الفصل 83
الفصل 83: الجنون الأخير لهو تشيوان
ساور تشو تيانمينغ شعور بأن نوبة الجنون المفاجئة لدى سونغ ييمينغ قد تكون لها علاقة بتشو يون
كيف يكون ذلك ممكنًا
كان عليه أن يسألها على انفراد
هل تظنون أنه بسبب ردع الإمبراطورة
سأل أحد شيوخ العائلة بصوت منخفض
لقد أُعيد هذا الشيخ من أسرة تشيان العظمى على يد تشين كييون، لذا شهد بنفسه قوة إمبراطورة تشين العظمى
هذا غير ممكن، فمع أن إمبراطورة تشين العظمى قوية، إلا أن زعيم طائفة جبل السيوف التسعة لن يخاف منها إلى حد الإقدام على تصرف مجنون كهذا، أليس كذلك
أبدى تشو تيانمينغ شكوكه
وفوق ذلك فالعلاقة بين أسرة تشين العظمى وجبل السيوف التسعة علاقة استثنائية، إذ لا يزال جبل السيوف التسعة القوة الرئيسة التي تحرس حدود أسرة تشين العظمى
وبناءً على هذه العلاقة فلن يعاملوا زعيم جبل السيوف التسعة بهذه الطريقة مهما كان السبب
ومن الأقل احتمالًا أن يغامروا بإفساد علاقتهم الجيدة مع جبل السيوف التسعة من أجل عائلة تشو
يصعب الجزم، فلو لم أرَ بعيني ما كنت لأتصور بأس الإمبراطورة
كان تعبير الشيخ جادًا للغاية
عند سماع كلامه خامر الشك تشو تيانمينغ ومن معه، أيمكن فعلًا أن الإمبراطورة روّعت الطرف الآخر سرًا
هل لا تزال تفكر في الأيام الخالية
هل لا تزال تفكر في تشو يوان
ذلك اللعين تشو يوان
وما إن خطر تشو يوان لبال تشو تيانمينغ حتى انفجر غاضبًا
أخرجت تشو يون لسانها، فالاخ الثالث ليس هنا هو أيضًا، ولو عاد يومًا فستكون الأجواء غير مريحة
كانت مسألة سعي زعيم جبل السيوف التسعة قسرًا إلى خطبة تشو يون لابنه أشبه بمسرحية هزلية، لم تُثر ضجة كبيرة وسرعان ما خمد أي لغط حولها
أما المطلعون فلم يعرفوا سوى أن زعيم جبل السيوف التسعة جاء بزخم عارم ثم عاد إلى الجبل مع ابنه المشوّه
وأما ما جرى تحديدًا فلا أحد يدري حقًا
كل ما عُرف أن سونغ بانغ قد أشبعه أبوه ضربًا حتى صار كتلة لحم
وقد خمّن كثيرون أن السبب على الأرجح يعود لإمبراطورة تشين العظمى
أسرة تشين العظمى، مقاطعة القمر الأرجواني
أصبحت مملكة القمر الأرجواني سابقًا مجرد مقاطعة القمر الأرجواني التابعة لأسرة تشين العظمى
وكان حاكم المقاطعة هو الحاكم السابق لمملكة القمر الأرجواني
كان هذا الرجل فطنًا جدًا، فبعد استسلامه لم تراوده أفكار تمرّد أو سعي للاستقلال، بل أصغى بأمانة لأوامر تشين كييون وصار من أعوان إمبراطورة تشين العظمى الأكفاء
ووُضعت مقاطعة القمر الأرجواني تحت إمرته
ومع أنه لم يعد حاكمًا لمملكة بل مجرد حاكم مقاطعة، بقي أقوى شخص في مقاطعته
في غابة ما داخل مقاطعة القمر الأرجواني، شقّت هيئة بائسة طريقها إلى كهف رطب معتم
وكانت عيناه مملوءتين بالكراهية
وعلى وجهه أثر ندبة وحشية تمتد من اليسار إلى اليمين تغطي وجهه كله
وكان الجرح الذي خلّف هذه الندبة كفيلًا بقتله لولا حظه
هو تشيوان
لقد كان يومًا زعيم طائفة المزارعين الشاذين في مملكة القمر الأرجواني
أما الآن فهو في حال بائس
ما تزال الطائفة الشاذة موجودة في مقاطعة القمر الأرجواني، لكن هو تشيوان لم يعد زعيمها
ولا يُعد من القيادات العليا
بل صار هامشيًا
لقد نسيه الجميع تقريبًا، ذلك الزعيم السابق لطائفة المزارعين الشاذين في مملكة القمر الأرجواني
بعد أن ضمّت أسرة تشين العظمى مملكة القمر الأرجواني تلقت الطائفة الشاذة ضربة قاصمة
واحتقره البلاط الإمبراطوري الشرير وعدّه عديم النفع، فاستبعدوه حين شرعوا في إعادة بناء الطائفة
أما السند الذي كان وراءه فقد تخلّى عنه واختار غيره
تولى الزعيم الجديد القيادة، وكان أول ما سيفعله أن يجعل من سلفه عبرة
ظنّ هو تشيوان أنه وإن لم يُقدّم الكثير، فقد كان خادمًا وفيًا، لكنه رغم خدمته الطويلة للبلاط الإمبراطوري الشرير تبدل حاله ومكانته تبدلًا كبيرًا
فلم يعد زعيمًا لطائفة المزارعين الشاذين في مملكة القمر الأرجواني، وقد أراد الذهاب إلى البلاط الإمبراطوري الشرير ليتدرّب ويخترق إلى عالم الاتحاد بأسرع ما يمكن، لكن ما إن وصل حتى طُرد من سندِه السابق
