الفصل 80

الفصل 80: الإكراه

متى تضرر الأساس، فلن يكون هناك سبيلٌ للمضي قدمًا حتى لو اخترق المرء إلى مرتبة الحقيقة

ظهرت أخيرًا تقنية الزراعة الوراثية الكاملة لعائلة شو، وكانت تقنية قوية تُمكّن المرء من الزراعة حتى مرتبة الإمبراطور أو حتى مرتبة السمو

وأيّ مزارعٍ لا يملك طموحًا أو حلمًا ببلوغ مرتبة الإمبراطور

لكن اختراق مرتبة الإمبراطور ليس سهلًا، فالموهبة والاستعداد مهمان جدًا، غير أنه إن لم يجتهد المرء، فمن يدري ما الذي قد يبلغه أو يعجز عنه

وفوق ذلك، ومع عون شو يون في صهر الحبوب، ما يزال هناك أمل حتى إن قصُرت الموهبة الفطرية

وبعد أن اكتُشف أساس عائلة شو استعاد أفرادها الأمل

وباتوا يعتقدون الآن أنهم قادرون على اللحاق بالعائلات الثلاث الأخرى

فوقع أفراد عائلة شو جميعًا في فترة من الزراعة المحمومة

حتى الأصوات التي كانت تسبّ شو يوان خفتت

ولم يعد يُسمع هدير شو تيانمينغ في المقر الأسلافي بسبب قضية شو يوان

وبعد يومين من مغادرة شو يون موقع عائلة شو القديم، جاءت إلى فناء شو شوان الصغير

قالت بصوتٍ منخفض غامض: يا أخي الثالث عشر، لقد ورثت الأداة على مستوى الإمبراطور الخاصة بعائلة شو

ضحك شو شوان وقال: حظك جيد فعلًا، أنتِ الآن من تحملين على عاتقك أمل عائلة شو

…

قالت شو يون: يا أخي الثالث عشر، أريد أن أُعطيك هذه الأداة بمستوى الإمبراطور، لا نفع لي بها وأشعر أن احتفاظي بها خطر جدًا

كان وجه شو يون جديًا وهي تتكلم، فلو عَلِم الآخرون بشأن الأداة بمستوى الإمبراطور لتهددت حياتها

ضحك شو شوان وهو ينظر إليها

وكان سبب جديّة شو يون في الكلام أنها تخشى ألا يقبل الأداة بمستوى الإمبراطور

قالت شو يون: يا أخي الثالث عشر، يجب أن تساعدني، سأترك الأداة بمستوى الإمبراطور عندك، ولا يجوز لك أن تخبر أحدًا

حسنًا أومأ شو شوان

ابتهجت شو يون، فكما توقعت، خشي الأخ الثالث عشر على سلامتها فاختار قبول الأداة بمستوى الإمبراطور

وحاولت على الفور أن تُخرج الأداة بمستوى الإمبراطور

لكن الأداة في دانتيانها رفضت أن تتحرك

جرّبت طرائق عدة، لكنها في النهاية عجزت عن إخراجها، فتبدّل تعبيرها على الفور

يا أخي الثالث عشر، لا أستطيع إخراج الأداة بمستوى الإمبراطور

هذا يعني أن الأداة بمستوى الإمبراطور قد اعترفت بك ملكةً عليها تمامًا، وفي اللحظات الحرجة ستحميك على أي حال، لذا احتفظي بها ربت شو شوان على رأسها الصغير وابتسم

وكانت الأداة بمستوى الإمبراطور مشبعة أيضًا بقوة شو شوان، فهي لا تعين شو يون في زراعتها فحسب، بل ستنقذ حياتها في اللحظات الحرجة

ومع زراعة شو شوان في المستوى الأول من مرتبة السمو فلن يقدر أي مزارع في مرتبة الإمبراطور على إيذاء شو يون

وفوق ذلك، ترك شو شوان ختمًا مطاردًا للأرواح على الأداة بمستوى الإمبراطور، وبهذا يمكنه استخدام قوس مطاردة الأرواح لقتل أي عدوٍّ يقترب من شو يون

