الفصل 149

الفصل 149: شيانغ شينغ، العظام القرمزية

المترجم: إندلس فانتسي للترجمة المحرر: إندلس فانتسي للترجمة

ببركة هالة السيد الحكيم، كانت سو شيان’ر والآخرون جميعًا منغمسين في حالة استيعاب

لم يكن من الصعب إتقان أساسيات تشكيلات المصفوفات

وبعد أن انتهى الشرح، بلغ كلٌّ منهم مستوى الإتقان الذي يناسبه

سلّم تشو شوان تقنية السيف الواصل إلى السماء كاملةً إلى دينغ يويه. كان قد أراد في الأصل أن ينتظر حتى يخترق دينغ يويه إلى مجال العالم السماوي قبل أن يعلّمه التقنية كاملة، غير أن إنجازات دينغ يويه الأخيرة في فهم طريق السيف سمحت له بعمل ذلك مبكرًا

وكذلك الأمر مع وانغ لوو

عادت سو شيان’ر ودينغ يويه إلى البعد الجيبي وحاولا نصب تشكيلات المصفوفات الخاصة بهما

أما وانغ لوو فبقي

لقد نال بعض الرؤى الجديدة حول كيفية استخدام تشكيلات المصفوفات لمساعدة صقل الحبوب، بل وحتى كيفية نقش تشكيلات المصفوفات في الحبوب لتحويلها إلى أسلحة يمكنها قتل الأعداء

أُعجب تشو شوان بأفكاره وأفاض عليه وقتًا ليشرح له المزيد عن استعمال تشكيلات المصفوفات والقيود

ثم عاد وانغ لوو إلى البعد الجيبي ليتأمل تعاليم تشو شوان

«بِنغفان، هل نلتَ أي رؤى»

نظر تشو شوان إلى تشو بِنغفان وسأله

كانت موهبة تشو بِنغفان فريدة. ورغم أنه بدا بليدًا غبيًا، فلم يكن شخصًا غبيًا

كيف لمن يملك موهبة زراعة الداو المتطرف أن يكون غبيًا

«نلتُ بعض الرؤى. السيف يعلو ويهبط. سيفي هو مصفوفتي، ومصفوفتي هي سيفي، وكل شيء هو سيفي»

أومأ تشو بِنغفان برأسه

«هل هناك ما لا تفهمه»

ربّت تشو شوان على رأسه

«قليلًا»

«تحدث إليّ عنه»

بعد أن أوضح تشو شوان بعض شكوك تشو بِنغفان، عاد الأخير إلى فضاء الكون ليتأمل ما استوعبه

«لقد لزمتَ العزلة 10 سنوات و3 أيام. مُنِحتَ صندوقًا من حبوب اللغز السماوي»

كانت حبوب اللغز السماوي حبوب زراعة لمجال العالم السماوي. وقد كان النظام كريمًا فمنحه صندوقًا كاملًا منها

وبعد أن خضع جسده لتحوّل وصار جسد الفوضى الذي لا يُدمَّر، ازداد استهلاك تشو شوان لحبوب اللغز السماوي. ولم يعد معدّل استهلاكه يُحتسب بعدد الحبوب بل بعدد القوارير

كانت سو شيان’ر والاثنان الآخران في البعد الجيبي وفضاء الكون، يستوعبون تشكيلات المصفوفات والقيود. وكان لكلّ منهم فهمه الخاص لكيفية استخدامها في القتال

وكان وانغ لوو يصقل حبوبًا خاصة. فلم يقتصر على استخدام الأعشاب الروحية موادَّ، بل استخدم أيضًا مواد متنوعة لينقش تشكيلاتٍ في الحبوب

كانت حبّته تشكيلَة مصفوفة

واتخذ دينغ يويه تقنية السيف الواصل إلى السماء أساسًا ليبتكر تشكيلته الخاصة من مصفوفات السيف

