الفصل 141

الفصل 141: إنشاء عالم الحظ الغامض

كان الدليل السري قد أُعِدَّ، وكانت مقلباته جاهزة للتنفيذ

أما عن احتمال وجود أحمق سيؤذي نفسه فعلًا بعد قراءة الصفحة الأولى، فلم يهتم تشو شوان بذلك

وبالطبع، إن حدث ووقع أحمق في ذلك، وحتى يشجّع الطرف الآخر على الاجتهاد، فسيترك تشو شوان له بصيص أمل، موضحًا أن إتقان هذه التقنية في الزراعة سيسمح له باستعادة ما فُقِد من جسده

وهكذا، حتى لو أَساء أحدهم إلى نفسه، فسيسعى بطبيعة الحال إلى استعادة ما فقد، فيزرع بعزيمة، ويعمل أكثر من أي إنسان آخر

أما المواد النفيسة الأخرى القادرة على تجديد الأطراف والأعضاء، فسيبحث عنها ذلك الشخص بنفسه

كانت مثل هذه المواد النفيسة نادرة للغاية، وليس من السهل العثور عليها

كما يلزم أن يكون المرء قويًا جدًا للحصول عليها

فكّر تشو شوان أيضًا أنه لو دخلت امرأة إلى عالم الحظ الغامض، فقد تتجاهل الدليل السري ظنًا أنه مخصص للرجال

وإن لم تُكمل القراءة فستفوّت التقنية، وعندئذٍ لا يُقال إلا إن حظّها لم يسعفها

بعد إعداد الدليل السري، بدأ تشو شوان تجهيز الأدوات

أولًا، لا بدّ من وجود أداة عظمى

فإن خلا الداخل من أداة عظمى، فلن يستحق اسم عالم الحظ الغامض

أعد سلاحًا فريدًا لحامل نص طرد الشر للروحانيين ذوي العمر الطويل

إبر تطريز

تحمل كل إبرة خيطًا رفيعًا، وعددها 9000 إبرة، وهي مجموعة مكتملة

كلما ارتفع مستوى الزراعة، أمكن استخدام عدد أكبر من إبر التطريز

وتنتمي هذه المجموعة من إبر التطريز إلى المستوى السماوي

أما الأدوات العظمى الأخرى فترك خنجرين طويلين نحيفين

وبالإضافة إلى إبر التطريز ذات المستوى السماوي، صاغ تشو شوان مجموعة من الخناجر الرفيعة من درجة الإمبراطور

وبعد تجهيز الأدوات، وضع أيضًا حبوبًا دوائية وما شابه داخل العالم الغامض

أولًا، كانت هناك حبوب للشفاء

فمن دخل عالم الحظ الغامض مصادفة قد يكون مطاردًا ومصابًا

لذلك كانت حبوب الشفاء ضرورة

وأدنى ما وفره من جودة كان أيضًا من درجة الإمبراطور

كان وانغ لو قد صقّ عددًا لا بأس به منها، فأخذ تشو شوان مباشرة بضع قوارير، وشملت كل أنواع حبوب الشفاء، بما فيها ما يداوي إصابات الروح، والإصابات الذهنية، والإصابات الروحية

وأعدّ قارورة حبوب قادرة على شفاء الضرر الذي يصيب أساس المزارع

كما أعد ثلاث حبات دوائية يمكنها رفع الموهبة والاستعداد الفطري

وأعدّ أيضًا بعض الكنوز السماوية والأرضية النادرة نسبيًا

تفحّص تشو شوان مرة واحدة ليتأكد أنه لم ينس شيئًا، ثم حشا كل ما أعدّه داخل عالم الحظ الغامض

وبينما يمسك عالم الحظ الغامض على كفه، نظر تشو شوان حوله وفكّر أين ينبغي أن ينصبه

ثم استقر رأيه، فسيضعه عند الحدود بين الإقليم الجنوبي والأقاليم الأخرى

فهناك سلسلة جبال شاسعة، وفيها كل صنوف القيود والحواجز

وبعد أن تُستعاد قوانين السماء والأرض في الإقليم الجنوبي، سيغدو عبور الأقاليم الأخرى ممكنًا، علاوة على أن بعض من أسخطوا أعداءهم وتعرضوا للمطاردة غالبًا ما يفرّون إلى الجبال

لنضعه إذًا على الحدود مع الإقليم الشرقي

حسم تشو شوان قراره

لوّح بيده فاندفع عالم الحظ الغامض إلى السماء واختفى عند الأفق

وبعد تفعيل عالم الحظ الغامض يمكن وضعه في الموضع الموافق لإرادة تشو شوان

ولا حاجة لذهاب تشو شوان بنفسه ولا لإرسال أحدٍ لذلك

في سلسلة الجبال الشاسعة عند حدود الإقليم الجنوبي مع الإقليم الشرقي، كانت القيود في كل مكان، والمخاطر تملأ الأرجاء، والوحوش الشيطانية تعيث فسادًا

وكلما توغّل المرء زادت الخطورة وكثرت القيود

بل كانت ثمة وحوش شيطانية في عالم الإمبراطور هناك

وفضلًا عن ذلك كانت الطاقة الروحية في أعماق الجبال فوضوية ومفعمة بكل أنواع الأخطار، بل يحجبها أيضًا مصفوف قديم

وبسبب هذه الأخطار كان العبور عبر الجبال إلى الأقاليم الأخرى شبه مستحيل، ولهذا مات عدد لا يُحصى من خبراء نصف خطوة إلى عالم الإمبراطور في الإقليم الجنوبي وقد أدركهم الهرم لأنهم لم يستطيعوا مغادرته