حسنًا

وبما أن شو يون عجزت عن إخراج الأداة، عادت إلى المقر الأسلافي بملامح خائبة

وبعد عودتها إلى المقر الأسلافي أجهدت ذهنها بحثًا عن حل، لكنها رغم جهدها لم تستطع إخراج الأداة، فلم يكن أمامها سوى أن تعدل عن الأمر

وفيما كانت عائلة شو تستعد للتركيز على الزراعة والنمو، وصل خبرٌ فجأة هزّ الشيوخ

فقد جاء زعيم طائفة جبل السيوف التسعة، سونغ ييمينغ، بابنه سونغ بانغ إلى عائلة شو لخطبة الزواج، إذ أراد ابنه سونغ بانغ الزواج من شو يون

وليس ذلك فحسب، بل جاء بمظهرٍ مُهدِّد، فلم يلجأ إلى أساليب ودّية لطلب الزواج، بل هدد عائلة شو مباشرة ليُكرِهها على القبول

ولو وقع هذا قبل كشف أساس عائلة شو لربما نظر الشيوخ في مسألة استرضاء جبل السيوف التسعة من عدمه

غير أنه بعد كشف الأساس، وقد اعترفت الأداة بمستوى الإمبراطور بشو يون سيدةً عليها، فكيف يسمحون بزواج شو يون من ابن زعيم جبل السيوف التسعة

وفوق ذلك جاء الطرف الآخر بمهابةٍ وتهديد مباشر، ولم تستطع عائلة شو قبول هذا التصرف

كانت شو يون أمل نهوض عائلة شو

وبحسب الوضع القائم، حتى لو كان في قلب شو يون شخصٌ ما فلن يوافق الشيوخ على زواجها إلى خارج العائلة

ولا بد لشريكها المستقبلي أن يتزوج داخل عائلة شو

ماذا نفعل

نظر الشيوخ إلى شو تيانمينغ بوجوهٍ جادة

لا يسعنا إلا طلب العون من عائلة تشين

قال شو تيانمينغ بوجهٍ قاتم

لأجل دعم المترجمين وتوفير ترجمات جديدة، اقرأ هذه الرواية مباشرة من موقع مركز الروايات، موقع بلا إعلانات.

قلق الشيوخ، فهل ستأتي عائلة تشين لنجدتهم

ويُعلَم أن العلاقة الراهنة بين أسرة تشين العظمى وجبل السيوف التسعة ليست طبيعية، فهل سيغضبون زعيم الطائفة من أجل عائلة شو

ولكن في هذه المرحلة لا سبيل آخر سوى طلب العون من عائلة تشين

وكانت شو يون تصنع الحبوب داخل موقع عائلة شو القديم، فلم تكن على علم بما يجري خارجًا

وقد علم شو شوان من تقارير استخبارات برج القمر الأسود أن سونغ ييمينغ جاء بابنه إلى أراضي عائلة شو

ولم يكن الطرف الآخر سريعًا ولا بطيئًا، بل مارس ضغطًا على عائلة شو بسيره العلني، وكان تلاميذ جبل السيوف التسعة المرافقون لهم يسيطرون في الوقت الراهن على مدينةٍ تلو أخرى في مقاطعة شو

ومع أنهم لم يُقدموا على إيذاء أحد، فإن نيتهم كانت واضحة

لقد وصلوا أخيرًا

وبخاطرة واحدة، غطّى شو شوان كامل أراضي عائلة شو ضمن مجاله

وأراد أن يضع مزيدًا من القطع فوق رقعة الإقليم الجنوبي، إذ كان مهتمًا جدًا بأرض أشورا القديمة

وكان افتتاح أرض أشورا القديمة مرتبطًا بوضع المنطقة الشمالية بأسرها، وستشارك فصائل قوية كثيرة في هذا الأمر

وربما تتدخل فصائل أخرى من مناطق أخرى أيضًا

وسيكون إثارة المتاعب على ساحةٍ تموج بالفصائل القوية أكثر تشويقًا

وفوق ذلك قد تُطلق أفعاله مكافآت النظام

وكان زعيم طائفة جبل السيوف التسعة إحدى القطع التي أراد شو شوان الحصول عليها بسبب قضية إمبراطور أسرة تشين العظمى

داخل القصر الإمبراطوري لأسرة تشين العظمى، نظرت تشين كيون في طلب عائلة شو للمساعدة ولم تُجب