كما استخدمت سو شيان’ر رؤاها الخاصة لتصوغ تطبيقاتها لمصفوفات المصفوفات

كان تشو شوان مسرورًا. وكما يُتوقّع من خادمته وتلاميذه، فقد أدهشته مواهبهم حقًا، غير أنهم ما كانوا ليبلغوا ذلك لولا توجيهه

وقد أدّت هالة السيد الحكيم بطبيعة الحال دورًا عظيمًا

كان تشو بِنغفان يتمرّن على سيفه طوال الوقت. وحين سحب سيفه بدا كأن مصفوفة كبيرة قد أُلصقت به. ورغم أنه لم يكن كاملًا، فقد كان بدايةً حسنة وأساسًا لما سيبلغه مستقبلًا

وكان إلحاق المصفوفة بالسيف مجرد واحد من وسائل الهجوم لدى تشو بِنغفان. أما قوته الحقيقية فظلت كامنةً في تقنيات القتل المتطرف التي أتقنها

وليس من السهل دمج تشكيلات المصفوفات مع تقنيات القتل في الداو المتطرف. وعلى الأقل فإن تشو بِنغفان الحالي غير قادر على ذلك

مضت 3 أشهر أخرى

واصلت قوة تشو شوان الازدياد. وسرعان ما سيبلغ المستوى الثالث من مجال العالم السماوي

خارج مقاطعة تشو، كانت هيئةٌ ممدّدة على جبل موحش

كانت الثياب على جسده ممزقة مهلهلة. وكان جسده كله متفحمًا أسود، تنبعث منه رائحة احتراق

وكان شعره يرسل دخانًا أبيض فعلًا

فتح شيانغ شينغ عينيه وتفقّد حالة جسده، فلم يسعه إلا أن يزفر

لقد حدث ذلك مجددًا

في كل مرة يحدث فيها كان أسوأ من الموت

هذه المرة كان يستكشف آثارَ طائفةٍ قديمة مع شخصٍ ما. وعلى غير توقّع، تعرّض لكمين وكاد يموت. ثم تفاقم داؤه الغريب أيضًا. وظن أنه هالك لا محالة

لم يتذكر إلا أنه في اللحظة الأخيرة استخدم درعه النفيس ليصد الضربة القاتلة، وفَعّل من غير قصد مصفوفةً قديمة مجهولة في الأثر القديم. ثم فقد الوعي

كابد ليجلس

كانت على جسده إصابات بالغة، ولحمه شبه متفحم أسود. كما أن عقله وإرادته الروحية قد أصيبا إصابات معتبرة

أراد أن يُخرج حبوبًا طبية ليعالج جراحه، فاكتشف أنه فقد كيس الخزن الخاص به في مكان ما

ولم يبقَ معه سوى مطرقة صغيرة كان يُنمّيها في دنتيانه

تلك أداة صاغها بنفسه. وكانت المطرقة الأنسبَ له حين يتعلق الأمر بصقل الأسلحة

لكن من دون حبوب، كيف سيعالج تلك الجراح

إن لم يعالجها فسيضرّ بأساس زراعته، وستكون العواقب لا تُتصوَّر

نظر حوله فاكتشف أنه على تلة صغيرة

«آه»

فُجع شيانغ شينغ. لماذا كانت الطاقة الروحية هنا واهية إلى هذا الحد

أين بالضبط هو

كابد ليقف، فازدادت إصاباته سوءًا. وفي الوقت نفسه انبعث من عظامه فجأةً وهجٌ لافح كالنار

تغيّر وجه شيانغ شينغ. أيمكن أن داءه الغريب على وشك الاشتعال مجددًا

على حالته الراهنة، إن اشتعل الداء الآن فلن يقدر قطعًا على تحمّله

لا

لا يمكنه أن يجلس هنا ينتظر الموت

عضّ على أسنانه ووقف مترنّحًا. واشتد وهج الحرارة من عظامه أكثر، كأنها تُحرق بالنار