وبّخه سندُه على عجزه وحمّله مسؤولية خسارته لهيبته الشخصية، ثم قال له إنه لا يستحق البقاء في البلاط الإمبراطوري الشرير
ومن بين جميع الزعماء السابقين للطائفة الشاذة كان نهاية هو تشيوان هي الأتعس
فبعد أن يترك الآخرون مناصبهم كانوا دائمًا يتوجهون إلى البلاط الإمبراطوري الشرير للتدرّب ويصبحون جزءًا منه ولو مجرد بيادق
أما هو فكان الوحيد الذي طُرد وتُرك
وجذر كل ذلك يعود إلى الطائفة الشاذة في مملكة القمر الأرجواني التي كادت تُستأصل كليًا
وبصفته الزعيم فقد كان بالغ التقصير
وهذا ما جعل السند الذي يقف وراءه مادة للسخرية بين أقرانه
امتلأ هو تشيوان سخطًا وغضبًا
وخطر له أن ينتقم من سندِه، لكن الطرف الآخر كان قويًا جدًا وله أعوان كثر، فكيف لمزارع في قمة مرحلة عالم الفراغ مثله أن ينتقم من قوة بهذا الحجم
وبعد طول تفكير قرر أن أصل سقوطه كله كان بسبب عائلة تشو
وهكذا ازداد حقده على عائلة تشو يومًا بعد يوم حتى أوشك أن يفقد صوابه
وفوق ذلك تعرض للسرقة مؤخرًا
ومن كان يجرؤ على سرقته يوم كان زعيمًا للطائفة الشاذة
كان هو تشيوان مصابًا وشعر أن حياته بلا أفق
وخطر له أيضًا أن يتوجه إلى قصر الملك الشرير قبل أن يموت ليترك اسمه بين حلقة المزارعين الشاذين، لعل حياته لا تذهب هدرًا
لكنه لم يجرؤ، إذ كان لا يزال يُجلّ الملك الشرير فلم تطاوعه نفسه على ذلك
ولذلك عاد ينسج خططًا طويلة الأمد
أراد الانتقام
وأراد أن يُسمع اسمه في الإقليم الجنوبي
أخرج خرزة روح الدم ولمعت عيناه حقدًا
يا عائلة تشو
سيجازف بكل شيء لينتقم من عائلة تشو
وبجهد لا يكلّ وجد أخيرًا طريقة لتفعيل خرزة روح الدم
وكانت المواد كلها قد أُعدّت
ولم يبقَ سوى التنفيذ
وهو يحدق ناحية مقاطعة تشو عضّ على أسنانه، ولولا عائلة تشو هل كان سينتهي به المطاف إلى هذا الحال البائس
إن جذر كل شيء هو عائلة تشو
وظنّ هو تشيوان أنه ما إن يفعّل خرزة روح الدم ستتلوّث أراضي عائلة تشو، فيتحول سكانها إلى شياطين يُطاردهم خبراء الإقليم الجنوبي ويقتلونهم
وعندئذ سينتشر صيته وسمعته السيئة في كل الإقليم الجنوبي
وستُدمَّر عائلة تشو، التي كانت إحدى العائلات الثلاث العظيمة في مملكة تشين، على يديه بعد أن تتحول إلى شياطين
وسيصبح بذلك أشهر حتى من أولئك الذين اقتحموا قصر الملك الشرير
وحتى لو مات فسيكون كل ذلك مستحقًا
تفقد هو تشيوان إصابات جسده الداخلية، فلم يبقَ له وقت كثير
حتى لو مات فسيجرّ عائلة تشو معه إلى الهاوية
وحسم أمره، فبعد أن تعافى قليلًا اندفع نحو مقاطعة تشو
كان عليه أن يختبئ، وأن يتسلل إلى أراضي عائلة تشو خفيةً ويفعّل خرزة روح الدم سرًا
وستنشر طاقة الدم الشيطانية تلوثها في أراضي العائلة فتُحوّل سكانها إلى شياطين
وما إن يحدث ذلك سيُقتل جميع المتحولين
فهذا قانون صارم لدى البشر
ولا استثناء لأي قوة، حتى البلاط الإمبراطوري الشرير سيقتل الشياطين ما إن يعثر عليهم
فكل من تلوث بطاقة الدم الشيطانية يصير تابعًا وخادمًا لعِرق الشياطين، ولم يعد يُعدّ من البشر
وبما أنهم ليسوا بشرًا فلن يُسمح لهم بالعيش في أراضي البشر
وفوق ذلك فالمتحولون إلى شياطين غالبًا ما يكونون قساة، وتتبدل طباعهم ولا يبقى لهم من الإنسانية شيء
وبصفته ناشرًا لطاقة الدم الشيطانية سيُطارَد أيضًا
وفي أوساط البشر لا يمكن لأي قوة أن تتحمل نفايات مثله
لكن هو تشيوان لم يُبال
وأراد أن يكون أول شخص ينشر طاقة الدم الشيطانية في الإقليم الجنوبي
حتى لو لُعن عبر الأجيال، ثم ماذا
فعلى الأقل سيُخلَّد اسمه، هو تشيوان، في تاريخ عالم الزراعة الروحية
وسيكون قد انتقم ونال شهرة، فما الذي لا يُرضيه إذن
كانت عينا هو تشيوان ممتلئتين بالجنون، وأراد أن يعلم الجميع أنه حتى لو مات فسيجرّ المذنب معه
ولتفادي أي طارئ كان حذرًا للغاية في الطريق، وتجنب عمدًا برج القمر الأسود
خشي أن يتسرّب خبر امتلاكه لؤلؤة روح الدم
وأخيرًا وصل إلى مقاطعة تشو، وألقى نظرة نحو أراضي عائلة تشو
وسيتحرك الليلة
هذا هو جنوني الأخير