الفصل 104

الفصل 104: فقط متْ بالفعل

هرع زعيم عائلة لوو والشيوخ ليفحصوا حال تشين يينغ، وقد أفزعهم أن تكون قد فقدت صوابها حقًا

وفي الوقت نفسه، صُنّف أمر رغبة تشين يينغ في أن تصبح رجلًا كسرّ من الدرجة الأولى، ومُنع كل من حضر من تسريب هذه المعلومة

ولحسن الحظ، هم وحدهم من سمعوا ذلك، لذا لم يخافوا من تسرّب الخبر

وفي النهاية اتفقوا جميعًا على أن سبب طرح تشين يينغ فكرة كهذه، التي لا تُصدَّق، هو أنها لا تكاد تخالط الرجال أصلًا

وكان كل ذلك لأنهم ظنّوا أنها فضولية تجاه الرجال فحسب

فقد كانت تشين يينغ دائمًا مركِّزة على الزراعة الروحية

وبسبب ذلك، علّمتها والدة لوو خصيصًا الفروق بين الرجال والنساء، وحتى إنها خصّصت بضعة رجال وسيمين لساحة دار تشين يينغ الصغيرة

كان الغرض أن تختلط بالرجال وتعتادهم

جاء ابن عمّه، تشو يوانباي، متحمسًا

كان تشين يينغ على وشك الانهيار، وندم بشدة على تلفّظه بتلك الكلمات

فرك تشو شوان ذقنه

…

«تحويل امرأة إلى رجل؟»

«ألن يكفي إجراء جراحة تغيير الجنس؟»

لكنّه تذكّر أن هذا عالم الزراعة الروحية، وأن زراعة المقاتلين مرتبطة بالطريق العظيم. وهناك قول إن الين واليانغ يحددهما العالم السماوي، ومن يعارض هذا النظام ينال العقاب

بمعنى آخر، إن حوّلت نفسها إلى رجل فسيرفضها الطريق العظيم، وقد تحل بها كارثة، وفي النهاية لن تعود قادرة على فهم الطريق العظيم

الروح في الحقيقة جسد مكثّف للإرادة، ومنطقيًا يكون نوع الروح مطابقًا للجسد

أي إن من تولد امرأة، حين تُكثِّف روحها، يستحيل أن تعتقد أنها رجل بدلًا من امرأة

كانت تشين يينغ استثناءً؛ ففي حياتها السابقة كانت رجلًا، وروحها أيضًا روح رجل، أما في هذه الحياة فجسدها جسد امرأة

تملّكه الفضول: حين كثّفت روحها عند الولادة، هل تحددت بوصفها روح رجل أم روح امرأة

بل هل ظلت طوال الوقت في حالة روح رجل من حياتها السابقة

وبالنظر إلى حال تشين يينغ، بدا أنها خضعت لبعث كامل لا لتجسّد بسيط لروحها؛ كان بعثًا حقيقيًا اندمجت فيه روحها مع سلالة عائلة لوو

ولو أن روحها زُرعت في لوو يينغ عند الولادة، لما أمكن أن تخفى على خبراء عائلة لوو

ففي هذه الحالة، هل هي روح ذكر أم روح أنثى

أكانت ذكريات ووعي حياتها السابقة يدفعانها إلى إنكار الواقع

أفربما كثّفت روح أنثى بالفعل

هذا أمر لم يكن لدى تشو شوان عنه أي معرفة

أوقف تشو شوان عمل مرآة السماوات العديدة، فقد ظل يراقب تشين يينغ طويلًا، ما استهلك قدرًا كبيرًا من القوة الروحية

ابتلع سريعًا بضع حبوب ليُعيد ما فقده من القوة الروحية

وخلال الفترة التالية، أمضى تشو شوان معظم وقته في مراقبة تشين يينغ

ولم يعد مهتمًا بمعلومات برج القمر الأسود، ولم يستدعِ سو شيان إر لإخطاره بما يجري من أمور تافهة في الإقليم

كيف لأحداث الإقليم الجنوبي أن تكون أمتع من متابعة يوميات تشين يينغ

ذهبت تشين يينغ مرة أخرى إلى مستودع نصوص العائلة لتبحث عن تقنيات صقل الجسد، غير أن ما وجدته كله كان ذا طبيعة لينة

كانت كلها تقنيات صقل جسد تناسب النساء، وإن واصلت زراعتها فبالإضافة إلى تقوية الجسد ستجعل هيئتها أشد إغراء

وفوق ذلك ستُبرز سحر المرأة

لم تستطع أن تجد تقنية صقل جسد واحدة متوحشة عنيفة

اسودّ وجه تشين يينغ

ومنذ اكتشاف نيتها في أن تصبح رجلًا، أخفى زعيم عائلة لوو كل تقنيات صقل الجسد ذات الطابع الوحشي العنيف

واستبدلها بتقنيات صُممت خصيصًا للإناث لصقل أجسادهن

بل وتكلف جمع عدد غير قليل من هذه التقنيات من العالم الخارجي، مثل هيئة الماء، وهيئة الأفعى عديمة العظام، وما إلى ذلك

عادت تشين يينغ إلى ساحة دارها

وكان ذلك الكلب العجوز، تشو يوانباي، قد جاء يضيّق عليها

قال: «يا ابنة العم، هنا لبن يشم شديد الصفاء. له أثر عجيب في صقل الجسد، ويمكنه أيضًا أن يجعل بشرتك ناعمة بيضاء وتفوح بعطر آسِر»

قبضت تشين يينغ قبضتيها بقوة، واحمرّ وجهها، وارتجف جسدها قليلًا من شدة الغضب

«تبًّا لهذا»