«آه»

لم يسعه إلا أن يطلق صرخة بائسة

تقشّر جزء من اللحم المتفحم على إصبعه، فبانت سلامية الإصبع. واكتشف شيانغ شينغ أن عظام أصابعه قرمزية بالفعل

كأن شعلة ما تشتعل في الداخل

«ما الذي يحدث بالضبط»

فهم شيانغ شينغ أن الداء الغريب الذي أُصيب به مرتبطٌ بحال عظامه القرمزية. لكنه لم يعرف ما نوع هذا الداء العجيب

أجهد فكره ونقّب في ذاكرته عمّا في السجلات القديمة من معارف، ومع ذلك لم يجد الجواب

لم تكن عائلة شيانغ عائلة صغيرة. بل لها تاريخ طويل وقوة عظيمة. وفي العائلة حتى خبير في مجال العالم السماوي

وهي أيضًا عائلة أرستقراطية متخصّصة في صقل الأدوات

كان ابنًا غير شرعي، وحين بلغ السنّ، اختبر الشيوخ في العائلة موهبته

لم يعرفوا هم أيضًا ما داؤه الغريب، لكن الشائعات عنه انتشرت في العائلة، ووصفه الكثيرون بالنذير المشؤوم. ونتيجة لذلك ظلّ دائمًا موضع تمييز ضده

لقد نُبِذ واحتُقر من أقرانه، ودُعي «وحش عائلة شيانغ» منذ أن وعى نفسه

نظر شيانغ شينغ إلى عظام أصابعه القرمزية وجثا واضعًا يديه على رأسه. واستعاد ما تعرض له من نبذ وازدراء منذ صغره. لقد قاسى شتى الإهانات، ولم يكن شيوخ العائلة يحبونه أيضًا

ولم يتلقَّ أي موارد للزراعة من العائلة. وكل ما لديه كان مما كسبه بنفسه. وحتى بين كلّ الأولاد غير الشرعيين في العائلة كان ترتيبه في الذيل

لقد ضاعت منه الحبوبُ الشافية التي كانت بحوزته. ولم يبقَ معه سوى مطرقة صغيرة صاغها بنفسه. ولم تكن قادرةً على حل مشكلته العاجلة

لقد صار حتى المشي مشكلة

أدرك شيانغ شينغ بحزن أنه قد لا ينجو من هذه المحنة. وأنه سيموت في هذا المكان المجهول

اعتبارًا من اليوم، سيختفي وحش عائلة شيانغ إلى الأبد

لم يتمالك شيانغ شينغ نفسه فبكى

فمنذ صغره كان عنيدًا. لم يعترف بالهزيمة يومًا ولم يَذرف دمعة

لكن هذه المرة بكى. كأنه يريد أن يفرّغ كل يأسه، وكل عدم رضاه، وحزنه وغضبه قبل أن يموت

وبينما كان يبكي بمرارة، ظلّ بعض اللحم المتفحم على جسده يتقشّر ليكشف العظام القرمزية تحتها

كانت تتوهج كحديد أحمر، وتبعث هالة حارقة

وبدت جثته كأنها تذوب تحت الهالة اللاهبة المنبعثة من عظامه. وقد كاد الألم الشديد أن يفقده وعيه

«هذه المرة، سأموت حقًا»

لو لم يكن قد أصيب إصابةً خطيرة إلى هذا الحد، ولو كانت الأدوية الشافية الثمينة ما تزال لديه، لما فقد شيانغ شينغ كل أمل. بل كان واثقًا بقدرته على النجاة من هذه المحنة

لكن لم يبقَ له شيء. ولا أحد حوله ليساعده في هذا المكان المقفر. ولم يعد قادرًا حتى على تحريك قدميه

نقر شيانغ شينغ على عظامه العارية. فأصدرت العظام المكشوفة صوتًا رنّانًا. واحترقت الأعشاب والأشجار التي لامست العظام على الفور