احتمال لكشفه
وبعد وصوله إلى مقاطعة تشو، لم يتجه مباشرة إلى أراضي عائلة تشو
بل جمع معلومات عن العائلة، وبالأخص تحرّى عن وجود خبراء مخفيين أو احتمال وجود كمين
ومع أن الملك الشرير كان واثقًا جدًا من قوته، إلا أنه احتاج إلى التحوّط
فهو ليس لا يُقهَر في الإقليم الجنوبي
كما أن إمبراطورة أسرة تشين العظمى ليست ممن يمكنه التعامل معهم
وبعد أيام من التحقيق، تأكد له عدم وجود احتمال لكمين في مقاطعة تشو، وأنه لا خبراء مخفيين هناك
بل لم يكن في أراضي عائلة تشو أي خبير من عالم الاتحاد
وبدت عائلة تشو كأنها انكمشت ودخلت فترة خمود، منخفضة الحضور إلى حد لافت
وبالمقارنة مع غطرستهم حين كانوا يستأصلون الطائفة المهرطقة، فإن هدوءهم الحالي كان مقلقًا وكأنهم يبذلون جهدهم لئلا يلفتوا الانتباه
ورجّح الملك الشرير أن لذلك علاقة بإقصاء عائلة تشو عن قلب شؤون أسرة تشين العظمى
بما أن أسرة تشين العظمى قد همّشت عائلتكم يا تشو، فلتنضموا إذن إلى البلاط الإمبراطوري الشرير
ابتسم الملك الشرير ابتسامة باردة
ومع حلول الليل، انطلق نحو أراضي عائلة تشو
لقد جاء بنفسه هذه المرة ليفرض السيطرة على عائلة تشو سرًا، وكان التحرك ليلًا أسهل في إخفاء الأثر
كانت عائلة تشو قطعة بالغة الأهمية، فإذا سيطر عليهم بنجاح فكأنه زرع قطعة خفية داخل أسرة تشين العظمى، وإن نجح فسيقدر على طعنها في الظهر في أي وقت
…
كان دينغ يويه وسو شيان إر يزرعان باجتهاد داخل فضاء الكون
وقد ازدادت حدّة نية السيف لدى دينغ يويه خاصة، وصارت صورة محبوبته في قلبه باهتة جدًا
ولن يمر وقت طويل حتى ينساها تمامًا
ولن يفكر فيها بعد ذلك ولن تشتته، وسيكرس نفسه كليةً لزراعة طريق السيف
وكلما خفتت خواطر الشوق إلى محبوبته، وجد دينغ يويه أن تركيزه على طريق السيف يزداد قوة
وازداد يقينه بأن تعاليم معلمه صائبة، فإن أراد زراعة السيف الأسمى فعليه حقًا أن ينسى محبوبته
وبينما كان يجتهد لاختراق المرحلة الأولى من طريق السيف، كان دينغ يويه يُعدّ العدة لاختراق المرحلة الثانية أيضًا
فنحت تمثالًا خشبيًا ووضعه حيث تزرع سو شيان إر، وكان يلمحه بين حين وآخر
فإذا صار أول من ينتبه إليه ليس سو شيان إر بل التمثال الخشبي، فذلك يعني أنه تقدم في المرحلة الثانية من طريق السيف
وكان وجه سو شيان إر مظلمًا طوال الوقت، فهذا الشقي دينغ يويه عازم على أن يبقى وحيدًا
أكان يستخدمها لتهذيب حالته الذهنية كي يخترق المرحلة الثانية من طريق السيف إذن فلا ملامة عليها إن كانت قاسية معه
أمسكت سو شيان إر سوطًا طويلًا ولوّحت به فالتف حول دينغ يويه، ثم قذفته عاليًا في الهواء وأوسعتْه ضربًا شديدًا
سأضربك كل يوم، وأرى أستصير أول من تحذر منه بنظرك أم تنظر أولًا إلى التمثال الخشبي
وأدرك دينغ يويه بأسى أنه بعدما ضُرب صار يحذر سو شيان إر ويغضب منها في الوقت نفسه
فكلما نظر إلى سو شيان إر كان لا شعوريًا ينظر إليها أولًا، ثم يدرك بعد ذلك أنه كان يريد أن ينظر إلى التمثال الخشبي أولًا
كانت المرحلة الثانية صعبة جدًا، فكلما شرد ذهنه شغلتْه المؤثرات الخارجية
لكن دينغ يويه لم يَفْتُر عزمه، بل صار أكثر تصميمًا
وكان تشو شوان كل يوم يستخدم مرآة السماوات الألف للاتصال بمكان عشوائي، يخدع من يلقاه أحيانًا
غير أنه لم يصادف خبراء، فتبددت آماله في خداع خبير آخر
ومع هبوط الليل، تثاءب تشو شوان وكان على وشك العودة إلى غرفته لينام
فمع قوته لم يكن بحاجة إلى النوم فعلًا، لكنه اعتاده كان ينظر إلى مخطط زراعة الروح ليزرع قوة روحه الإلهية ثم يغفو ببطء
وكان هذا جزءًا من حياته اليومية
فجأة ظهرت هيئة بهدوء خارج أراضي عائلة تشو
إنه خبير في نصف خطوة في عالم الإمبراطور
كان قويًا في نصف خطوة في عالم الإمبراطور، ومع أنه أضعف كثيرًا من تشين كييون، إلا أنه أقوى بكثير من سونغ ييمينغ
لقد كاد يلمس عتبة عالم الإمبراطور
ولو استعيدت قوانين السماء والأرض في الإقليم الجنوبي لكان لدى هذا الرجل فرصة لاختراق عالم الإمبراطور
وكان خبير نصف خطوة في عالم الإمبراطور يُعد من أبرز الخبراء في الإقليم الجنوبي فما الذي جاء به إلى أراضي عائلة تشو
ماذا أراد أن يفعل
وفوق ذلك، كانت قوة شريرة كامنة في جسده، فهو من غير ريب مزارع مهرطق
مزارع مهرطق في نصف خطوة في عالم الإمبراطور
وخطر ببال تشو شوان خاطر غريب هل يمكن أن يكون هذا الرجل ملك البلاط الإمبراطوري الشرير
أجاء ليتعامل مع عائلة تشو بنفسه
ولكن من تصرفاته الحالية بدا أنه لا ينوي إثارة جلبة هنا، وكأنه لا يريد تدمير عائلة تشو بل لديه خطط أخرى لهم
وبالنظر إلى قوة الملك الشرير، فحتى لو أثار جلبة هنا لقدر على الفرار سالمًا عائدًا إلى البلاط الإمبراطوري الشرير
ففي أنحاء أسرة تشين العظمى كلها، ما عدا تشين كييون لا يضاهيه أحد
ثم إن تشين كييون بعيدة جدًا عن مقاطعة تشو
فإذا وصلها خبر وجوده هنا كان سيكون قد فرّ منذ زمن
ولذلك، وإذ رأى تشو شوان حذر الملك الشرير وتصرفه المريب، فلا بد من دوافع أخرى وراء زيارته والحقيقة أنه أراد السيطرة على عائلة تشو سرًا