فتح تشين بينغشان فمه غير مرة ثم أغلقه كل مرة، فلم يستطع أن يخمّن ما تفكر فيه تشين كيون

وكان أمر مساعدة عائلة شو من عدمه بيد تشين كيون وحدها، فلا أحد يسيطر عليها

لديّ رأيي في هذا الأمر

لوّحت تشين كيون بيدها إشارةً لتشين بينغشان بالمغادرة

تنهد تشين بينغشان، فقد كانت الهالة على مستوى الإمبراطور حول جسد تشين كيون تزداد قوةً باطراد، ولعلها توشك على اختراق مرتبة الإمبراطور قريبًا

وبعد مغادرة تشين بينغشان، قالت تشين كيون لشخصٍ يختبئ خلف ستار في الغرفة: أخطروا جبل السيوف التسعة، إن مات سونغ ييمينغ فاستبدلوا زعيم الطائفة وتظاهروا بأن شيئًا لم يحدث

بُهِت الشخص خلف الستار

إن مات سونغ ييمينغ، أليس الأجدر الانتقام

كيف يتظاهر بأنه لم يحدث شيء

وفوق ذلك، هل تملك عائلة شو أصلًا القدرة على قتل سونغ ييمينغ

وبعد برهةٍ طويلة أجاب: حاضر

مقاطعة شو

قال سونغ بانغ بضيق: أبي، دعنا نذهب مباشرة إلى المقر الأسلافي لعائلة شو، ماذا لو ابتلع أحدهم عشبة القلب الأسود ونحن نُضيّع الوقت هنا

رد سونغ ييمينغ: يا بانغ، أتراك متأكدًا أن تلك الفتاة صانعةُ حبوب

أنا متأكد، متأكد تمامًا، بل إن موهبتها في صهر الحبوب ينبغي أن تكون جيدة جدًا أيضًا هزّ سونغ بانغ رأسه على عجل وقال

ومع أن موهبته كانت قاصرة، فإنه لم يكن وريثًا بلا عقل، إذ فكّر في طرائق عديدة وبذل كل جهدٍ ليُحسّن وضعه كي يُثبّت مكانته في جبل السيوف التسعة

وأراد أن ينال منصب زعيم الطائفة لا أن يكتفي بمنصب شيخٍ آمن، ولتحقيق ذلك عمل بجد

وكان سونغ بانغ يعرف أنه معاق بعض الشيء في جانب الزراعة، فإن أراد تثبيت مكانه كان خياره الأول الزواج من شريك طريقٍ متميز

وما الذي يفتقر إليه جبل السيوف التسعة أكثر من غيره

الصيادلة

ولهذا شدّ رحاله إلى جبل المرجل السماوي غير مرة، آملًا أن يرتبط بإحدى التلميذات

لكن آماله خابت كل مرة، إذ كانت تلميذات جبل المرجل السماوي ينظرن إليه كما لو كان عاجزًا، ومهما حاول تليين قلوبهن لم يفلح في استمالة إحداهن لتكون شريكة طريقه

وبسبب قضائه وقتًا طويلًا مع تلميذات جبل المرجل السماوي، فإنه حين صادف شو يون التقط أنفُه عبير حبوبٍ مألوفًا خفيفًا يعلو جسدها

كما علم أن شو يون اشترت أعشابًا روحية من قبل، وهو ما أكّد ظنه بأنها صانعة حبوب

ولذلك كان أول ما أراد فعله أن يتزوج شو يون

فإن عجز عن الزواج بتلميذةٍ من جبل المرجل السماوي فسيسلك الطريق الأسهل بالزواج من ابنة عائلة شو

ومع العشبة ذات القلب الأسود والجمال بين يديه لن يزداد منصب والده كزعيمٍ لجبل السيوف التسعة إلا رسوخًا في المستقبل

ثم سيتمكن لاحقًا من التنافس على منصب زعيم الطائفة

لكن والده آثر أن يتأنّى في المسير إلى المقر الأسلافي لعائلة شو، وهو ما أقلقه إلى حد كبير، فحتى لو تزوج شو يون في النهاية، فإن من دون عشبة القلب الأسود لن يستطيع إصلاح محدودية موهبته واستعداده، وبالتالي لن يقدر على التنافس على منصب زعيم الطائفة