«لا أريد بشرة بيضاء ولا رائحة آسِرة، أريد أن أكون شرسة، قاهرة، لا تلين»

صرخت: «اخرُج… اخرُج من هنا»

قال: «يا ابنة العم، لا تغضبي هكذا. هذا حقًا يجعل بشرتك بيضاء وجميلة»

ولم تفارق عينَا تشو يوانباي تشين يينغ، وقال بانفعال: «يا ابنة العم، تبدين جميلة جدًا حين تغضبين»

استشاطت تشين يينغ غضبًا؛ كانت تكره هذا الوضيع تشو يوانباي أكثر من أي أحد

ولو قدرت على مجابهته لقتلته بضربة من حربتها الفأسية

سأل تشو يوانباي بمودّة: «يا ابنة العم، هل تتزوجينني؟ إن استطعت الزواج منك، فليكن نسب الطفل على اسمك، ويمكنني أنا أيضًا أن أغيّر لقبي إلى لقبك، ما دمتِ توافقين على الزواج بي»

بقي تشو شوان بلا تعليق؛ أليس تشو يوانباي هذا ملك المتودّدين

اصفرّ وجه تشين يينغ من الغيظ، وارتعش بدنها الرقيق، وعلت أنفاس صدرها وهبطت بعنف

وكانت عينا تشو يوانباي مفتوحتين على أقصاهما، لا يرمش منتظرًا جوابها

«أفٍّ، فقط متْ بالفعل»

رفعت الحربة وهاجمت تشو يوانباي بضراوة

كان هذا محبطًا للغاية

«أنا، تشين يينغ، رجل بطول ثمانية أقدام وبهامة، كنت قويًا على نحو استثنائي آنذاك، والآن صرتُ امرأة رقيقة»

«في الماضي، كان زئيري وصياحي يرهبان أعدائي، أما الآن فأخشى حتى أن أفتح فمي وأتكلم»

كان مكروبًا جدًا؛ يخشى أن يأتي يوم يشعر فيه فعلًا كأنه امرأة ويقع في حب رجل

وحين تخيّل هذا المشهد، سرت قشعريرة في ظهر تشين يينغ

ولوّح بحربته وطارد تشو يوانباي حتى خارج حدود عائلة لوو

لقد أُغضبت تشين يينغ حقًا إلى حد الجنون

ذلك الوغد تجرأ أصلًا على البوح بحبه له

وأنا أيضًا رجل

تابع تشو شوان المشهد بمتعة؛ إذ لم يتوقف تشين يينغ عن مطاردة تشو يوانباي، ويبدو أنه لن يهدأ حتى يقتله

وحين أوقف مرآة السماوات العديدة، غاص تشو شوان في تفكير عميق؛ لقد ذكّره هوس تشين يينغ بالبحث عن تقنية صقل جسد قوية بأنه أهمل أهمية صقل الجسد

كان جسد تشو شوان قويًا بطبعه، ولا يحتاج إلى صقل متعمد، وفوق ذلك فقد أدرك بالفعل تقنيات كثيرة لصقل الجسد

وبالمقارنة في قوة الجسد، لا أحد في المستوى نفسه يستطيع مجاراته

لكن فكر تشو شوان في دينغ يويه ووانغ لوو، تلميذيه

لقد نقل إليهما بالفعل تقنيات زراعة متوافقة معهما تبرز موهبتهما وإمكاناتهما على أكمل وجه

كما أعطاهما تقنية لزراعة الروح

ولم يبقَ إلا تقنية صقل الجسد

وبصفتهما تلميذيه، ينبغي أن يكونا قويين في كل جانب، فكيف ينقصهما صقل الجسد

ولا ينطبق هذا على سو شيان إر؛ فبدن قمرها العظيم الغامض استثنائي أصلًا، وبعد زراعة تعويذة القمر العظيم الروحية ستكون قوتها الجسدية بلا شك من بين الأعلى في المستوى نفسه

لذا ليست بحاجة إلى تلقين خاص لتقنيات صقل الجسد

تفقّد تشو شوان تقنيات صقل الجسد التي يملكها، فوجد اثنتين تناسبان دينغ يويه ووانغ لوو

ثم استدعى وانغ لوو ودينغ يويه

كان دينغ يويه يستعد لاختراق عالم الحقيقة، بينما كان وانغ لوو يستعد لاختراق عالم الفراغ

وقد أمضى الاثنان سنوات في البعد الجيبي وهما يزروعان

«سيدي المعلم»

«اليوم سأعلّمكما تقنيات صقل الجسد»

ابتهج دينغ يويه ووانغ لوو؛ فكثيرًا ما خطرا لهما أنه، باستثناء قوة جسديهما، يصعب أن يجدا في مستواهما من يضاهيهما

فكل ما يزرعانه من تقنيات استثنائي

والآن، إن زرعا تقنيات صقل الجسد التي سيعلمهما إياها المعلم، فإلى أي حد مرعب ستصير قوتهما الجسدية

من المحتمل أن حتى الخبراء المتخصصين في زراعة الجسد لن يستطيعوا مجاراتهما

جثا الاثنان باحترام قائلين: «شكرًا لك يا معلم»

سألت سو شيان إر بقلق: «سيدي، وماذا عني؟»

قال: «أنت لست بحاجة إلى ذلك. بدن قمرك العظيم الغامض استثنائي بما يكفي، ثم هل تريدين أن تصبحي جميلة مفتولة العضلات؟»

رمقها تشو شوان بنظرة

قالت: «إذًا لا»

وما إن تخيّلت سو شيان إر نفسها مُعضّلة مفتولة في الزراعة، حتى ارتجفت وقشعرّ بدنها