أما الممرّ المؤدي إلى الخروج الآمن من الإقليم الجنوبي فكان محروسًا بسرية كبيرة، ولم يخلُ هو الآخر من المخاطر

وكان معروفًا أن أأمن طريقة لمغادرة الإقليم الجنوبي هي التواصل مع برج القمر الأسود وتكليفهم بمهمة مرافقتك إلى خارج الإقليم الجنوبي

كان برج القمر الأسود يسيطر على ممر آمن نسبيًا للخروج من الإقليم الجنوبي

لكن عمولة ذلك مرتفعة للغاية، وقليل هم الخبراء القادرون على دفعها

ومتى غادروا الإقليم الجنوبي لم يعد أحد، وحتى إن أرادوا العودة فسيكون ذلك بالغ الصعوبة، كما لا يُسمح لمن بلغ عالم الإمبراطور بدخول الإقليم الجنوبي

ولذا بقي حال الأقاليم الخارجية مجهولًا لدى القوى والخبراء في الداخل

ونظرًا لخصائص الجبال الشاسعة في مناطق الحدود للإقليم الجنوبي، قصدها عدد لا يُحصى من الخبراء

وخاصة المزارعين الذين أسخطوا الفصائل الكبرى وتعرضوا للمطاردة، إذ يخاطرون بدخول الجبال الشاسعة اتقاءً للأسر

ومع مرور الوقت ظهرت منظمات شيئًا فشيئًا في الجبال الشاسعة على الحدود لحماية المزارعين الفارّين

شعاع من الضوء انطلق عبر السماء

وفي لحظة وصل إلى الجبال الشاسعة عند الحدود بين الإقليم الجنوبي والإقليم الشرقي

ثم هبط الشعاع

دويّ

ظهر قصر قديم لبرهة قصيرة، وتألق ببريق باهر

وبعد أن غاص في الأرض اختفى بلا أثر

في أعماق السلسلة الجبلية، قرب حدود الإقليم الشرقي، كانت هناك بقايا لمصفوفات حواجز وقيود قديمة، لكنها لم تستطع إيقاف الشعاع

ولم يلحظ ذلك سوى قلة من الوحوش الشيطانية، أما غيرهم فلم ينتبه إلى شيء

جاءت الوحوش الشيطانية تستكشف ثم لم تجد شيئًا

بعد أن نصب تشو شوان عالم الحظ الغامض، لم يبقَ إلا أن ينتظر صاحب النصيب ليدخله ويجد الكنوز والفرص العظيمة التي وضعها بداخله

وبعد أن تُلتقط الكنوز سيسترجع عالم الحظ الغامض

لم يعد يبعد كثيرًا عن العالم السماوي، وفي الأيام التالية واصل تشو شوان الزراعة بكل ما أوتي من جهد، وكان يرشد مو لوانتيان أحيانًا

لا يدري أهو مجرد شعوره، لكنه أحسّ أن ثمة أمرًا غير مريح في مو لوانتيان، فالأخير راهب بثوب أبيض ذو سمت استثنائي بلا ريب

ومع ذلك فهناك شيء يسير يوحي بالشيطنة فيه

وفوق ذلك كان ينشد نصوصًا بوذية مكرمة ويكرّر بعض كلمات تشو شوان، وأحيانًا يبدو وكأنه يدخل في حالة إدراك

لكن تشو شوان لا يعرف ما الذي أدركه بالضبط

حتى الآن لم يخرج مو لوانتيان لينشر التعاليم البوذية، بل انصرف إلى التركيز على الزراعة وفهم التعاليم البوذية وممارسة التقنيات العظيمة

ولم يُبدِ تشو شوان اعتراضًا على ذلك

فمو لوانتيان ليس قويًا بما يكفي بعد

وحين يبلغ المستوى التاسع من عالم الحقيقة سيخرج ليتدرّب ويُراكم أساسه ويُعمّق فهمه ويستعدّ لاجتياز الاختراق إلى عالم الإمبراطور

هذا الراهب لا يتصرّف كما ينبغي، هل أساء فهم بعض كلامي تمتم تشو شوان

وبين مراقبته مو لوانتيان شعر أنه لا بدّ أن ثمة سوء فهم في مكان ما، وكان الأجدر ألا ينطق بتلك الكلمات من الأصل ليضلّله

ثم نظر إلى دينغ يويه، فعلى الرغم من أن ذلك الشاب لم يعد يتصرّف على النحو السابق، فما زال الأمر غير مُرضٍ

بات يخشى التعرّض للضرب، فلم يَعُد يجرؤ على استخدام سو شيانر لصقل قلب سيفه ورفع مستوى طريق سيفه

واختار بدلًا من ذلك أن ينحت بضع تماثيل لنساء ويضعها حول موضع زراعته، وكان يتمتم أحيانًا: رؤية المرأة امرأة، ورؤيتها ليست امرأة، ورؤيتها امرأة… بدأت أفهم

استاء تشو شوان، فهذا التلميذ ميؤوس منه، وما كان ينبغي أن يبالغ في خداعه حينها

وما زاد استياءه أن وانغ لو انحرف مؤخرًا

فمن وحي خاطر، سأل دينغ يويه مرةً وانغ لو أن يصوغ له حبّة وهم، وبعد ابتلاعها استعمل كثرة الأوهام ليصقل حالته الذهنية سعيًا لاجتياز المرحلة الثالثة من طريق السيف

وعندما تلاشت الأوهام علاه وجه جاد

لقد ظهرت امرأة في الأوهام، ما زلت غير قوي بما يكفي